نحن الاثنان بلا وطن يا وطني !!بقلم : لاجئ الى متى
تاريخ النشر : 2009-11-16
عذرا يا نواب فالوقت يمضي ، وعن أي وطن نتحدث في هذا الزمان الذي يحمل من الدناءة المقيتة ما يحمل ؟ ، وطن المفاوضات السرية ، ام تلك التي بات العلن صفتها اليومية ، ايها الوطن دعنا نعتذر عما فعلنا .

اترك لنا عنان الانفصال عما مضى من لحظات القمع التي شجبناها ساذجين ، فهذا زمان القمع في وطن لا ينتمي لترابه ، وطن الأطياف العشرة المتصاعدة .

وطن الدولة والعرش والطامعين ، وطن الاحرف الابجدية ، وطن اللاعنف وأموال الطامحين ، وطن الحقد والانقسام ، وطن العري وأفواه الذباب ، لن اعتذر .. وطن العهر بكافة الاشكال ،
وطن القبور والثورات الميتة ، وطن الخمول عن اي شيء .. اي شيء .

ايها العظيم ، ان كنت انت بلا وطن فهذا شأنك ، أما نحن فلدينا ما يكفينا من أوطان ،
ونحتفل منذ قرن الدماء باستقلالنا .. أرأيت ؟ ، انت وحدك بلا وطن يا وطني .

نعلنها على استحياء ، الاستقلال فينا بلا تراب ، وليس فيه من السماء الا الزرقة ، استقلال بلا هواء ، وفيه من الماء الذي لا ماء فيه ما يكفي لملء ربوعك بالسواد .

لا بأس ، فنحن ما زلنا على قيد الموت نحيا ، نفيق كي ننام ونحتسي قهر الشعوب بأكملها ، نحن عبيد هذا الزمان ، بتنا كذلك حتى نخاع النخاع ، جماهير الجهد الوطني تتداعى على أجسام اشباه الجثث ، لا ضير فتلك لا تحوي من رائحة البؤس ما يكفي للابتعاد .

ونصفق ! ، فالابتسامة لا تحب لغة الافتراق فهي ترتسم شئنا أم بالهراوة على الوجوه ، بقعة بأكملها تتصاعد متدنية ، وثقافة اللاثقافة تتعالى شامخة ، وأطباء الاسنان وحدهم يملكون حق رؤية الأفواه مفتوحة ، حري بنا الاحتفال بيوم القمع وذكرى الموت وعيد الاستغلال .

فيا وطن اللاوطن أين أنت ، انتشلنا من قعر هذا الانحدار ، وسر باتجاهك انت وحدك لا سواك .

وكل عام وانتم الى الاستقلال أقرب .