سيفي.. ضل طريقه هو الآخر بقلم : عدنان أبو شومر
تاريخ النشر : 2010-02-28
يتوشح سيفه .. ويواصل مشواره البعيد فتتراءى له من البعيد دروب متشعبة ...يحتار المار في الطريق اختيار الطريق الآمن فيقف في حيرة من أمره محاولا النفاذ ... ولكنه لا يدري أي الطرق ستوصله إلى المكان المعلوم.. يحاول أن يسأل المارين بين حواف الطريق.. أي الطرق ستوصلني إلى سلمي المخفي بين المتاهات..!؟؟ يلتفت إليه أحد المارين ليرسم علامة تعجب..!! ويزدريه..! بنظرة...!! ثم يكمل مشواره بين الحواف مبتعدا عن المكان .. يحاول المرور في الطريق الأول من التشعيب المخيف.. فينظر ويحاول أن يتقدم بخطواته إلى الأمام ولكن هاجس الخوف يناديه إلى أين أنت ذاهب ..هل أنت تريد الذهاب إلى ....
عد أدراجك إلى الوراء واترك هذه الدرب فهذا درب خطير يحتاج إلى قلب أسد...
أخذ يناديه الطريق الثاني من بعيد... من أنت أيها المتوشح بسيف صدئت معالمه وأصبح ماضيا إلى مخازن الأمم السالفة..!!؟؟ هلم تقدم إلي لأفحص سيفك ..!!ويناجيه وكأن لسان حاله يقول :أنا أحتاج إلى عيون شاخصة ..!!وعقول مستنيرة ..!!تواكب الطريق...وتحرص أن تكون قد تعرفت إلى معالمي قبل الدخول.....!!
فلن تصل إلى هناك ستقتلك الشكوك والظنون وستموت في وسطي أو بين جوانبي فأنا درب أحتاج إلى أمم أخرى.. تدرك مجدي ...
ترك المنادي... وقرر الدخول.. حاول التقدم بخطواته ولكن الهواجس بدأت تعمل في عقله وتعيق حماسه فتوقف قليلا ثم واصل المسير ولكن التعثر أدماه فخشي وعورة الطريق وقرر أن يعود أدراجه...!!
لعل الطريق الثالث هو الطريق الذي سيوصله إلى حبيبته المنشودة وضالته المفقودة ...!!
يحاول التسلل من بين حواف الطريق فاستوقفته عبارة مكتوبة على أحد الجدران ..:
"لا يمكن الدخول في الطريق إلا بعد التفتيش عن بقايا ..... وبقايا... دماء تحتبس بين الشرايين..!! "
واصل سيره في الطريق الثالث فتراءى له بيت جميل تقف إلى جواره فتاة جميلة تبتسم لكل المارين وتقودهم إلى بهو كبير فيه ما لذ من الطعام وطاب .. تترك الزائر والضيف يخدم نفسه بنفسه حتى إذا انتهى من تناول الوجبات بدأت مراسم الترفيه تداعب خيال الضيف فيسترق السمع من بين الأبواب شبه المفتوحة ليرى العجب العجاب وبعد أن تقرأ قسمات الضيف وتعرف خفاياه يقاد إلى جلسة مفتوحة تعرض عليه البضاعة في لوحات جميلة
تواكب المسح الفسيولوجي والسيكولوجي للزائر وبعد أن أتم زائرنا المتوشح بسيفه كل ذلك .. عاد ليدرك أن سيفه أصبح بضاعة تالفة لا تحتاجها المرحلة .. عندئذ تركه عند أول ابتسامة وعاد أدراجه ليشاهد كل رفقاء النضال قد عادوا أدراجهم معه ..
تبا لكم ولنضالاتكم التي باتت حملا ثقيلا وارثا قديما مزقته الأهواء والأهواء فقد أصبحنا نعيش اليوم في مملكة الكروش والعروش نلعق أصابعنا بعد أن لاكت أسنانا أطايب وأجود أنواع اللحوم والحلوى ..
فلم يبقى لكم بعد لعق الأصابع إلا لعق ........ !!!!!!!!!!!!!!!!

غزة ـ فلسطين