الأخبار
علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيلإسرائيل ترفض طلباً لتركيا وقطر لتنفيذ إنزالات جوية للمساعدات بغزةشاهد: المقاومة اللبنانية تقصف مستوطنتي (شتولا) و(كريات شمونة)الصحة: حصيلة الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة 32 ألفا و490 شهيداًبن غافير يهاجم بايدن ويتهمه بـ"الاصطفاف مع أعداء إسرائيل"الصحة: خمسة شهداء بمدن الضفة الغربيةخالد مشعل: ندير معركة شرسة في الميدان وفي المفاوضاتمفوض عام (أونروا): أموالنا تكفي لشهرين فقطأبو ردينة: الدعم العسكري والسياسي الأمريكي لإسرائيل لا يقودان لوقف الحرب على غزة
2024/3/28
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

علاقة غريبة بقلم: نزار ب. الزين

تاريخ النشر : 2010-04-01
علاقة غريبة بقلم: نزار ب. الزين
علاقة غريبة
قصة واقعية*
نزار ب. الزين*
أحببته بكل جوارحي ، و أحبته كل خلية من خلايا جسدي و كل نبضة من نبضات قلبي ، حتى أنني لم أعد أرى في الدنيا سواه ...
و لكن .....
وا أسفاه كان من دين غير ديني ، نبهتني صديقاتي إلى ذلك و لكنني لم آبه لكلامهن ، فهو أولا و آخرا إنسان مثلي ، لا يختلف عن باقي البشر في شكل أو لغة أو طريقة تفكير ، ابتسامته العذبة لا تختلف عن ابتسامات الشباب المنتمين إلى ديني ، و صوته الملائكي لا يختلف جرسه عن أي منهم ، فهو لم يأتِ من الزهرة أو المريخ ، هو إنسان مثلي و مثلك و مثل كل الناس ، إنسان طيِّب المعشر و السريرة ، إنسان ذكي متفوق في دراسته ، إنسان خلوق لم يسمع منه أحد كلمة نابية و لم يتصرف مع أحد إلا بكل ود و احترام ، إنسان أحبني ، فما شأني في عقيدته ؟ ألسنا كلنا في النهاية نؤمن بإله واحد ؟؟
و لكن ....
و لكن أمي عندما علمت بأمر حبي ، وقفت في وجهه ، " إن كنت ستمنعينني عنه فأنت قاتلتي " ، قلت لها فأجابتني : " موتك أهون عليَّ من لعنة القريب و البعيد ، من لعنة رجال ديننا ، من لعنة الآباء و الأجداد …" ، "و هذا الذي في بطني يا أمي ؟ إنه حشاشة كبدي ، إنه ثمرة حبي ، ابدا لن أرضَ إجهاضه ، حتى لو قطعتيني إربا إربا.."
ذويت و ذبلت كورقة النعناع بعد يوم من قطفها ، تحجرت معدتي فلم تعد تقبل الطعام ، صارت حروف كتبي تتراقص أمام عيني ، هل كانت تهزأ مني أم ترثي لحالي ؟ فتوقفتُ عن الدراسة ، ثم ضعف جهاز مقاومتي فتوالت عليَّ الأمراض ، و بت أتطلع إلى الموت كمنفذ لي من محنتي ، و لولا خشيتي على جنيني لفعلتها بيدي ! .
ثم ....
كانت الصفقة ، عقدتها أمي ، و قبلتها على مضض !..
*****
حبيب قلبي و عمري و رفيق روحي و أحلامي سليم
أنجبت في الأسبوع الماضي غلاما ذكرا ، هو صورة طبق الأصل عنك ، أسميته لؤي ، تيمنا باسم والدك ، لم يشاركني سهيل فرحتي و كأن الأمر لا يعنيه ، فهو لا في العير و لا في التفير ، مسكين إبن خالتي و زوجي هذا ، تنحصر كل اهتماماته بعمله و بطنه و غرائزه ، لا يعرف كيف يتحدث ، ففي صوته خنة و في كلامه لجلجة ، و لا يعرف كيف يعاشر الناس فلا صاحب له و لا صديق ، فما أن يعود من عمله حتى يتناول طعامه بشراهة ، ثم يستلقي على مقعد الصالة بثيابه المتسخة المقرفة ، ليأخذ سنة من النوم ، ثم يجلس أمام التلفاز يشاهد الرسوم المتحركة فيضحك كما يضحك الأطفال حتى يكاد ينقلب على قفاه ، و عندما يترقى قليلا ، يشاهد مباريات كرة القدم ، فينفعل و كأنه الحكم أو كأنه أحد اللاعبين ، فيصفق و يهلل ، و يعلو صوته مشجعا تارة و لائما تارة أخرى ، أما فرحته الكبرى فتتجسم عندما تهز كرة أحد لاعبي فريقه المفضل شباك الفريق الآخر ، فيصيح كالمجنون : " كول ... كول ... كول .." و يبدأ بالقفز و الرقص ؛ ذلك هو زوجي و ابن خالتي سهيل ..
عندما كنا صغارا كان سهيل مصدر تفكهنا ، كنا ندبر له المقالب ، و كان السيئون منا يصفعونه على قفاه بمناسبة و بغير مناسبة فيبكي حينا تألما و يضحك حينا مسايرا، فكنا نضحك و نضحك و نضحك ...، و أما في غيابه فكان مصدر تندرنا و متعة حديثنا ، و دارت الأيام و أصبح هذا السهيل زوجي !
قالت لي أمي : " الزواج شيء و الحب شيء آخر ، تزوجي سهيل و ابقي على صلتك مع سليم ، فقط كوني حذرة من كلام الناس ! " و لم أجد أفضل من هذا الحل ، و لم أكن أدري أنها ترتب لي مؤامرة ، فسرعانما سافر سهيل إلى هذا البلد الخليجي للعمل فيه ، و كان لا بد لي من مرافقته ، ألست زوجته ؟ .
إنني أعيش في مدينة صغيرة اسمها أم الفحيل ، و في مجمع سكني مشكل من عدة بنايات ، يحمل اسم مجمع البوشهري ، عمارة رقم 21 شقة رقم 1 ، و راتب زوجي كنجار فني ممتاز ، و هو لا يبخل عليَّ في اي ما أطلب ، أما جاراتي فهن في غاية اللطف ، و نحن نتزاور أحيانا ؛ و مع ذلك فإنني أشعر بوحشة كبيرة بعيدة عنك ، و بأني أعيش ليلا طويلا طول عمري و بلا نهاية ، و السبب أنت تعرفه ...
حبيبتك إلى الأبد و أم ولدك لؤي ، عايده .
*****
أتلومني و تشكوني لمالك هذا المجمع السكني ثم تهاجمني علنا ، لأنني أجلس طويلا على شرفتي ، و اتظاهر بقراءة جريدة مثقوبة ، تتيح لي أن اشاهد ما أشاهد ؛ في عمارتك يا سيد وضاح مومس و الماء يجري من تحتك و تحت جيرانك الآخرين ، و أنتم إما عميان أو تتعامون ، تفضل معي في الساعة الثامنة صباحا ، بعد أن يذهب كل إلى عمله ، و سترى العجب العجاب ..
و قبيل الساعة الثامنة من صباح اليوم التالي كان وضاح على شرفة جاره في العمارة المقابلة ، و قد ثقب بدوره جريدة ، و أخذ يراقب الشارع معه : " هل ترى هذا السيارة زرقاء اللون ، ركز عليها ..." قال له .
يهبط منها شاب في أواخر العشرينيات من عمره ، يتجه مباشرة إلى العمارة التي يقطن فيها وضاح ..
تفور الدماء في رأس وضاح ، يهرع إلى منزله فيجد زوجته تقوم بواجباتها المنزلية ، يجرها من يدها ، و يقرع أبواب جيرانه بابا بابا ، و الكل مستغرب جنونه هذا : " سأخبركم و أزواجكم فيما بعد " يقول لهن معتذرا ، ثم يقرع باب سهيل و عايده ، فلا يجيبه أحد ؛ تلمع في راسه فكرة يهرع مع زوجته و فاطمة جارتهما في الطابق الثالث ،و التي استبد بها فضولها بدورها ، يهرعون نحو باب العمارة ، فيشاهدون الشاب – إياه - يقفز من شرفة عايدة إلى الشارع ، ثم يجري نحو سيارته الزرقاء ، يحاول وضاح اللحاق به و لكن الشاب كان أسرع منه .
يقرع وضاح باب جاره سهيل ثانية ، و برفقته زوجته و جارتهما فاطمة ، و قد تجمعت جارات أخربات ، يقرع الباب بإلحاح مثنى و ثلاثا و رباع فلا من مجيب ، بينما كانت زوجته تحاول ثنيه : " مالنا نحن و مالهم .. و ما شأننا بهم . " يجيبها و قد استبد به الغضب : " إنها سمعتنا ، قيل لي أن في عمارتك مومس ، لم يحددوا لي في أية شقة هي ، يعني أن كل واحدة منكن ، كانت مشبوهة ، لقد أوصلت عايدة – لعنها الله – سمعتنا جميعا إلى الحضيض ! "
*****
أنا أم عايدة ، جئت خصيصا من بلدي ، قاطعة مئات الأميال ، مجتازة لحدود ثلاث دول عربية ، لأقول لك يا سيد وضاح و لزوجتك ، و لجميع جيرانك ، جملة واحدة لا غير : " دعوا ابنتي عايده و شأنها ! " يسألها وضاح : " أتعلمين بما تفعله ابنتك ؟ ابنتك لديها عشيق يا سيدة ! " تجيبه ببرود : " أعلم ، أنا راضية ، و سهيل زوجها لا يعترض ، فقط كفوا بلاءكم عن ابنتي !!!.." يجيبها وضاح و قد اكفهر وجهه غضبا : " لم يبقَ سوى حل واحد ، هو أن ترحل ابنتك و أسرتها عن العمارة " تجيبه بكل صفاقة : " و لِمَ لا ترحلوا أنتم ؟؟؟؟ "
======================
* نزار بهاء الدين الزين
سوري مغترب
عضو إتحاد كتاب الأنترنيت العرب
الموقع : www.FreeArabi.com
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف