أنا طير للشاعر : تيسير نظمي
تاريخ النشر : 2009-02-06
أنا طير
تيسير نظمي

أنا طير
وهل قلت أكثر عن نفسي أو زدت كلاما
لكنني هجرت غزة فليس في سمائها لمثلي مقاما
أنا طير والسماء ليس آمنة ولا السلاما
قصف طائرات يقض مضجعي وصواريخ لا تعرف مناما
أنا طير وما قلت نسر
أو صقر
أو عقابا
اعتدت أن أستريح على جذع زيتونة
أغرد ، أنطنط ،
وما دققت في البنايات الشاهقات بابا
أنا طير لايجهد الطير في رزقه
لا راتبا مرادي ولا كرسي عرش
وإنما التقطه من التراب ترابا
أنا طير بسيط
فلماذا أغرد مع حماس أو فتح
ولماذا أقصف منهم جميعا وأنا العتابا
أنا طير وهجرت غزة
كلما ساءلتكم أين الفضاء في هذي السماء
أوسعتموني شتما وسبابا
أنا حر إن طرت فوق الجدار أو الحدود
أنا حر منذ غادرت القيود
وأنا حر أنتمي لعاد أو ثمود
وأنا حر أن أحلق فوق الحدود
في أن أحط على كتف
لإنسان ودود
فكلكم تنصبون لي فخاخا
وكلكم غيرتم عاداتكم
وكلكم تفسدون هوائي والمناخا
نيران ، كم من نار هطلت حولي
كما الثيران هائجة تدك المباني
المخيمات ، الشجر والحجر
والمعاني.
ولا أدري بعد ثوان
من سيسقط من بشر
أنا طير صغير الحجم
تخطئني القذيفة والوظيفة والضجر
سمائي زرقاء صافية قبل المجزرة
ويدي نظيفة
من بيضة ولدت
ومن أحلام الصغار
لا بيت لي لا دار
لا مطار
فأين سأهبط فوق الدمار
أين أطير في الإعصار
ولمن أنتمي في الشجار
أين أحتمي من أمطار في هاته الأمصار
أنا طير
بالأمس كنت في التوقيف
محجوزا لأنني لا أجيد التجديف
وفي قفص عفن في بيت مخيف
واليوم خارج القيود والخراب والصحراء والأسماء
ليس لي اسم محددا في مذكرات التوقيف
ولا طلبا منسيا في التوظيف
أنا طير رأيت ما رأيت تحتي
كل شيئ واضح ومكشوف والهواء لطيف
لكنني من طول الحصار وتهاوي الأشجار
وزمن الانهيار وتباعد الأنهار
أرى كل شيئ ظلاما
يطلع الصبح أو لا يكاد يشقشق
فتقصفه الطائرات نارا وظلاما
يهدر البحر بسفن من لبنان قادمة
فتقصفه الموانئ منعا وحراما
أنا طير لا يعرف بين غزة أو عسقلان
فرقا وإنما مكانا
لكنني هالك في هذا الزمان
إن أنا بقيت لا أجد غير الهوان
ويظل الكلام كلاما
فاغفروا لي أنني طير
واغفروا لي تبديل المكان
لا غزة ترضيني ولا عمان
لا القاع يغريني ولا قمة العربان
أنا طير
أحلق ، متى شئت كيفما شئت أينما جئت حيثما هبطت
كيفما جعت أينما رشقت وحيثما ولدت :
بعنفوان

6-2-2009