للشعراء فقط بقلم:الشاعر سامي الاجرب
تاريخ النشر : 2011-12-26
للشعراء فقط
البحر الأجرب في بحور العرب
المقتضب في بحر المحيط
الشاعر سامي الاجرب

المقدمة :-
المقتضب في علم عروض بحر المحيط
سألني أخي و صديقتا العزيز أبو مالك رسام ما هو و فحوى , أي على أي وزن قمت في وزن قصيدة ( أيها الحاكم بأمر العم سام ) فقلتُ لهُ ما قلنا في تعليق عابر وسريع على القصيد التي نُشرة في منتدى قوافل الشعراء , يمكن الأطلاع عليهِ وعلى فحوى التعليق في المنتدى .
ومن ثم قررت للإفادة لكل من يهمةُ الأمر , أن أقدم هذا الوجيز في بحر المحيط للشعر العربي , ليكون هو المحيط لكل بحور الشعر العربي , وهو مدرستي الفلسفية التي أكتب عليها شعري و قصائدي , فلسفة النقض و الرفض , حيث أعتبر هذا البحر المحيط أكثر أريحية في تشكيل و البناء الشعري وقد أرهُ بوابة يمكن لكل شاعر أن يجد ذاتهُ بهذا البحر لما فيهِ من تقليل من القيود الموروثة ,
كذلك يعطي الشاعر المحدث و الذي لا يعتمد على علم العروض , نمط السهل الممتع , وليس السهل الممتنع , هذا في بناء القصيد و الممتع في التعبير عن شعور الشاعر , الذي يعبر بهِ عن مجتمعهِ و محيطهِ , وسوف ننظر في السياق كيف يبنى بحر المحيط المعتمد على مبدأ أو القاعدة أو النظرية الجديدة والتي لم يتطرق لها أحد من القدم و الشعراء و اللغويين الجدد وهي ( القاعدة الرقمية ) بديلاً للتقطيع / / /5/ 5 // 5/ 5
وهنا يمكن للشاعر الأعتماد على عدد حروف الصدر + العجز = فيخرج في النتيجة السريعة و المرجوة , ومن ثم يعرف على أي بحر أو على أي قاعدة يبني القصيد و على أي بحر كان يكتب شعرة إن كان يكتب الشعر التقليدي , أنما إن شاء الكتابة على بحر المحيط , لهُ كذلك بأن يمزج عدة بحور في قصيدة واحدة , على أن تكن بحور متقاربة في التفاعيل , مثلاً بحر الطويل مع البحر الرجز أو الذي يقاربهُ عددياً , و هكذا يصبح لهُ بحر المحيط معين , وهكذا سيشعر الشاعر في تسهيلات محببة لهُ و مريحة لبناء القصيدة الشعرية , دون قيود و حدود كانت في السابق تقيد حركةُ بناء القصيد , كما وتعطيهِ الإبداع المريح في حرية الحركة و التنقل بين بحور الشعر الأخرى , طبعاً مع الإلتزام في قواعد فصيح اللغة العربية , وفي التركيز على ( المعان و البيان و البلاغة ) فهذه قواعد لا يحق لأحدٍ الخروج عنها , كي لا يصبح لدية المنثور , و السجع , أو الرسم على الكلمات وهي مدرسة الشاعر نزار قباني ,
وقد سأل أبو مالك , ماذا فعلت في قصيدة ( العراف ) فلم أجب , هنا أجب , لقد ( قلبت فسجعت ) , نعم هذه مدرسة جديدة تعتمد كما أسلفنا على ( بحر المحيط ) لننظر لهذا البحر كيف نجدهُ هائجاً و هادئاً , و ناقضاً و رافضاً , بديعاً و بليغاً , مشبع حتى الثمالةِ في المعان و البلاغة , وكل هذا يعتمد على قوة و ثراء ثقافة الشاعر وما يملكهُ من مفردات اللغة العربية , وكما هو مبحراً في تلافيف القاموس العربي , واللهجات العربية في كل الأقطار العربية , فقد يستعمل عبارة من هنا ومن هناك , نعم لنقف و ننظر في أمواج البحر المحيط , وفي حرارت البحر عند ساعة الظهيرة , وفي هدأت الليل عندما تجلي القمر على صفحاتهِ المضيئة ,
كون هذا البحر المحيط يعطي الشاعر , الانسيابيةِ و الثورية الشعرية بذات القصيد .
لننظر كيف هذا .. ما التوضيح لما أقدمهُ هو الوجيز في البحر المحيط , و الحقيقة هو بحاجةٍ لكتاب متخصص .
الكل منا كشعراء :- يعرفون بحور الشعر ال ست عشر , أنما لا بأس من ذكرها للتذكير بها ولتحرض العقل الغافل لها , ومنها
1- البحر الطويل , 2- البحر البسيط , 3- البحر الوافر , 4 – البحر الكامل , 5- بحر الهزج , 6 – بحر الرجز , 7 – بحر الرمل , 8- البحر السريع , 9- البحر المنسرح , 10- البحر الخفيف , 11- البحر المضارع , 12- البحر المقتضب , 13- البحر المجتث , 14- البحر المتقارب , 15- البحر المتدارك
وهنا في النظر للشعر العربي :-
فهو يعتمد على أسس و قواعد في علم العروض , وهذه العروض في يومنا هذا الشعراء المحدثين منهم مَنَ يلتزم في قواعد الشعر العربي التزام تام , و منهم من يغرد خارج السرب باحثاً لنفسهِ عن غصن يغرد عليهِ , وذلك لسبب بسيط وهو الهروب من القيد و القيود التي يفرضها قرض الشعر على الشاعر, مما يربك الشاعر الحديث فيجعلهُ في حيرةٍ من أمرهِ , فإن ألتزم فهو لن يعبر جلياً عن متداركات مشاعرهِ بشكل موسع و فصيح , ليأتي لنا بشعر معبر عما يجول في صدرهِ من مشاعر جياشة لمشاهدات في مجريات الحدث و الحدثية , و السبب و السببية , لهذا يخرج الشاعر ليستولد لنا الشعر المتولد من الشعور .
هنا :- يقوم شاعر الحداثة في الهرب في عالم آخر و بعيد عن عالم العروض , فيأخذ في قرض الشعر كما ينظر لهُ و ليسَ كما ينظر لهُ علم العروض , فيأتي شعرهُ مثالاً عن فعل بناء الرسم التجريدي , و القارىء لهُ هنا ممن يعتمد على شعر علم العروض و ينظر لهُ فيجدهُ و كأنهُ لوحة جداريه متداخلة في بعضها البعض , و للقارىء العلمي سيجد بهِ خط بياني تارة يعلو و أخرى تهبط , كتلك الخطوط البيانية التي تظهر في رسم القلب في المستشفيات و الأجهزة العلمية , لكن هناك قاريء لهُ منظار آخر , أي من منظار العمل الأدبي العام , فهو يجد فيهِ أبداع أدبي شعري قد شعر بهِ الشاعر وقد عبر عن خفايا تعقيدات الحياة الحديثة ,
كقصيدة ( مدينة التناهيد و خيبة التقاليد ) للشاعرة غرور القصيد لم تفصح عن أسمها لأسبابها الخاصة , فهذه الشاعرة هي للحقيقة لم تكتب على أي من البحور المعهودة , لكنها كتبت على بحر المحيط دون أن تدري حيث أعطاها حرية الحركة و الترانيم و عزفة على مزاميرها بكل أبداع و نبوغ موسيقار على الكلمات ,
نعم فيجد الشاعر في التعابير هي تلك التي يدركها و يشعر بها و يرغب في إعلانها للملاء أو الصراخ بها أو المناداة فيها بين الناس وكل الأجناس .
وهنا يكمن الخلاف بين طبقات الشعراء , فطبقة الشعراء التقليديين أو الملتزمين في مبادىء الشعر و قواعدهُ و علومهِ العامةِ , وبناءهِ الموروث من علم العروض , جدلياً لا يقبلون هذا النمط من الشعر الذي يقوم بنشرهِ الشعراء المحدثين , من الشعر الحر أو لنقل المتحرر من قيود و ضوابط علم العروض .
أما طبقة الشعراء المحدثين , فهم رافضون لكل القواعد , و إن ألتزموا في المعان و البيان والبديع و البلاغة, وغيرها من القواعد الشعرية و أدواتهِ , السبب و الوتد , المقلوب و السجع و الموازنة و الإقتباس و التضمين و الجناس و الطباق و غيرها و غيرها من الأدوات و قواعد الشعر العربي التقليدي و الحر ,
فشعراء الحداثة , إنهم يعملون على مجارة الزمان و المكان سعياً حثيثاً لإيصال الشعر الحديث لكافة طبقات الناس , من مثقف إلى إدنى المستويات , واضعين في رؤوسهم غاية وهدف أسمى , وهو على أن يكون الشعر الحديث مهضوم و مفهوم و مقبول وواقعي و متجانس مع الحياة العصرية و مفاهيمها الثقافية التي طرأت عليها الكثير من المفاهيم الغربية ( الغزو الثقافي الغربي الإستعماري ) , ومن الشعر الغربي الذي باتوا لهُ أي العامة متقبلين لهُ و مستسيغين ومتفهمين , نعم هو من العدل أن لا يجاري الشعر العربي الشعر الغربي , لكن الشعر الغربي أكثر إنعتاقاً , لكن يبقى الشعر العربي أكثر إلتزاماً في القواعد الأساسيه في الشعر العربي , لكن العامة من الأمة العربية ترفض الشعر العربي القديم بل هم يريدون شعر فصيح خفيف و ليس ثقيل المفردات كي لا يبحث عن المعاني لكل عبارةٍ قد تكن ميتة في الذاكرة العربية ,
وهكذا هم الشعراء الحدثة رافضين للشعر المبني على قواعد علم العروض لما يجدون فيهِ من قيداً و قيود ومن الصعب تذوقهُ و تفهم معانية لما لهُ من عسر الهضم لدي المتلقي , كما ولم يناسب مفاهيم المدنية الحديثة , لكنهم أي العامة والشعراء يترنمون و يطربون للشعر العربي الحديث , والمبني على حرية الحركة للشاعر المحدث , وهذا مما يعطيهِ سلاسة المفاهيم و المفردات التي يوصلها للباحثين عن مفاهيم حديثة تناسب عقولهم السريعة , هكذا علمتهم الحياة السرعة في كل الأشياء و لا وقت لديهم للجلوس مع قصيدة عصماء ليتمعن في بواطن القصيدة و رموزها و دلالالتها و مغازيها و جمالياتها .
بل القاريء يبحث عن السهل الممتع المبني على البسيط و الفصيح من المعاني التي يتداولها الناس في حياتهم اليومية , هنا جاء الشعر الحديث , وكان على الشاعر الحديث المحدث أن يجاري ( الزمان و المكان و الإنسان ) لا أن يجعل الزمان والمكان و الإنسان يجاري الشعر , و إلا سيموت الشعر العربي في غياهب الدهماء الكبرى والصغرى , ونخرج صفر اليدين كحضارة عربية لم تجاري زمانها و مكانها و إنسانها ,
وهكذا كان و لابد لنا أن يلد في الساحة العربية المعاصرة الشعر الحديث المحدث , ليواكب عصرهِ و إنسانهِ , نعم لا أن يواكب العصر الحديث للعصر القديم . و إلا كما قيل لن نخرج من ( جلباب أبي ) بل سنبقى ندور في الساقية ذاتها دون تطور و تحديث لمفاهيمنا المعاصرة في الشعر و عروضه الحديثة , فكان هنا البحر المحيط
حتى نخرج من الدائرةِ التي رسمت لنا كشعراء الحداثة , فكان ولابد أن نخرج معنا الشعر العربي هو الآخر من قيودهِ و روابطهِ , ليأخذ لهُ مكان تحت الشمس وفي الحضارة العربية الناهضةِ و إن كانت بخطى متثاقلةٍ بطيئةٍ , ويصبح لهُ وجود في الوجوديةِ ..
لكن :- أين تكمن جماليات الشعر الحديث , فهو يكمن في الصورةِ الشعرية , ومعانيةِ , وبيان و فصاحت الشاعر و كيفية إيصال القصيدةِ للقاري بصورة و شكل وبناء شعري محبب لنفسية القاري , ولهُ أن يختار النمط الخاص بهِ على أن يلتزم بهِ الشاعر المحدث ,
أما كيف فهذا لا جدليه حولهُ , فعلى الشاعر طرق الشعور و مشاعر القاريء , فقد يصبح مع مرور الأزمنةِ قاعدة شعرية قد تناسب أجيال المستقبل مع بعض المتغيرات التي قد تجانسهم لتلك الأزمنة , كذلك . فالعلم لم يولد متجمداً بل متحركاً دائم الحراك و الحيوية و التجديد و الأرتقاء لمصاف عقلية الإنسان .
ونحن اليوم كشعراء الحداثةِ , مهما خرجنا عن قواعد علم العروض , لكن تبقى لنا قواعد علم العروض (المرجعية الأساس ) يقتبس و يلجأ لها الشاعر المحدث لما يراهُ مناسباً و مفيداً لبناء قصائدهِ الشعرية الحديثة
أما زمن الطرق على ( الدست ) فقد إنتهى , أو الطرق على الوزن فعولن / مفاعلين / فعولن / مفاعيلن , وسبب خفيف و سبب ثقيل ووتد و فاصلة وغيرها من قواعد علم العروض في وزن الشعر التقليدي , فهذا باتَ من القيود التي لا تحرك الشعر للأمام , بل تتركهُ جامداً متجمداً في دائرة التقوقع في قوقعة صدأ الأزمنة .
هنا كان لابد من التجديد و التخفيف و التطوير و الديناميكية أي الحركة من الوقوف متجمداً , ففي هذا التخفيف هو لصالح الشعر و الشعراء و القاري , ليتم بناء قصائد تناسب طرداً الواقعية و العقلانية و الموضوعية و الزمان و المكان , ولكل هذا ممزوجاً بين الرومانسية و الشفافية و العذرية و الثورية الشعرية , و إن كان لابد من مدرسة شعرية تناسب هذا الزمان و المكان والإنسان , فكان لابد من ( مدرسة شعرية محيطية ) أو في الشعر المحيط لبناء بحر شعري محيط , أي على مدرسة بحر المحيط أن تعتمد هذه المدرسة في بناء قصائدها الشعرية , دون الألتزام في البحور المعهودة و المعروفة لدى الشعراء التقليدين ,
فبحر المحيط :- لا يجب أن يلتزم في بناء قصائدهِ على بحر محدد , لا بل لهُ أن يأخذ من كل البحور بذات القصيدةِ على أن يلتزم في الجناس و الصور الشعرية و الميزان و الوزن و الموسيقى و الجرس و القافيةِ وغيرها من أدوات الشعر , لنقل التالي , فإن بداء الشاعر القصيدةِ ببحر الطويل ولهُ أن يدمج من بحور أخرى بذات القصيدة فيمكن لهُ ذلك , وكيف ؟ فبحر الطويل مثلاً مبني على ( صدر 21 حرفاً + عجزاً 24 حرفاً = 45 حرفاً , إذن هناك من يقابلهُ في المعادلة هو البحر البسيط المبني على ( صدر 23 حرفاً + عجزاً 23 حرفاً = 46 حرفاً , وأن يستعين في البحر الكامل المبني على ( صدراً و عجزاً على 42 حرفاً ) و بحر الرجز 42 حرفاً , وبحر الرمل 40 حرفاً صدر و عجز , و البحر المتقارب 40 حرفاً صدر و عجز , و البحر الخفيف 42 حرفاً صدر و عجز , هذا و يرجى الإنتباه , على أن تكن القصيدة صغيرة أو متوسطة الحجم .
أنما إن كانت القصيدة طويلة الحجم , فلهُ أن يسبح في كل البحور و أن يستعين بما يناسب بناء القصيدة و أن يتنقل من بحر لبحر متجانس لهُ وكما يرى ذلك مناسباً , على أن تبقى القصيدة في جناس و طباق تام , و لتوضيح البحور كان لي أن أضعها للقاريء و للشعراء المحدثين و الباحثين , للدرس و الفحص و القياس , و ليس للنقد , لماذا ليس للنقد , من منطلق بسيط , كيف تنتقد شيء يتولد حديثاً , أو كيف تغوص ببحر المحيط و الناقد لم يعرفهُ مسبقاً , نعم يمكن للناقد أن يقوم في النقد بعد زمن ما , وبعد أن يرى و يشهد أمواج البحر المحيط تلطم أمواج شواطيء الشعراء و الناس , ويصبح هناك باحثين الكل قد أدلى بدلوهِ , حتى تستبين معالم هذا البحر المحيط الجديد , أي كما حدث في بحر المتدارك , ومن ثم أعتمد كبحر من بحرو الشعر العربي , إذن على الشاعر أن يقارن أين هو في بناء القصيدة الذي عمل في بناءها و كتابتها , و إظهارها في القالب و الثوب المناسب و الذوق الأدبي العام , و ذلك عليهِ أن يبعد ( الغلاظ الثقيل في اللفظ و الفهم ) وهو شواذ الكلام في مكان لا يناسبهُ , والغلاط في اللفظ هو ثقيل العبارات و المفردات , لتأتي القصيدةِ في قالب الفصيح من الكلام , و البليغ في المفردات و العبارات السلسة في مناسباتها الصحيحة ,,
وهنا لننظر معاً للبحور الشعرية , وكيفية مفاعيلها و أعدادها الرقمية التي تريح الشعراء من عملية تقطيع الشعر و على أي بحر يكتب شعرهِ . و هذه القاعدة أنا شخصياً أعتمدها كوني أحمل فلسفة ( النقض و الرفض)
وهذه القاعدة أعتمدها على أساس بسيط و سريع وسهل في بناء القصيد , وكما قلنا مع الاعتماد على عدة بحور ببحر المحيط , ليصبح لدى الشاعر البحر المحيط المعتمد على عدة بحور شعرية دون تعقيد و تقيد ببحر واحد يسبح بهِ فيمسى لا هو قادر على الخروج منه ولا هو قادر على الغوص بهِ في بناء القصيدة الطويلة ...
وكان لابد من طوق نجاة للشاعر المحدث , وهو البحر المحيط , وهنا ننظر في البحور الموروث و المعروف .
1- البحر الطويل مبني على = صدر 21 حرفاً / عجز 24 حرفاً = المجموع صدر و عجز = 45 حرفاً
2- البحر البسيط مبني على = صدر 23 حرفاً / عجز 23 حرفاً = المجموع صدر وعجز = 46 حرفاً
3- البحر الكامل مبني على = صدر 21 حرفاً / عجز 21 حرفاً = المجموع صدر وعجز = 42 حرفاً
4- البحر الرجز مبني على = صدر 21 حرفاً / عجز 21 حرفاً = المجموع صدر و عجز = 42 حرفاً
5- البحر الخفيف مبني على = صدر 21 حرفاً / عجز 21 حرفاً = المجموع صدر و عجز = 42 حرفاً
6- بحر الرمل مبني على = صدر 19 حرفاً / عجز 21 حرفاً = المجموع صدر و عجزر = 40 حرفاً
7- البحر المتقارب مبني على = 20 حرفاً / عجز 20 حرفاً = المجموع صدر و عجز = 40 حرفاً
8- البحر السريع مبني على= صدر 19 حرفاً / عجز 20 حرفاً = المجموع صدر و عجز = 39 حرفاً
9- البحر الوافر مبني على = صدر 19 حرفاً / عجز 19 حرفاً = المجموع صدر و عجز = 38 حرفاً
10- البحر المنسرح مبني على = صدر 19 حرفاً / عجز 19 حرفاً = المجموع صدر و عجز = 38 حرفاً
11- البحر المتدارك مبني على = صدر 16 حرفاً / عجز 16 حرفاً = المجموع صدر وعجز = 32 حرفاً
12- البحر الهزج مبني على = صدر 14 حرفاً / عجز 14 حرفاً = المجموع صدر و عجز = 28 حرفاً
13- البحر المجتث مبني على = صدر 14 حرفاً / عجز 14 حرفاً = المجموع صدر وعجز = 28 حرفاً
14- البحر المضارع مبني على = صدر13 حرفاً / عجز 13 حرفاً = المجموع صدر و عجز = 26 حرفاً
15- البحر المقتضب مبني على = صدر 12 حرفاً / عجز 12 حرفاً = المجموع صدر و عجز = 24 حرفاً
16- البحر المحيط مبني على = صدر 35 حرفاً و العجز 35 حرفاً = المجموع 70 حرفاً
وهكذا نكون قد قدمنا القائمة الحسابية لعدد حروف كل بحر من حروف الصدر – الشطر الأول – و حروف العجز – الشطر الثاني وهنا ننظر في نظرة أخرى للتحليل و تفعيلات البحور واردة الذكر .
{البحر الطويل } فقد بني على هذه القاعدة التفعيلية الحسابية
صدر = فعولن + مفاعلين + مفعولن + مفاعلين = 21 حرفاً
العجز = فعولن + مفاعلين + فعولن + مفاعلين = 24 حرفاً ( المجموع = 45 حرفاً )
{البحر البسيط }, فقد بني على القاعدة الحسابية
الصدر = مستفعلن + فاعلن + مستفعلن + فعلن = 23 حرفاً
العجز = مستفعلن + فاعلن + مستفعلن + فعلن = 23 حرفاً ( المجموع = 46 حرفاً )
{البحر الوافر } المبني على القاعدة الحسابية
الصدر = مفاعلتن + مفاعلتن + فعولن = 19 حرفاً
العجز = مفاعلتن + مفاعلتن + فعولن + 19 حرفاً ( المجموع = 38 حرفاً )
{ البحر الكامل } المبني على القاعدة الحسابية
الصدر = متفاعلن + متفاعلن + متفاعلن = 21 حرفاً
العجز = متفاعلن + متفاعلن + متفاعلن = 21 حرفاً ( المجموع = 42 حرفاً )
{ بحر الهزج } المبنى على القاعدة الحسابية
الصدر = مفاعيلن + مفاعيلن = 14 حرفاً
العجز = مفاعيلن + مفاعيلن = 14 حرفاً ( المجموع 28 حرفاً )
{ بحر الرجز } المبني على القاعدة الحسابية
الصدر = مستفعلن + مستفعلن + مستفعلن = 21 حرفاً
العجز = مستفعلن + مستفعلن + مستفعلن = 21حرفاً ( المجموع 42 حرفاً )
{ بحر الرمل } المبني على القاعدة الحسابية
الصدر = فاعلاتن + فاعلاتن + فاعلن = 19 حرفاً
العجز = فاعلاتن + فاعلاتن + فاعلاتن = 21 حرفاً ( المجموع 40 حرفاً )
{ البحر السريع } المبني على القاعدة الحسابية
الصدر = مستفعلن + مستفعلن + فاعلن = 19 حرفاً
العجز = مستفعلن + مستفعلن + فاعلان = 20 حرفاً ( المجموع 39 حرفاً )
{ البحر المنسرح } المبني على القاعدة الحسابية
الصدر = مستفعلن + فاعلات + مفتعلن = 19 حرفاً
العجز = مستفعلن + فاعلات + مفتعلن = 19 حرفاً ( المجموع 38 حرفاً )
{ البحر الخفيف } المبني على القاعدة الحسابية
الصدر = فاعلاتن + مستفعلن + فاعلاتن = 21 حرفاً
العجز = فاعلاتن + مستفعلن + فاعلاتن = 21 حرفاً ( المجموع 42 حرفاً )
{ البحر المضارع } المبني على القاعدة الحسابية
الصدر = مفاعيل + فاعلاتن = 13 حرفا
العجزر = مفاعيل + فاعلاتن = 13 حرفاً ( المجموع 26 حرفاً )
{ البحر المقتضب } المبني على القاعدة الحسابية
الصدر = فاعلات + مفتعلن = 12 حرفاً
العجز = فاعلات + مفتعلن = 12 حرفاً ( المجموع 24 حرفاً )
{ البحر المجتث } المبني على القاعدة الحسابية
الصدر = مستفعلن + فاعلاتن = 14 حرفاً
العجز = مستفعلن + فاعلاتن = 14 حرفاً ( المجموع 28 حرفاً )
{ البحر المتقارب } المبني على القاعدة الحسابية
الصدر = فعولن + فعولن + فعولن + فعولن = 20 حرفاً
العجز = فعولن + فعولن + فعولن + فعولن = 20 حرفاً ( المجموع 40 حرفاً )
{ البحر المتدارك } المبني على القاعدة الحسابية ( بحر الأخفش )
الصدر = فعلن + فعلن + فعلن + فعلن = 16 حرفاً
العجز = فعلن + فعلن + فعلن + فعلن = 16 حرفاً ( المجموع 32 حرفاً )
وهكذا :- اكون قد قدمتُ شيء ووجيز عن البحور للفراهيدي و الأخفش بحر المتدارك و بحر المحيط , المبني على القاعدة الحسابية , الصدر مكون من خمسة حُزم , الحزمة مكونه من سبعة حروف , كذلك العجز من خمسة حُزم , الحزمةِ من سبعةِ حروف ويمكن للشاعر الذي لديهِ مباديء تقطيع الشطر من الصدر أو العجز , أن يعرف أو يحدد أين هو في بناء القصيدةِ , وعل أي بحر يكتب , وحتى يخرج من الإلتزام ببحر محدد , يمكن لهُ أن يجمع بعض البحور المتقاربة في قصيدة واحدة , على أن يحافظ كما أشرنا في السياق و المقدمة على كل القواعد الأساسية لبناء القصيد .
وكما يعلم الجميع من الشعراء العرب , التقليدي و المحدث
وهو بأنَ مَنْ وضع أوزان الشعر العربي , هو الخليل بن أحمد الفراهيدي البصري , وهي خمسة عشر وزناً للشعر العربي التقليدي , و سميت ببحور الشعر , ثم جاء تلميذه الأخفش ووضع وزن بحر المتدارك , وسمي في المتدارك للبحور السابقةِ و يصبح لدينل في علم العروض ست عشر بحراً للشعر العربي الموروث , و للحقيقة رغم أننا مكثنا في الأندلس ثمانية قرون , وكانت لغة أوروبا يوماً ما هي اللغة العربية الثانية , ورغم الغزو الثقافي العربي للغرب , فلم يأتي كل فلاسفة الغرب بشعرٍ يوازي الشعر العربي العظيم , فراحوا يكتبون الشعر على الطريقة النثرية للخلاص من طلاسم الشعر العربي التقليدي , وقد أخترع الغرب الذرة , وعند بحور الشعر العربي , خضعوا لعبقرية الحضارة العربية خضوع التلميذ لمعلمهِ , و اليوم سنضع هذا البحر المحيط , لبناء لبنة أخر في صرح الحضارة العربي ( البحر المحيط ) ,
لكن لنتابع رحلتنا في عالم العروض .. وقد جمعت تلك البحور في هذين البيتين :-
الصدر / طويل يمد البسيط بالوافر كامل = 22 حرفاً = العجز / ويهزج في رجز يرمل مسرعا = 20 حرفاً
الصدر/ منسرح خفيفاً ضارعاً تقتضب لنا 22 حرفاً = العجز / من أجتث في قرب لتدرك مطمعا =20 حرفاً
واليوم نحن نتقدم ببحر ما وراء المتدارك , وهو وزن البحر المحيط , وكما قلنا ليصبح لدينا سبعة عشر بحراً , وهي على هذا التكوين , ست عشر بحراً تقطع على مبدأ المتحرك / و الساكن و هلم جرا , وهذا البحر المحيط , يقطع خلافاً , وهو على مبدأ التقطيع الرقمي , وفي السياق لنتابع , سنطلع على الأبيات ,وكيفية عملية المعادلة الرقمية لبحر المحيط , كما وقبل أن ننظر لبحر المحيط , من الأصول أن نلقي نظرة نحو البحور و الأوزان الشعرية العربية الموروثة التقليدية , حتى نفهم عملية الغوص وراء المرجان و كائنات البحور و أسرارها الثمينة . وهنا سنأخذ معادلتين , بحر طويل , وبحر قصير ..
(نظرة في البحر البسيط ) :- وهو أطول البحور الشعرية و عدد حروفهِ ( 46 حرفا )
الصدر = أبسط لنا يا فتى اعذاركم فاذا = المجموع 23 حرفاً
رقمياً = 7+ 5+ 7+ 4 = المجموع23 رقماً
المفاعيل = مستفعلن + فاعلن + مستفعلن + فعلن = المجموع 23 حرفاً
رقمياً = 7 + 5 + 7 + 4 = المجموع 23 رقما
العجر = راقت لنا لم ندع في قومكم عوجا = المجموع 23 حرفاً
رقمياً = 7 + 5 + 7 + 4 = المجموع 23 رقماً
المفاعيل = مستفعلن + فاعلن + مستفعلن + فعلن = المجموع 23 حرفاً
رقمياً = 7 + 5 + 7 + 4 = المجموع 23 رقماً
المعدلة :- أنَ عدد أحرف كلمات الصدر هي = 23 حرفاً
وأنَ عدد أحرف التفعيلات للصدر =23 حرفاً
و أنَ عدد الأرقام الحسابية للحروف الكلمات , و التفعيلات تطابقي وهو = 23 رقماً
وهي ذاتها كما تشاهدون في الصدر و العجز لبيت الشعر , من تطابق لعدد الحروف و الأرقام
( نظرة في البحر المقتضب ) وهو أصغر البحور و الأوزان الشعرية و عدد أحرفَ ( 24 حرفاً )
الصدر = يا قضيب قامتها = المجموع 12 حرفاً
رقمياً = 6 + 6 = المجموع 12 رقماً
التفعيل = فاعلات + مفتعلن = المجموع 12 حرفاً
رقمياً = 6 + 6 = المجموع 12 رقماً
العجز = قد خطرت في كبدي = المجموع 12 حرفاً
رقمياً = 6 + 6 = المجموع 12 رقماً
التفعيل = فاعلات + مفتعلن = المجموع 12 حرفاً
رقميا = 6 + 6 = المجموع 12 رقماً
المعادلة :- إذن أن عدد كلمات العجز هي = 12 حرفاً
و أنَ عدد أحرف التفعيلات للعجز هي = 12 حرفاً
و أنَ عدد الأرقام الحسابية لحروف الكلمات و التفعيلات تطابقي وهو = 12 رقماً
وعليهِ يمكن للشاعر بديلاً للتقطيع من خلال , متحرك , وساكن , أن يعتمد الرقم و الترقيم ومنها يعرف أين هو
وهكذا :- ففي عرض بحرين من بحور الشعر العربي التقليدي , أطول البحور و أقصرها , فماذا كانت النتيجة الحسابية أن المعادلة الحرفية تساوي المعادلة الرقمية ,و لا خلاف بينهما
لكن أين تكمن الخلافات بين البحور التقليدية , و بحر المحيط المستجد على خارطة البحور الشعرية , هو بكل وضوح في حرية الحركة للشاعر , ففي البحور التقليدية , هناك القيود و الضوابط و لا يجوز الخروج عنها لأي شاعر ليأتي البناء للشعر حسب القواعد المتفق عليها و المعتمدة للجميع , لكن هنا فلسفة النقض و الرفض , فبحر المحيط قد وهب و أعطى الشاعر المحدث حرية ركوب القارب الذي يراهُ مناسباً , إن كان تقطيع حرفي أو رقمي , و البحر الذي يركبهُ , إن كان البحر الفراهيدي أو بحر أجرب العرب , وكما قلنا ففي التقطيع التفعيلات الدارجة , /5 , // , ///5 , /5/ , ///5 , ////5 = في التقطيع الرقمي 2+2+4+3+4+5=
كم وقد وهب الشاعر أريحية و تسهيلات رقمي , وفي النظر هنا
1- سبب خفيف = لَمْ = متحرك الفتحة + ساكن السكون = 1 +1= 2 حركتين
2- سبب ثقيل = أَرَ = متحرك الفتحة + متحرك الفتحة = 1 + 1 = 2 حركتين
3- وتداً = عَلَىْ = متحرك الفتحة + متحركة الفتحة + سكون = 1+1+1 = 3 حركات
4- مفروق = ظَهْرَ = متحرك الفتحة + ساكن + متحرك الفتحة = 1+1+1= 3 حركات
5- فاصلة صغرى= جَبَلٍ = متحرك + متحرك+ متحرك+ متحرك + سكون = 1/1/1/1 = 4 حركات
6- فاصلة كبرى= سَمَكَةٍ = متحرك + متحرك+ متحرك+ متحرك + ساكن = 1/1/1/1/1= 5 حركات
و لنجمع هذه الكلمات في شطر شعر على هذا النحو :-
لَمْ أرَ عَلَىْ ظَهْرَ جَبَلٍ سَمَكَةٍ = إذن هي 19 حرفاً وهي بهذا على بحر الوافر 19 حرفاً
2- 2 – 3 - 3 - 4 - 5 = وإذن هي 19 رقماً حسب مقياس بحر المحيط 19 رقماً
وهكذا يُمكن بحر المحيط للشاعر تجاهل التفعيلات , والحركات , وذلك في تعداد الحروف و إستبدالها في النمط الرقمي , إن كان يريد الكتابةِ للشعر العربي التقليدي , لكن لو شاء كتابة الشعر المحدث و حسب بحر المحيط الرقمي , هنا عليهِ حساب كل الأحرف و إستبداله في أرقام , ليأتي في عدد أرقام بحر المحيط و عجز بحر المحيط , فبحر المحيط لا يتقيد في أعلى رقم لدى بحر البسيط وهي ( 46 ) حرفاً صدراً 23 + 23عجزاً , أنما وبل إنَ بحر المحيط يتكون من عشرة حزم حسابية وهي تساوي = المجموع 70 رقماً
الحزمة الصغرى مكونة من أربع أرقام ( 4 أرقام ) تعادل كلمة أو تفعيلة ( فعلن ) ///5
الحزمةِ الكبرى , مكونة من سبعةِ أرقام ( 7 أرقام ) تعادل متفاعلن أو مستفعلن = //////5
وهنا يمكن للشاعر على بحر المحيط , أن يبني الشطر الأول / الصدر / من ( 35 ) رقماً
و أن يبني الشطر الثاني / العجز / من ( 35 ) رقماً . وهنا حرية الحركة لننظر كيف تلك هي حرية الحركة
( يمكن هذا البحر المحيط :- أن يحرك و يأخذ من الصدر للعجز , أو من العجز للصدر كما يراهُ مناسباً دون الإخلال في الموازنة و الموازين و الجرس و الصور و الموسيقى العامة ) .
كما و بأنَ عدد أحرف شطري الشعر لدى بحر المحيط من الصدر + العجز = سبعين رقماً أو حرفاً , هنا لا يمكن الإستثناءات لأي حرف من حروف اللغة العربي كحرف ( ل ) التعريف و غيرها ولهُ أن يضيف في العدد الحركات أو يسكنها , على مبدأ سكن تسلم .
أنما لماذا :- نعم لماذا بحر المحيط الشعري الحديث , يلد في هذا العصر الحديث من زمن الحضارة العربية العصرية , نعم إنَ الحضارة العربية في حراك دائم , وهي حضارة لم و لن تمت بل هي حضارة فعالة و راقية و حيوية و نشطة , ومن تصور بأن الأمة العربية و لغتها الجميلةِ , قد أصيبت في الوهن و الإحباط و النكسة اللغوية أو تراجعت أمام اللغات العالمية , حقاً هو واهم و في قمة الوهم و الوهمية , وما أصاب الأمة العربية بألم هو الغزو الثقافي الغربي , كما أصبنا غيرنا في الغزو الثقافي العربي , وهذا الغزو الإستعماري الغربي ومن خلال ثقافتهِ , فقد أخذا يتغلغل في مفاصل و مسيرة الإنسان العربي , حتى كدنا و نكاد نشهد أجيال تكاد تنسلخ عن ثقافتها العربية الراقية و النشطةِ , وهنا أصبحت اللغة الغربية دارجة بين الكثير من طبقات أمتنا العربية , فنجد اللغة الغربية تنافس لغتنا العربية الجملية , و تتغلغل في مفرداتها , ومنهم الكثير باتَ يقرأ و يكتب و يتحدث يومياً في اللغة الإستعمارية ( الإنجليزية و الفرنسية ) يوهمون أنفسهم بأنهم من علية القوم , وما هم إلا أرذل القوم , الذي يخلع ثوبهُ و يلبس ثوب إستعمارة , وهنا يصبح بلا كرامة بين أمتهِ أو أمام عدوهِ
وهناك سبب آخر وهو لإنعدام بروز لطبقة المثقفين العرب المؤمنة بقوميتها و وطنيتها و عقيدتها , وقد أصيبوا في الإحباط , و تركوا التصدي لهؤلاء الطبقة العربية المستعربةِ , حتى أصبحوا طبقة مأثرة و تقود المسيرة العربي نحو الفساد و التهلكة , حيث تحكموا في مفاصل العمل السياسي و الثقافي و الإقتصادي و الإجتماعي العربي العام , و بدعم و إسناد جواسيس قوى الإستعمار , فمكنوهم من إستلام زمام الأمور في البلاد العربية , وكل من خرج يدرس لديهم عاد عامل و عميلاً لهم , وفي تغلغلهم في سدة القيادة و التحكم و السيطرة على كل جزئيات الحياة العربية , فهو يحمل معولاً و يبدأ في الهدم تحت حجة و ذريعة التطور و الإصلاح و الديمقراطية و الحرية و غيرها من أكاذيب حقوق الإنسان .
و إن شهدنا هنا أو هناك من بعض الإرهاصات الثقافية العربية النبيلة في رفض هذا الغزو الثقافي الغربي و التغريب , فهي للحقية أعمال أبداعية فردية , وهي تأتي من المتخمين في عشقهم و حبهم لحضارتهم العربية , لهذا نجدهم يسعون في رفع شأن و مكانة أمتهم و ديمومتها , وهذا للحقيقة لا يكفي , يد لا تصفق لوحدها , بل نريد اليد الثانية أن تصفق , وهي يد المؤسسات العربية الرسمية العامة و الخاصةِ ..
أما بخصوص الشعر العربي التقليدي , الذي بات ثقيلاً في الآذان الحضرية , و ثقيلاً في الكتابةِ , و قد أدى هذا لعدم أهتمام الأجيال الجديدة في تعلم الشعر و التركيز على اللغة العربي لما فيها من ثقيل الكلام و المعاني و الأعراب , كذلك ميلهم نحو السهل الممتنع و الممتع , فجاءت شعراء الحداثة لتغطي هذه الناحية , لتعيد الإنسان العربي نحو حبهِ للغتهِ الجميلة , وواجهت شعراء الحداثة في نار كتابة الشعر , فأما الكتابة على النمط التقليدي وهذا غير مقبول للعامة , أو التسهيل في كتابة الشعر الحديث , الخفيف اللطيف , و المعبر بصورة سلسة و مفهومة للعامةِ , فبرز منهم من برز و أخفق منهم من أخفق , ومن أشهر من برز من شعراء الحداثة هو بلا شك نزار قباني و السياب و مظفر النواب و فدوى طوقان و غيرهم الكثير الكثير و أنا أعتذر لعدم ذكر كل الأسماء , ومن هنا لهم مني رسالة إني أحبكم جميعاً , لأنكم تحافظون على ثقافتنا العربي من غبار النسيان
لكن :- كل هؤلاء كانوا يكتبون الشعر دون وزن و ميزان و دون الإعتماد على بحر شعري حديث ليكن للجميع مرجعية , بل هو إجتهادات و فعل من مفاعيل الشعراء , كلٌ حسب طريقتهُ و إبداعهِ
وقد آن لنا اليوم أن نكتب الشعر العربي الحديث على بحر ووزن شعري مريح للجميع القارىء و الشاعر يعتمد عليهِ و يستند , لا أن يبقى الشعراء مستمرون و يكتبون دون مرجعية , وفي حيرةٍ من أمرهم على أي بحر يكتبون ( و أنا هنا أشكر الأخ الشاعر أبو مالك وسام الذي سألني على أي بحر تكتب فقلنا لهُ البحر المحيط )و هكذا لو لا سؤال أبو مالك ما حفزني أحد أن أستخرج ما في تلافيف عقلي , و أكتبهُ هنا , نعم فكان هذا البحر المحيط , ليوازي قاعدة وزنة و موازنة شعرية حديثة لأشعارهم و بكل أريحيةٍ , فلهم للشعراء في هذا البحر المخرج و المتسع من الحركة و حرية الإبداع الشعري .
ونقدم هنا نموذج في كيفية حرية و حركة الشاعر عند قرض شعرهِ , و كيفية البقاء في بوتقة الشعر العربي التقليدي بذات الوقت , وهي قصيدة كانت السبب و السببية و دفعي لوضع هذه المقالة اليوم , إلى أن يأتي يوم نضع فيهِ كتاب يفصح بكل جزئيات و حثيات البحر المحيط الشعري ,
القصيدة / أيها الحاكم بأمر العم سام
1- أيها الحاكم بأمر العم سام = صدر 25 حرفاً
2- كيف تنام المنام و تحلم حلم الأحلام = عجز 29 حرفاً = المجموع 54 رقماً محيط
3- الأرض في بلادك تغرق بسيلِ الدم = صدر 24 حرفاً
4- الساحات في مدنك برك دم من دم = عجز 22 حرفاً = المجموع 46 رقماً بسيط
5- على أعتابك الرخاميةِ يسيلُ نهر دم = صدر 25 حرفاً
6- من نوافذك تأتيكَ روائح و أنين الدم = عجز 27 حرفاً = المجموع 52 رقماً محيط
7- و مكياج زوجتك سرق من لون الدم = صدر 23 حرفاً
8- بالدم صبغت كالوتها تغريكَ ليلاً بالدم = عجز 30 حرفاً = المجموع 53 رقماً محيط
9- الا يجري بشرايينك شيء من ألم الدم = صدر 26 حرفاً
10- هل طق من جبينك عرق حياء غفر الدم = عجز 25 حرفاً = المجموع 51 رقماً محيط
11- كيف تنام أيها الحاكم و الدم يهطل الدم = صدر 30 حرفاً
12- هل أباحَ لكَ رب الأرواح أن تسفك الدم = عجز27 حرفاً = المجموع 57 رقماً محيط
13- و أعطاكَ صك الغفران للقتل و هدر الدم = صدر 28 حرفاً
14- وهل آتاكَ الوحي و أباحَ لكَ شرب الدم = عجز 26 حرفاً = المجموع 54 رقماً محيط
15- نعم القاتل يقتل ولو بعد حين و يبدأ بالغم = صدر 32 حرفاً
16- لا : دمك ليس مباركاً و دم الشعب ماء و سم = عجز 28 حرفاً = المجموع 60 رقماً محيط
17- ألا أرحل ودعكَ من حكم معمدٍ بقدسية الدم = صدر 30 حرفاً
18- لن ترضى عنكَ اليهود والنصارى رغم الدم = عجز 30 حرفاً = المجموع 60 رقماً محيط
19- أنتَ ألعوبةً بأيديهم لوقت وثم وسم و وشم = صدر 30 حرفاً
20- توشم بهِ في التاريخ بوشم العار و خائن الدم = عجز 33حرفاً = المجموع 63 رقماً محيط
21- خذ مالاً و أقتني جزيرة وهناك أنزوي بالعتم = صدر 33 حرفاً
22- لا تبقى تسفك الدم و ككلباً نهماً يلعق الدم = عجز 32 حرفاً = المجموع 65 رقماً محيط
23- أوجدناك حاكماً لتحكم بالحبِ و العدلِ لا بالدم = صدر 34 حرفاً
24- تجاوزت حدودك و شرعة قانون الدم بالدم = عجز 30 حرفاً = المجموع 64 رقماً محيط
25- العدل المساواة الكرامةِ و الرأي للرأي أهم = صدر 34 حرفاً
26- هكذا أمر رب الدم لا يهدر الدم قط إلا بالدم = عجز 33 حرفاً = المجموع 67 رقماً محيط
27- أيها الحاكم غداً أنتَ راحل للموت حامل الدم = صدر 32 حرفاً
28- إن كنتَ تعشق و تهوى الدم و تشرب الدم = عجز 27 حرفاً = المجموع 59 رقماً محيط
29- جرد سيفك فهناك اليهود و الأقصى هدم و ردم = صدر 32 حرفاً
30- هناك الدم أذهب و أستقي حتى الثمالةِ و بنهم = عجز 33 حرفاً = المجموع 65 رقماً محيط
31- هذا إن كنتَ تحمل لواء العظمةِ و سيف الدم = صدر 29 حرفاً
32- دعنا نرى رجولتك و صولجانك ملطخ بالدم = عجز 30 حرفاً = المجموع 59 رقماً محيط
33- لا تتمرجل على النساءِ و أولاد الأخ و العم = صدر 32 حرفاً
34- دعنا نرى جندك وحملة هراواتك كصقر أشم = عجز 30 حرفاً = المجموع 62 رقماً محيط
35- أيها الحاكم هناك الأقصى هيا حررها بالدم = صدر 33 حرفاً
36- ودعكَ من مرجلة الحواري و الأزقةِ و الرجم = عجز 31 حرفاً = المجموع 64 رقماً محيط
37- الحكم لن يدوم للأبد يا ولد السرطان و الدم = صدر 33 حرفاً
38- نوح الف عام عن الحياة مر مرو يوم وعام = عجز 30 حرفاً = المجموع 63 رقماً محيط
39- و أنت ألا تدرك بأن الله بالمرصادِ لسافك الدم = صدر 34 حرفاً
40- إن كنتَ عادلاً جنات خلداً و ريحان وحور نعم = عجز 31 حرفاً = المجموع 65 رقماً محيط
41- وإن كنتَ فرخ شيطان نار و نيران و جحم = صدر 27 حرفاً
42- فيا أيها الحاكم بأمر يهوه الأمريكان العم سام = عجز 37 حرفاً = المجموع 64 رقماً محيط
43- و الشيطان و البريطان و صهيون الغم و هم = صدر 30 حرفاً
44- اللهم لا حسد فمثواك الحطمةِ و ركن حطم = عجز 27 حرفاً = المجموع 57 رقماً محيط
45- و سيدخلون الجنةِ قبلك إسلام فارس العجم = صدر 31 حرفاً
46- و أنت على جمر النار تصلاها كولد البجم = عجز 30 حرفاً = المجموع 61 رقماً محيط
47- دعني أذكرك لربما نسيت أمر هو المعظم = صدر 29 حرفاً
48- الله ينزع الحكم و يهبهُ للجواري و الخدم = عجز 31 حرفاً = المجموع 60 رقماً محيط
49- أو لأجرب مثلي من عشيرة لخم ومن جذم = صدر 29 حرفاً
50- حكمنا قبلكم وها نحن نعيش لا أثم ولا غم = عجز 30حرفاً = المجموع59 رقماً محيط
و هكذا أنتم قرأتم تلك القصيدة , التي أخذ الشاعر حريتهُ في كتابتها , دون قيداً أو شرط , بل أعتمد مبدأ الرقمية في بناء القصيده هذه , و كيف تم التوضيح لكم في معادلة الأرقام , أي في المعادلة العددية ما بين الصدرِ و العجز , وكيف توسع الصدر , وكيف تراجع العجز , وكيف تراجع الصدر , وتوسع العجز , دون أن تتحكم في الشاعر مباديء الشعر التقليدي , بل و حافظ عليها في البناء و توسع و أعطى مفاهيم أوسع للفكرة
وجُل القصيدة قد بنيت على بحر المحيط , خلافاً لبيت كتب على بحر البسيط , لكن جميع الأبيات كانت تجري في ذات البحر المحيط , وهنا نضع نموذج آخر عن كيفية بناء أبيات شعرية على بحر المحيط
صدر / أنا لا أحدث الأشياء ولا تحدثني = رقمياً 23 حرفاً أو رقماً ( بحر المحيط )
عجز / و إن حدثتها كتبتها ولا تكتبني = رقمياً 24 حرفاً أو رقماً
صدر / الفصيح مَنْ أفصح بمكنون شعرية = رقمياً 23 حرفاً أو رقماً
عجز / أو لا فصيح مَنْ أثقل بثقيلِ شعرية = رقمياً 24 حرفاً أو رقماً
وهنا أيضاً نموذج آخر عن بناء أبيات شعرية على بحر المحيط , و متقاربة مع الشعر التقليدي
صدر / أقرُ أنا الأجرب أجرب العربَ = رقمياً 21 و حرفياً
عجز / أهل الغيرُ يقرُ كما أنا أقرُ = رقمياً 20 و حرفياً
صدر / أنتم دماء ولا دين ليس بذمتي = رقمياً 21 و حرفياً
عجز / أيا مَنْ ذبحتم و أبحتم أمتي = رقمياً 20 و حرفياً
صدر / أتقرون أأنكم أدنى مني جربَ = رقمياً 21 و حرفياً
عجز / لن تقرون أو هل الشيطان يقرُ = رقمياً 20 و حرفياً
وهنا على الشعراء التأكيد , وإن كان الراوي و القافية تطابقية للشعر العربي التقليدي , و تطابقها مع الأوزان للبحور المعهودة , لكن كان البناء على الرقمية و ليس على التقطيع الحركي , //// 5 – مما أعطى الشاعر القفز من قافية إلى قافية مع المحافظِ على الصور الشعرية و الموسيقة و السلاسة و الإيقاعية , وهو من أهم ميزات بحر المحيط ترهُ ساكناً و بسرعةٍ ينقلب هائجاً , تماماً كما في موسيقى السيموفونية التي لا تتوقع متى تهدأ و متى تصخب , أو العكس
ونحن هنا نكتفي في هذه المقالة العجول من توضيحات مقتضبة عن بحر المحيط , و بلا شك سنلتقي في كتاب يأتي على كل دقائق الأمور و الجزئيات و العموميات و تجيب عن كل سؤال قد يخطر ببال الشاعر ممن هم يكتبون الشعر الحر الحديث و التقليدي , نعم كنا قبل الفراهيدي نكتب الشعر السمعي ورفض شعراء الشعر السمعي التقيد و ذهبوا و أستمر الشعر العربي , وجاء الفراهيدي و قام في تأسيس البحور العربية الشعري , و نعم هناك من يرفض الشعر الحر الحديث , ونحن ذاهبون و سيأتي غيرنا , فعلى أقل تقدير يجدون لهم مخرجاً بخصوص كيفية بناء الشعر الحديث , على قاعدة و بناء مريح يدفعهم للكتابةِ و حب الشعر وهو الغاية
والذين يغمزون و يلمزون ها هو اليوم بات للشعر الحر بحر المحيط , يغوص بهِ الشاعر بكل أريحيةٍ و مرجعية , و ليرفع اليوم الأشرعةِ و يبحر ببحر المحيط و يكتب دون حرج ووجل فهنا بات لهُ علم من علم العروض . و سنكمل هذا العلم في كتاب لاحق , الشاعر سامي الاجرب 25/ 12/ 2011 عمان الاردن