نكبة البرامكة بالعراق ونكبة آل الكوش بالمغرب بقلم:عبد الحق فيكري
تاريخ النشر : 2008-04-27
بقلم عبد الحق فيكري أفينينا

لو وضعت استمارة بين يدي شعب المغرب تسألهم عن رابعة العدوية والعذراء زهراء الكوش , لملأو الخانة اللتي تتحذث عن رابعة ولتركوا الحانة المتعلقة بالعذراء فارغة.

ليس الذنب ذنبهم ولكن كل شيء مرده الى التزوير اللذي لحق تاريخ المغرب , والتشويه والانتقاء لما يخدم مصلحة الحاكم و اذ تستعمل الممحاة بافراط وعن سوء نية, لحذف مالا يتناسب والظرفية اللتي يحكم فيها الحاكم المغربي و لخدمة خدمه وراكعيه والمسبحين بحمده واللاهجين بذكره.

هناك غسل لدماغ التاريخ قامت به الدولة ,بعد الاستقلال حيث كانت الملكية في حاجة للبنات تسند عليها وجودها , وخداما لا يعصون لها أمرا , وكان لزاما لمنحهم الشرعية , النفخ في رصيدهم ووطنيتهم وربطهم بجدور هي أطهر من أن تحويهم , كما أن الاستعمار الفرنسي بدوره زكى عملائه ورقاهم بناء على تزوير تاريخهم . الى شرفاء وهكذا اختلط الحابل بالنابل , فبعد أن كان الشرفاء بمثابة خزان للجهاد وضميرا للمملكة , وشوكتها الضاربة للصليبية هذا بعد أن تحتاجهم وهم صادقون قبلا وبعدا ولا رياء يبغونهم غير الغيرة على الدين والوطن والحوزة. صرت تسمع عن بعضهم يتاجر فيما يستحيي الشيطان التجارة فيه.

في المغرب نفس العائلات ونفس العملاء يتلونون مع التاريخ وتسقط عليهم ظهائر التوقير ويزور لهم التاريخ من اجل استعمالهم في ضرب الشرفاء الحقيقيين , اذ أنهم دوما في خدمة مصالحهم وفي خدمة من يرعى تلك المصالح . وأجزم أن كثيرا من اللصوص وقطاع الطرق وصلوا للحكم , ولا ضفاء الشرعية على حكمهم, ودفع الناس عنهم يزعمون زورا وبهتان أنهم من سلالة رسول الله؟

عائلة الكوش يعرفها أهل العربية السعودية ولبنان وشمال افريقيا جيدا , ويكفي الباحث موقع العائلات اللبنانية العريقة , ليجد في طليعة هؤلاء " آل الكوش".

عائلة عاشقة للعلم والتصوف ومشهورة بالكرم وحب الفقراء , ولا يرضون بالضيم , ثبت أنهم لا يوالون بالباطل , ولا يقبلون بغير الحق نصيرا جهرا وتطبيقا.

من سوء الطالع أن التاريخ وحدهم والبرامكة في نكبة تجرعوا كأسها ظلما , اذ أن ثروة عبد الله الكوش القطب الاساسي في شجرة العائلة والحد بين عهدين للعائلة , ستتسبب له ثروته في هلاك مبين , رضي به قضاء وقدرا ولكن أحفاده ما نسوا ما حل بهذا المتصوف الكبير وهو أحذ تلامذة القاضي العالم عياض , كما أن رفض ابنته للزواج من سلطان المغرب أضاف الملح الى الجرح.

كانت قاعدة الحكم الذهبية في المغرب لا غني فوق السلطان ولا عالم أكثر من السلطان" من كان يملك هذين السلاحين لامكان له في دولته , وكانت تطبخ له المؤامرات لجز رقبته , أو مصاهرته وتفكيك شبكته , أو غير ذلك مما يتقنه سلاطين المغرب ومن يدور في فلكهم من الوشاة من صنعة الدسائس للاجهاز على هؤلاء.و ليدخل بذلك عبدالله الكوش الى دائرة الاحذاث في عهد السلطان المريني الملقب بالسلطان الاكحل.

كان الرجل يطعم ألفين ومئتي شخص , وقل أن أهل مراكش في ذاك العصر كانوا ضيوفا يوميين على الرجل , الشيء اللذي أخاف السلطان منه , وكانت أولى خطواته طلب مصاهرته , ولما رفضت ابنة الولي الصالح زواج السلطان , دبر له مكيدة الاجهاز على املاكه بداعي التهرب من آداء الضرائب , ونفيه الى مدينة فاس ليجد هناك من يقطع رأسه وليدفن في مدينة ساحلية تسمى" أسفي".

الكوشيون في المغرب لا يحبون السلطة ولا يشتهونها , واما البرامكة فقد كانوا في قلب النار ومن كان كذلك التهمته هاته النار , وما السلطان والنار الا سيان.

لكن الاختلاف كون الخليفة أنهى البرامكة بالسيف , أما الحاكم المغربي فيظلم الانسان حيا ويكمل ظلمه له ميتا , ليكون دائما عبرة تاريخية لمن سولت له نفسه أن يكون غنيا أكثر من السلطان أو عالما أحسن منه , أو معارضا لنظامه.

انهم يعقدون لهؤلاء اللذين بطشت بهم أياديهم, موسما حيث أضرحتهم , ليجلبوا الرعاع والجاهلين والجاهلات ليفسدوا قرب رؤسهم ويفسدوا فسادا عظيما يستحيي منه ابليس اللعين. حيث يتحول الموسم وذكرى الولي الصالح الى موسم فساد وبغاء ودجل وشذوذ جنسي - مثل تلك السنة البغيضة اللتي الصقت بالولي الصالح سيدي علي بنحمدوش بمكناس حيث يتزواج المثليون-.

حتى أن هذا التطاول على أولياء الله الصالحين يمتد وتتطور في التاريخ وتتطور معه تلك السنن البغيضة , لتتحول الى ورم يسكن اللاوعي المغربي , اللذين لايدرون أن من وراء ذلك فعل شيطان رجيم , يبغي منهم الاساءة لتاريخهم ورجالهم وأولياء الله اللذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.

وأن من وراء ذلك رسالة أيضا لكل من يريد الاصلاح والصلاح وتذكير له بنهايته ومصيره حتى وهو ميت.

لم يخرج عبدالله الكوش عن دائرة ما أصاب اخوته الصالحين حيث تتحول ذكراه السنوية الى موسم للفاحشة في أرذل درجاتها وحيث يستوطن قبره المنور اللذي لا يوجد فيه الا رأسه مجموعة من الذيوتيين والدجالات وتجار الفاحشة , اللتي نتبرأ منها تبرأ الذئب من يوسف.

أما قبر ابنته العذراء العابدة اللتي اختارت نهج أختها رابعة العدوية رضي الله عنهما فكان مصيره الاقفال والاهمال , وهو قاعد أمام أهم معلمة تاريخية في المغرب ومراكش " جامع الكتبيين " اللذي ان دل على شيء فانما يدل على أن مراكش كانت مدينة تصوف وطهارة روحية ومعقلا لعظماء السلاطين العادلين والظالمين سواء. لا بلد نجاسة سياحية منبوذة خاب مسعى اللذين يبغوها سياحة جنس وكباريهات وعلب مظلمة وفنادق متعة ورياض جنس.

لقد بقيت العابدة الطاهرةاللتي رفضت كل صيغ الزواج بمن فيه عرض الملك قابعة في محراب التعبد قانتة خاشعة حامدة الله على ما أصاب والدها وما أصاب آل الكوش من نقمة اذ شتت السلطان شملهم ونفاهم الى مدينة آسفي. وبنت مسجدا تقربا وزلفى لله وبيتا طاهرا لمن اراد أن يتوجه بجبهته الى قبلة الله.

لكن بعد موتها تحولت الى اسطورة تسكن لا وعي اخوتها , حتى أنهم يزعمون عن يقين انها تحولت الى حمامة بعد ان غصب السلطان عليها الزواج , وكانت أن فاجئته يوم دخوله عليها بتحولها الى الحمامة تلك , ولهذا هم لا يأكلون لحم الحمام ويعتبرونه منسوخا من روح أختهم.

أما أملاك آل الكوش وهي كثيرة , فقد استولى عليها من لا قلب ولا ايمان له,

رحم الله الولي الصالح الكريم ورحم الله زهراء الكوش عذراء المغرب العظيمة وقبس الهدى ;دليل المرأة التاريخي للخيرات الربانية , ومثلا أعلى لمن يبغي الحذو حذوها بالتطهر من رجس الدنيا الفان و لمن يعشق السفر في رحاب الحب العلوي حب الله وحب رسوله

-عبدالحق فيكري أفينينا: حفيد عبدالله الكوش