يافا عروس البحر كنز دفين في فلسطين بقلم سمير سليمان ابو زيد قباطية ( 1 )
تاريخ النشر : 2012-04-17
يافا عروس البحر كنز دفين في فلسطين بقلم سمير سليمان ابو زيد قباطية ( 1 )


يافا عروس البحر
كنز دفين في فلسطين
بقلم سمير سليمان ابو زيد قباطية
( 1 )
الاديبة الفلسطينية والكاتبة المرموقة شيرين مروان ذكرتني بمدينة يافا واحتفالاتها السنوية بالنبي روبين من خلال مقالها المنشور بتاريخ 13/4 على صفحات دنيا الوطن ( دنيا الراي ) والتي بدأت زمن السلطان الفاتح الناصر صلاح الدين الايوبي . لقد ذكرتني الكاتبة المحترمة بان مدينة يافا هي رديفة القدس كونها مكانا مقدسا مر به الانبياء او نزلوا به فقد قذف الحوت سيدنا يونس على شاطئ يافا كما ان اسم يافا والتي تعني بالكنعانية المنظر الجميل وهذا ذكرني ايضا بحي المنظر الجميل بالجزائر علاوة ان اسم يافا نسبة الى يافث احد ابناء سيدنا نوح والذين قذف بهم البحر على ساحل يافا بعد الطوفان
ان مدينة يافا اكبر من ان يكتب عنها مقال او بحث او حتى رسالة دكتورة وقد تغنى بها معظم شعراء العرب بدءا من الجواهري وانتهاء بشاعر الثورة الجزائرية مفدي زكريا والذي كتب نشيد قسما بالنازلات الماحقات النشيد الوطني الجزائري
يافا ابنة الستين قرنا من العمر من اقدم مدن العالم وقد ربطتها علاقات ثقافية وتجارية مع كل الامبراطوريات القديمة سواء الرومانية او اليونانية او الفارسية او العثمانية او التي لا تغيب عنها الشمس
كون يافا مركزا تجاريا عالميا ومنطلقا للمواصلات بين قارات ثلاث فهي مركز صناعي كانت تزخر بعشرات المصانع مثل مصنع الحديد ومصانع الورق ومصانع النسيج ومصانع الاحذية والحلويات والبلاط والرخام والجلود والمصبرات والكنسروة والحلويات قبل اقامة الكيان الصهيوني وكانت صناعاتها تصدر الى الدول العربية المجاورة والدول الاوروبية
ناهيك عن برتقالها المشهور عالميا والذي كان يصدر منه سنويا عشرات الملايين من صناديق البرتقال الى اوروبا
لقد كانت بيارات البرتقال في يافا مدنا سكنية لالاف العمال من مختلف الدول العربية يعملون بالزراعة في يافا وبقي منهم الكثيرون هناك واصبحوا فلسطينيين
وعن العلم والثقافة فحدث ولا حرج يكفي ان معظم الصحف الفلسطينية كانت تصدر من يافا خاصة جريدة فلسطين التي اسسها عيسى العيسى عام 1911 وجريدة الدفاع التي اسسها ابراهيم الشنطي
وفي الحقيقة فانني لا ادري لماذا تم تغيير اسم جريدتي فلسطين والدفاع والجهاد والمنار ليستعاض عنها بجرائد الراي والدستور في الاردن وهما تفريخ للجرائد التي كانت تصدر في يافا والقدس
الم تحتفظ جريدة الاهرام حتى الان باسم مؤسسيها اللبنانيان ابراهيم وبشارة تقلا منذ عام 1848 وما زال اسمهما مكتوب حتى الان براس الصفحة الاولى من جريدة الاهرام القاهرية
الم يزل اسم مسرح جورج ابيض ماثلا حتى الان في القاهرة وهو لبناني لماذا لم يمسح المصرييون اسمه
يافا كانت عاصمة الثقافة والصحافة الفلسطينية فكانت بها جرائد فلسطين والدفاع والمهد والراي العام الاسبوعية اللتان اسسهما احمد خليل العقاد الذي اسس اول دار نشر وتوزيع ودعاية في فلسطين وذلك في مدينة يافا فلذلك كان بمدينة يافا مصانع للورق ونحن اليوم نستورد الورق من الصين ما شاء الله وصحيفة الجامعة الاسلامية لسليمان التاجي الفاروقي بالاضافة الى جريدة لف باء لاحمد العقاد خريج كلية الفرير في يافا
اما عن البرتقال فعندما اعتقلتني القوات الاسرائيلية عام 1967 يوم 9/حزيران بينما كنت استمع من خلال راديوصغير لجمال عبد الناصر وهو يقدم استقالته اشببعني جنود حرس الحدود ضربا وركلا مبرحا واقتادوني مغمض العينين الى احد المعسكرات حتى منتصف الليل حيث بدأ التحقيق معي واذا الضابط المحقق يناولني حبة برتقال مكتوب عليها طباعة Jafa
اما في عام 1975 فبينما كان يسهر عندي بعض الشباب الجزائريين من اصحابي سالني احد السذج قائلا : سي سامير عندكم التشينا في بلسطين يعني هل عنكم برتقال في فلسطين فقال له زميله ويش بيك يا خي البرتقال خلق في فلسطين فسالته احنا عندنا انواع كثيرة من البرتقال في فلسطين ما هو افضل نوع برتقال عندكم في الجزائر فقال لي ( jafa )