الأخبار
بعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكريا بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيينمسؤولون أميركيون:إسرائيل لم تضع خطة لإجلاء المدنيين من رفح..وحماس ستظلّ قوة بغزة بعد الحربنتنياهو: سنزيد الضغط العسكري والسياسي على حماس خلال الأيام المقبلة
2024/4/23
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

ناجي العلي...خارج النسق.. داخل الالتزام بقلم:تيسير نظمي

تاريخ النشر : 2005-08-24
ناجي العلي...خارج النسق.. داخل الالتزام بقلم:تيسير نظمي
خارج النسق.. داخل الالتزام

تيسير نظمي



شكل الشهيد ناجي العلي ظاهرة فنية ونضالية لن تتكرر في التاريخ العربي / الفلسطيني. إلا إذا تكرر التاريخ نفسه وأعاد إنتاج ظروف هزيمة متطابقة كضرب من ضروب الخيال. أحد أهم عوامل بروز هذه الظاهرة الخارقة أن ناجي العلي ومجموعة قليلة من الكتاب الفلسطينيين ظلوا ببساطة خارج النسق وأية أنساق قد تتشكل سواء من الأنظمة، السلطة، أو التنظيمات والأحزاب ومع ذلك كانت الثوابت الوطنية واضحة العيان لديهم والالتزام كان ذاتيا تحركه المسؤولية الأخلاقية والتكوين الذاتي لكل منهم. ومنذ البدء. أردت أن اجمع القليل من الأصوات الفكرية والأدبية والسياسية إلى جانب ناجي العلي رغم تنوع نتاجا تهم، فواز تركي في الرواية، محمد الأسعد في النقد والسياسة والشعر، عوني صادق - كاتب ومحلل سياسي بارز - وكاتب هذه السطور في القصة والصحافة، وبالطبع ناجي العلي في فن الكاريكاتير السياسي البالغ الأثر كمؤسسة قائمة بذاتها، ليس لأن هذه الأسماء جميعها فلسطينية ملتزمة بامتياز أو لأنها ظلت خارج النسق سواء الذي شكلته منظمة التحرير ومن ثم السلطة الفلسطينية وحسب، بل لأنهم أيضا جرى تهديدهم بعد كل محاولات احتوائهم سواء من منظمة التحرير أو من التنظيمات اليسارية الفلسطينية والتقدمية العربية فضلا عن العبء الذي كانوا يشكلونه على كاهل أي نظام عربي يتواجدون فيه. أما التهديد لأربعة كتاب لم تحدد المؤسسة الرسمية الفلسطينية أسماءهم، فقد كان ناجي العلي أولهم نظرا لتأثير كاريكاتيره البالغ في الشارعين العربي والفلسطيني على حد سواء. والتهديد الذي كان نصه: «بلغ الأربعة كتاب عندكم أني سأقطع أصابعهم» حمله مندوب جريدة الوطن الكويتية من مؤتمر فاس في المغرب إلى مجموعة كتاب اليسار البارزين آنذاك في الصحافة الكويتية والذين سيطروا تماما ومن خلال صناديق الاقتراع على الاتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطينيين بعد أن كانت فتح تسيطر عليه طوال 9 دورات انتخابية. وأيا كانت الجهة المنفذة لاغتيال ناجي العلي فإن التهديد كان قائما وكان أبو خالد - طيب الذكر - يعرف هذه الحقيقة ولا يأبه لها. لذلك ظل أيضا خارج النسق الرسمي فلسطينيا وعربيا وإنما أيضا ظل خارج أي نسق لا يثق به أو برموزه حتى عندما يتشكل من قبل المعارضة نفسها. فقد حدث وان رسم كاريكاتيرا انتقد فيه «الحكيم» نفسه - جورج حبش - ذات مرة رغم قربة وتقارب جميع من ذكرت - باستثناء فواز تركي - مع الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، بل لا أبالغ إذا قلت أن ناجي العلي كانت الجبهة تعتبره احد رموزها وتعتذر في الجلسات الداخلية عن عدم التزامه التنظيمي باجتماعاتها نيابة عنه، تحت وطأة تأنيب الذات على عدم حراستها وعنايتها بالشهيد الرمز غسان كنفاني الذي شعرت الجبهة بالتقصير تجاهه بعد اغتياله. أما فواز تركي الذي بدأ في الحزب القومي السوري الاجتماعي في لبنان وسرعان ما اكتشف تروتسكيته في زمن ستاليني النهج فقد كانت الجنسية الاسترالية وكتابته باللغة الإنجليزية خير وسيلة تعتيم عليه وبالتالي لم يكن ذا تأثير يدعو للتعجيل بتصفيته لا الجسدية ولا الاقتصادية أو النفسية أو المعنوية. لكن الحيلولة دون ترجمة أو نشر أعماله أو التعريف به كانت كافية. م العلم انه تمت دعوته لبيروت من قبل منظمة التحرير على أمل إسكاته أو التأثير على آرائه السياسية وفي أسوأ الأحوال التخفيف منها والحد من تأثيرها. وهذا ما لم يتحقق. فقد ظل ولا يزال خارج النسق وأشبه بمؤسسة قائمة بذاتها في العالم الغربي والذي - على حد تعبير فوزي الأسمر - يعتبر الصورة التوأم لناجي العلي والذي كانت تربطه معه علاقات ووسائل سياسية وشخصية، فالأول من عين الحلوة والثاني من برج البراجنة، والأول أسمر البشرة والثاني اشقرها، والأول ينحدر من قرية الشجرة المسلمة والثاني من أسرة مسيحية. بالنسبة لعوني صادق تم إبعاده من الكويت مبكرا قبل إبعاد ناجي العلي بسنوات حيث اتجه إلى سوريا وبذلك جرى تجنبه ولكنه أيضا ظل خارج نسق أي نظام عربي كذلك إلى أن انتهى به المطاف إلى عمان وصحافة عمان التي قلما لم تقلم مقالة له بسطر هنا وعبارة من هناك ومع ذلك ما يزال يكتب مشكلا لنفسه نسقه الخاص وعالمه الملتزم.

www.nazmi.org
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف