مليون أردني يعانون اضطرابات نفسية؟ مستحيل بقلم:أسامة الرمح
تاريخ النشر : 2009-03-16
قرأت الخبر في "عشرات" الصحف بصِيَغٍ مختلفة وكلها منقولة عن جريدة الغد الأردنية إلا أنّ الفكرة واحدة وهي أن في الأردن مليون مواطن يعانون اضطرابات نفسية بحسب فريق من الاختصاصيين الأردنيين الذي أجروا مسحاً شاملاً لمراكز الطب النفسي في الأردن أي أنّ الاحصائية لم تشمل المواطنين الذين لم يزوروا عيادات نفسية من قبل، وإن شملتهم قد يتضاعف العدد ثلاث مرات.
حاولتُ أن أبحث في الأسباب التي أدّت إلى هذه الاضطرابات النفسية لدى المواطنين ولم أجد إلا الارتفاع الفاحش في أسعار كل شيء، واختلاف سعر المحروقات من شهر إلى آخر، وانهيار البورصة وإفلاس الكثيرين، وهروب أصحاب مكاتب البورصات العالمية بأموال المواطنين، و "سواد الوجه" الذي يتعرّض له الأردنيون بسبب "طُوَش" النواب في اجتماعاتهم بالإضافة إلى خبرٍ نقرأه كل يوم عن تسهيلات جديدة أو علاوات إضافية يحصل عليها النوّاب وإعفاء جمركي يمكن للنائب بيعه متى شاء بسعر لا يقل عن 35 ألف دينار في كثير من الأحيان، وكأنّنا في بلدٍ إقطاعيّ يحكمهُ النواب الأفاضل.
كما أن الذهاب إلى بعض المراكز الحكومية لإنهاء معاملة ما ورؤية "الكشرة" على وجوه الموظفين هناك، سيتسبب للمواطن حتماً بالتشاؤم والضيق وربما العدوى من "الكشرة" وهذه أهم الدلائل على "انفصامٍ" في القريب العاجل.
أتساءل عن دقة هذه الدراسة، فإن كانت دقيقة بالفعل لكان الرقم 4 أو 5 مليون بحسب ما نراه في الشارع والحياة العامة، ولا أستثني نفسي من عدد المصابين باضطرابات نفسية.
وبما أن نسبة المواطنين الذي يتعرضون لكل هذه المواقف ويقرأون بل ويرون كل هذه الأحداث بشكل يومي كبيرة، فهناك احتمال كبير جداً أن يكون الطبيب النفسي الذي ستذهب للعلاج عنده مصاباً باضطرابات نفسية هو أيضاً، تخيّل أن تذهب إلى عيادة نفسية لتتأكد من "وضعك النفسي" فتجد الدكتور جالساً خلف مكتبه مُرتدياً قميصاً وربطة عنق و "شورت" سباحة.. لا تستبعد شيئا.

أسامة الرمح