تاريخ الخلافة العثمانية في الوطن العربي /1 عرض / يسري راغب شراب
تاريخ النشر : 2010-03-10
تاريخ الخلافة العثمانية في الوطن العربي /1
عرض / يسري راغب شراب


الغزو العثماني للمشرق العربي
-------------------
ظهرت الدوله العثمانيه على حساب الدولتين السلجوقيه والبيزنطيه وتغلبت على المحاولات الاوربيه في الدفاع عن بيزنطه حتى استولت على القسطنطينيه في عهد السلطان محمد الثاني عام 1453موقد توسعت في البلقان والشواطيء الشماليه للبحر الاسود ووسط اوربا الكبرى واضحى لها اسطول قوي في البحر الابيض المتوسط وحدث الخلاف المذهبي بينها وبين ايران التي كان يحكمها الصفويون الذين ارادوا نشر المذهب الشيعي في العراق فاستنجد اهل السنة في العراق بالدولة العثمانية السنيه فاشتعلت الحرب بين العثمانيين والايرانيين وانتصروا عليهم ودخلوا عاصمتهم تبريز ثم تركوها ليتجهوا الى مصر والشام المحكومه انذاك للمماليك فاتجه الى حلب وقاتل زعيم المماليك فيها وهو قانصوه الغوري وانتصر عليه في معركة مرج دابق عام 1516 م ثم زحف الى مصر واستولى عليها عام 1517م بعد معركة الريدانيه على ابواب القاهره
ولم يلبث الحجاز ان اعلن ولاءه لللعثمانيين الذين بسطوا نفوذهم على ارجاء الجزيرة العربية ففتحوا اليمن وعمان ومسقط والكويت والبحرين والاحساء والامارات المتصالحه واستكملوا سيطرتهم على العراق بقيادة سلطانهم سليمان القانوني في عام 1534م
اما المغرب العربي فكان تحت سطوة الاسبان الذين اخرجوا العرب من الاندلس عام 1492م وقد استولى الاسبان على مواقع حصينه تمكنهم من اتلاغاره المستمره على المغرب ولم يكن في وسع امرئها الدفاع عن انفسهم بسبب الفرقه والانقسام بينهم فاستنجد الاهالي بالدولة العثمانيه باعتبارها دوله اسلاميه لنصرتهم كمسلمين ضد الاسبان المسيحيين وذلك حين زار الربان خير الدين برباروس الجزائري العاصمة التركية - الاستانه - واعلن هناك ولاءه للسلطان العثماني سليمان القانوني والذي بدوره عينه واليا على الجزائر في العام 1532م فاصبحت الجزائر ولاية عثمانيه بدات تمد نفوذها على تونس وليبيا اعوام 1534-1536م
وهكذا تمتن سيطرة العثمانيين الكامله على سائر الوطن العربي في القرن السادس عشر الميلادي او الثلث الاول من القرن السادس عشر
نظام الحكم في الدوله العثمانيه
--------------------
اراد العثمانيون ان يضمنوا سيادتهم على امبراطوريتهم الواسعه فقسموها ولايات عده في العالم العربي ووضعوا لحكم هذه الولايات نظاما خاصا يتلخص في مايلي
1- الباشا
كان السلطان يعين على كل ولاية نائبا يلقب بالباشا وتتركز في يده كل السلطات المدنية والعسكريه فهو المسئول عن اقرا ر الامن والنظام وجمع الضرائب وارسال الجزية السنوية الى الاستانه ولم تزد فترة حكم الباشوات في الغالب عن سنتين وينقلوا بعدها كل الى ولاية اخرى حتى لا يفكروا في الاستقلال او التمرد
2- الديوان
وهو الجهة المساعده للباشا ويتالف عادة من كبار الضباط والموظفين العثمانيين وكان القصد منه معاونة الباشا في الحكم غير ان اعضاء الدواوين كثيرا ما كانوا يسيئون استخدام السلطة الممنوحة لهم ويركزون على تحقيق ماربهم الشخصيه قبل العامه
3- الحاميه
وهي الحاميات العسكريه او القوة المكلفه بالدفاع عن الولاية وحفظ الامن والنظام فيها ولكن بعض هذه القوات كانت تغالي في اذلال السكان العرب من جانب الضباط الاتراك
4- العصبيات المحليه ( البلديات )
استعان الباشا ومن خلال الديوان في ادارة امور البلاد او الولايات على الامراء والحكام السابقين فيها قبل مجيء العثمانيين كالمماليك في مصر وزعماء العشائر في الشام والعراق وامراء البحر في المغرب العربي وذلك للاستفاده من نفوذهم وخبراتهم في السيطره على الاهالي وحين اصاب الدولة الضعف اصبح هؤلاء الامراء وشيوخ القبائل هم اصحاب السلطة الحقيقية والسيادة العثمانية اسميه وهو ما ادى الى الفوضى والتسيب والفساد في الوطن العربي خاصة وان الخليفة العثماني لم يكن يهمه في فترة الضعف سوى تحصيل الجزية وانفاقها على بني جلدته غير عابيء باحوال غيرهم من العرب
وهو ما سوف نتبينه عموما في مايلي
اولا
الاحوال الاقتصاديه
في الزراعه التي لم يهتم اليها الولاة فنقصت مساحة الاراضي الزراعيه مع زيادة السكان
وفي الصناعة لم يحدث اي تقدم لضيق السوق وعدم وجود طرق او معدات حديثه مع ارتباط الصناعه بعدم توفر المواد الاوليه الكافيه نتيجة الانحطاط في الانتاج الزراعي
وفي التجارة الخارجية وبعد ان كانت مصدر رخاء للعرب حيث كانت تسلك طرقا تتخلل الاراضي العربيه لكن البرتغاليين كشفوا طريق راس الرجاء الصالح واحتلوا منافذ التجارة الخارجيه في البحر الاحمر والخليج العربي فحرموا العرب من رسوم المرور ولم يفلح العثمانيون في القضاء على البرتغاليين وهو ما اثر على التجارة الداخليه وعلى مستوى معيشة الناس الذين كانوا يعتمدون على مواردهم المحليه في تجارتهم الداخليه وهي محدوده ةاعتمد على اساليب بدائيه في النقل والتسويق مما زاد من درجة الفقر تدريجيا
ثانيا
الاوضاع الاجتماعيه
كان لتحول طرق التجارة العالمية عن الاراضي العربية اثره في انقطاع هذا العالم عن تيار الحضارة الغربيه اضافة الى ان الدولة العثمانيه عملت جاهده على ابعاد اي تواصل بين العرب والحضارة الغربية لكي يعيشوا تحت الحاح الفقر والجهل والمرض فلا يرفعوا رؤوسهم امام الارستقراطية العثمانية الحاكمه وهو ما حرص العثمانيون على استمراريته
بالفصل بينهم كطبقة ارقى وبين الاهالي كطبقة اقل وما ترتب على ذلك من تنامي الشعور بالانعزال عن العثمانيين وتنامي الشعور القومي العربي تدريجيا رغم ان الاتراك كانوا يحملون تقديرا للثقافة العربيه كمركز للوحي والعقيده الاسلامية وقد استعانوا بعدد كبير من مفكري وعلماء العرب من خريجي الازهر والمدارس الشاميه لادارة شؤون المحاكم الشرعية العثمانيه حيث كان ذلك الفريق من المثقفين الملتزمين اداة للخلافة العثمانية الاسلاميه على تطويع الاهالي العرب المسلمين اليهم بصفتهم الخلفاء الراشدين للدولة الاسلاميه وان عصيانهم هو ضد الشريعة والعقيده فحمل سلاطينهم القابا مثل حامي الحرمين الشريفين فكان ولايزال ذلك الوازع الديني عامل له قيمته الفكريه في الانتماء الى الدولة العثمانيه كمركز للخلافة الاسلاميه
ونحن في هذه النقطة نامل بعودة الخلاافة الاسلامية الى مكانها الاصلي في مكة المكرمه
وهو ما يمكن ان يجتمع على اساسه العرب والمسلمون باذن الله