أحلام علي حافة الموت بقلم الأديبة المصرية أسماء عايد
تاريخ النشر : 2009-03-18
كان يمكنني أن اكتب هكذا: "أحلام علي حافة الاستيقاظ". ولكن من قال أن انقطاع الأحلام يدفعُ دوماً للإفاقةِ أو الاستيقاظ ؟! لا، ليس صحيحاً.. فنهاية الأحلام تؤدي-في كثير من الأحيان- الي الانقطاع عن الحياة "الموت"!! نعم، الموت .

وليس صحيحا-أيضا- ما قاله فرويد عن ان: "الأحلام تنشئ من اللاشعور..." بل تنشئ من الشعور وتتجسد أمامنا دون تخفـِّي، لكنها كثيرا ما تلبث ان تتلاشي..تتمزق..تندثر ..تموت !

والسؤال: هل يسحق الواقع أحلامنا فتموت موتاً دماغياً (كامل ونهائي)؟ أم موتا سريريا (حيث يمكن اعادة الحياة بـ انعاش القلب والرئتين)؟
هل الأحلام حقا تموت بمجرد خروج روحها من أجسادنا وتجليها في أجساد اخرين-أو عودتها لهم؟ هل هي أحلام كنا نريدها بصدق، أم كانت مجرد كوابيس عابرة او أحلام جميلة تـُسلينا أثناءَ النومِ وفي لحظاتِ الفراغ ؟

وان كانت أحلامنا مازلت معلقة علي الحافة(بين الحياة والموت) فلما لا نتدخل فورا لانعاش القلب و"زغزغة" الرئتين فتعود الروح مهللة لتضخ الفرحة في أجزاء الجسد الذي "دغدغه" غياب الأحلام!!

لو أنهم اكتشفوا سر التحنيط لجعلت من أحلامي "أحلام فرعونية" فتبقي أمامي طول العمر ولو حتي مجمدة محنطة جسدة هامدة متحجرة في عيون الجميع-لكنها في قلبي لينة وتداعبني فيتبسم الشريان ويرقص الوريد مع كل نبضة في حياتي ومع كل مرة سينصت فيها البشر لموسيقي مونامور بعد مماتي .

ان التحنيط أهون بكثير من ان ألطخ وجه الأحلام بمواد مساعدة علي الاحتراق وأرمي بها بين أعمدة الحديد والخشب لأشعل فيها نيران الواقع- علي الطريقة الهندوسية .

انه أهون من ان ينهال التراب علي أحلام أحببتها ودارت بخلدي منذ الأزل .

هلموا اليّ.. لتدفنوني! نعم،ادفنوني تحت الأرض وانا علي قيد الحياة! لكن لا يمكنني أبداً وأد أحلامك وأحلامي وأحلام البشر أحلام علي حافة الموت

بقلم أسماء عايد

www.dr-asmaa.com