الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/24
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الفصول الثلاثة الأولى من رواية الأديبة فايزة شرف الدين"الرجل العقرب"-قراءة و عرض-نزار ب. الزين

تاريخ النشر : 2010-03-12
الفصول الثلاثة الأولى من رواية الأديبة فايزة شرف الدين
الفصول الأولى الثلاثة من رواية الأديبة فايزة شرف الدين الرجل العقرب
قراءة و عرض للفصول الثلاثة الأولى
بقلم : نزار ب الزين
لطالما استهوتني روايات الخيال العلمي و لي فيها عدة أعمال مثل "رحلة إلى الأعماق" و "مملكة العجائب" و "وجه سيدونا" و التي نشرتها في دنيا الرأي و مواقع أخرى
و لكنني لم أتوقع أن المبدعة فايزة شرف الدين تماثلني عشقا لهذا الجنس الروائي و أن لها الكثير من الأعمال تحت عنوانه .
و قد أثبتت المبدعة فايزة أنها روائية من الدرجة الأولى ، كما تبين لي من خلال "الرجل العقرب " ؛ و لم أكن أتصور أنها تختزن في أعماق دماغها هذا الكم من الحقائق العلمية عن عملية الإستنساخ ، و التحكم بالجينات الحيوانية ، كما لم أكن أتصور أنها ستدخل عالم القصة البوليسية من أوسع الأبواب ، و أن تزاوج بين البوليسي و الخيال العلمي في حبكة روائية سلسة بزت فيها الكثير من الروائيين المعروفين .
ثم أجريت بحثا على "الغوغل" ففاجأني الأديب ابراهيم خليل ابراهيم* ، بكم مميز من المعلومات* عن مبدعتنا ( فايزة السيد السيد شرف الدين ) مؤكدا أن "الرجل العقرب" ليست أولى رواياتها فلها إبداعات روائية متعددة قبل هذه ، و يضيف الأستاذ ابراهيم ، أن الأديبة من مواليد مدينة شربين .. فى بيت تحيطه الخضرة ، مما زرع في داخلها الرؤى الجمالية .. ومن هنا عشقت الطبيعية البكر ، كما تأثرت الأديبة بوالدها الذى عشق القراءة فخصص في بيت العائلة مكتبة كبيرة تضم امهات الكتب .
مع نهاية الدراسة الاعدادية قرأت الأديبة فايزة الكثير و الكثير من الأدب العالمي لتوماس هاردي ، وما تتسم أعماله من ضخامة ، وبيرل بيك .. وأدب الرحلات .. ثم شغفت بالأدب الروسي ، فقرأت لديستوفسكي ، و تولوستوي ، وغيرهم ، و أيضا الأدب الفرنسي ..والإنكليزي لتشالز ديكنز .. ثم تعددت مناهل القراءة عندها .. فقرأت للعقاد ، والتاريخ الإسلامي والفرعوني ، واهتمت بدارسة تاريخ اليهود ، ومازالت .. تقرأ في شتي النواحي العلمية . هذا و قد تخرجت ( فايزة شرف الدين ) من كلية التجارة جامعة المنصورة .. ثم تزوجت ، و زوجها يعمل بمجال المحاماة ، و رزقهما الله بثلاثة أبناء .
و من أعمالها الروائية -بخلاف الرجل العقرب - و التي ذكرها الأستاذ ابراهيم مشكورا :
- سلسلة أجندة الأصدقاء
- آدم الآخر
- قصر الصمت
- الخروج على الزمن
- الشبح الراقص
إضافة إلى الكثير من القصص الطويلة و القصيرة .
*****
الفصل الأول من الجزء الأول لرواية "الرجل العقرب" ، خصصته الأديبة لتسليط الضوء على شخوص الرواية الرئيسيين : الدكتور عزام ، سكينة ، و الدكتور أسعد
الدكتور عزام الذي يحمل شخصيتين متباينتين ، الأولى منهما لعالم متواضع ، غزير العلم يحمل شهادتي دكتوراة ، واحدة بعلم الهندسة الوراثية التي أضاف إليه الكثير بجهده الشخصي ، و الثانية شخصية الإنسان المعتد بنفسه إلى درجة الغرور ، و الراغب بتحقيق نظرياته بكل الوسائل شرعية كانت أم غير شرعية : " فقد تمكن منه شعور قوي بأنه يملك مفاتيح هذا الكون وأسراره ، بعد أن بدأ يسبر أغوار تركيب الخلايا الأولية ، وأنه سوف يغير العالم بمخلوقاته الحيوانية والنباتية ، وأن الإنسان سيسود هذا الكون ، عندما يمتلك عقلا شديد الذكاء ممزوجا بتمكن الآلة ودقتها وسرعتها الهائلة ، وقوة حيوانية جبارة كالأسد"
أما شخصية سكينة معاونته ،
فهي شخصية تابعة رغم غزارة علمها و كونها مساعدة الدكتور عزام و التي يعتمد عليها كثيرا في أعماله غير المشروعة ، رغم كراهيته لها ، بسبب قبحها و خنوعها : " ارتجفت سكينة وبح صوتها من الخوف الشديد وهي تقول : لم يعد لدينا مخزون من البويضات لنجري عليها أبحاثنا ، يجب أن نتحايل مرة أخرى على السيدات اللاتي يترددن على عيادتك ، ونحصل منهن على بويضاتهن ."
و أما الدكتور أسعد فقد عرفتنا الأديبة فايزة عليه من خلال حادث رهيب كاد يفقده حياته لولا تدخل الدكتور عزام السريع ، فبينما كان يتفقد المسوخ التي ولَّفها ثلاثتهم ، تمكن أحدهم من فتح قفصه :
" لقد نسيت المفتاح في قفص المسخ جيجي ، وبينما كنت عاكفا على إحدى العينات ، استطاع أن يحرك المفتاح و يفتح قفصه ، ثم فتح قفص الآخرين ، وهجموا عليَّ وكادوا أن يقتلوني ."
و قد اتفق كلا المساعدين الدكتور أسعد و سكينة أن الدكتور عزام لا قلب له ؛ "إنه يستعبدنا ، كما يستعبد المسوخ التي قام بتخليقها على هذا النحو المؤسف."
فيجيبها محذرا " " لا تنسي أننا ندين بالفضل للدكتور "عزام" ، فبدونه ما استطعنا أن نواصل أبحاثنا العلمية"
أما خلفية هذه الأحداث فهي مختبر الدكتور عزام المعزول عن العالم في بقعة نائية من الصحراء خلف إهرامات الجيزة ، ثم المختبر من الداخل : " تجول الدكتور "عزام" خلالها في أنحاء المختبر ، الذي يحوي أجهزة كبيرة متنوعة الأغراض شديدة التطور ، ومجاهر متعددة متصلة بكاميرات تصوير إلكترونية ، وأخري بدونها ، وشاشات تلفزيونية ترتسم عليها الخلايا الحية مكبرة إلى آلاف المرات ."
=================
*الأديب الأستاذ ابراهيم خليل ابراهيم
* http://pulpit.alwatanvoice.com/content-124861.html
*****
بعد أن أصيب الدكتور عزام في الفصل السابق بصدمة كبرى عندما شاهد تجربته الأخيرة تفشل كما سابقاتها ، بدت عليه الحيرة حول كيفية تدبير البويضات البشرية اللازمة لتجاربة ، ففاجأه مساعده في الفصل الثاني بالحل المثالي ، فقد قرأ لتوه أن أحد معامل الأبحاث في لندن يعتزم التخلص من البويضات و الأجنة المجمدة الزائدة التي يمتلكها ، فاقترح أن يسافرا إلى لندن حيث : "يمكننا أن نعقد صفقة سرية مع المسؤولين هناك ؛ للحصول على كمية لا بأس بها من هذه البويضات." و لكن الدكتور عزام يفاجئ مساعده بقوله : " سنسافر معا إلى "لندن" ، وسنحصل على البويضات دون مقابل"
و هنا تبرز شخصية الدكتور عزام الثانية ، شخصية الشيطان الذي يتقمصه ، الشخصية الماكيافيلية التي تسعى لتحقيق أغراضها مهما كانت الوسائل أخلاقية كانت أم لا أخلاقية :
"في هذه الليلة لم يذهب الدكتور "عزام" إلى معمل الأبحاث كعادته ، جلس في فيلته خلف مكتبه وانكب يرسم خطوطا معمارية لمبنى بنك البويضات المجمدة بلندن على جهاز الكمبيوتر ، وكان على دراية بكل بوصة في هذا المكان ، الذي قام بزيارته مرات عديدة.
قبيل الفجر تفتقت الفكرة الجهنمية لاقتحام المبنى ، عندما اطمأن أنه أحبك خيوط خطته ، اتجه إلى حجرة نومه لينال قسطا من الراحة"
ثم كان السفر إلى لندن حيث ابتدأ في تنفيذ خطته و بمساعدة الدكتور أسعد تمكن من التسلل إلى حيث البويضات المنشودة .
و هنا تكشف لنا الأديبة فايزة جانبا آخرا من شخصية الدكتور عزام و هو الجانب الإجرامي : ".. بعد فترة من الزمن ، أقبل شخصان تدل هيئتهما على أنهما من الأطباء العاملين بالمركز ، كانا يتجاذبان الحديث باهتمام ، وولجا إلي داخل الحجرة بعد أن وضع أحدهما قطعة معدنية مررها في جهاز صغير ، في ثوان معدودة وضع الدكتور "عزام" قناعا أخفى وجهه تماما ، ولبس في يديه قفازين .. بعد أن تأكد من خلو الدهليز من المارة قفز بسرعة صاروخية إلى الحجرة المقابلة ، وصوب المسدس تجاه الطبيبين ، فأصابهما الفزع وهما يتصايحان :
ـ أرجوك لا تقتلنا .
قال بإنكليزية سليمة :
ـ افرغا محتويات الحاويات من البويضات و الأجنة في هذا الوعاء الآن ، أشار إلى أحد الأوعية التي تستخدم بصفة مؤقتة لحفظ البويضات والأجنة .
نظر الطبيبان إلى بعضهما وقد أصابهما رعب قاتل ، ورضخا للأمر ، أخذا يفرغان محتويات الحاويات التي تشبه الأسطوانات .. أخذت الأبخرة الباردة تتصاعد أثناء عملية النقل ، وبعد أن انتهيا ، أمرهما بإقفال الوعاء بإحكام ، ثم صرخ فيهما :
ـ أديرا وجهيكما إلى الحائط .
ضربهما على رأسيهما في حركة خاطفة ، فسقطا مغشيا عليهما." و لم يتوانَ عن استخدام المتفجرات لتغطية انسحابه .
و في الفصل الثالث يعود الدكتور عزام مع مساعده الدكتور أسعد إلى مصر و قد اتجها لفورهما إلى مختبر الأول ، حيث أعلن الدكتور عزام خطته بالعمل على إمناج نسخة عنه شخصيا ، فأبدى الأخير مخاوفه من نتائج هذه التجارب ، مما أثار غضب الدكتور عزام فأجاب مساعديه : "سوف أثبت لكما أنني سأنجز أهم مشروع في هذا القرن ، بل في القرون التي تليه ."
و بدأ العمل في إنتاج ذلك السوبرمان الذي يحلم به الدكتور عزام ، حتى استفذت معظم البويضات المنهوبة و لم يبقَ منها غير ثلاث فشل منها اثنتان ، و لكن الثالثة بدأت بالإنقسام ، قال الدكتور عزام وهو ينظر إلى المجهر فرحا : " ستكون فرصتنا كبيرة ، إذا وصل الجنين إلى المرحلة التوتية ، وعند ذلك يمكننا نقلها إلى الرحم ."
فأي رحم كان متوفرا غير رحم سكينة ؟!!
" اختنق صوت "سكينة" وهي تصيح في رعب هائل :
ـ رحم ؟! أي رحم ؟!
لاحت على وجه الدكتور عزام ابتسامة رهيبة لا أثر للشفقة فيها ، وهو يقول بصوت خافت شيطاني يشبه الفحيح :
ـ ومن لديه رحم غيرك هنا يا "سكينة" ؟
جثت على ركبتيها ، تشبثت برجلي الدكتور "عزام" ، وهي تصرخ متوسلة ، وتبكي بكاء مرا حارا :
ـ أتوسل إليك لا تفعل ، لا ، لا أستطيع"
و لكن الدكتور عزام بكل جبروته و تحجر ضميره ، و بمساعدة الدكتور أسعد مرغما ، يخدرانها ثم يدخلا الجنين في رحمها .
كان أحد أسباب رفضها الشديد ، أنها أخطأت فوضعت مع البويضة الإنسانية خلية عقرب بدلا من خلية الأسد !
عندما صحت أدركت لفورها ما حدث فأجهشت بالبكاء و لكن الدكتور تمكن بمكره من تهدئتها : " ضمها إليه ، فارتجف جسدها تحت وطأة مشاعرها الملتهبة ، غمغم و أنفاسه الحارة تلهب جيدها :
ـ إنك الآن يا عزيزتي تحملين نسختي ، فأنا جزء منك الآن .
عندما تأكد من أنه سيطر علي مشاعرها أضاف برقة :
ـ أرجوك يا حبيبتي حافظي على الجنين من أجلي .
ثم قبل جبينها ، وربت على وجهها ، وهو يقول بصوت خافت عميق :
ـ استريحي الآن لقد كان اليوم شاقا عليك ."
==================
*نزار بهاء الدين الزين
سوري مغترب
عضو إتحاد كتاب الأنترنيت العرب
الموقع : www.FreeArabi.com
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف