كرنفال نابلس جسّد النكبة والثورة في ذكرى اعلان الاستقلال واستشهاد الرئيس عرفات
تاريخ النشر : 2009-11-20
كلمة الرئيس القاها بالنيابة تيسير خالد **

بحضور عشرات الاف المواطنين ورئيس الوزراء د.سلام فياض، الذي غادر بعد ان حضر افتتاح "كرنفال الاستقلال" لارتباطه بمواعيد برام الله، انطلق كرنفال نابلس بعنوان "مسيرة شعب" تحت رعاية الرئيس محمود عباس وبحضور محافظ نابلس د.جمال محسين، احياء للذكرى الـ 21 للاستقلال والخامسه لاستشهاد الزعيم الراحل ياسر عرفات.

وفاجأ المنظمون للكرنفال الجمهور باحضار شخصيتين فلسطينيتين يشبهان الى حد كبير الرئيس الراحل ياسر عرفات، احدهما من نابلس وهو الفنان محمد الفقيه 45 عاما، واخر من بلدة يطا جنوب الخليل وهو سالم سميرات 36 عاما، الذي قال لـ"معا" انه حزين جدا وهو يحضر الاحتفال بغياب الرئيس الحقيقي ياسر عرفات.

وقد جسّد الرجلان ضمن الكرتفال فقرة دخول الرئيس ياسر عرفات الى الاراضي الفلسطينية ضمن اتفاق اوسلو مع قوات الامن الفلسطيني وسط تصفيق من الجمهور، ومرحلة حصار الرئيس ياسر عرفات في مقر المقاطعة بمدينه رام الله من قبل الدبابات الاسرائيلية، واذاعة الصوت الحقيقي للرئيس عرفات وهو يقول :" يريدوني اسيرا او قتيلا او طريدا وانا بقول شهيدا شهيدا شهيدا".

وجسد الكرنفال الذي انطلق من امام منتزه جمال عبد الناصر غرب نابلس تجاه مقر المقاطعة الذي دمره الاحتلال الاسرائيلي، بمشاركة اكثر من 8 الاف شخص من مختلف المؤسسات الوطنية والصحية والمصانع والجامعات والمدارس ورياض الاطفال والبلديات والمجالس القروية واطفائية البلدية والدفاع المدني في نابلس اضافة الى قوى الامن والشرطة الفلسطينية بمختلف تشكيلاتها.

وحاكى الكرنفال صورا حية لتاريخ الشعب الفلسطيني، بداية من الهجرة والنكبة عام 1948 وتهجير الشعب الفلسطيني الى انطلاق الثورة الفلسطينية ومعركة الكرامة والانتفاضة الاولى ومشاهد منها اخرى منها، تمثيل لجنود اسرائيليين يحطمون ايدي الفلسطينيين، واعلان الدولة الفلسطينية في الجزائر عام 88 الى دخول الرئيس عرفات الاراضي الفلسطينية برفقة قوى الامن الفلسطيني الى الانتفاضة الثانية وحصار الرئيس عرفات في المقاطعة الى استشهاده ومرحله بناء الدولة الفلسطينية وبناء الاجهزة الامنية الفلسطينية الى مرحلة سيادة القانون والنظام والتطوير.

كما شاركت عدد من المصانع الفلسطينية بالكرنفال من خلال استعراض لمنتجاتها وكذلك لنادي الاسير الفلسطيني والمؤسسات التعليمية والتربوية مثل جامعه النجاح الوطنية وجامعة القدس المفتوحة.

وقال الدكتور جمال محسين محافظ نابلس ان الكرنفال يجسد ملحمة وطنية كبرى للشعب الفلسطيني، وان الكرنفال رأى النور بعد جهود كبيرة ليكون اسلوبا وطريقة جديدة للاحتفال، وان هذا الكرنفال انطلق من نابلس ليكون رسالة قوية بأن نابلس بالرغم من سنوات الحصار الطويلة استطاعت ان تتجاوز مرحلة الحصار لتأخذ مكانتها الاقتصادية والسياسية كسابق عهدها.

وطالب محسين كافه ابناء الشعب الفلسطيني بأن يطالبوا حماس ان تذهب الى المصالحة وانهاء الانقسام الذي لا يخدم الا الاحتلال الاسرائيلي.

وقال محسين :" ان قرار الرئيس محمود عباس بعدم الترشح جاء بعد انقلاب الموقف الامريكي تجاه عمليه السلام"، مؤكدا اننا لا نريد مفاوضات عبثية لا تخدم السلام قائلا :" نريد مفاوضات جادة ومحددة تعيد الحقوق الشرعيه للشعب الفلسطيني حسب قرارات الشرعية الدولية".

واضاف محسين :" نقول باسم عشرات الاف الذين حضروا اليوم كرنفال مسيرة شعب للرئيس محمود عباس "لن نقبل غيرك للرئاسة".

وقال تيسير خالد عضو اللجنة التنفذية لمنظمة التحرير الفلسطينية في كلمه له نيابة عن الرئيس محمود عباس :" انقل لكم تحيات الرئيس عباس في هذا الكرنفال الذي يرسم لوحات وصور للنضال الفلسطيني على مدى سنوات طويلة".

واضاف خالد بأن الشعب الفلسطيني لن يقبل بعد سنوات طويلة من المفاوضات ان يكون امام خيار واحد ووحيد وهو القبول بدولة فلسطينية ذات حدود مؤقتة مؤكدا ان كل الخيارات مفتوحة امام الشعب الفلسطيني.

ودعا خالد الاشقاء العرب الى تحمل مسؤولياتهم وخاصه الشقيقة مصر بالبناء على اجتماع لجنة المتابعة العربية والذهاب الى مجلس الامن الدولي للاعتراف بدولة فلسطينية على حدود عام 1967 كحدود للدولة الفلسطينية خالية من المستوطنين والمستوطنات.

وقال خالد :" نقول للرئيس محمود عباس بأنك رئيس الدولة ورئيس منظمة التحرير ورئيس السلطة الفلسطينية ورئيس حركة فتح فامضي ونحن معك ويدا بيد فشعبنا لن يخذل ابدا قائدا وطنيا يدافع عن قضيته الوطنية بمسؤولية وامانة".

وفيما يلي نص كلمة الرئيس محمود عباس في كرنفال نابلس الجماهيري "مسيرة شعب"، القاها بالنيابة تيسير خالد عضو اللجنة التنفيذية في (م. ت. ف) ، عضو المكتل السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين :

ايتها الاخوات / ايها الاخوة

احمل لكم يا ابناء محافظة نابلس، مدينة وريفا ومخيمات تحيات الأخ الرئيس أبو مازن وتقديره العالي لكم وانتم تقيمون هذا الكرنفال الحدث في احياء مناسبتين ارتبطتا باسم واحد هو الرئيس الراحل قائد ثورتنا المعاصرة ياسر عرفات أبو عمار : الاولى ذكرى اعلان الاستقلال ، الذي توج تضحيات عظيمة قدمها الشعب الفلسطيني في الشتات واخرى أعادت قضيته الى موقعها بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية قدمها الشعب الفلسطيني في الاراضي المحتلة بعدوان 1967 في انتفاضة باسلة انطلقت في كانون اول من العام 1987، ذكرى اعلان أبدعه شاعرنا الفلسطيني الكبير محمود درويش وفاضت به مشاعرنا في اروقة المجلس الوطني الفلسطيني ونحن نردده خلف قائد المسيرة ياسر عرفات ، والثانية ذكرى رحيل القائد ، الذي غاب عنا وبقي حاضرا في وعي وضمير وذاكرة شعب وفي لا ينساه.

انتم اليوم تحيون مناسبتين بمشاعر يمتزج فيها الامل والغضب ، الامل بفجر استقلال ناجز طال انتظاره والغضب لرحيل لا زلنا نبحث في اسراره وان كنا ندرك بما لا يقبل التأويل ولا يدع مجالاً للشك بأن الذين ارتكبوا الجريمة ما زالوا يقفون على رأس دولة طالما ساعدتها ازدواجية المعايير في السياسة الدولية على الافلات من المحاسبة والعقاب.

اليوم في هذا الكرنفال ، الذي يشارك فيه الالاف من ابناء محافظة نابلس ، ترسمون لوحة صور النضال في محطاته الرئيسية بدءا بمحطة النكبة عام 1948 ومحطة النهوض الكبير بعد هزيمة حزيران 1967 وانطلاق الثورة الوطنية المعاصرة ومحطة الانتفاضة المجيدة ، التي انطلقت من ارض الوطن توجه رسالة الى العالم بأن الاحتلال الى زوال وتوجه رسالة الى المحيط بأنها على استعداد دائم لتقديم الغالي والنفيس دفاعا عن الحق الفلسطيني والقضية الوطنية وعن منظمة التحرير الفلسطينية ، الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني ، ان الصور الرائعة لهذه اللوحة التي تقدمها جماهير محافظة نابلس اليوم في هاتين المناسبتين لا تقف عند حدود هذه المحطات ، بل تتخطاها لتؤكد بأن قيام السلطة الوطنية الفلسطينية لا يمكن ان تكون نهاية المطاف في النضال الوطني بل بداية الطريق في عملية بناء مؤسسات وادارات واجهزة دولة حرة لشعب من الاحرار ، عملية بناء باتت روافعها معروفة ، اذا ما تعثرت عادت ونهضت بانتفاضات لا تنقطع حتى تنتهي عقدة التناقض في المصالح الوطنية والمادية بين احتلال الى زوال وشعب لا حدود لاستعداداته الكفاحية من أجل التحرر والاستقلال.

أيتها الاخوات
ايها الاخوة
يخطئ من يعتقد بأننا في منظمة التحرير الفلسطنيية والسلطة الوطنية الفلسطينية نقف امام ممر اجباري لا يترك امامنا من خيارات غير خيار العودة الى مفاوضات عبثية وعملية سياسية تتحكم فيها دولة الاحتلال بداية ومسارا ونهاية في دولة حدود مؤقتة . لسنا أمام مثل هذا الممر الاجباري ، بل نحن أمام خيارات مفتوحة على احتمالات عدة ، نبني على اساسها ادارات ومؤسسات واجهزة الدولة ونحول فيها حلم اعلان الاستقلال الى واقع نعيشه في نظام حكم ديمقراطي تعددي ، ونطور فيها في سياق سعينا الدؤوب نحو الهدف وسائلنا في الصمود السياسي وفي الكفاح في الميدان ، ننتزع فيها المبادرة بحيث لا نترك فرصة امام دولة الاحتلال للتحكم بقواعد ادارة الصراع وقواعد ادارة العملية السياسية وصولاً الى تسوية سياسية شاملة ومتوازنة للصراع توفر الامن والاستقرار لجميع شعوب ودول المنطقة وفي المقدمة منها دولة فلسطين وعاصمتها القدس الخالدة وتصون حقوق اللاجئين الفلسطينيين في العودة الى ديارهم وفق قرارات الشرعية الدولية وفي المقدمة منها القرار 194.

لسنا ولن نكون بعد سنوات طويلة من المفاوضات العبثية أمام ممر اجباري عنوانه دولة حدود مؤقته ، بل نحن امام خيارات وطنية ، فتحت قرارات لجنة المتابعة العربية قبل أيام من خلالها نافذة أمل في جدار سياسة التعنت والاطماع العدوانية التوسعية لدولة اسرائيل وفي جدار سياسة المعايير المزدوجة ، التي تسير عليها الادارة الاميركية بشكل خاص واللجنة الرباعية الدولية بشكل عام . ومن هنا ، فاننا ندعو الاشقاء العرب وفي المقدمة منهم الاشقاء في جمهورية مصر العربية الى تحمل المسؤولية والدعوة الى لقاء على مستوى زراء الخارجية لنبني على نتائج اعمال لجنة المتابعة سياسة واضحة نتوجه من خلالها الى مجلس الامن الدولي ، ندعوه الى الاعتراف بحدود الرابع من حزيران عام 1967 حدودا دولية معترفا بها لدولة فلسطين ، دولة خالية من الاستيطان والمستوطنين ، مستندين في ذلك الى القانون الدولي ومعاهدة جنيف الرابعة لعام 1949 والى نظام روما لمحكمة الجنايات الدولية ، والتي تصنف الاستيطان والنشاطات الاستيطانية في خانة جرائم الحرب.

ايتها الاخوات
ايها الاخوة
خروجا عن النص اسمحوا لي ان اختم : هذا يوم من ايام الصمود ، نحيي فيه ذكرى الاعلان الاستقلال وذكرى رحيل القائد التاريخي ياسر عرفات – أبو عمار ، ننقل فيه رسالة أقرأها بوضوح على وجوهكم الى الاخ الرئيس محمود عباس ، نقول فيها : انت في موقعك ايها الاخ الرئيس ، رئيسا لدولة فلسطين ، رئيسا للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ، رئيسا للسلطة الوطنية الفلسطينية ورئيسا لحركة فتح . إمض في حمل مسؤولياتك الوطنية يدا بيد مع اخوانك ورفاقك في اللجنة التنفيذية والقيادة الفلسطينية واللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني – فتح لنستعيد معا وحدتنا الوطنية بانهاء ما ترتب على الانقلاب في قطاع غزه من انقسام لا يستفيد منه غير العدو ، ولنمضي معا في حمل الامانة بخيارات وطنية . صحيح أيها الأخ الرئيس ان المناصب ليست هدفا قائما بذاته ، بل هي وسيلة للوصول للهدف . ان الهدف أمامنا هدف نبيل لشعب عظيم يعترف له العام باسره بأنه لم يخذل ولن يخذل قائدا وطنياً يدافع عن ثوابته الوطنية ويحمل الامانة بمسؤولية.