قرارات حلف الناتو: داعش وأبعاد الحرب القادمة بقلم:د خالد ابو الخير
تاريخ النشر : 2014-09-11
  قرارات حلف الناتو: داعش وأبعاد الحرب القادمة
د خالد ابو الخير

حلف الناتو يقر في ويلز بالأمس بدء العد التنازلي لحرب جديدة في العراق وسوريا وقد تصل الى لبنان بأسلحة أوربية وتمويل خليجي.
تابعت باهتمام وخوف شديد اجتماع ثم نتائج اجتماع حلف شمال الأطلسي الناتو في نيو بورت ويلز والتي حضرها رؤساء حلف الناتو بالاضافة الى عدد من المدعوين وخرج الاجتماع بنتائج كارثية لمستقبل المنطقة أراها كمحلل سياسي ستغير كثيرا من موازين القوى في المنطقة العربية وستدفع دول الخليج بعد الطفرة الاقتصادية خلال السنوات الخمس الماضية الى انكماش اقتصادي نتيجة حجم الفاتورة التي ستدفعها اذا تمت الحرب للدول الموافقة على دخول الحرب بالنيابة عن العراق والدول الخليجية لحرب داعش
ابعاد المشكلة من الناحية السياسية
نص ميثاق تأسيس حلف الناتو عام ١٩٤٩ على انه منظمة حلف شمال الأطلسي (بالإنجليزية: North Atlantic Treaty Organisation) اختصاراً "الناتو" (بالإنجليزية: NATO) هي منظمة تأسست عام 1949 بناءً على معاهدة شمال الأطلسي التي تم التوقيع عليها في واشنطن في 4 ابريل سنة 1949. ويوجد مقر قيادة الحلف في بروكسل عاصمة بلجيكا.
والدور الرئيسي لهذا الحلف هو حراسة حرية الدول الأعضاء وحمايتها من خلال القوة العسكرية، وليس شرطي العالم كما تريد امريكا اليوم ويلعب دوره من خلال الأزمات السياسية، وكل الدول الأعضاء فيه تساهم في القوى والمعدات العسكرية التابع له ما ساهم في تحقيق تنظيم عسكري لهذا الحلف.
وهناك دول ذات علاقات ممتازة بحلف الناتو إلا أنها ليست جزءاً منه رسمياً وتعرف بالحلفاء الرئيسيين لحلف الناتو (Major non-NATO ally) وكان ذلك واضحا في حرب الخليج الثانية والثالثة وقوات إيساف في أفغانستان وقوات فرض الحظر الجوي على ليبيا عام ٢٠١١.

ولذلك وصل عدد الدول التي حضرت اجتماع ويلز ٦٠ دوله وتحاول دول حلف الناتو تولي شرطي العالم بدلا من مجلس الأمن في تحد سافر للقانون الدولي كما فعلت في حرب تحرير الكويت عام ١٩٩٠ بعد صدور قرار مجلس الأمن وحرب البوسنة عام من ١٩٩٢ الى ١٩٩٥ حتى تم توقيع اتفاق دايتون ثم في ٢٠٠١ بدأت الحرب في أفغانستان بعد احداث سبتمبر في عمليتين الاولى ٢٠٠١ والثانية ادخل فيها حلف الناتو وشركاه فيما سمي ب ايساف في ٢٠٠٣ ثم الحرب المصطنعة في البحث عن أسلحة الدمار الشامل في العراق في ٢٠٠٣ وفي ليبيا في مارس ٢٠١١ حيث استصدرت فرنسا وبريطانيا من مجلس الأمن قرار ١٩٧٣لفرض حظر الطيران على التراب الليبي وقام حلف الناتو بتطبيق الحظر بعد ان ضمن تمويل قطري للعملية وهكذا حاول الحلف في أوكرانيا ان يحرك قواته قريبا من أوكرانيا لكن سرعة الدب الروسي في الوصول الى جزيرة القرم وفصل جزء من أوكرانيا من سكانها من ذوي الأصول الروسية اخر حركة الحلف وجعل المسار التفاوضي يسير اكثر من العسكري

إذن اصبح الحلف ذراعا عسكريا بعد ان كادت امريكا ان تتخلى عن عبئه كأحد مخلفات الحرب العالمية الثانية خصوصا وان الأوربيين بالاتحاد الاوربي استطاعوا ان يتجاوزا خلافاتهم التاريخية وتركوا السلاح واتجهوا الى الاقتصاد الذي بدأ ينافس اقتصاد العم سام حيث بات اليورو عملة التجارة الثانية دوليا بعد ان تفرد الدولار لعقود محتكرا التجارة الدولية
ابعاد المشكلة من الناحية الاقتصادية
بعد الركود الاقتصادي الامريكي والأوربي خلال السنوات السبع الماضية حاولت دول الشمال اوربا وأمريكا دفع الاقتصاد ولكن حركته كانت خجوله وأصبحت دول كاليونان والبرتغال وإسبانيا على حافة الإفلاس في حين سلم بوش الابن تركة اقتصادية للفارس الأسود باراك أوباما جعلته ينكفيء على حل المشكلات الداخلية خصوصا بعد فشل حرب أفغانستان التي لم يجد لها ممول وورط فيها حلف الناتو
لكن لنعلم ان الاقتصاد الامريكي يعتبر ان أهم دعائمه هي تجارة السلاح فصفقات السلاح تعد من افضل انواع البيوع فالسعر الذي يضعه العم سام ليس له تحليل في المنطق وليس العرض والطلب بل ليس كما درسنا يعتمد على تكلفة المواد الأولية مع الأيدي العاملة مع هامش الربح كما ان العم سام هو الذي يحدد نوع السلاح الذي يباع ولمن وبكم ومن الجميل انه يبيع المخزون القديم في اي وقت

وأما الاخوة الأوربيين او الأصدقاء الأوربيين كما يسميهم زعماء دول العالم الثالث فهم ليسوا اقل من العم سام فقادة القارة العجوز او المستعمرين السابقين لم يكن يمنعهم من صفقات السلاح الا النفوذ الامريكي وانحسار نفوذهم الدولي ولكنهم كما الثعلب لابد ان يجدوا لهم في كل حرب وسيلة لبيع سلاح جديد او التخلص من سلاح قديم

ان مما يميز تجارة السلاح انها ليست تجارة مستمرة فالدول تشتري منظومات السلاح بمعدل ٥ الى. ١٠ سنوات ولكن بمجرد بروز شبح حرب او بداية صراع مسلح تفتح مخازن الأسلحة الغربية كل ابوابها لتلبية الطلب على السلاح وبأسعار اعلى من الأسعار التفاوضية التي تشتري بها الدول في فترات السلم حيث هناك مجال يمتد فيه التفاوض من سنه الى ٣ سنوات لكل صفقة بالاضافة الى ان الاوربي في حالات الحرب غير ملزم كما في الصفقات في السلم بالبيع للمشتري سلاحا وبيع مايضاده للخصم كما حدث في الحرب العراقية الاولى حيث كان السلاح الامريكي يباع للخميني ومضاده يباع من امريكا أيضاً لصدام والعكس صحيح

ولذلك تتفن امريكا وأوربا في افتعال صراعات إقليمية في دول العالم الثالث في امريكا اللاتينية والجنوبية وفي اسيا وإفريقيا