الفلوجة تقصم ظهر أمريكا في العراق بقلم: وجدي انور مردان
تاريخ النشر : 2004-11-22
الفلوجة تقصم ظهر أمريكا في العراق

الحرب هي بعد الحرب.....نابليون بونابرت

جورج دبليو بوش أكثر الرؤوساء دموية وتهوراً في التاريخ الحديث..ديفيد جيرجن*

لايختلف اثنان على ان أمريكا فشلت في السيطرة على العراق منذ احتلالها له، رغم تحشيدها لأكثر من ربع مليون جندي ومرتزق وضباط الاستخبارات العسكرية والمخابرات والموظفين من جميع الاصناف وغيرهم بالاضافة الى تجنيدها لألاف من المتعاونيين والمخبرين العراقيين.

تنبأ إيهود باراك رئيس وزراء إسرائيل السابق مبكرا بأن الغزو الأمريكي للعراق‏,‏ عندما يتحول الي احتلال فسوف يتحول الى فشل لأن الأوضاع ستزداد سوءا‏,‏ وستضطر الولايات المتحدة لإنهاء احتلالها ذات يوم ومن ثم سيتم تفسير ذلك على أنه هزيمة لأمريكا‏...‏ وقد قال باراك ذلك حرفيا لنائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني وأضاف‏:‏ إن هزيمتكم في العراق لم تعد محل شك ولكن تبقى معرفة حجم الاذلال الذي سوف تتعرضون له‏.‏

يتفق معظم المحللين على ان امريكا ستنتصر في جميع معاركها في العراق، بفضل امكانياتها وقوتها العسكرية الهائلة ، ولكنها بالتأكيد سوف لن تنتصر في الحرب ولن تبقى في العراق مطلقا، وتخرج منه ذليلا، تلاحقها عقدة العراق لأجيال قادمة لتضيف الى جروح فيتنام جرحا لاشفاء منه.

يقول الكاتب الامريكي جارلس ريس: أن القوات الامريكية المدججة بالسلاح تستطيع أن تنتصر في أي معركة مواجهة تخوضها في العراق، ولكن ليس هناك ما يسمى ( معركة حاسمة) في حروب التحرير التي تعتمد على اسلوب حرب العصابات، لقد انتصر الامريكيون في جميع معارك المواجهة التي خاضوها ضد الفيتنامين، ولكن من الذي انتصر في الحرب في النهاية؟ الجواب، الفيتناميون. وهكذا سينتصر العراقيون.

وقال توبي دودج وهو محلل لشؤون العراق في جامعة كوين ماري بلندن : لااعتقد انه يمكن كسب هذه الحرب لانها اثارت استياء قاعدة الدعم في شتي اطياف المجتمع العراقي .

تستطيع امريكا أحتلال الفلوجة أو حتى ازالتها عن الخارطة أو أحتلال وأزالة اي مدينة اخرى في العراق وتبيد سكانها المدنيين ولكن هل ستتمكن من القضاء على ارادة العراقيين الصلبة وتصميمهم الحديدي على تحرير وطنهم المحتل وأستعادة كرامتهم وحريتهم واستقلالهم؟ الجواب كلا، لأن التاريخ يخبرنا، أنه ما من أحتلال دام وما من قوة غازية معتدية، استطاعت كسر ارادة وشوكة المناضلين المدافعين عن اوطانهم من اجل تحريره من نير الاستعمار والاحتلال، فالامثلة التاريخية كثيرة جدا، ليس بنا من حاجة الى تكرارها.

يستطرد جارلس ريس قائلا: العراقيون لايردوننا ولايدعموننا لأننا غزاة أجانب وسنرحل عاجلا أم آجلا عن بلادهم ، اما المقاومون فهم من أهل البلد ليس لديهم مكان آخر يذهبون اليه، وان الشعب يؤيدهم و يدعمهم.

فكلما تمادت قوات الاحتلال في همجيتها وشراستها، ازداد تأييد الشعب للمقاومة، وهكذا كان الامر في فيتنام والجزائر والفلسطين وغيرها وهذا هو ما يحدث في العراق الان.

أقترفت أمريكا جريمة مشينة بتدمير الفلوجة وقتل المئات من ابنائها من نساء وأطفال وشيوخ في عملية ابادة جماعية التي تعتبر في جميع المقاييس القانونية والانسانية والاخلاقية والدينية جرائم حرب، يحاسب عليها جميع الذين خططوا لها ونفذوها .

ان تدمير 6000 منزل و33 مسجدا وقتل الجرحى في المساجد بدم بارد تأتي في قمة الجرائم التي ارتكبتها القوات الغازية، والتي سوف لن تفارق الذاكرة الجمعية للشعب العراقي والامة العربية والاسلامية لأجيال وأجيال. انها بهذا العمل الاهوج قد زادت من حجم الحقد والكراهية لها ولقيمها التي تتبجح بها وعمقتها في العالمين العربي والاسلامي.

أمريكا فقدت انسانيتها في الفلوجة ولطخت سمعتها وأسقطت هيبتها، بانتهاكها لجميع القوانين الدولية والقانون الدولي الانساني والشرائع الوضعية والسماوية.

لقد بدأت حرب تحرير العراق الفعلي، في اللحظة التي اجتاحت القوات الامريكية مدينة الفلوجة، ولن تستطيع ايقافها مهما أوتيت من جبروت، اللهم ألا اذا لجأت الى نفس ما فعلتها ضد هيروشيما وناكازاجي، وعندها لن تستطيع أن تحمل النتائج السياسية والقانونية للمجزرة .

عملية الشبح الغاضب أعطت دفعة قوية للمقاومة وعجلت في معركة تحرير العراق وزدت المترددين من أبناء الشعب العراقي بجرعة وطنية كبيرة دفعتهم الى الانضمام بصفوف المقاومة وتحولت العملية الى عملية الشعب الغاضب.

فهل حققت أمريكا ما كانت تهدف اليه، أم انها عمقت من ورطتها وعجلت في هزيمتها وهروبها من أرض أبو الانبياء؟ هذا ما ستكشفه القادم من الايام.

أن أمريكا قد أسدت للمقاومة العراقية خدمة كبيرة من حيث لاتدري، فأن جرائمها في هذه المدينة الباسلة قد خلق مقاومين أكثر مما قتلتهم، وهيجت مشاعر العراقيين و العشائر التي استشهد ابنائها، والذين سيهبون لأخذ الثأر لدماء شهادائهم.

تبجحت أمريكا بانها قصمت ظهر المقاومة في الفلوجة، فأذا بمدن العراق تشتعل نارا تحت اقدام جنودها وفتح المقاومون ابواب جهنم لهم ليدخلوه زرافات ووحداناً، الامر الذي ارغم جنرالا أمريكيا الى القول بأنه كان من السابق لأوانه الادعاء بأن الهجوم الشامل على الفلوجة هذا الشهر قد قصم ظــــهر التمـــرد ( رويترز 20/11). وأنقلب السحر على الساحر فأذا بفلوجة الباسلة هي التي تقصم ظهرأمريكا في العراق.

حرب العصابات تعتمد على الكر والفر، وعلى استراتيجية اضرب وانسحب، ففي مثل هذه الحرب ليس هناك اية أهمية لفقدان الارض أو المدينة أو القرية أو أحتلالها من قبل الغزاة المحتلين، لأنها مؤقتة، بالعكس، ربما يكون تكتيكا لسحب القوات الغازية الى مقتلها، لأستنزافها رويدا رويدا. وهكذا ستكون الفلوجة في قادم الايام.



وكما حدث في فيتنام، فأن احراق وابادة سكان مدينة ( هو) لم تنهي المقاومة الفيتنامية ، وانما أصبحت رمزا لها ، مدت حرب التحرير الشعبية بألالاف المقاتلين وأذكت أوارها، وسجل التاريخ قصتها كرمز شامخ للبطولة والفداء، كما سيفعل لمدينة الشهداء الابرار، الفلوجة الابية العصية على الاعداء والمارقين.

أن أمريكا بكل استخباراتها وتكنولجيتها وقواتها وطائراتها واساطيلها لا تستطيع ان تمنع وطنيا نذر نفسه للاستشهاد من أجل وطنه وشعبه ومعتقداته.

يقول جارلس ريس، أننا جيدون في الحرب التقليدية ولكننا فاشلون في الحرب ضد المقاومة، ليس هناك من ضوء في نهاية النفق، ، أن استخباراتنا فاشلة في العراق ولا تستطيع التمييز بين الاشرار( المقاومين) والجيدين ( العملاء)، تماما كما كنا في فيتنام، فلا ندري الموظف العراقي الذي يعمل معنا، هل هو معنا بالفعل أو أنه يتجسس علينا ويعمل لصالح المقاومة؟!!!... أن استمرارية هذه الهجمات ستقضي على ارادتنا ورغبتنا في مواصلة الحرب و تجعل المقاومة تنتصر في النهاية.

في نوفمبر/تشرين الثاني 1964 علّق السفير الأمريكي في سايجون، ماكسويل تيلر بالقول إن القوات الفيتنامية لديها “مقدرة عجيبة على الاحتفاظ بالروح المعنوية” وأنها قادرة “باستمرار على إعادة بناء وحداتها والإفادة من خسائرها”. وتفجّع تيلر قائلاً، إن هذه هي “إحدى عجائب حرب العصابات هذه”.

أعترف المسؤولون االامريكيون، الكبار منهم والصغار، بقوة وشراسة المقاومة العراقية وحسن تنظيمها وتدريبها وحرفيتها العالية في القتال وتمتعها بالمعنويات الحديدية، وانها نجحت في زيادة وتائر عملياتها الدقيقة بحيث وصلت خلال الشهر المنصرم الى 2400 عملية.

يقول المحلل السياسي والصحفي فاضل البدراني من الفلوجة للجزيرة نت : فمع أن القوات الأميركية تمكنت من السيطرة على الشوارع الرئيسية في المدينة, إلا أن المقاومين، تمكنوا من قلب موازين اللعبة وباتوا الآن في موضع الهجوم بدلا من أن يكونوا في موضع الدفاع كما كانوا من قبل.

حرب الفلوجة لن تنتهي بسرعة كما يتوقع البعض، انها الشرارة التي عجلت في تحرير العراق من دنس الاحتلال البغيض. لقد اعترف قوات الاحتلال نفسها بضراوة القتال وشراسة المقاتلين العراقيين وخفة تحركهم في ميدان القتال وأستماتهم في الدفاع عن مدينتهم ورغم أستشهاد العشرات من المقاومين، الا أنهم كبدوا الغزاة عشرات القتلى والمئات من الجرحى، و بالرغم من التعتيم الاعلامي الذي تمارسه القوات الأمريكية في العراق وتحديداً حول عملية الهجوم العسكري المسماة “الشبح الغاضب” ألا تداعياتها بدأت تظهر في مدن أخرى حيث ظهرت مجاميع من المسلحين ،الملثمين وغير الملثمين، بالقاذفات والرشاشات في شوارع الموصل وبغداد وبعقوبة والرمادي وكركوك والاعظمية معقل المناضلين الاشاوس، متحدين بذلك جبروت الطغاة المارقين.

الولايات المتحدة خسرت حرب الفلوجة مثلما خسرت قبلها حرب العراق رغم انتصاراتها البائسة في المعارك التي جرت، وأن احتلالها للعراق لن يؤد الى استسلام اهله، وخنوعهم للاستكبار الامريكي.

أمريكا احتلت العراق في 21 يوما ولكنها عجزت ان تحتل مدينة الفلوجة خلال 18 شهرا، هل سأل احدأ من الامريكيين وأشقائنا العرب والمسلمين انفسهم، لماذا؟

لانريد في هذه السطور ان نتحدث عن الحكومة العراقية المؤقتة المعروفة للقاصي والداني ممن تتشكل وكيف، وتخدم من ولماذا. أن الحديث في صغائر الامور لاتجدي نفعا، ولكننا نقول أن جميع تصريحاتهم وعنترياتهم، ما هو الا ( ثرد في خارج الصحن).

يقول الكاتب الامريكي ديفيد أدوردز:

في حقيقة الأمر، لم يصدر علاوي ذلك الأمر ( امر الهجوم على الفلوجة)، بل أبلغه الأمريكيون بما يتعيّن عليه قوله، والهدف ليس القضاء على الإرهابيين بل سحق معارضة تقاوم السيطرة الأمريكية على العراق.

ويضيف، لقد ركزت التغطية الإعلامية للهجوم على الفلوجة وبصورة مكثفة على وحدة كوماندوز عراقيين دربهم الأمريكيون، ويشاركون في الهجوم، وقد علمنا أن الوحدة العراقية تضم 200 ( مائتين) جندي فقط يقاتلون إلى جانب 12،000 جندي من مشاة البحرية الأمريكية “المارينز”. والبطولة الدونكيشوتية الوحيدة التي قامت بها الوحدة العراقية، هي أحتلالهم للمستشفى العام والقاء القبض على الاطباء والمرضى وسرقة محتويات المستشفى!!!.

وكما كان الامر في فيتنام، فلن يتوقف الذبح والتدمير والابادة الجماعية في العراق إلا عندما ينهض أصحاب الضمائر الحية من احرار العالم وشرفائه، ويفضحون الجرائم البشعة التي ترتكب ضد شعب، علم الانسانية القراءة والكتابة واخترع لها العجلة، روح التكنولوجيا الحديثة، وعلمها تشريع القوانين. والى أن تصحوا الانسانية من غفوتها، فأن الشعب الذي وصفه القرأن الكريم ( بألو بأس شديد). سيقاوم المعتدين ويقاتلهم الى أن يتحرر كل شبر من أرض العراق الطاهر.

لقد فتحت أمريكا على نفسها أبواب جهنم ولا تستطيع اغلاقها، أذا جاز لنا استخدام تعبير الرئيس الفرنسي جاك شيراك.

نحن لسنا من دعاة الطائفية، ونمقت من يتمسك بها او يروج لها مهما كان انتمائه المذهبي، نحن نؤمن ايمانا شديدا بوحدة الشعب العراقي بجميع أطيافة وانتمائاته واعراقه، شرط ان تكون الوطنية والانتماء للعراق الحر الموحد المستقل المرجعية العليا، ولكننا نرى، مع الاسف الشديد ، ومن خلال سير الاحداث المروعة والقتل المنظم للعرب السنة في المنطقة التي اطلقوا عليها تسمية المثلث السني، تحت ذريعة القضاء على الارهاب و الارهابيين، يؤشر الى ان هناك مخططا لئيما لأبادة هذه الشريحة المهمة والاساسية من الشعب العراقي، ومما يزيدنا ألماً وحزنا، هو اقتناع بعض الاطراف العربية والدولية، بالحجج الامريكية الواهية والمضللة. ان الهجوم الغاشم الذي شنته القوات الامريكية ضد مدينة الفلوجة بحجة ايوائها للمدعو ابو مصعب الزرقاوي وجماعته هي ذريعة مضللة وغير صحيحة، مثلها مثل ذريعة اسلحة الدمار الشامل وعلاقة العراق مع تنظيم القاعدة التي تبين بطلانها وكذبها وزيفها. فهل يصًدق الذين كذبوا على شعبهم وعلى العالم، أكثر من 237 مرة ، لتبرير شن العدوان العسكري الغاشم ضد العراق واحتلاله وتدميره؟..

الجنرال الامريكي لانس سميث أعترف في مؤتمر صحافي عقده يوم 16/11 في واشنطن قائلا ان أقل من 2% من اصل الف شخص اعتقلتهم القوات الامريكية في ختام معارك الفلوجة كانوا من جنسيات اجنبية. اي ان عدد هؤلاء لا يزيد عن عشرين شخصا في افضل الاحوال.

اننا علي اعتاب اكتشاف أبعاد المجزرة الامريكية البشعة في الفلوجة، فعندما يرفع الستار ويطلع العراقيون، ومن ثم الرأي العام العالمي، على ما حدث في هذه المدينة من قتل للمدنيين وتدمير لبيوتهم ومساجدهم ومشفاهم، ومآسي جرحاهم الذين لم يجدوا العلاج وقتلوا في بيوت الله بدم بارد، سيعرف العالم حينذاك، حجم الجريمة التي أرتكبتها أمريكا ضد العراقيين.

الانسانية أمام مفترق الطريق، والمنظمات الانسانية والدولية وفي المقدمة منها الامم المتحدة، لو لم تتحرك وتطلب اجراء تحقيق شامل لما جرى في الفلوجة خاصة والعراق بعامة، كما فعلت بعد مجزرة صبرا وشاتيلا وقانا. فأن لم تفعل، وتكتفي بأصدار البيانات الخجولة المترددة والبائسة، فانها ستكون مسؤولة امام التاريخ وتعتبر شريكة في الجريمة من خلال تسترها عليها.

نحن نفهم ونتفهم حراجة موقف السيد كوفي عنان، الذي سيدحرج الامريكان رأسه قريبا بسبب تصريحاته بشأن عدم شرعية الحرب على العراق ونبذه لفكرة الحرب الاستباقية وخطابه الاخير أمام الدورة 59 للجمعية العامة للامم المتحدة. أن التاريخ يسجل للرجال شجاعتهم في الملمات والتزامهم بقول الحق عندما يسكت الجميع خوفا وهلعا.

لم يسبق للتاريخ أنه مجد جبانا او خائنا او ذليلا. فهذه هي فرصة السيد عنان ليثبت للعالم بانه رجل شجاع لايهاب في الحق لومة لائم ويدخل التاريخ من اوسع ابوابه، كما دخل سلفه داغ همرشولد. فعليه ان يغتنم هذه الفرصة التاريخية ويطلب تشكيل لجنة دولية محايدة لتقصي الحقائق عما جرى في الفلوجة الابية المنكوبة.

فهل يفعل؟؟! نتمنى ذلك.

كتب وولتر رسل ميد، أحد أبرز المحللين الاستراتيجيين في مركز هنري كيسينجر للأبحاث: قائلا: “بوش سيحاول في ولايته الثانية حجز موقع له في كتاب التاريخ. بيد ان نجاحه او فشله في ذلك، سيعتمد على نجاحه او فشله في العراق. .. وهو سيكون في وضع جيد مع التاريخ إذا ما تمكّن ولو بعد سنتين من تهدئة العراق”.

نعتقد انه سوف لايحجز شيئا أكثر من قول ديفيد جيرجين البليغ:

أن جورج دبليو بوش هو أكثر الروؤساء دموية وتهورا في التاريخ الحديث.

اللهم احفظ العراق وأهل العراق.


وجدي انور مردان

22/11/2004

* ديفيد جيرجين : استاذ العلاقات الدولية في كلية جون اف كينيدي في جامعة هارفرد، ومسشتار سياسي لاربع رؤوساء للولايات المتحدة الامريكية. العبارة بدأ بها مقاله المنشور في جريدة نيويورك تايمز يوم 18/11/2004 تحت عنوان (The Power of One )