الأخبار
ما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيلإسرائيل ترفض طلباً لتركيا وقطر لتنفيذ إنزالات جوية للمساعدات بغزةشاهد: المقاومة اللبنانية تقصف مستوطنتي (شتولا) و(كريات شمونة)الصحة: حصيلة الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة 32 ألفا و490 شهيداًبن غافير يهاجم بايدن ويتهمه بـ"الاصطفاف مع أعداء إسرائيل"الصحة: خمسة شهداء بمدن الضفة الغربيةخالد مشعل: ندير معركة شرسة في الميدان وفي المفاوضاتمفوض عام (أونروا): أموالنا تكفي لشهرين فقط
2024/3/28
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

شاعر القصة القصيرة المبدع تيسير نظمي في لقاء معه حول الكتاب الخامس

تاريخ النشر : 2005-05-23
شاعر القصة القصيرة المبدع تيسير نظمي في لقاء معه حول الكتاب الخامس
شاعر القصة القصيرة المبدع تيسير نظمي

في لقاء معه حول الكتاب الخامس (وليمة وحرير وعش عصافير)

حاوره حسين جلعاد

تيسير نظمي مبدع وكاتب اشكالي، تتبنى كتاباته رؤية «المهمّشين والمسحوقين»، كما أنه يحوز ثقافة ادبية وفكرية فريدة في اطلاعها وتمحيصها لمستجدات الحياة والفكر، وهو بين هذا وذاك يثير في طراز تفاعله مع الأوساط المحيطة صورة أقرب الى بطل سيرفانتس

"الدون كيخوته» الذي أنفق عمره يقاتل طواحين الهواء، فاختلفت في تفسيره الرؤى والاقاويل كل حسب شروطه وموقعه وثقافته يرى كثيرون في تيسير نظمي «كائنا مهرجانيا»؛ فهم لا يكادون يرتادون مهرجانا، الا ويفاجأون به حاضرا قبلهم، فيما يرى فيه آخرون «حالة كرنفالية» تشيع الفرح؛ بسبب من نقديته وسخريته العالية التي يوزعها اينما حل واتجه غير ان الجميع يتفقون أنه حالة إبداعية لافتة، سواء في كتاباته الابداعية والصحفية او آرائه النقدية والتي قد لا تروق الكثيرين بهذا القدر او ذاك. أصدر نظمي مؤخرا مجموعته القصصية الخامسة « وليمة وحرير وعش عصافير»، بعد انقطاع عن الاصدار دام سنوات طويلة، كما انه يتهيأ لإصدار روايته الأولى «وقائع ليلة السحر» التي كتبها بوحي من زيارته الى وادي رم برفقة مبدعين عرب وأجانب وأردنيين في رحلة

نظمتها ادارة مهرجان جرش الصيف الماضي . التقيته في عمان وكان الحوار التالي حول مجموعته القصصية الجديدة

*هناك تفاوت في الأساليب السردية للمجموعة وبنائية قصصها، ففي الوقت الذي نجد أن معظمها قائم على التكثيف واستعارة لغة مقتصدة ضمن حدود التجريد كما في "فكرة وسكيران" أو "بيت الفراشة"، فان جزءا آخر يقوم على أسلوب شعري فتمتد الحالة في أكثر من نص كما في "شعرها الطويل"، وثمة صنف ثالث اتكأ في بنائيته على الواقعية الصرفة كما في قصة " أصابع منتصف الليل"... كيف تفسر ذلك؟

لو لم أكن أعرف أن لك تجربة سابقة في كتابة القصة، لقلت لك أن ملاحظاتك النقدية الدقيقة جداً، المطروحة بإخلاص شاعر ، لا تأتي من كاتب قصة ، لكنها أتت حقاً من ناقد موهوب.

أجتهد الآن معك كناقد لأقول أن السؤال لو طرح على كاتبه قصة لأحسنت القول بأن تجيب: " كلهم أولادي و بناتي و لا أعرف تماماً لماذا جاء هذا قصيراً و ذلك طويلاً و تلك عصبية المزاج و آخر كسولاً " أما و أنا لست بتلك فأقول أن استجابتي الحسية و الفكرية للموضوع اقتضت في كل مرة أسلوباً يتناسب و مقاسات الموضوع الذي أعالجه. الاستجابات الحرفية منها و الشعرية- أنت الذي شجعتني كشاعر دون أي ادعاء مني- و الطبقية حتى. ربما تسعفنا هنا أطروحة ت.س. إليوت عن المعادل الموضوعي فأقول لكل قصة و موضوع معادله الموضوعي بمعنى معادله الأسلوبي أيضاً . في " فكرة و سكيران و باب" المستوحاة من غرفة الرفيق حسين في إربد أيام كان جان دمو يتلطى في وسط البلد و لا يملك أجرة مبيت في فندق الليلة بدينار، جاءت القصة بنية و أسلوباً لتحمل إحساسي بالعام و الخاص، بالأيدولوجي و بالوجودي أيضاً. هذه القصة التي وقع اختيار أستاذة الأدب الانجليزي و رئيسة القسم في جامعة فيلادلفيا الدكتورة و القاصة أمنية أمين فترجمتها و نشرتها في الجوردان تايمز، حملت قدرتي على تفكيك و إعادة ربط و دمج ما تم تفكيكه في سيطرة شبه تامة على المادة التي يصعب السيطرة عليها . لكن فنياً يمكن السيطرة و التحويل. السكيران، الليل، الموت، الحياة، الباب، تبدو كلها منفصلة عن بعضها البعض ظاهرياً. لكن الوحشة هي ما يجمع هذه الأشياء. الكل يحس بالعزلة و الوحدة و المصائر الفردية التي انتهت بصديقنا جان دمو أن يموت في أستراليا كما تعلم و بآخر مثل عبد الأمير جرص في كندا، و كان الوطن وما يزال موجوداً. لكن الباب الخشبي يريد العودة للغابة، لكينونته الأولى كشجرة و أخشاب مرتبطة بالأرض و هكذا فقد الباب صفاته الأولى و ما تحول إليه. أن تكتب عنه بمفرده كباب فلن يصدقك أحد أو يقرأ لك، تتحول إلى نسخة أخرى من كتابات ناتالي ساروت ، و لكن السكيران و الزوار الفقراء المحبين لأغاني فيروز كانوا غافلين عن الباب مما جعلني أشفق عليه و أشركه في القصة. و بالمناسبة، رغم أن القصة مركبة من خمسة أجزاء، لكن فقرة الباب وحدها أذهلت الدكتور صلاح القصب الذي راح يتحدث عنها فقط للوفد العراقي في عمان و من ثم في بغداد و قطر. و هو المختص بمسرح الصورة وأثق بذائقته و هو الأكاديمي من جامعة كاليفورنيا المشهورة بأقدم أشجار في التاريخ. بمعنى أن مشاهدات وثقافة القارئ و الكاتب تلعب دوراً في الأثر الفني لما سيقوله و يوحي به أي معادل موضوعي. و أية قصة تكتبها لابد أن تختزل ثقافتك و تجربتك، سواء في العمق و الفلسفة أو في الأسلوب. هذه القصة تحديداً لا أدري لماذا لم يتطرق لها مثلاً الصديق عبد الستار ناصر و هو كاتب قصة و ناقد أيضاً و أحد المبادرين لتكريمي أولاً في حفل توقيع الكتاب الخامس، مما يؤكد على أن الذائقة متباينة بين كاتب و آخر و كذلك الأسلوب.قصة" شعرها طويل حتى الفجر" وليدة ليلة حب حقيقية و لكن على الهاتف.تصادف يومذاك أنني كنت أعيد قراءة الكتاب المقدس و خاصة سفرالتكوين. و مع أنني أحمّل شوارد الذهن ما تبقى من قراءتي لرواية حليم بركات" عودة الطائر إلى البحر" إلا أنني تجاوزت تلك الرواية بنحو ربع قرن على الأقل لأحمل في أسلوبها لغة تضاهي الشعرية في سفر التكوين إن لم أر أنها تفوقها واقعية. أسلوب الحب هو أسلوب في التكوين أيضاً لكن البعض ممن لا علاقة لهم بالكتاب المقدس لم يروا فيها غير الجنس و أنا مسرور لذلك، لأن الجنس أيضاً يحمل قداسة من نوع خاص و مع ذلك نخجل من الحديث عنه بتلك الشعرية التي هو ملهمها، أو هي ملهمة التكوين القصصي و الأسلوب الشعري. و ليتني أهديت تلك القصة لمن كانت الطرف الآخر. الواقعية الصرفة جاءت مع نجار، أي مع الطبقة العاملة و هي أيضا تم إساءة فهمها. الطبقة العاملة حياتها متقشفة و لا وقت لزوجة النجار لتسريح شعرها خاصة بعد فقدان زوجها أصابعه في المنجرة. المفارقات مأساوية لأن الشغيل لديه في ورشة الكهرباء هو صاحب العلاقة و الحالة نجمت عن مكالمة خطأ وصلته فكشفت عن توق لنساء بورجوازيات مترفات، لكنها انتهت نهاية إنسانية بوفاء النجار لزوجته و طبقته. و قديماً كان يعاب هذا الجفاف على أدب الدول الاشتراكية و الاتحاد السوفياتي، لكنني لم أكن جافاً إلى هذا الحد رغم كوني واقعياً نقدياً- كما يذهب إسماعيل فهد إسماعيل في كتابه عن القصة في الكويت. السخرية و المفارق تخفف بعض الشيء من جفاف و بؤس الواقع مهما كانت نشارة الخشب جافة.

* سخريتك التي تصبغ أجواء المجموعة، تستدعي في الذهن أسلوب كبار كتاب الأدب الساخر وفي ذهني التركي عزيز نيسين، هل كتابتك على هدي من هذه الخصيصة شكل آخر من الصدام أو الاحتجاج؟

أستدرك فأذكرك بموليير الذي تأثر به الأديب الراحل اميل حبيبي و سيرفانتز صاحب" دون كيخوتة" و كذلك عزيز نيسين، لكنني سأضيف إلى هؤلاء من بعد إذنك مارك توين أيضاً. هؤلاء جميعاً قرأت لهم.

أثروا بي لأنهم الوحيدون الذين كان بإمكانهم إضحاكي و أنا في أشد لحظات الحزن، أما على الصعيد الشخصي فقد كنت لا أضحك سوى من المفارقات المعيشية للصديق محمود الريماوي، رغم أن أدبه يستفزني و لا يضحكني و لعل في ذلك أيضاً مفارقة عجيبة. الصدام أو الاحتجاج لا أفكر بهما، السخرية لدي رد فعل.لا يمكن أن أسخر من إنسان متعوس مثلي. لكن عندما يظهر هذا المتعوس بثوب ليس ثوبه فإن الجميع سيضحك فما بالك بالكاتب شديد الوعي؟ بعض الكتاب لدينا يفتعلون السخرية، أسميت كتابات بعضهم سقاعة، أحياناً ترقى لسماجة مثل نكتة مسموعة منذ عشرين عاماً، لأن مصدرها غير عميق. السخرية إبداع و تتطلب كشف الزيف و المفارقة معاً. كما لا يمكن لكاتب مرفه أن يسخر إلا من نفسه. السخرية ثمنها غال جداً. بالنسبة لي أسخر من نفسي أحياناً و من طيبتي فأنا فلاح لا يجيد الفلاحة و مدني لا يجيد التمدن و لا بحوزتي تكلفته. ماذا أفعل إذن. لا بد أن أسخر و أشرك الناس في هذه المكاشفات. فالناس لولا الضحك لانفجرت من هول ما يجري حولها.

* على النقيض من السخرية، ثمة فنتازية سوداء في كتابتك.. هل تخلق عالما آخر في مقابل العالم المعاش الرديء... هل ما يزال الأدب جزءا من منظومة تغيير العالم بعد أن تحول الكون إلى بارجة بفعل العسكرة ؟

دعنا نعود للفولكلور الشعبي مع كلمة " فنتازية" نحن الفلاحين اعتدنا أن نقول: فلان يتفنطز، بمعنى فيه من ادعاء البرجزة، أي الظهور بمظهر طبقة غير طبقته، و بالمثل لو كنت ابن مدينة أصيل و أدعي أنني فلاح، أيضاً هنا أنا أتفنطز. و إذا سمينا المصطلح الغربي" فنطزة" فليس لدي ما يبعث و الحمد لله على هذه الفنطزة. الحمار لا يدعي أنه حصان و إلا تفنطز. و لو قلت أنها فنطزة بيضاء لأنكرت عليك وجود هذا في قصصي. و ما دامت سوداء فهذا مقبول- لكنني لم أقصد أن أكون ممارساً لتلك الفنتازيا، ربما قصدت هنا بعض تأثري بما كانت تنشره مجلة الأدب في الاتحاد السوفايتي. فقد ترجمت ذات مرة قصة لأناتولي تاشنكو عن تلك المجلة التي كانت تعنى في السبعينيات بأدب الخيال العلمي. و هذا النوع من الأدب لفت انتباهي على ممكنات المستقبل. و أظن أن صنع الله إبراهيم مهتم بهذا النوع من الأدب. الخيال العلمي قد يغدو حقيقة، و نحن فوق هذا الكوكب نرتكب، خاصة الرأسمالية، جرائم بحق الإنسان و الحيوان و الطبيعة و قد ندمر هذا الكوكب بأيدينا، فما بالك بفقدان الغلاف الجوي أو الجاذبية لأي سبب ما و لو بعد ملايين السنين. هذه الاحتمالات قائمة و موجودة في قصة" سيدة الكون" كما هي موجودة و إن بشكل ساخر في روايتي الأولى،" وقائع ليلة السحر" أما مسألة الأدب و التغيير فهي من طموحات المد القومي و المد اليساري في أواسط القرن الماضي. بالنسبة لي كقاص أعيد هندسة الواقع بشكل جمالي و إنساني. أما أن ننتظر من كتاب أدب تغيير العالم فهذا صعب و إن كان جائزاً. الكتب التي غيرت العالم كانت إما علمية أو فلسفية و للأسف لم تكن أدبية. صحيح أن الفنون تهذب العالم و تؤنسنه و لكنها من النادر أن تغيره. سنسهم في تغيير الذائقة وتوسيع المدارك و تنشيط الضمير و دق ناقوس الخطر، لكننا لن نكون كارل ماركس و لا داروين أو آينشتاين و بالطبع لن نكون نوبل مخترع الديناميت. نحن نخترع الحب و الثورات و نمهد لها و للتغيير و للمستقبل الذي نراه. و لكن ليس التغيير الذي تقصده. نغير اللغة ممكن، و تراكيب العبارات ، ممكن ، المعنى ممكن، لكن الواقع نفسه هو الذي يمكنه أن يغيرنا و لذلك الجأ للاحتماء بالعزلة، خشية أن يغيرني للأسوأ. و عملاً بنصيحة العجوز الفرنسي في مظاهرات الطلبة في باريس أواخر الستينيات الذي قال للبوليس: شباب العضلات المفتولة الذين فرقتموهم إلى بيوتهم كانوا يطمحون لتغيير العالم أما أنا فأطمح من بقاء لافتتي مرفوعة أن لا يغيرني العالم.

* إلى أي حد يمكن أن يشفى المبدع من رتابة الواقع، وجروح الحياة حين تستعاد على نحو إبداعي في الكتابة؟


سؤال في الصميم، دعك من الكتابة فهي علاج للمبدع كتحصيل حاصل. لكن في الحياة أدعو كل موهوب أن يكون جريئاً. أن يحاصر حصاره بالجنون و بالجنون، كما يذهب محمود درويش. الواقع موبوء و ظالم و فاسد و تعسفي و الآخرون في الشرق بكل تخلفهم و تهافتهم قد يصبحون جحيماً للمبدع بكل سطحيتهم و شح مواهبهم. نختلف جداً مع جان بول سارتر في الكثير مما جاء به و لكننا لا نقول عنه أنه كان عبثياً. و لا كان سطحياً. سارتر و الوجوديون جاءوا رد فعل على مرحلة و واقع، و يجب أن ننظر إليهم بتاريخهم لكنهم دافعوا عن إنسانية الإنسان. في واقعنا العربي نطمح أن نعامل كما تعامل الحيوانات في أوروبا و كما تعامل الكلاب و القطط لدى الأرستقراط أو لدى بريجيت باردو مثلاً. بالنسبة لي يكفيني لعلاج جنوني إما الكتابة التي تؤبد الحزن و السخرية و الألم معاً و إما الرقص مع من يفهمون معناه كشكل من أشكال التعبير الجسدي و الروحي، و ربما الصوفي كما رقصت آخر مرة في آخر مهرجان. الكتابة وحدها لا تكفي كي تتقي الجلطة أو السرطان.

* تناولت في مجموعتك حالات بشرية يكاد المرء لصدقها الفني أن يتعرف على شخوصها الحقيقيين، فيما أيضا كتبت عن البحر والفراشة والعصافير والذبابة والباب الوحيد وغير ذلك من الحالات "غير البشرية" ولكنها الأكثر إنسانية من بعض الأناس الذين عالجتهم.. هل صحيح انك تقدم "جردة حساب" بوجه العالم الواقعي الأصم ، وأن أنسنة"الأشياء" في التقييم الأخير ملجأ من لا ملجئ له بين البشر؟

أنت أجبت ياصديقي، و ما دام الأمر كذلك فلسوف أضيف لك هذه الحكاية الواقعية التي لم أكتبها بعد مثلما كتبت أيضاً عن " الغراب في محنته" فذات ليلة من الصمت المطبق على عزلتي سمعت قارض من القوارض في غرفة نومي . حددت مكان تواجده و تبين أنه لا طعام أو بقاياه في المكان. فأشفقت عليه، لذلك بدأت بالتحري عنه إن كان ثعباناً أو فأراً أو صرصاراً. فقط لأجل العناية به أو الإفراج عنه إن كان مزنوقاً. و عندما فشلت و هو أخلد للصمت بدأت محنتي لأنه إذا تصرف دون درايتي في وقت هو الذي يحدده قد يرتكب حماقة بحقي. قارنت بينه و بين رئيسي في العمل فوجدت الكائن أكثر رحمة من الإنسان، فصاحب العمل يقوم باستغلالي و هو يعلم، و يقوم دائما بإرتكاب حماقات في الوقت الذي يشاء، و لا يؤنس عزلتي بل يدمرها. و صاحب العمل مؤذ ليس لي فقط بل لزوجته التي تعشق الفن و هو يعشق المال و رأس المال. أين الفأر الحقيقي في الموضوع؟
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف