أخي وأختي لمن نشكو ..بقلم يسرى محمد الرفاعي
تاريخ النشر : 2015-09-30
أخي وأختي لمن نشكو ..بقلم يسرى محمد الرفاعي


أخي وأختي لمن نشكو
أخي وأختي كيف نشكو ولمن نشكو
وجهلهم من ساهم في نزف الجراح
وتآمرهم من حفر في قلب الأقصى كهوفا
وساهم في الهجرة من الآوطان
أخي وأختي لمن نشكو
الظلم والظلام وقسوة الجلاد
وهم القاضي والجلاد
أخي وأختي لمن نرفع الاكف
ليرفع الظلم عن رقابنا ويكسر القيود
ويخفف حلكة الليل عن عيوننا
ويغسل من القلوب الحقد والسواد
سوى الواحد القهار
ارفعوا أيديكم وادعوا وأنتم في كامل قواكم العقلية
قبل أن تفقدوا الأصوات وتفقأ العيون
وتقصقص الألسن بمقص الرقيب ويسكنكم الجفاء
جميعهم يحاول كسرنا وتمزيق الآحشاء
أقصانا بات يئن أنين الأم الثكلى
واليتامى يسكنون بلا مأوى تحت جنح الظلام
قالوا نصبنا لهم الخيام على مشارف الطريق
من حولهم حدائق غناء
ورفعنا عنهم الظلم و الحدود
ولم يعلموا أنها خيام العزاء
وأاسقوهم من كفهم مرالعذاب وعلقم الأيام
أخي وأختي لمن
نشكو ظلمهم وقهرهم
وإشتعال النيران في الأحشاء
ونحن نعلم أن الشكوى لغير الله مذلة
إرفعوا الأكف وأنتم موقنين
أنه بعد الظلم والظلام
سيبزغ نورالحق
ويأتي الصيف حاملا بين أحضانه
سنابل القمح والريحان
لتطفيء غضب الروح وتهدأ الأوجان
أخي وأختي لمن نشكو
وأيديهم من أشعلت النيران في اكباد أطفالهم
وأذابت الملح في مآقي العيون منذ أزمان
أخي وأختي لمن نشكو
نيران الحنين وشوق الهجرة والبعد عن الخلان والأوطان
وهم من نصب لنا شباك الصيد وقصقص الآجنحة بالخذلان
لمن نشكو البعد عن الأقصى والقدس لنعيش خارج الآوطان
باتت أسماؤنا بلا القاب وعيوننا بلا بسمة عبر الزمان
هجرونا من أوطان التين والزيتون
ولم يعلموا أن الجذور ما زالت ممتدة في عيون الآعداء
ولو الجميع اشبعونا بالخذلان
أخي وأختي لمن نشكو
ظلم السنين وظلم الليالي السوداء
سلبونا بيوتنا وحقولنا الخضراء
ولم يتركوا لنا سوى جبال من حجارة بيوتنا
تراقب الآوضاع
كنا نستظل بشموخها وعزها
ونعيش على قمحها
ونحتسي البسمة من نور شمسها
تركونا نتسول على ابوابهم لقمة العيش وهم سعداء
متناسين أننا أصل شموخهم وعزهم
ومن علمهم كيف يكون الكبرياء
وكيف رسمنا البسمة على شفاه السماء
ولولانا ما كبروا ولا اأصبحوا كتابا وعلماء
أخي واختي لمن نشكو
جفائهم وقسوة قلوبهم وتمزيق الأحشاء
وأقصانا تجرع منهم المر وحنظل الأيام
فقط أرفع بصرك للسماء وناجه
ربي خلصني من ساستنا
وكل من كان له يوما يدا
في إغتصاب الأقصى وزهرة المدائن
وانت موقن بأن الله لن يقبل الظلم للعباد والآوطان
أخي واختي لمن نشكو
قسوة الآعداء وتعجرف بني صهيون
وتأمر بني جلدتي على زهرة المدائن وأقصانا منذ ازمان
ارفع الأكف فقط وانت موقن أنه غدا
سيعود لنا االحقل والمحجر
والطابون ونأكل فطيرة الزيت والزعتر
ونجني القمح والزيتون
ونرتوي من عصائر بيارات البرتقال والليمون
ونهرول بحرية في شوارع الوطن
نسابق نسمات الفجرعلى ضفاف النبع والغديربكل أمان
سنعود لنرتع في أمجاد أجدادنا
بكل فخرواعتزاز وبهاء
أخي وأختي لا تنسوا
أن العيون ستؤرخ بدمعها كل تلك الآلام والأحزان
وتنقش الفرح على جبين الشمس
وصدرالقمربدماء الشهداء

بقلم / يسرى محمد الرفاعي
سوسنة بنت المهجر