سنابل العمر بقلم:عدنان أبو شومر
تاريخ النشر : 2010-04-28
نبدأ الحياة بشحنات أمل تدفعنا الى التسارع بكل ما نملك من براءة , فنمر كلمح البصر بين أيامنا , نعيشها بكل عبثية , وبكل عفوية , فتخلق فينا اضاءات راقية تعطينا حياة بين جوانب الحياة..!!تظل تنبض في عقولنا وفي قلوبنا ..
ثم نكمل مسيرة الحياة بين تسارع , واندفاع وتعثر أحيانا ..! كالباحث عن أوراق عمره بين جنبات الطريق الممتد من بداية التكوين الى نهاية الطريق .. !!!
وتظل الأيام تداعبنا في أيام السعادة , تلهو بنا ونلهو بأنفسنا , حتى تنعقد حبيبات العمر ...!!
. الحياة في مرحلة الطفولة , أشبه بسنبلة القمح , تكون طرية غضة ..
تحيط حبيباتها بغشاء شفاف رقيق , يحنو على حبيباته ..!
وما أشبه هذه الرقائق بأعمالنا...!!
فعندما تميل سنبلة القمح الى تشكيل حبيباتها , تكون قد شارفت فترة الطفولة على الانتهاء , وبعدها ننتقل الى مرحلة التعثر.. فيها تنضج أفعالنا , ولكن يظل اندفاعنا هو المسيطر على جلها , ثم ننتقل بسنابل العمر الى المرحلة الجديدة
ننتقل الى : مرحلة العد واحتساب الأعمال ..!!!
وفيها يزداد غشاء القشرة سماكة ثم يزداد قوة وإحاطة بحبيباته .. كما تحيط أعمالنا بسنين عمرنا وهكذا..!! حتى يحين وقت الحصاد .. !!!!!!!
عند ذلك تكون لفائف القشرة قد أحكمت إحاطتها بحبيبات عمرنا , وأصبحت جزء من الحبات لا تنفك عنه .... !!
وبعد الطحن تظل أعمالنا لا تنفك عنا ..!!
ومع عجن الطحين يظل الطحين مختلطا بمكونات القشرة..!!
وعندما يخرج الخبز من التنور أيضا يظل يحمل طعم لفافاته ..!!


غزة ـ فلسطين