محمود درويش وحرب الأيام الستة في غزة، بقلم:تيسير مشارقة
تاريخ النشر : 2007-06-18
محمود درويش وحرب الأيام الستة في غزة، بقلم تيسير مشارقة

بقراءة لما كتبه محمود درويش في نصه ، الشعري مذكراته" أنت، منذ الآن، غيرك " الذي نشرته الصحف العربية يوم 18/6/2007 ، نكتشف التقطيع السينمائي والتكثيف البصري والمشهدي لأحداث الأيام الستة في غزة.

ما أشبه اليوم بالأمس. إسرائيل نكبت الفلسطينيين بقيامتها العام 1948 خلال ستة أيام، وهزمت الفلسطينيين والعرب في ستة أيام العام 1967 وسقطت غزة بأيدي حركة حماس في ستة أيام العام 2007 .

ماللفلسطينيين والرقم 6 مع العلم أن الله خلق الدنيا في سبعة أيام؟

هذا التساؤل لم نجد له إجابة إلا في قصيدة (نص) محمود درويش الأخير حين قال:

هل كان علينا أن نسقط من عُلُوّ شاهق، ونرى دمنا على أيدينا... لنُدْرك أننا لسنا ملائكة.. كما كنا نظن؟

***

وهل كان علينا أيضاً أن نكشف عن عوراتنا أمام الملأ، كي لا تبقى حقيقتنا عذراء؟

***

كم كَذَبنا حين قلنا: نحن استثناء!

كذلك، تحدث الشاعر الكبير عن " دُونيّة المُتعالي، وغطرسة الوضيع!" ويقصد بها ربما (السنوبيزم) التي يأتي تعريفها في قاموس المورد كالتالي:الشخص الذي يتعالى على قومه من خلال التظاهر بأنه من طبقة نبيلة بينما يتواضع (أو بتعبير أدق ) يصبح وضيعاً مع من هم من غير ملته وهويته وعائلته وطبقته. والمصطلح الانكليزي لكمة (السنوبيش) يعني (النفـّاجية) بالعربية الفصيحة .

والنفاجون كثر في العالم العربي وظهر منهم في صدر الإسلام (ابو سفيان) الذي كان يحب الفخر وهذا ما ورد في قصيدة درويش :

لولا الحياء والظلام، لزرتُ غزة، دون أن أعرف الطريق إلى بيت أبي سفيان الجديد، ولا اسم النبي الجديد!

***

ولولا أن محمداً هو خاتم الأنبياء، لصار لكل عصابةٍ نبيّ، ولكل صحابيّ ميليشيا!

***

أعجبنا حزيران في ذكراه الأربعين: إن لم نجد مَنْ يهزمنا ثانيةً هزمنا أنفسنا بأيدينا لئلا ننسى!


مختصر البحث عن المعنى في القصيدة ، أن الشاعر الفلسطيني العربي الكبير تحول من القصيدة الطويلة الى القصيدة القصيرة المختصرة والمكثفة التي تحتوي على مقاطع قصيرة أشبه بالأمثال والحكم والأقوال المأثورة.

والخلاصة أيضاً هي أن محمود درويش في قصيدته المختصرة يتماشى مع متوالية الأيام الستة التي راح ضحيتها الأرض والإنسان على مدار عدة نكبات. فعلى الأرض الفلسطينية تختصر الحروب والهزائم ، في عدة أيام لا تزيد عن أصابع اليد الستة.

[email protected]