قبة الهولوكوست في موسم حجيج الرؤساء!بقلم:تيسير نظمي
تاريخ النشر : 2006-02-23
قبة الهولوكوست في موسم حجيج الرؤساء!بقلم:تيسير نظمي


قبة الهولوكوست في موسم حجيج الرؤساء!

كتب تيسير نظمي

أطلق عليها الأحفاد الناجون اسم «قاعة الأسماء» وهي عمليا تضم أسماء وصورا لمن تم العثور لهم على صور ضمن مشروع يبدو سيظل متحفا اسرائيليا لضحايا النازية من اليهود فقط! وتحديدا ضحايا المذبحة او الهولوكوست وهي المفردة الانجليزية التي باتت حكرا على ضحايا النازية من اليهود ضمن ممارسات فاشية ونازية بالذبح والإبادة على الهوية!! الحركة الصهيونية لم تقصر بل ظلت على الدوام تذكر الهويات والجنسيات الأخرى بتلك المأساة التي رأى روجيه غارودي ان المبالغة في أعدادها غير صحيح تاريخيا ورأى مفكرون وكتاب آخرون أن المسألة باتت صناعة صهيونية عالمية ومثال ذلك كتاب صدر قبل سنوات بعنوان «صناعة الهولوكوست» وتذهب الكتب الروسية الشيوعية التي صدرت حول هذه المسألة إبان الحقبة السوفياتية إلى أن قادة الحركة الصهيونية الأوائل كانوا على علم بما يدبره أدولف هتلر وأنهم صمتوا عن هذه المؤامرة لخلق جيل في الدول الأوروبية تضطره الهولوكوست ان ينخرط في صفوفها وأن يقبل بالأساطير المؤسسة للصهيونية وضرورة العودة الى «أرض الميعاد» والتي ليست سوى فلسطين! القاعة التي بات يحج إليها كل رئيس أوروبي مع تأدية لطقوس ومراسيم توراتية ويهودية مثل ارتداء القلنسوة والترحم على الضحايا تم تشييدها على شكل قبة وثبتت عليها عشرات الصور للضحايا على ارتفاعات تجعل الداخل إليها لا يراها إلا مرفوع الرأس كأنه يتابع أرواح الضحايا محلقة في السماء. وكان وزير خارجية المانيا - في عهد المستشارة أنغيلا ميركل، أول من يدخل هذه القاعة في زيارته الأخيرة لاسرائيل.

وتظهر له صور وهو يقوم بتأدية المراسيم اللازمة. نضيف الى ذلك الأجواء النفسية التي تحيط بالداخل إليها مثل وضعه في جو عقدة الإحساس بالذنب وكأنه مسؤول بشكل أو بآخر عن تلك الجريمة. رئيسة وزراء لا تفيأ أيضا كانت ثاني من يظهر له صور وهو يزور تلك القاعة التي تعيد الى الذاكرة كتبا وروايات تم تأليفها حول معسكرات الاعتقال النازية مثل رواية اليهودي البريطاني ليون اوريس QB7 التي كتبت عنها ذات مرة والمتعلقة بمعسكر جادويغا والتي وزع منها ما لا يقل عن عشرين مليون نسخة في أوروبا. أما الفلسطينيون فإن المذابح التي تعرضوا لها لم يقم اخوتهم العرب والمسلمون بأية مبادرة لعمل شيء بسيط يذكر بها، ولو مجرد خيمة! وليست قاعة باتت تحظى بالأهمية التي تفوق اهمية دور العبادة. فقاعة الهولوكوست الاسرائيلية باتت اليوم أهم من أي كنس يهودي في حين ظلت القدس لدى الفلسطينيين من اهم وأقدس دور العبادة لديهم حيث المسجد الأقصى «أولى القبلتين وثاني الحرمين» ومنذ الرسوم المسيئة لرسولهم وهم يصلون في الشارع على مقربة من الأقصى ولا يسمح لضيوف دولتهم إن هم أرادوا بزيارة قبابهم - على افتراض ان الدولة ستقوم! فهل يلاحظ القارئ التحولات الحثيثة على ارض الواقع وأن الكلام يظل مجرد كلام او دعاء، لأمتنا بالنصر ولحكامنا بالسداد والتوفيق!

وهل يتذكر من يقرأ التاريخ ماذا كان موقف مفتي فلسطين الحاج أمين الحسيني وماذا كان موقف عصبة التحرر. إله الكنعانيين الأوائل «ائيل» هو وحده الذي يذكر!

www.nazmi.org