الشخصية في النص السردي ..د. فاطمة الزهراء الشرّادي
تاريخ النشر : 2008-09-23
دراسات نقدية
الشخصية في النص السردي
"رفقة شيخ الحضرمية بالحضرة الفاسية" لليعبودي نموذجا
د. فاطمة الزهراء الشرّادي

ما فتئت الشخصية الروائية تشكل مكونا من مكونات النص السردي شأنها في ذلك شأن باقي المكونات كفضاءات الزمان والمكان والإيقاع والحدث واللغة. وقد عرفت الأعمال السردية عدة أنواع من الشخصية، فهناك:
الشخصية الملحمية، والشخصية التراجيدية، والشخصية الإشكالية، والشخصية الجماعية (ذات المنظور الاشتراكي)، والشخصية البيوغرافية.
وإن حرصت الرواية الجديدة على تفكيك مفهوم الشخصية الروائية (من خلال نعتها بأرقام وأشياء مجردة)، فلا زال مكون الشخصية يشكل أساس العمل السردي، فالشخصية المحورية في الأعمال الأدبية الروائية كائن رمزي يترجم بأمانة مواقف الكاتب.

خـالد اليـعبـودي
رفقة شيخ الحضرمية بالحضرة الفاسية


في رحاب فاس البالي وفاس الجديد
روايـة تاريـخـية
دار ما بعد الحداثة

ومن الواضح أن عنصر الشخصية يقوم بأدوار عدة في بناء أحداث الأعمال السردية وتحديد طرق عرضها، ومواقف أصحابها، ومن خلال هذه المواقف (أو من خلال مواقف شخصياتها الرئيسة في معظم الحالات) يمكن تبيّن أفكار الروائي أو السارد صانع هذه الشخصيات (الورقية أو الرقمية).
إلا أن الروائي ليس صانعا للشخصية بشكل مطلق، إذ لا تخضع صفاتها وأفعالها تحت تصرفه، فبمجرد ما يكشف عنها بداية العمل السردي، فهي تستقل عن الكاتب بشكل تجريدي، وتسلك سلوكا ذاتيا بناء على خلفياتها النفسية والاجتماعية والفكرية، فبعدما تكون لحظة ولادتها مسلوبة الإرادة، تنحو رويدا رويدا نحو الاستقلال، وترسم مساراتها الخاصة، ولو كانت ضدّ "أنا" الكاتب، وذلك مراعاة للنسق السردي، وتجاوبا مع منطلقاتها المحددة سلفا.

وقد تبين للعديد من النظار أن الشخصية بنية معقدة، ذات أنماط متنوعة ومتباينة، إذ تتحكم إيديولوجيات الكـُتاب وثقافاتهم في تنوعها وتباينها. كما أن الشخصية صورة مصغرة للعالم الواقعي تكشف عن أغوار النفس البشرية. وقد أجهد الروائيون الكلاسيكيون أنفسهم بمحاولة وصف جميع نماذج الشخصيات في الأعمال السردية بمختلف طبائعها، وملامحها، وقيمها، وخلالها كأنها كائنات حقيقية تعكس العصر الذي تعيش فيه بأمانة متناهية. بينما جازف الروائيون الجُدد في الإضعاف من سلطة الشخصية الروائية، فأصبحت مجرد عنصر شكلي وتقني ضمن باقي عناصر الرواية، إلى درجة أحيل عليها بمجرد رقم، أو بمجرد حرف (كما هو الحال عند الروائي "كافكا" (Kafka) في رواية "المحاكمة" (Le procès)).
"رفقة شيخ الحضرمية بالحضرة الفاسية (في رحاب فاس البالي وفاس الجديد)" رواية زاخرة بالشخصيات بمختلف أنماطها، وبدرجات حضور متباينة، وتبلغ في مجموعها 317 شخصية، 184 شخصية حقيقية مستقاة من التاريخ، نجد من ضمنها شخصيات سلاطين وأمراء وحُجّاب، وشخصيات عالمة؛ من قبيل فقهاء ومؤرخين وقضاة وشعراء إضافة إلى شخصية محتسب المدينة، وشخصيات رجال الصوفية، وبمتن الرواية أيضا 133 شخصية متخيلة وليدة مخيلة "اليعبودي"، وهي تتوزع بين التجار، والحرفيين، والحلايقية (:الحكواتيين)، وبعض رجالات الدولة المرينية. وطغيان الشخصيات التاريخية على الشخصيات المفبركة يبين مدى ارتباط هذا النص السردي بجنس الرواية التاريخية.

ويذكرنا هذا الحضور المكثف للشخصيات بنهج "بالزاك" (Balzac) الذي ضمَّن رواياته التسعين زهاء ألفي شخصية، غير أنه ليست جميع شخصيات "اليعبودي" فاعلة في مجريات الأحداث بالنص السردي، وإنما غالبيتها مجرد عناصر تكميلية في اللوحات الفنية التي رسمها طوال تجواله بأحياء وأزقة وساحات وجوامع ومدارس فاس البالي وفاس الجديد.
ويمكن تقسيم الشخصيات الحاضرة بالمتن السردي لليعبودي:
- إلى شخصيات صانعة للحدث، وهي شخصيات رئيسية؛
- وإلى شخصيات يصنعها الحدث، وهي شخصيات ثانوية..
فسلمان الغرناطي العامري وولي الدين عبد الرحمن بن خلدون شخصيتان صانعتان للحدث في الرواية، ومحوريتان، طوال الجولة التي قاما بها بفضاءات فاس البالي وفاس الجديد، أما باقي الشخصيات الموظفة بالمتن السردي، فهي شخصيات ثانوية يصنعها الحدث ترد في سياق هذه الجولة العمرانية. وتسمية الشخصيات ب "الثانوية" في هذا المقام ليست تسمية قدحية استهجانية، بقدر ما تحيل إلى درجات تواترها داخل العمل الروائي، ذلك أن توهّج الشخصية المحورية إنما يتحقق عبر توزيع أدوار الشخصيات الثانوية داخل النص السردي.
وسنعمل على رصد ملامح الشخصية المحورية بهذه الرواية من خلال التركيز في مرحلة أولية على شخصية "سلمان الغرناطي العامري".
فشخصية هذا الأندلسي -الوافد إلى حضرة فاس للقاء ابن خلدون- منقسمة على ذاتها.. تحاول جاهدة أن تسمو إلى الكمالية بحرصها على الأداء الفعلي لأدوارها اللازم على الشخصية المكتملة أن تقوم بها، والمتمثلة في تغيير الأوضاع بغرناطة... فكأننا أمام صورة البطل عند الروائي الروسي "دستويفسكي" (Dostoevsky) من حيث هي نظرة محددة عن العالم وعن ذات الشخصية ف"المهم بالنسبة لدستويفسكي لا من يكون البطل في العالم، بل بالمقام الأول ما العالم بالنسبة للبطل؟ وما الذي يكونه هو بالنسبة لنفسه ذاتها؟" .
فموقف الشخصية عند هذا الروائي الروسي موقف فكري، إيديولوجي شاهد على مواصفات الواقع وكاشف عن أغوار الذات.
يعاني سلمان الغرناطي من مأزق مصيري، مصير إمارة تحتضر بالأندلس الآيل إلى التداعي والسقوط، ويحمل قيما أصيلة غرستها فيه أمه الغرناطية بعد استشهاد أبيه في موقعة طريف (وهي المعركة التي وقعت بين الإسبان والجيش المريني بقيادة أبي الحسن). يشعر سلمان بخيبة مريرة وهو يعاين رجالات بلاط الإمارة النصرية (بغرناطة) منغمسين في الترف والدسيسة إلى النخاع، ويحس في "قرارة نفسه بالحقارة والوضاعة لعدم تمكن.. (هـ) قبل شدّ الرحال إلى العدوة المغربية من نصح السلطان النصري الغنيّ بالله بأن السلطان هو الحاشية الدائرة في فلكه، وبأن الحاشية هي السلطان، عسى أن يجمع حوله خيرة القوم، ويبعد عنه كل انتهازي لئيم، ويتخلص من بغـْي نوابه المستبدين، وإسراف أرباب النفوذ المقرّبين... فما ذنب لسان الدين [ابن الخطيب] ليتعقبه كما يتعقب رئيس الشرطة أنذل المجرمين السفاحين؟!".
ويعيش هذا الغرناطي فضاء القلق على مصير الأندلس التي شرع شعراؤها في تهيئة النفوس على التفريط فيها من خلال نظم أشعار من قبيل:

يا أهل الأندلس حثوا مطيّكـم && فـما المقام بها إلا من الغـلـط
الثوب ينسل من أطرافه وأرى&& ثوب الجزيرة ينسلّ من الوسـط
ونحن بين عدوّ لا يفارقــنا && كيف الحياة مع الحيات في سفسط

وقول شاعر ثان لا يقل انهزامية عن الأول:

يا أهل الأندلس ردوا المعار، فما && في العرض عارية إلا مردات


ويتردد سلمان في كيفية إيجاد الوسيلة الناجعة للخروج من مأزق الإمارة الغرناطية المحاطة بالعدو القشتالي والآراغوني من كل جانب، ويحس بالخيبة باكتشاف أن لا حول له ولا قوة في إمكانية التغيير، فيعقد العزم على مغادرة العدوة الأندلسية، شأنه في ذلك شأن الكثير من الأندلسيين الذين حملتهم مياه البحر الرومي (: المتوسط) إلى ضفاف العدوة المغربية، ويختار سلمان الحضرة الفاسية دون سائر حواضر المغرب الكبير بغرض ملاقاة شيخ المؤرخين ابن خلدون (: شيخ الحضرمية).. وما إن يحط الرحال هذا الأندلسي بفاس العريقة حتى يسقط ضحية عشق لجمالية المكان، وهو يكتشف معالم هذه المدينة التي آثرها سلاطين بني مرين دون سواها من حواضر المغرب الكبير، وجعلوها دار لقرارهم. فسمة اندهاش هذه الشخصية بحلوله بفاس جليّة في فقرات عدة من الرواية، يقول:
" صعُبَ عليّ تصديق وصولي إلى حضرة الأمجاد المغربية، المدينة الغنية بتراثها العريق، حيث التليد من السلع معروض بالحوانيت، والمصطبات والدكّانات تجثم أمام أبواب البيوتات والعرصات المطلية بالكلس الأبيض بسائر الدروب والأزقة... ما من شكّ هو ذا فاس البالي الذي فاق غرناطة بأزقته الضيقة... هو ذا فاس المُزدان بدروبه المتعرّجة التي تضطر هلّ فاس [أهل فاس] إلى التصعّد في مراقيها أو الانصباب في منحدراتها...".
ومع ما لشخصية سلمان من محورية في نص اليعبودي، فهي لا تطغى في هذا العمل السردي، ولا تقوم بدور خطير مقارنة بباقي الشخصيات الحاضرة في الرواية، فحضور شخصية سلمان الغرناطي إنما هو حضور مُستفزّ من خلال مواقفه من قيم المجتمع البالية، وحضور مولـِّد لكشوفات ابن خلدون من خلال ترسانة الأسئلة التي يضعها على أستاذه عالم العمران وشيخ المؤرخين. وهاته الأسئلة تخصّ:
- عمران الحضرة: أبراجها وحصونها وزواياها وجوامعها وساحاتها...
- أحوال التجارة والصناعة وأوضاع التجار ومواقفهم من المغارم والجبايات المفروضة عليهم..
- أثر الأندلسيين في ازدهار الحضارة المغربية في الأدب والسياسة والصناعة والفلاحة..
- حقائق عن رجالات الدولة المرينية...

ويبدو أن الكثير من الأسئلة الملحة التي أرقت الكاتب وضعها على لسان هذه الشخصية التواقة إلى مزيد استكشاف عن حقائق التاريخ؛ سواء منها تلك الحقب التي تمثل أوج الحضارة المغربية الأندلسية، أو تلك الوقائع المسكوت عنها الثاوية في بطون كتب التاريخ..
إذ لا يخلو خطاب هذه الشخصية الروائية من جرأة في إثارة موضوعات حساسة، من قبيل: عدم شرعية توظيف المرتزقة الإسبان من مملكتي قشتالة وآراغون في سلك جند بني مرين، واستنكار تولية شخصيات يهودية بمناصب سامية في هرم السلطة ببلاطات الدولتين الموحدية والمرينية (كعائلة بني وَقـَّاصَة اليهودية...).
وسلمان متحامل أيضا على جمهرة المتحذلقين الذين لا شغل لهم سوى التنعم بالولائم والمأدبات والعناية بمظهرهم في اللباس وتزيين القصور الفارهة من الداخل بينما لا يكترثون بخارجها لأن الخوف والجبن يعقد ألسنتهم.. ويبدو أنه جرّ إلى صفه ابن خلدون الذي ينحو نفس المنحى.
فحين يسترجع سلمان الغرناطي ما شاهده من حيطان باهتة للدور والعرصات يخاطب ابن خلدون قائلا:
- " غريبٌ أمر هلّ فاس حقا، يعتنون بدواخل دورهم فيجعلونها فردوسا منعّما، ويهملون خوارجها حتى تكاد تلتبس بالخربات، بينما يعتنون بلباسهم الخارجي إلى حدّ الإسراف، فيرتدون أغلى الكسوات. وغالبا ما تحكي دواخلهم البخل والكره والحب المفرط للذات" .
فيؤول ابن خلدون هذا الاهتمام بالمظهر بأنّ "العشق للذات يتماشى مع الإفراط في تنميق دواخل سكناهم، لأنها جزء من الذات؛ بينما تتماشى مغالاتهم في الإحساس بمركزية الوجود مع إهمالهم لخارج الدور".

والسارد يصطنع في أغلب مفاصل عمله السردي ضمير المتكلم، وهو الشكل المفضل في الأعمال الأدبية المرتبطة بالسيرة الذاتية، فسلمان الغرناطي يحكي عن معاناته بالديار الغرناطية، وعن سفره إلى العدوة المغربية، وتوجهه إلى حاضرة الحواضر الإسلامية فاس: دار قرار سلاطين بني مرين، ثم يشرع في الحديث عن تفاصيل جولاته بفضاءات هذه المدينة الرحبة.
والحق أن استعمال هذا الضمير على لسان هذه الشخصية المحورية أكسب هذا العمل الأدبي سمات الحميمية والوضوح، ومكّن الكاتب من كشف أعماق هذه الشخصية عبر المناجاة الداخلية؛ إذ يلاحظ القارئ تواتر مناجاة الشخصية المحورية عبر جميع فصول الرواية، مما يذكرنا بصورة البطل المنولوجي في النصوص السردية الذي وإن كان منغلقا على ذاته "فحدوده الدلالية واضحة للعالم: إنه يقوم بالفعل، ويعاني، ويفكر، ويعي ضمن حدود الوجود المتحقق، بمعنى في حدود صورته الفنية المحددة في إطار واقع حقيقي، وهو غير قادر عن التوقف عن كونه ما هو عليه بالفعل، أي عاجز عن الخروج من حدود شخصيته، من نمطه الشخصي، ومن مزاجه، دون المخاطرة بخرق خطة الكاتب المونولوجية عنه".
وإذا كانت الكثير من الأعمال السردية توظف علامات دالة على طبيعة الشخصيات الحاضرة بالعمل السردي، فإن كاتب "رفقة شيخ الحضرمية بالحضرة الفاسية" يجعل الشخصية المحورية في الرواية تتحدد بالوظيفة الموكولة إليها، ولا تـُستشفّ بأي حال من الأحوال طبيعتها من خلال التسمية التي تنعتُ بها اللهم إلا الحضور المكثف للأسماء المغربية الضاربة في القدم؛ من قبيل: بـُو بْرْدْعة (ص 42)، علال الدلال (مولْ السبعْ صْنايعْ والرزق ضايْع، فهو تارة برّاح، وتارة دلال، وتارة حفـّار القبور- ص39-73-119-141)، الحاج كْريشة (تاجر بالقيسارية- ص 55)، بوفلجة (بائع الكتان بالقيسارية ص 55)، خـْلافة الصنهاجي (رئيس الشرطة والعسس ص 117-148-182-207-236)، عاتكة الإدريسية (زوجة الأمير يحيى الإدريسي التي يسّرت أمر خروجه من فاس- ص 57)، حادّة العاقرة، وطامو، وفطيطم، وحْليمة (وهن واقفات في طابور طويل من النسوة منتظرات العشاب حميدة بنزكري ووصفاته الطلسمية- ص 21).....
إلا أن الكاتب لم يسقط في مأزق تصوير صورة البطل المثالي، فلطالما نبهنا إلى آدمية "سلمان"، فهذا الأخير يحسّ بالغيرة من الطالب النجيب في فناء جامع القرويين، فيتوق أن يكون هو صاحب المجادلة مع شيخ المؤرخين. ثم في مفصل آخر يتخيل نفسه ناظر أوقاف مارستان سيدي فريج عوض الناظر الذي استقبله بالحفاوة والترحاب..... ويحشر نفسه في أمور غريبة من شدة تعطشه في تسجيل عادات أهل فاس وتقاليدهم.. وغالبا ما يتمرّد على قيم المجتمع الزائفة، ويشكك في مبادئه الواهية من خلال وضع رزنامة من الأسئلة المعبرة عن القلق الوجودي الذي يعتمل بداخل نفسه، من قبيل: السؤال عن سياسة أمور الجباية التي تثـقل كواهل الباعة بالمغارم، وعن المغزى من وجود دور الطراز بقصور السلطان، والتشكيك في أنْ يسع مارستان سيدي فريجْ لجميع معتوهي المدينة، والدعوة إلى التحري في نسبة الحديث المنسوب إلى الرسول الأمين (تكون بالمغرب مدينة تسمى بفاس أقوم أهل المغرب قبلة وأكثرهم صلاة..) والاستفسار عن كيفية النجاة من التدليس في موضوع الوقف على المكسور من الآنية من قبل الصبية، إلى غيرها من الأسئلة المحيّرة..

ولا سبيل إلى نكران أن حيز المكان [فضاءات فاس البالي وفاس الجديد] يشكّل بؤرة رواية اليعبودي، بما أن هناك تعلقا وجدانيا صارخا بمعالم مدينة فاس، ومع ذلك فالشخصية المحورية (سلمان الغرناطي إضافة إلى ابن خلدون أساسا، وبقية الشخصيات الثانوية التي تقوم بدور "الكومبارسو" إذا جاز لنا توظيف اللغة السينمائية) هي التي تعمّر جنبات المكان، وتبعث فيه الحركة عبر تداعيات الماضي البعيد والقريب.

خلاصة القول أنّ حضور الشخصية في رواية "اليعبودي" لا يسير وفق الرؤية التقليدية التي تجعل من الشخصية الروائية كل شيء (كما هو الحال مع "هيجو"، و"بالزاك"، و"فولتير"، و"زولا"، و"دويستفسكي") نظرا لطغيان الحيز المكاني في صفحات النص السردي؛ كما لا يتوافق مع وجهة نظر رواد الرواية الجديدة (أندري جيد، وجيمس جويس، وفيرجينا وولف) الذين عملوا على إبطال دور الشخصية في الأعمال الروائية، يتجلى ذلك من خلال الأوصاف التي ألحقها الكاتب بشخصياته المحورية، ومن خلال المنولوجات العديدة المبثوثة في فصول الرواية.