اللغة الكوردية تتفوق على اللغة الفارسية بقلم:محمد مندلاوي
تاريخ النشر : 2011-09-12
اللغة الكوردية تتفوق على اللغة الفارسية بقلم:محمد مندلاوي


اللغة الكوردية تتفوق على اللغة الفارسية

محمد مندلاوي


لقد دأبت بعض الأقلام المشبوه، من الذين ينتمون إلى بعض القوميات والأقليات المتباينة، بكتابة بعض المقالات الصفراء، حيث يشككوا فيها، بقدم وأصالة اللغة الكوردية، بينما هم في حقيقتهم لا يلمون ولو بجزء يسير عن تاريخ اللغة الكوردية، ولا يجيدون نزراً من قواعدها، كل الذي يحملونه في جعبتهم،هي الكراهية والحقد الدفين على الأمة الكوردية و لغتها الخالدة. إن كان هؤلاء باحثون و مثقفون بحق و حقيقة، وجب عليهم أولاً، أن يتعلموا و يقرأو شيئاً من هذه اللغة، ومن ثم البحث في ثناياها، لكي يكون إصدار حكمهم عليها فيه شيء من المنطق. إن المكتبة الكوردية تزخر بمئات الكتب، في قواعد اللغة الكوردية، وضعها أكاديميون و أدباء مختصون باللغة الكوردية وعلومها، وتدَرَّس منذ عشرات السنين، في أرقى جامعات الدول المتقدمة، مثل فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية و روسيا الاتحادية و السويد الخ الخ.نتساءل، كيف يسمح أصحاب الأقلام ... لأنفسهم من التهكم و التشكك بلغة عريقة تحدث بها النبي زرادشت (ع) و كتب بها كتاب (أفستا) المقدس قبل المسيح بسبعة قرون، وقبل القرآن بثلاثة عشر قرن، وكتب بها كتابي الديانة الإزدية (جلوة و مصحفي رَش) المقدستين، و كتب بها أيضاً ال(كلام) هو مجموعة كُتب للديانة اليارسانية الكاكائية التي تحوي اثنا عشر ألف صفحة، ودونت بها ملحمة (مم و زين) الخالدة، و قصة (يوسف و زليخا) للشاعر الكوردي سليم بن سليمان، و (شيخ صنعان) لفقي تيران، و (ليلى ومجنون) لحارس البدليسي، و كتاب (زنبيل فروش) و (فرهاد وشيرين) و كتاب (شاهنامه حقيقت) ل(نعمت الله جيحون آبادي مكري) الذي يحتوي على (11117) إحدى عشر ألف ومائة و سبعة عشر بيت شعر و كتاب (شرفنامه) لشرف خان البدليسي الخ الخ الخ، إن هذه المؤلفات القيمة التي اشرنا إليها، والتي دونت في أزمنة قديمة، هي جزء يسير جداً مما أجادت بها القريحة الكوردية، و دونتها بالأبجدية الكوردية، الأبجدية التي حافظت على هذا التراث القيم و قدمته إلى العالم بهوية قومية تحمل اسم اللغة الكوردية. إن مئات الآلاف من الكتب المطبوعة و المخطوطات الثمينة النادرة كتبت بهذه اللغة الجليلة،التي تشمل جميع نواحي العلوم، والأدب والشعر والتاريخ و الدين و الاقتصاد و الزراعة الخ. إن مكتبات العالم المتحضر تشهد لأصالة اللغة الكوردية، حيث تزخر بآلاف المخطوطات القديمة،هناك أسماء لامعة في العالم الغربي في حقل الأدب والتاريخ و الشعر كتبت أطروحات عديدة عن هذه المخطوطات و نالت عليها أعلى الشهادات الأكاديمية، إن هذا التاريخ المشرق للغة الكوردية هو الذي حث المجلة الفرنسية (Le Françaıs dans le mond) المختصة باللغات عام (2008) في عددها (355) أن تختار اللغة الكوردية ضمن (88) لغة في العالم، في الدراسة التي نشرتها عن اللغات الحية في العالم، وفقاً لهذه الدراسة العلمية التي وضعت اللغة الكوردية ضمن هذه اللغات الحية، والتي حصلت فيها اللغة الإنجليزية على المرتبة الأولى و اللغة الفرنسية على المرتبة الثانية و اللغة الإسبانية على المرتبة الثالثة و اللغة الألمانية على المرتبة الرابعة الخ، وجاءت اللغة الكوردية في المرتبة (31) ثم جاءت اللغة الفارسية بعدها بتسع نقاط، حيث حصلت على المرتبة (40) وجاءت اللغة الآذرية بعد اللغة الكوردية بست عشرة نقاط، حيث جاءت في المرتبة (47) واللغة البيلاروسية جاءت في المرتبة (32) و اللغة الرومانية جاءت في مرتبة (34) و اللغة الهندية في المرتبة (37) و اللغة البلغارية في المرتبة (39) و اللغة الصربية في المرتبة (41) و اللغة الفيتنامية في المرتبة (54) و اللغة الأزبكية في المرتبة (56) ولغة الپشتو الأفغانية في المرتبة (58) الخ. لقد حصلت اللغة الكوردية على هذه المرتبة الجيدة و المتقدمة، برغم معانات الأمة الكوردية، و وضعها الصعب، حيث أنها ترزح تحت نير الاحتلال منذ أمد طويل. يا ترى، على أية مرتبة كانت تحصل اللغة الكوردية إذا كانت الأمة الكوردية سيدة نفسها، ولها دولتها المستقلة أسوة بلغات الدول التي جاءت اسمها في الدراسة؟ مما لا شك فيه، كانت تحصل على مرتبة أعلى من التي حصلت عليها، لأن اللغة كائن حي، تتطور مثل بقية الكائنات الأخرى في فضاء حر و أرضية سليمة، لأنها تحتاج لمثل هذه الشروط حتى تستطيع أن تتطور أكثر وأفضل من التي هي عليها الآن، لأن اللغة الكوردية لا تنعم بالفضاء الحر والأرضية السليمة، لأنها واقعة تحت نير الاحتلال التركي و العربي و الفارسي؟، كما أسلفنا، برغم هذه الصعاب والمشقات، و منع الدراسة و التكلم بها في ثلاثة أقاليم محتلة ضمن أربعة أقاليم، ألا أنها تتقدم وتزدهر يوماً بعد آخر، و تشق طريقها نحو القمة، إلى جانب اللغات الشقيقة لها، برغم هذه المعانات التي تعانيها الأمة الكوردية و لغتها من القهر والإجحاف، ألا أنها جاءت قبل كثير من لغات الدول التي أشرنا إليها أعلاه، و التي لها وجود على الخارطة السياسية منذ عقود خلت، حيث منحت العضوية الكاملة في جمعية الأمم المتحدة (United Nations) والمنظمات التابعة لها، فلذا أصبحت الطريق أمامها وأمام لغاتها معبدة لتطويرها وازدهارها في جامعاتها و معاهد دراساتها، أو من خلال العلاقات الأكاديمية مع جامعات دول العالم الخ، بخلاف اللغة الكوردية التي تمنع في بعض البلدان التي تحتل أجزاء من كوردستان حتى التكلم بها، ألا أنها تقدمت في هذه الدراسة العلمية المشار إليها،على الكثير من اللغات التي لها تاريخ قديم و انتشار واسع خارج حدودها القومية.
إن الشعب الكوردي، دخل الألفية الثالثة وله إقليم شبه مستقل، من ضمن أقاليمه الأربعة،حيث دخل هذا الإقليم الجنوبي في اتحاد فيدرالي مع دولة العراق و بهذا، بدأ الشعب الكوردي بسباق مع الذين سبقوه ببناء كياناتهم القومية، وعقد العزم و توكل على طاقات أبنائه الخلاقة، إلا أن يترك محتليه خلفه في جميع الميادين، العلمية و الأدبية و الاقتصادية و السياسية والاجتماعية الخ، وها أن بشائر النصر قد لاحت للأفق، حيث يشاهد في الإقليم الجنوبي من كوردستان، تطوير العملية الديمقراطية حيث تسير بخطى ثابتة، وأفضل من الدول التي لا زالت تحتل أجزاءا من كوردستان، حيث أن الدراسة تتراجع في تلك الدول و الأمية تزداد، لكن في الإقليم الكوردستاني تبنى سنوياً آلاف المدارس، و هذه المدارس هي التي تخرج لنا رجال الغد، في جميع حقول العلم والمعرفة. في تلك الدول تتقلص المطارات التي هي وسيلة مهمة و فاعلة في التواصل مع العالم الخارجي، بينما في الإقليم الكوردستاني، الذي إلى الآن لم تعد إليه المناطق المستقطعة، وهو الآن بثلاث محافظات فقط، أنشأت فيه ثلاث مطارات دولية. في تلك الدول المحيطة بالإقليم تتقلص الجامعات والمعاهد و تغلق، وفي الإقليم الكوردستاني تأسست في ظرف أقل من عقد (19) جامعة. الدول المحيطة بكوردستان تترسخ فيها يوما بعد الآخر الدكتاتورية و حكم الفرد الإله، و في الإقليم الكوردستاني، تتطور يوما بعد آخر العملية الديمقراطية وتترسخ و تنمو، حيث حرية الصحافة و حرية التعبير و حرية التظاهر الخ. إن هذه الإنجازات الرائعة التي نفذت بسواعد أبناء الكورد في إقليمه الجنوبي كفيلة بأن تحجز لها ذات يوم مقعداً في منظمة أمم المتحدة بجانب مقاعد دول العالم. كما حصلت اللغة الكوردية على المرتبة (31) عالميا، إننا على يقين، أن كوردستان، ستحصل في العقود القادمة على مرتبة أعلى من التي حصلت عليها لغوياً، في جميع مناحي الحياة.