القفص الذهبي - أقصوصة - بقلم:نزار ب. الزين
تاريخ النشر : 2009-05-08
القفص الذهبي - أقصوصة - بقلم:نزار ب. الزين


القفص الذهبي
أقصوصة
نزار ب. الزين*
في أواخر العشرينيات من عمرها ، لو دخلت مسابقة الجمال لتربعت على عرشه ، و لكن وجهها لا يخلو من الحزن ؛ كانت في بداية سكناها إلى جوارنا منعزلة في شقتها ، متقوقعة ، غامضة ؛ لم ير أحد لها زوجا ، ولم يشاهد أحد لها زائرا أو زائرة ؛ فأخذ سكان العمارة يتهامسون و قد استبد بهم الفضول و كل منهم يخمن فرضية ما عن حالتها ، إلى أن جاء يوم قرعت فيه بابنا في ساعة متأخرة من الليل : " آسفة لإزعاجكم و لكن هاتفي معطل و أحتاج لمكالمة ضرورية و مستعجلة "
- حبيبي ، أكثر من أسبوعين مضى على آخر زيارة ؟ حقيقة أقلقتني ...
- مشغول ؟ أعلم أنك مشغول و أعلم أنك تحمل مسؤوليات جساما ، و لكنك حتى لم تهاتفني !
- صحيح أنك لم تقصر في مأكل أو ملبس ، وصحيح أنك تهديني في كل زيارة هدية ثمينة ، و لكنني أشعر أنني في قفص
- تقول قفص ذهبي ؟؟ إنه قفص على أي حال يا حبيبي ، أنت تمنعني من محادثة أحد ، و تمنعني من الخروج من باب الشقة ، إنني أعيش في سجن يا فؤاد بلا ذنب اقترفته ، حرام عليك !!!
فجأة ، تخرج منها شهقة و كأنها حشرجة منازع ،
ثم ..
ينبثق الدمع من عينيها هتونا ،
ثم ...
تلتفت نحونا : " لقد أنهى المكالمة و أغلق في وجهي هاتفه " قالت ذلك و هي تجهش بالبكاء ....
تنهض زوجتي إلى جوارها ، تحاول تهدئتها ،
ثم....
تسألها بعد أن كفت عن البكاء : " ليس فضولا مني يا سيدتي ، و لكنني أشعر أن وراءك سر كبير و مؤلم ، نفثي عما يثقل صدرك و سيكون سرك في بير"
تزفر زفرة حسبتها نارا متأججة ،
ثم.....
تبدأ بالبوح :
هو قائد كبير في إحدى المنظمات ، لديه أربع زوجات و قبيلة من الأطفال ، لذا تزوجني عرفيا و سرا ، و نظرا لمكانته الكبيرة ، وافق أهلي بدون شروط ،
ثم ......
صحبني بعيدا عنهم ليسجنني في قفصه الذهبي
----------
* نزار بهاء الدين الزين
سوري مغترب
عضو إتحاد كتاب الأنترنيت العرب
عضو الجمعية الدولية للمترجمين و اللغويين العرب ArabWata
الموقع : www.FreeArabi.com