من يقنعني أنّ هذا عماد البطران ؟؟؟


بقلم : الأسير المحرر محمد احمد النجار - أبو النور


من يقنع عيوني أنّ هذا عماد البطران أبو السرايا ؟؟
عماد البطران الشاب ممتلئ الجسم , منتفخ الوجه , صانع الطعام لغرفة رقم 8 في قسم 15 سجن عوفر , عماد الذي كان يتفنن لنا في صنع الأكل , عماد الذي كنّا نقول عنه يصنع من اللاشئ شئ ,,

ماذا ستطبخ لنا اليوم يا عماد ؟ و لا يوجد أي حبة بطاطا و لا حبة بندورة و لا بصل و لا زيت قلي و لا أيٍ من مكونات الطبخات المعروفة ؟؟؟
عماد ينظر ضاحكاً ويقول : جود من الموجود , وما هي أقل من ساعة , حتى نرى سفرة طعام طويلة عريضة !!!!
كيف يا عماد ؟؟ اخبرنا كيف ؟
يجيب قائلاً : هي بركة الله يا أخوة , سموا الله و احمدوه و ابدأوا بالأكل ,,,

عماد البطران , يا من أكلت أشهى الطبخات بين يديك , كيف أنت ؟ قل لي بربك كيف أنت ؟
عماد البطران , ما لي أراك وهنت ؟؟ ذهب لحمك ؟ وضعف جسمك ؟
أي إرادةٍ تلك التي تملك ؟ وأي قوة إيمانٍ بالنصر تلك التي لديك ؟؟

عماد البطران , أخبرني هل ما زالت قادراً على أن تطبخ لي الأكلات الشهية ؟ أم أنك نسيت ذوق الطعام - المضرب عن تناوله - منذ 100 يوم ؟؟؟

عماد البطران , هل هذا أنت ؟؟ أقسمتُ عليك يا عماد أن ترحم مشاعري و تخبرني هل هذا أنت ؟؟؟ ما بك لا تجيب يا عماد ؟ أراك من سؤالي ضحكت و صمت !!!!

كم أضحكتنا في السجن يا عماد !!
كم كنت مرحاً محبوباً لطيفاً !!
كم تمشينا و كم جلسنا و كم تحدثنا !!!
فأين أين أنت ؟؟ و هل هذا أنت ؟؟

يا كل العالم , أهذا حقاً عماد .. ؟؟
ما بالكم صامتون ! ألا تجيبون ؟ ما بالكم من كلامي تضحكون ؟؟ ألا تشعرون ؟

يا هذا العالم , يا من مات ضميركم ,, و شيعتكم كرامتكم ,, و دفنتم عزتكم ,, أين أنتم ؟؟

يا كل العالم فلتشهد , أنا تركنا أسرانا يموتون جوعاً و لم ننتفض ,,
يا كل العالم فلتشهد , أنا أكلنا و شربنا و من دافع عنا , ما ذاق الطعام منذ شهور !!!!

يا هذا العالم , إذهب و تحسس إنسانيتك و ابحث عن ضميرك و بعدها تعال و أقنعني انّ هذا عماد ,, و لن تقنعني أنّ هذا عماد ....!!

لا حول و لا قوة إلا بالله ,, و حسبك الله يا عماد وهو نعم الوكيل