رحلة إلى الأعماق - رواية من الخيال العلمي بقلم:نزار ب. الزين
تاريخ النشر : 2010-07-15
رحلة إلى الأعماق - رواية من الخيال العلمي بقلم:نزار ب. الزين


رحلة إلى الأعماق
رواية من الخيال العلمي
نزار ب. الزين*
الفصل الخامس
كانوا جميعا منشغلين بالمراقبة ، و كعادتهم ، كان يراقب عبر المناظير كل من د.حمود و د.مجدي و د .هشام ، في حين آثر متابعة المشاهد المتلاحقة عبر شاشات الرادار و كاميرات الفيديو كل من د.عبد الله و د. رياض .
تلال ، وهاد ، هضاب ، سهول ، و وديان تعج بالحياة الحيوانية المائية منها العملاق كبعض أنواع الأخطبوط و الحبار ، و قناديل البحر و الربيان و الديدان الأنبوبية ، فلقد أدهشهم قنديل بحر عملاق بقطر ثلاثة أمتار و لا يقل وزنه عن الطن و النصف ، و شاهدوا كذلك ديدان أنبوبية يصل طولها إلى حوالي خمسة أمتار تبدو و كأنها مغروسة في رمال إحدى الهضاب القاعية ، كما شاهدوا قواقع عملاقة تتسع الواحدة منها لإنسان .
و منها كذلك المخلوقات المتناهية الصغر التي لا يتجاوز طولها الملليمتر ؛ أما الحياة النباتية فهي أشد غرابة : غابات من شجيرات طحلبية و أخرى تتكون من سوق عملاقة يتلاعب بها الماء ، و غابات أخرى من الإسفنجيات و المرجانيات ..بينما تناثرت القواقع في كل مكان ... أما الألوان فهي أكثر تنوعا و زهوا من تلك التي تغطي سطح الأرض .
قال الدكتور عبد الله :
- أتدرون يا إخوان ، أشعر أنني على متن طائرة تحلق فوق سطح الأرض بتضاريسها المتنوعة ، على علو منخفض يسمح لي برؤية كل التفاصيل ، لولا أن ما يحيطنا هنا أشد ظلمة ، و لولا أن كشافاتنا لا تغطي إلا مساحات محدودة .
لا يجيبه أحد فقد بهرتهم جميعا هذه المناظر العجيبة ، و لكن بعد دقائق أجابه الدكتور مجدي :
= و نحلق أيضا فوق البراكين و أنهار اللافا المشتعلة ، نحن نطفئ النار بالماء ، و هنا نار تنبثق في قلب الماء فلا يطفئها !...
ذلك أنهم كانوا يرصدون – من حين لآخر - شقوقا بركانية أو فوهات بركانية تنبعث منها الصهيرة الملتهبة ، بثبات و استمرار مشكلة جداولا نارية ، و أحيانا أخرى تنبثق من الوديان مادة سوداء شبيهة بدخان المصانع تتصاعد لمسافات عالية .
يعلق الدكتور حمود :
- قرأت ذات مرة لأحد العلماء :" أن الإنسان يعلم عن المريخ أكثر مما يعلم عن المحيطات " و ما ترونه يا أعزائي هو توكيد لكلام ذلك العالم .
يعلو صوت الدكتور عبد الله قائلا :
- نحن الآن على عمق سبعة آلاف متر ، الم تلاحظوا أن الحركة هدأت من حولنا ، أي لا أسماك و لا نباتات ..مجرد صحراء قاحلة .
يجيبه الدكتور مجدي :
= حتى التلال و الهضاب و الوديان تجردت من النباتات و لم يبق ظاهرا غير الصخور بأشكالها الغريبة ..
يعلق الدكتور حمود :
__ حتى الكشافات الضوئية لم تعد تكشف إلا مزيدا من الظلام ..
يردد الدكتور عبد الله :
- ثمانية آلاف متر ...
- تسعة آلاف متر ..
- عشرة آلاف متر
يصيح الدكتور حمود فرحا :
__ عشرة آلاف متر ، عمق لم يصل إليه بشر من قبل ، إنه لفتح مبين في دنيا العلوم يا أحبائي ..
أجابه الدكتور هشام :
= الله و أكبر ، مركبتنا لم تتأثر حتى في هذا العمق الكبير ، حيث يوازي الضغط هنا وزن دايناصور فوق صرصور ، إنه فتح مبين في عالم السبائك المعدنية أيها الإخوان ، إننا نرتقي من نصر إلى نصر و من نجاح إلى نجاح ..
ثم التفت إلى الدكتور حمود قائلا و قد تملكته الفرحة :
= أخبر والدك يا حمود بأننا بلغنا هذا العمق غير المسبوق .. أخبره بكل ما شاهدناه فلسوف يبتهج ..و دعه يتصل بأهلنا و يطمئنهم عنا كالعادة و اسأله ما إذا كان لديه رسائل لنا ...

بعد دقائق من حديث د. حمود إلى والده ، التفت إلى زملائه مبشرا :
- لقد دعا والدي من يشاء من عائلاتكم للحضور إلى دبي و النزول في أفخم الفنادق ، على حسابه الخاص ، و من الفندق سوف يتصلون بكم و تتصلون بهم عن طريق الصوت و الصورة ..
و لكن مجدي و هشام قاطعاه صائحين في صوت واحد : " يا الله .. ما هذا الذي نراه ؟!!"
أجسام مضيئة تحوم حول المركبة ، تتخذ شكل البشر و لكن بدون ملامح ، فلا عيون و لا أفواه و لا أنوف مجرد أجسام و رؤوس بأحجام متشابهة ..
تتكاثر الآن .. و تقترب أكثر من المركبة
يصيح مجدي بصوت مرتعش :
- هدئ السرعة يا رياض ( يا خويا ) ، لنتأكد أننا لسنا نحلم أو نتوهم ..!
يجيبه د.حمود و قد استبد به الفضول :
= مخلوقات - أيا كانت - في هذا العمق ؟!! يا للدهشة .. يا للعجب .. سبحان مالك الملك !!!
رد عليه د.عبد الله :
- قلت لكم في السابق أننا زرنا جمهورية أتلنتيا ، خلال الزمن المفقود ، فظننتموني أتوهم ، و الآن هل نحن جميعا متوهمون ، أم لعل حمى جديدة ، فلنسمها حمى الأعماق ، قد أصابتنا جميعا ؟؟!
انبرى د.هشام للإجابة قائلا :
= تعاودني من حين لآخر ومضات عن مجتمع شاهدناه و عشنا بين أفراده لفترة ، مجتمع يعيش ضمن منظومة يوتيبية ، مجتمع يشبه جمهورية أفلاطون المثالية التي طالما قرأنا عنها عندما كنا في المدرسة الثانوية ، مجتمع يعيش في الأعماق ؛ فلعلك على صواب يا عبد الله في كل ما ذهبت إليه ، و لكن دماغي حتى الآن غير قادرة على تجميع تلك الومضات .
يعقب الدكتور حمود منبها :
- دعونا الآن من تجربة الزمن الضائع ، و لنتأمل تجربتنا المدهشة التي نعايشها الآن ، و لكن كيف لنا أن نتواصل مع هذه المخلوقات العجيبة ؟
ثم أضاف في رجاء :
= هل تسجل كل شيء يا أخي عبد الله ؟
ضحك عبد الله ، ثم أجابه :
- في الزمن الضائع كنت أسجل كل شيء حتى بلوغنا الزمن الضائع ، و لكن يدا خفية مسحت كل ما سجلته كما مسحت كل ما سجلته أدمغتنا ، و إن كنا – على مايبدو – قد بدأنا نسترجع ما سجل فيها !
- و قبل أن يجيبه هشام صاح مجدي منفعلا هلعا :
= إنهم هنا .. انهم هنا ..إنهم هنا ..

جمدتهم المفاجأة ، فجحظت عيونهم و فغرت أفواههم و تدلت ألسنتهم ، ذلك أن اثنين من تلك المخلوقات المشعة التي لا زالت تحوم حول مركبتهم ، تسربا إلى الداخل ..
بدأ أحدهما يرطن بعدة لغات و مع كل لغة كان لون جبينه يتغير ، و كأنه يبغي التعرف على لغتهم ، فوفر عليه الدكتور حمود المشقة قائلا بصوت مرتبك : " نحن عرب " ، و فجأة تغير لون جبينيهما معا إلى اللون البرتقالي ، و سرعانما نطق أحدهما بلغة عربية فصحى ، و لكن بصوت رفيع هامس ، بالكاد يمكن سماعه :
- إذًا أنتم عرب ؟؟!! و ماذا أتى بكم إلى هذه الأعماق التي لم يسبقكم إليها أحد ، يا عرب ؟
= نحن مجموعة من العلماء العرب ، في رحلة استكشافية .
أجابه الدكتور حمود ، الذي فوجئ و الآخرين بهما يضحكان ، مما استفز الدكتور هشام ، فصاح بهما غاضبا :
= و ما المضحك في الأمر ؟ هل أصبح العرب مادة للسخرية حتى لغير البشر ؟ و لكنكما حتى الآن لم تخبرانا من أنتما ، و بأي حق دخلتما هنا دون استئذان ، و كيف اقتحمتما مركبتنا و تسللتما إليها ؟
اعتذرا بصوت واحد ، ثم أضاف أحدهما قائلا :
- دوما أنتم سريعو الغضب يا عرب ، نحن لم نكن نسخر و لكننا كنا نبدي استغرابنا ، فنحن نعلم أن العرب دخلوا عصر الظلمات منذ انهيار الخلافة العباسية في المشرق و الأموية في الأندلس ...أي منذ تحررت أوربا من عصر الظلمات !
أجابه الدكتور عبد الله بمزيج من الهدوء و الدهشة :
= أنتم تعرفون تاريخنا أيضا ؟ و لكن لك الحق فيما ذهبت إليه ... إلا أن الأمور تتبدل ، فهناك الكثير الكثير من العلماء العرب من جميع التخصصات ، منتشرين في كل مكان فوق المعمورة ، للأسف لم يجمعهم جامع في جهد عربي مشترك ، و لعلنا قد ابتدأنا – نحن - مسيرة علمية عربية من جديد ، كما ترى .
تناول الدكتور حمود الحديث مجددا قائلا بجدية و حزم :
- لم تجبانا حتى الآن على تساؤلاتنا ؛ من أنتما و هؤلاء المحيطين بالمركبة من كل صوب ، و كيف اخترقتما دروع المركبة التي لم يخترقها الضغط الهائل أو الماء المحيط ، كيف دخلتما إلينا ، و كبف تعيشون في عمق أحد عشر ألف مترا ....
- - نحن من أسميتمونا بالجن ، و أسمانا الآخرون بالأشباح ، و غيرهم بالأرواح الهائمة ، نحن مخلوقات من " المادة المعتمة ! " .
و أكمل زميله قائلا :
= كنا - و لا زال بعضنا - نتجول على سطح الأرض دون أن يرانا أحد فنحن غير مرئيين فوق السطح ، و لكننا هنا في الأعماق السحيقة ، و تحت ظروف الضغط الهائل ، فإن قدرتنا على التخفي تزول .
يلتفت الدكتور هشام إلى الدكتور عبد الله سائلا :
- هل سمعت أو قرأت عن المادة المعتمة ؟
يجيبه :
= في السنوات الأخيرة بدأ العلماء يتحدثون عنها و يحاولون اكتشاف كنهها ، و قرأت مؤخرا أنها تشكل النسيج الجامع غير المرئي لمجرات الفضاء ، و أن %90 من المادة الموجودة في مجرة نموذجية هي مادة غير مرئية ؛ هذا كل ما أعرفه .

يتجاهل أحد المخلوقين الحوار الدائر بين الدكتور عبد الله و الدكتور هشام ، ليستأنف حديثه قائلا :
- نحن نعيش في مملكة كبيرة و نتكاثر بطريقة التناسخ ، يستطيع الواحد منا أن يصدر نسخة عنه كل ثلاثة أعوام ، و لكننا لا نحتاج إلى الغذاء مثلكم و بالتالي نحن لا نتصارع من أجل الغذاء و الماء العذب كما تفعلون ، فغذاؤنا نستخلصه من أحد أنواع الأملاح و لسنا بحاجة للماء العذب ، أما هواؤنا فنستخرجه من ماء المحيط ، و كلاهما - الملح و الماء - عنصران متوفران بكثرة كما ترون ..
أجابه الدكتور مجدي و قد بدا عليه الإنفعال :
- إذاً ، فالأساطير التي حيكت عن الجن و الأشباح ، ليست مجرد أساطير و أوهام .
= كلها ، لها أساس من الصحة و لكن البشر يميلون إلى المبالغة فيما يشاهدونه و ينسجون حوله من بنات أفكارهم ،
أجابه أحدهما ، ثم أضاف :
= كنا نظهر في الغالب لمساعدة الناس المحتاجين في أزماتهم الحادة ، فكان يصدق تجاربهم البسطاء منهم ، و يكذبها من يدعون أنهم أكثر ذكاء ، و كثيرا ما كانوا يتهمون ذوي التجربة بالهلوسة أو الجنون أو ممارسة السحر أو محالفة الشيطان..و كلها أقاويل ظالمة لا أساس لها ..
يضيف المخلوق الآخر :
= كنا نظهر أحيانا لمداعبة إنسان يائس لنشفيه من يأسه ، أو رجل مصاب بمرض الخوف لنحرره من خوفه .
يصمت الجميع و كأن على رؤوسهم الطير ، ثم يرفع الدكتور هشام رأسه و قد استبد به الفضول ، ليسأل الزائرين :
- و ماذا عن التقمص في أجساد بعض المدعين ؟
ضحكا معا ، و لكن سرعانما عقب أحدهما :
= عفوك ، نحن لا نسخر منك أو من سؤالك ، بل كان سؤالك مفاجئا ، و إجابته فيها بعض طرافة ؛ في حقيقة الأمر فإن بعضنا يشعر بميل كبير لإنسان ما أو يجتذبه مجاله المغناطيسي – أنتم تعلمون طبعا أن لكل إنسان مجاله المغناطيسي - فإذا بقي أحدنا فوق السطح مدة طويلة قد يتفاعل عاطفيا مع مجموعة بشرية أو فرد بشري ، أو ربما يدفعه الفضول الشديد ليعرف عن البشر أكثر ، فيتقمص أحدهم ليتعرف على أسلوب حياته و طريقة تفكيره ، و هناك الكثير من حالات التقمص كانت تساعد البعض و تجعل حياتهم أكثر إشراقا و يسرا .
يسأله الدكتور حمود :
- كيف تتعرفون على بعضكم بعضا و أنتم متشابهون ؟ هل لديكم أسماء مثلا ؟ ، فأنا لم أستطع حتى الآن التمييز بينكما !
يجيبه أحدهما :
= كل منا لديه علامة مميزة على صدره ، اقترب مني قليلا فستجد فوق صدري بقعة صغيرة بلون مغاير ، فكل منا لديه لونه الخاص فهو اسمه و علامته الفارقة ، فأنا إسمي ( ميمون ) و لون علامتي أخضر مصفر ، و إن كل من يحمل هذا اللون في المملكة فإسمه ميمون ، و أنا بالمناسبة أحد مستشاري ملك المملكة المعتمة ؛ أما زميلي فإسمه ( زينون ) و تميزه البقعة الوردية و كل من يحمل البقعة الوردية إسمه زينون ، و زميلي هذا هو وزير العمران في المملكة .
يسأله الدكتور رياض :
- ألاحظ أنكما تستخدمان كلمة كنا و كنا ، هل تعنيان ، أن شعبكم أقلع عن زيارة سطح الأرض و ما عليها من بشر ؟
يجيبه ( زينون ) :
= منذ أن بدأ الإنسان بتجارب السلاح النووي و استخدامه في اليابان علنا و في مناطق أخرى سرا ، و منذ حرصت بعض الدول على تخزينه و التهديد به ، و منذ أن تكاثرت المفاعلات النووية لصناعة القنابل النووية أو لتوليد الطاقة ، أو تسيير مركبات بحرية باستخدامها ، تكاثرت في الجو الإشعاعات ، التي أخذت تضر بنا و تحد من تكاثرنا ، فآثرنا العزلة في الأعماق لتجنب هذا الخطر الوبيل ، و مع ذلك فإن بعضنا لا زال يجازف بالذهاب إلى السطح لسبب أو لآخر ليفقد بالتالي قدرته على الاستنساخ ، و لكن أصبح نادرا ما يحدث ذلك .
بعد أن اطمأن الجميع إلى سلامة نية ميمون و زينون ، و أنهما من علية هذه المخلوقات ، بدؤوا يتداولون معهما حول بعض الأحداث الأسطورية و تفسيراتها ؛ و فجأة تذكر الدكتور مجدي أمرا هاما ، فقطع النقاش سائلا :
- حدثتمونا عن ماهيتكم و عن أسلوب حياتكم و لكن لم تخبرونا ما إذا كنتم تتعرضون للموت مثلنا أم أنكم خالدون ؟
يجيبه زينون :
= يعيش واحدنا حوالي ثلاثة آلاف سنة ، ثم يختفي ، و نعتقد أنه مع أرواح البشر التي هي أيضا من المادة المعتمة ، يسافر عبر الثقوب السوداء أو ما تسمونه بالبرزخ إلى عالم آخر ، تسوده المحبة و السلام .
يصمت الجميع مفكرين بهذه المعلومات التي تفسر الكثير ، و لكن الدكتور رياض لا يلبث أن يطرح سؤالا آخر :
- هذا يعني أن الروح حقيقة مؤكدة !
يجيبه :
= طبعا هي حقيقة ، و أبسط برهان على ذلك ، أن ملايين من خلايا المخ تموت يوميا ، و لكن وعي الإنسان يظل كما هو ، فالوعي هو الروح .
يسأله الدكتور رياض :
- و ماذا عن قدرتكم على التحول ؟ كما تتداولها الساطير ؟!
و لدهشتهم الكبيرة ، تصدى ميمون للإجابة عمليا ، فتحول إلى حصان عربي أصيل ، ثم إلى قط شيرازي جميل ، ثم إلى فأر أبيض من فئران التجارب ، ثم إلى فتاة في ريعان الصبا و أوج الجمال ، ثم عاد كما كان ..

كان ذهول الأصدقاء العلماء كبيرا لدى رؤيتهم ميمون يتحول من شكل إلى آخر ، و كان ذهولهم أكبر عندما تولى زينون قيادة المركبة ، متجها بهم نحو المملكة ، في رحلة سياحية إستكشافية لم يكونوا ليحلموا بمثلها ..
بعد الولوج في نفق طويل يزيد طوله عن المائة كيلومتر ، التفت ميمون إليهم قائلا :
- لن تتمكن مركبتكم من المضي قدما فبقية النفق أضيق من أن يتسع لها ، و لا بد لكم من الخروج منها .
يجيبه الدكتور هشام :
= هذا مستحيل يا أخي ميمون ، فإن أجسامنا لن تحتمل الضغط الهائل ، و بمجرد أن نفتح باب المركبة العلوي ، فإن كل شيء بما فيه المركبة و أجسادنا ، ستنفجر و تتناثر أشلاء ..
يضحك ميمون و يقهقه زينون ثم كالعادة يعتذران مبررين ضحكهما ؛ فيقول ميمون :
- و من قال أننا سنترككم لهذه النهاية المأسوية ؟؟
سنحيط مركبتكم بفقاعة من المادة المعتمة ، و عندما تكتمل الفقاعة حول المركبة ، يمكنكم حينئذ ، فتح الباب العلوي و الخروج من المركبة . و فوق سطح المركبة سنحيط كل منكم بفقاعة من المادة المعتمة ذاتها تناسب حجمه ، و عندئذ يمكنكم التحرك داخل المملكة بحرية ، و يسرني أن أظل مرشدكم السياحي .
===========
*نزار بهاء الدين الزين
سوري مغترب
عضو إتحاد كتاب الأنترنيت العرب
الموقع : www.FreeArabi.com