أنا سنبلة لشاعر القصة القصيرة الفلسطينية : تيسير نظمي
تاريخ النشر : 2009-02-21
أنا سنبلة
تيسير نظمي
20/2/2009

لأني أحترم الماضي فقط ،، لم أتجاوز لمسة يدي لشعرك وتعديل خصلته المائلة على عينيك لا لترينني فأنا لست بنرجسي مع النساء وإنما كي لا أفسد لحظة صدق اللوحة أمامي ربما مددت يدي فقط لأضع اللمسة الأخيرة على تلك اللحظة فتكتمل الرواية وأقول لعلي تعلمت شيئا من فرجينيا وولف. لأني أحترم الماضي ومعرفتي القليلة بالتاريخ لا أثق بالحاضر ،، فأنا أعرف سيدتي العابرة أنك راكضة بسيارتك للمستقبل وليس لمثلي سيارة أقودها نحو الشمس. بل أنني جربت قيادة كافة أنواع السيارات وركبت الطائرات في وقت مبكر نحو كوب ماء بارد ومع ذلك لم أجد لعين ماء زكري شبيها حتى اليوم ولا لورقة توت خضراء كانت دائما تحدد مجرى الماء السائل على حجر أملس تحت جسر العابرين ما بين نابلس وجنين وجنين ونابلس. ولأني أحترم الماضي لم أشتم يهوديا في حياتي ولن أفعل. ترى أين أوصلتك سيارتك هذه الأيام ؟ لديوان شعر أم لحفل توقيع ؟ أما أنا فما زلت وراء مكتبي وحاسوبي مطلا على حاسوب آخر أمامي هجرته لأن صورة لك محفوظة فيه. هي بالطبع كل ما تبقى لك من أريج وسحر عين. ولا شيئ بعد ذلك أبدا. لا الشعر المنثور ولا الشعر المنشور ،، فهل عرفت لم كان الاحجام والتردد؟ لأني في الحاضر أرى القادم وأرى غيرك أو أنت أنت ولكن بعد أن تكتمل كما أرى أو أتخيل.
لا أثق بالحاضر الذي أصبح الآن ماض رأيته قبل أن يأتي.
كنت تحبين نفسك أكثر مما ينبغي لعاقلة أو شاعرة أن تحب نفسها وكنت أعرف تلك الحقيقة المغرورة فيك من كلامك. وكنت أعرف حجم الشبق الجنسي لديك من خوائك. وما كنت لأثق إلا بما أفهم مما أقرأ. أنا يا عزيزتي أقرأ السطر الذي لم يكتب في صفحة الكتاب. وفيك لم أجد نصا لا في المكتوب ولا في المسكوت عنه لأقرأ. ومع ذلك شرحت لك ما مضي من مسافة السؤال: هل من الممكن أن نشتغل مسرحا سويا؟ وكانت مشاعري التي ذهبت مع الطباعة بحجم المسافة المقطوعة بين طاولتين في مقهى ، لا أكثر ولا أقل. لست لي . ومن نافل القول أنني لست لك،، قاصة شاعرة روائية ناقدة عازفة عازبة نجمة من نجوم هوليود أنّا شئتي لست لك. لا أثق بما تدعينه أيضا. لا أثق بالحاضر لأني أرى المستقبل.
وفي كل يوم تفاجئني امرأة لم أر من قبل. هكذا إذن يسيل الزمن الذي نشتهي وأنت تكتبين أنك تتوضئين به. وأنا أقول ولا أكتب أنني انتظرته يأتي من الماضي قليلا أو من المستقبل أقل قليلا. أحب غيرك الآن أطفالا لم تتشقق راحات أياديهم بعد ، يا لك من خاسرة فهل سمعت ماذا أحب الآن ؟ أحب 25 ألف قرنفلة لم تنبت بعد في أرض غزة كي تقطف وتسمح قوات احتلال بتصديرها كي نعرف طعم الخبز ،، لذلك،، لكل ما تقدم من أنني كنت بالأمس طيرا لا يجد ما يأكله في غزة الحصار ،، لذلك غيرت رأيي اليوم عندما تذكرتك خشية أن أطير عن طريق الخطأ لدولة خليجية أخرى ،، غيرت رأيي عندما تذكرتك وقلت اليوم أنني سنبلة.