اذاعة القدس مع يحيى اللبابيدى ورياض البندك بقلم:وجيه ندى
تاريخ النشر : 2010-07-01
اذاعة القدس مع يحيى اللبابيدى ورياض البندك  بقلم:وجيه ندى


اذاعة القدس
مع يحيى اللبابيدى ورياض البندك
منذ ان افتتحت الاذاعه الفلسطينيه (1936- 1948 ) ابوابها لكثير من الاصوات وتحت رئاسة الدكتور ايليا بيضا وكانت اجتهداته كثيره فى اعلاء شان الاذاعه فى القدس وما جاورها من بلدان عربيه وغير عربيه وتحين فرصة طلاق المطربه اسمهان عام 1939 وطلب منها ان تقوم بطبع مجموعة اسطوانات مقابل مبلغ كبير فى تلك الحقبه ووافقت اسمهان وطبعت مجموعة الحان ومنهم ( ليت للبراق عينا) وقصيدة اسقنيها بابى انت وامى وايضا لحن الموسيقار مدحت عاصم يا حبيبى تعالى الحقنى شوف اللى جرالى من مقام النهاوند والذى نظمه المخرج احمد جلال عندما قدمها لاول مره فى السينما المصريه بالصوت فقط وصورة زوجته فى تلك العرض مارى كوينى عام 1936 وفيلم زوجه بالنيابه وكان اختيار بيضا فى محله وانتشارا للاذاعه فى مهدها وكانت تلك الاسطوانات دافع للموسيقار محمد عبد الوهاب ليستعين باسمهان صوت فى فيلم يوم سعيد 1940 بعد تعاقده مع بديعه صادق لتغنى محلاها عيشة الفلاح وحدث الخلاف مع الموسيقار بين اسمهان الدخيله على السينما المصريه وبين بديعه صادق وانتهى الخلاف بظهور صوت اسمهان فعلا وصورة بديعه صادق والتى وافقت بعد فترة خصام بينها وبين الموسيقار وارضاءا لاسمهان شاركها الموسيقار فى اوبريت مجنون ليلى فى ذات الفيلم
وغنت اصوات كثيره فى الاذاعه ومنهم ليلى مراد و آمال حسين،و سهام رفقي، لور دكاش، وحياة محمد و شافيه احمد وغنت ماري جبران ( الجميله) فأطربت وكان الجمهور يتطلع بشوق ولهفة إلى اليوم الذي تغني فيه، ومن أغانيها المفضلة والتي نقلتها على الأثير إن لم تخني الذاكرة فهي: "أصل الغرام نظرة"، "يا ما انت وحشني"، "إن كنت خالي". كما غنت سهام رفقي فأطربت وانتشرت أغانيها بين الجماهير فكانت إذا مرت في أسواق القدس القديمة كان يتبعها عشاق الغناء والطرب ويوقفونها ويتوسلون إليها أن تغنيهم قصيدتها التي اشتهرت فيها "يا أم العباية، حلوة عباتك" وغنى من الحانه ايضا عباس البليدى الفجر فى الافق لاح من نظم فدوى طوقان ومن مقام حجاز كار أما لور دكاش فكان لها الكثير من عشاقها وعشاق أغانيها. وكانت أحلى أغنياتها وأقربها إلى عشاق الطرب هي: "آمنت بالله، نور جمالك آية، آية من الله، آمنت بالله" ولا احد ينسى الموسيقار رياض البندك وما قدمه من فنون موسيقيه حيث كان يقدم برامج موسيقية متطورة حتى أن الجاليتين الأوروبية واليهودية كانتا تستمع إليها .ايضا كان يساعد المغنين والمغنيات على تعلم النوتة الموسيقية رغبة منه في إنشاء فنانين مثقفين يتذوقون الفن الصحيح ويستطيعون أن ينقلوا فنهم الرفيع إلى الجماهير العربية التواقة إلى سماع الأغنية الجميلة واللحن العذب. ورياض عيسى البندك ولد في مدينة بيت لحم في 4 يوليو سنة 1924، تلقى علومه الابتدائية في المدرسة الأميرية للبنين في بيت لحم، وعلومه الثانوية في القدس الشريف في كلية تراسانتا (الأرض المقدسة).عشق الموسيقى والغناء منذ كان طالباً في المدرسة الابتدائية، ونمّى فيه هذه الموهبة مدير المدرسة المرحوم فضيل نمر الذي كان بدوره يعزف على آلة الكمان، فأنشأ فرقة للأناشيد الوطنية. وكان لرياض صوت جميل فشجعه مديره على أن ينشد للطلاب كل صباح نشيداً وطنياً. وكان لهذا التشجيع الأثر الكبير في تنشئته الموسيقية حيث أخذ يرهف السمع إلى أساطين العرب أمثال السيد درويش، وأبو العلا محمد، ومحمد القصبجى واحمد صدقى وكان والده عيسى البندك رئيساً لبلدية بيت لحم وأحد أعيان الحركة الوطنية الفلسطينية وصاحب جريدة "صوت الشعب". فعزّ عليه أن ينهج ابنه هذا النهج فأخذ يقف عقبة في طريق فنه، فأرسله إلى كلية تراسانتا طالباً داخلياً. وفي هذه الكلية وجد مناخاً موسيقياً بوجود الأستاذ الموسيقار يوسف بتروني أحد كبار الموسيقيين والملحنين في الوطن العربي. وفي هذا الجو الفني نمت مواهب رياض. انضم إلى محطة الإذاعة الفلسطينية عام 1943 كمطرب ثم تابع نشاطه وإقباله على العلم والتلحين، وعندما اشتد عوده لحّن لمعظم المطربين الفلسطينيين وعيّن رئيساً للفرقة الموسيقية في إذاعة الشرق الأدنى عام 1944، ثم عاد إلى محطة الإذاعة الفلسطينية عام 1946 وعاود نشاطه في الغناء والتلحين حتى 1948.توجه إلى لبنان بعد الحوادث حيث كلف بتنظيم إدارة القسم العربي الموسيقي في الإذاعة اللبنانية، وفي عام 1950 دعي من قبل الإذاعة السورية في دمشق وكلف بتنظيم وإدارة القسم الموسيقي في الإذاعة وفي عام 1952 قامت الثورة في مصر وكان رياض من مؤيديها، فقدم استقالته ولكنها رفضت، وبعد محاولات عديدة استطاع عام 1953 أن يحقق حلمه ويذهب إلى القاهرة. وكان هنالك مشروع للثورة المصرية بإقامة إذاعة خاصة للوطن العربي هي "صوت العرب" فكان رياض أحد مؤسسيها وقام بنشاط موسيقي كبير بالإضافة إلى نشاط سياسي واسع إذ وافقت الأفِكاَر المطروحة في ثورة 23 تموز (يوليو) فكره القومي .طلب الرئيس جمال عبد الناصر مقابلته وسأله:من أي بلد من فلسطين أنت؟"."من بيت لحم" "هل تمت بصلة إلى عيسى البندك؟"."هو والدي" فقال الرئيس: "سمعت عنه الكثير من اللواء المواوي ـ القائد العام للجيش المصري، ولم يكن لي شرف مقابلته حيث كنت وقتئذ في غزة". واستمر نشاط رياض في القاهرة حتى عام 1957، وبين السنوات 1957 ـ 1961 تنقل نشاطه بين كل من مصر وسورية. وبعد الانفصال ذهب إلى بيروت و حتى عام 1967 عاد بعدها إلى القاهرة لاستئناف نشاطه الفني في إذاعتي القاهرة وصوت العرب. وفي عام 1972 اختارته الأمانة العامة لاتحاد إذاعات الدول العربية للقيام بتأسيس الأقسام الموسيقية في الإذاعة والتلفزيون في الإمارات العربية المتحدة في "أبو ظبي" حيث أمضى ثلاث سنوات. وبعدها عاد إلى دمشق حيث قدرت له الإذاعة السورية خدماته السابقة ونشاطاته، وعينه وزير الإعلام خبيراً موسيقياً لهيئة الإذاعة والتلفزيون السوري وظل يحتل هذا المنصب حتى عام 1992. له العشرات من الالحان من مختلف أنواع الغناء تذاع ألحانه في جميع الإذاعات العربية والإذاعات الأجنبية التي لها ركن عربي. ومن أشهر المطربين والمطربات الذين غنوا من ألحانه: من سورية: غنت ماري جبران، ، فاتن حناوي، وجورج وسوف.وغنت فايزه احمد اول الحانه لها فى القاهره عام 1954 ايش غيرك وقصيدة افسحوا عن ناظرى لابن هانئ الاندلسى – حنين من نظم حسين البحيرى وغنت زوجته المطربه ناديه رياض الكثير من الحانه وغنت مطربة القطرين فتحية أحمد،والله لا استطيع صدك من نظم امين عزت الهجين وايضا غنى الحانه محمد عبد المطلب لحن يام الجبين الضحى من نظم احمد محمود الشاذلى وغنت شهر زاد قصيده يا حبيبى ليه تقسى من نظم مصطفى عبد الرحمن و هدى سلطان،غنت بعد السنين دى كلها من نظم على سليمان و محمد قنديل، طاوعت هواك من نظم عبد المجيد عبد الفتاح و محمد رشدي،غنى امرنى الهوى من نظم عبد الوهاب محمد وايضا غنت. وسعاد محمد، غنت زى الطير من نظم بخيت بيومى والمطرب عبد الفتاح راشد غنى من الحان رياض البندك ومن نظم عفيفى سليمان القلب لما مال وزكية حمدان، نور الهدى، و نازك، وديع الصافي، نصري شمس الدين، و سهام رفقي.جميعهم تعاونوا وتعاون معهم الموسيقار رياض البندكومن تونس علية التونسية، وأشهر أغانيها "لا ملامة" . ومن فلسطين ايضا ماري عكاوي، محمد غازي، فهد نجار، كاظم السباسي، عامر خداج ولحّن نشيداً معبراً للرئيس حافظ الأسد بعنوان "حافظ العروبة" وقد أذاعته محطة الإذاعة السورية عام 1991 وقد كرمه سيادة الرئيس بأن منحه سيارة وبيتاً ليتمم الرسالة التي بدأها، رسالة الفن والغناء والتلحين. وفي الثالث عشر من شهر يناير 1990 "أيام فلسطين الثقافية والفنية" منحه رئيس دولة فلسطين ياسر عرفات وسام الاستحقاق، وشهادة تكريم الأدباء والفنانين المبدعين، وذلك في جامعة الدول العربية ـ القاهرة حيث تم تكريم عدد من الشخصيات الفلسطينية وانتقل إلى رحمته تعالى في السادس من شهر شباط 1992 في دمشق رحمه الله وكانت الشخصيه الثانيه والمؤثره فى الاذاعه الفلسطينيه الفنان يحيى اللبابيدى مواليد بيروت عام 1900 تلقى علومه الابتدائية والثانوية في مدينة بيروت ثم التحق بالجامعة الأميركية ـ فرع طب الأسنان ـ ولكنه لم يكمل الدراسه إذ تغلبت عليه نزعته الفنية، فهجر الجامعة إلى عالم الموسيقى. وعندما تأسست محطة الإذاعة الفلسطينية عام 1936، وقع اختيار حكومة فلسطين عليه ليدير القسم فيها. و"نجح نجاحاً واسعاً في مجالي الإدارة والفن وقد انتشرت ألحانه في جميع إذاعات العالم العربي، ومن أشهر ألحانه: "يوم السرعة"، "كل شي فرنجي برنجي"، "الدنيا هي هي"، "يا قطيشي، ملا عيشي"، "يعقوب يعقوب"، "خفيف الدم". ومن ألحانه الشعبية: "يا رتني طير لطير حواليك"،والتى تغنى بها فريد الاطرش "يا ظالم لمين أشكيك". من ألحانه الدينية: بلاد الحجازـ أنوار يثرب ومن ألحانه الوطنية نشيد العلم ـ نشيد الكشاف ـ نشيد الوطن العربي ـ ونشيد بلادي". بلا حسـبك بلا نسـبك - بــلا علمك بـلا أدبك - غير الليرات مـا بتحك - إن كان عمرك فوق الثمانين - بتقول يا رب كون لـي معين
خشـخش ليرات وكون أمين - بتموت عليك بنت العشــرين
أسس أول فرقة تمثيلية في مدينة القدس باسم " جمعية الفنون والتمثيل" سنة 1928 وكتبت للفرقة ما بين السنوات 1928-1930 ثلاث مسرحيات ذات فصول أربع هي: "الحق يعلو"، " فؤاد وليلى"، و"الشموع المحترقة" التي تمت طباعتها سنة 1936 وقد لاقت هذه المسرحية الأخيرة انتشاراً واسعا ولكن عمله الاذاعى كثر على عاتقه ففضل الابقاء وراء تعظيم وتفعيل اغانى وبرامج الاذاعه فى فلسطين وكان عزمي النشاشيبي كان مديراً لإذاعة القدس وكان يساعده آنذاك المرحوم محمد أديب العامري، قدم احتجاجاً شديد اللهجة إلى المندوب السامي البريطاني يشكو بمرارة إذاعة الشرق الأدنى التي على حد قوله "قتلت إذاعة فلسطين" لأننا نستدرج فنانيهم وأدباءهم ونغريهم بالرواتب الضخمة والإمكانات الواسعة، وإرضاء للصديق النشاشيبي رحمه الله اتخذت قراراً بعدم تعيين أحد من إذاعة القدس إلا بموافقة الأستاذ النشاشيبي شخصياً، وبذا توافر لدينا أحسن المذيعين أمثال موسى الدجاني ومنير شما وسمير أبو غزالة وأنطون صابات وصبحي أبو لغد ومن مصر الأستاذ "البلبل" كما كانوا يسمونه "محمد فتحي" وعبد الوهاب يوسف وغيرهم، والإذاعة بهؤلاء جميعاً تتقدم وتشتهر باضطراد حتى أصبحت الإذاعة الوحيدة التي يستمع إليها المواطنون في جميع أرجاء الوطن العربي. وبعد مرور أربع سنوات ونصف بدأت تباشير انتصار الحلفاء تلوح في الأفق وجاءت أميركا تساعد بريطانيا وفرنسا كي تحرز النصر أخيراً على النازية. وهنا قرر الممولون من الحلفاء أن يفكروا جدياً بنقل الإذاعة من فلسطين إلى قبرص، وبدأت تحيد عن سياستها المناصرة للعرب وبدأت تميل إلى نقل الإذاعة إلى قبرص. وأخذت تفاوض بنقل الإذاعة إلى قبرص وعرضت الحكومه الانجليزيه الاموال الطائله على يحيى اللبابيدى وكان رفضه قاطع بعدم نقل الاذاعه الى قبرص والابقاء عليها فى القدس ولكن المحتلين صمموا على نقلهوعاد إلى الحقل الإعلامي كما بدأ ومنه إلى حقل التأليف والترجمة.وهكذا ظلت اذاعة القدس لها الفضل على الكثيرين والى مقاله اخرى لكم التحيه المؤرخ والباحث فى التراث الفنى وجيه ندى وللتواصل 0106802177 [email protected]