الأخبار
بلومبرغ: إسرائيل تطلب المزيد من المركبات القتالية وقذائف الدبابات من الولايات المتحدةانفجارات ضخمة جراء هجوم مجهول على قاعدة للحشد الشعبي جنوب بغدادالإمارات تطلق عملية إغاثة واسعة في ثاني أكبر مدن قطاع غزةوفاة الفنان صلاح السعدني عمدة الدراما المصريةشهداء في عدوان إسرائيلي مستمر على مخيم نور شمس بطولكرمجمهورية بربادوس تعترف رسمياً بدولة فلسطينإسرائيل تبحث عن طوق نجاة لنتنياهو من تهمة ارتكاب جرائم حرب بغزةصحيفة أمريكية: حماس تبحث نقل قيادتها السياسية إلى خارج قطرعشرة شهداء بينهم أطفال في عدة استهدافات بمدينة رفح"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيران
2024/4/20
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الحاكمية بين سيد قطب ونصر ابو زيد صراع في الصياغات ...الفصل السادس بقلم:اثير طاهر الخاقاني

تاريخ النشر : 2010-03-12
الحاكمية
بين سيد قطب ونصر ابو زيد صراع في الصياغات ..
الفصل السادس

تدويل الخلاف


نتفق مع كل منتقد لطرح نصر ابو زيد لأنه بالفعل يؤسس لمنهج الحاكمية الشاملة للعقل على الآخر سواء كان نصا ام شخصا ، واني أحاججه بما تأثر به من سيرة ابن عربي الذي كتب عنه الكتب والاطاريح واقول له بماذا بلغ ابن عربي كل هذا السمو في مختلف الاصعدة ؟ هل بتقليب النظر في جميع الوجوه ام بالذوق الإنساني الشفاف في قبول الأشياء على اختلافها .؟ لقد عدّ ابن عربي العقل قيدا يمنع في احيان كثيرة من تقبل المعرفة النقية بما يمثله من جوهر كل شخصية وذاتيتها والذوات تختلف في الاستعداد لتقبل الحق لها او عليها وما يؤكد كلام ابن عربي ما نرى في حياتنا اليومية من تفاوت فاحش بين مضحي من اجل كلمة وبين كاتم لها ولو على حساب الف رقبة تسفك وتداس , وبالرجوع الى "نصر ابو زيد" فيما يتصل بنقده فقد تجاوز في حقه النقد موضوعيته المتوخاة وسلك سبيلا بعيدا عن الاصلاح وبذات المسافة منه ومن سيد قطب جاء سوء الظن فيما كتبا وصرحا على اختلاف في كيفيتهما وعقيدتهما فالعلمانيون شنعوا على سيد قطب ماقاله وماكتب بالرغم من ظرفه الصعب الذي يحتاج الى قليل او كثير من الانصاف لتبيانه على هامش الحكم عليه ايجابا او سلبا ، وهكذا جرى الاسلاميون او بعضهم في الهجوم على نصر ابو زيد فيما كتب وكان الاولى ان يرد عليه بكتاب متماسك ثم يقيم ضمن أي معادلة هو فيصنف ضمنها وباعتقادي الجازم ان عملية التصنيف قد فكت العديد من العقد والأزمات فنظير طرح "ابو زيد " في مجموعه يطالعنا مكتوبا منه الكثير في الأندية العلمانية ومراكزهم الفكرية والبحثية ومثله في المنتديات والمقاهي يجري سليقة لبعضهم أما على الانترنت فصفحات ومواقع وشبكات تعمل ساهرة وجاهدة للإبداع في هذا المجال ..المشكلة في الأدوات التي جابه بها الاسلاميون نصر ابو زيد فهي رفعت من قيمة ماكتب اولا لتجعله قمة وملهم مستقبلي للأجيال وهنا تكمن الخطورة ، ومرجع واضح ومثال حي على الرد غير الحضاري من قبل الإسلاميين او حركات الإسلام السياسي .
ان كتابه نقد الخطاب الديني كان قريبا من الحجم الصغير وما ذكر فيه يماثل الشبهات التي تدوي في عقل الكاتب المراهق لنيل ملكاته فعندما جاء الرد المستطير بتهديده بفصله عن زوجه وقطع عنقه وحرق كتبه تعاظم الصغير ليتحول الى كبير بإضافة فصل رابع يبين المأساة وهي اقرب الى القلوب منها الى العقول وتاثيرها عند الجمهور اكبر ، واستحالت الشبهات والتساؤلات الى عقيدة والتساؤلات الى إجابات محكيه بألم ، والأغرب من كل ذلك ان بعض المسائل المعترض عليها من خصوم نصر ابو زيد هي صراع قائم بين المذاهب باستثناء الآراء الواردة في القران والوحي فهي منكرة ولا يمكن قبولها منه مطلقا. الأمر الغريب أيضا يتخذ هذا السؤال هو من الذي يعطي الحق بالتكفير؟ وهو من أعظم الأمور في الشريعة ولا يملك هذا الحق إلاّ الله وحده ومن نصبه لهذا الحق كالأنبياء والمرسلين والأولياء الخلص ويكون التكفير في الكفريات الواضحة غير القابلة للتأويل وإلاّ فالحدود تدرأ بالشبهات . نعم يطلق عليه وصف الكفر العقائدي وليس الفقهي .! ان المشكلة التي اعتقدها الدكتور عبد الصبور شاهين يمكن ان تندفع بهذا الاعلان المتسرع بالتكفير- مع تراجعه الواضح ونفيه القاطع لتكفير نصر أبو زيد - ارتدت الى عُقد لن يرفعها سوى تطاحن اجيال برموز وجهود كانت في الاصل بين شخصين نصر ابو زيد وعبد الصبور شاهين !!
فالجذور الأولى نبعت من متهور يبحث في عالم الإبداع ومن محافظ على حقوقه في عالم الإيداع في المؤسسة الكلاسيكية وكلاهما لم يبلغ شفافية الإسلام ولاحدوده ، فقد انطلقت دعوة تكفير نصر أبو زيد من داخل الجامعة حينما قدم أبحاثه للحصول على الترقية في سنة 1992م
وقدم الدكتور عبد الصبور شاهين تقريرأ يكفر فيه نصر أبو زيد حيث ذكر فيه أن : ما جاء في أبحاث نصر أبو زيد خروج عن الدين وتنديد بالتاريخ الإسلامي ودعوة لإلقاء القرآن والسنة جانبا لأنه وصف الغيب بأنه أسطورة وخرافة مع أن الغيب أساس الإيمان وكانت النتيجة إلى تكفير سبعة أبحاث من ضمن تسعة قدمها نصر أبو زيد من أجل الترقية .
وانتقل موضوع تكفيره إلى خارج الجامعة إلى مساجد الهرم وفيصل ومسجد عمرو بن العاص على يد عبد الصبور شاهين – كما ينقل - وأشتعلت النيران على صفحات الجرائد على يد الشيخ عبد الحليم شلبي ومن داخل الجامعة على يد الدكتور محمد البلتاجي عميد دار العلوم حينها ، وأنضم إليهم مجموعة من رجال الأزهر، كلهم نادوا بفصل نصر أبو زيد عن الجامعة حفاظا على الطلاب من أفكار الكفر والإلحاد ورفعت المشكلة إلى القضاء، وتم تقديم دعوى تطالب بالتفريق بينه وبين زوجته والحكم بأنه مرتد .
وتم الحكم بذلك وهاجر نصر أبو زيد إلى هولندا .فيما
اعتبره التيار السلفي مجدفاً – أي نصر ابو زيد - والبعض الآخر اعتبره مجدداً وممن اسهم في هذه الازمة اشتعالا الدكتور عبدالصبور شاهين مترجم كتب المفكر مالك بن نبي والأستاذ سابقاً بجامعة البترول والمعادن (جامعة الملك فهد حالياً) بالمملكة العربية السعودية إلا أنه وبعد مرور أكثر من عقد ونصف و في أولى جلسات لجنة استماع حرية الفكر والإبداع بالمجلس القومي المصري لحقوق الإنسان، تراجع د. عبد الصبور شاهين عن موقفه من قضية د. نصر حامد أبو زيد بعد هذه المدة الطويلة من الشد والجذب وأكد انه لم يكفّر د. نصر أبو زيد، وان كل ما كتبه في تقريره عن بحث د. أبو زيد لم يكن فيه كلمة عن الدين أو العقيدة. وقال إن عرض عليه تشكيل لجنة جديدة لقراءة بحثه، ولكن أبو زيد تمسك بتقريري لأنه سيقدمه للرأي العام. وأضاف د. عبد الصبور بأن هذا يفسر أن الزوبعة التي صاحبت القضية كانت مرسومة ومدبرة لتضخيم القضية. وأضاف انه لم يقابل المحامي الذي حرك دعوى الحسبة ضد د. نصر وفرق بينه وبين زوجته، كما أن القضاء المصري بكل درجاته أقر بالحكم. وأشار د. عبد الصبور شاهين في موضوع الندوة إلى أن تاريخ الإسلام كله إبداع وحرية وله التأثير الأكبر في الحضارة الأوروبية من خلال مفكريه وأدبائه وشعرائه وكان ذلك في جو الحرية المطلقة للإسلام. وأضاف أن الإسلام يعترف بالخلاف بدليل بقاء الخلاف في كتب الأئمة الأربعة. وأكد أن للناس مطلق الحرية في أن تأخذ بأي منها. ولم نعرف أن أحد الأئمة كفر الآخر، لأنه اختلف معه.
ورغم القول التبريري للدكتور عبد الصبور شاهين، الا ان هناك بعض الشواهد تؤكد وقوفه خلف القضية ككتاب الدكتور جابر عصفور"ضد التعصب" الذي وصف فيه محاولات شاهين لتكفير ابوزيد والوقوف في طريق ترقيته لدرجة الأستاذية قائلا: "لم استبشر خيرا بوجود عبد الصبور شاهين في اللجنة، فهو ابرز ممثلي التيار الذي انتقده نصر في مقدمة كتابه "نقد الخطاب الديني". ويضيف عصفور: "تقرير عبد الصبور شاهين مكتوب بلغة انفعالية معادية، ثأرية، خطابية، محسومة نتائجها قبل كتابتها، مندفعة إلى غايتها التي تريد أن تصل إليها على أسرع وجه بلا روية، لغة من قبيل"هذا كفر صريح" وهذا رأي كافر مردود".

هذه الازمة التي وسعت الشقة بين كاتب مبدع كان يرجى له ان يصلح المناهج من الداخل الإسلامي ويوجه الى الخارج مدافعا عن الدين ولو من وجهة نظره على اختلافنا معها ، ولكن ان يضغط عليه اشد الضغط ثم يتنكر المكفرون من تكفيرهم له بعد ان أصبح من ابرع الباحثين في رصد هفواتهم وأخطائهم وزلاتهم ..! الحق أننا نعيش كما وصف ابوز يد نفسه مرحلة التكفير لمجرد التفكير ولا ادري هل كفروا من يبيح دماء المسلمين وأعراضهم وأرضهم أولاً ثم اتجهوا الى كاتب سلاحه القلم !
ونحن مع بعض الكتاب من الإسلاميين ممن رأوا في كتابات ابوزيد خطرا بسبب الشبهات والانحرافات وهذا واقع لالبس فيه لكن من غير المنطقي عدم الرد عليها بما يضعف حجيتها كأولوية في الصدارة ثم التلويح بالرد العقابي تاليا وتاريخنا الإسلامي وشريعتنا الغراء فيها من التوسع في هذا الباب ما يعطي أتم الحجة فهناك أحاديث تأمر بان يحمل فعل وقول المسلم على سبعين محملا من الصحة واذا لم تجد له فابدي له النصيحة بالحكمة والموعظة الحسنة ..لقد أفرخت دعوة التكفير بحق ابوزيد الى دعوات لإزالة المكفرين من الوجود واستقذار شخوصهم وكسر شوكتهم شيئا فشيئا هل هذا مانطمح اليه في مرحلة صعبة للغاية يعز فيها قلم الكاتب والمفكر .؟!!
اعتقد بان على الجميع ان يقرا بأدب وإنصاف ثم يحكم بحدوده وحجمه ، فان مجابهة الكتاب بالسلاح وفتيلة البارود مما يعيب ويعلي من شان الكاتب فقط ، وفي تاريخنا شواهد حية لعلماء قتلوا بفتاوى فقهاء فأصبحنا نمجد المقتول بالفتوى ونلعن المفتي وخير مثال على ذلك قصة الحلاج الشهيرة .
لاشك بان نصر ابو زيد اخطأ وارتكب فاحشا من البدع وعليه ان يغير من هذا الأسلوب وهذا الاستدلال ولو فتش بهدوء عن مسائله لوجد المفتاح على الباب وليس بعيدا فالحدود التي يتحرك فيها متهما الخطاب الديني بالقصور فيها هي شبيه به من حيث التيه عن موطن الدين الحق اصلا فالحركة السياسية الإسلامية هي باحث نظير ابوزيد عن الدين وعن الشريعة ومجمل أخطائها منها لا من الدين فهي لم تبلغه وإنما تسعى اليه لانه المنبع لها وانها مفتقرة اليه على الدوام لازالت وبالتالي فان نحمل على المنابع العذبة ملوحة مياه أنهارها امر يخالف البديهة .
ثم ان ابو زيد غفل عن الآثار السياسية على أي كيان وفي اتجاه سار فيه فالسياسة تتفق فيما بينها على اختلاف مناشئها في حين تختلف الاتجاهات والمبادئ وقد لاتتفق أبداً لذا فالواقع السياسي يفرز قيما على الاسلاميين والعلمانيين طولا وعرضا مايجعلهم يتفقون في خصائص هي عين العيوب في نظر مبادئهم على اختلافهم وعلى هذا فالحكم يجب ان لايتعدى موضع العيب الى المبدأ فيظلم المبدأ والمسيس معا وفي هذا وقع نصر ابوزيد وغيره من الكتاب .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف