الأخبار
طالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيلإسرائيل ترفض طلباً لتركيا وقطر لتنفيذ إنزالات جوية للمساعدات بغزةشاهد: المقاومة اللبنانية تقصف مستوطنتي (شتولا) و(كريات شمونة)
2024/3/28
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

مجرد تأخير بقلم:تيسير نظمي

تاريخ النشر : 2005-03-23
مجرد تأخير بقلم:تيسير نظمي
أقصوصة قصيرة

تيسير نظمي

الحراس بعيون متيقظة رصدوا تحركاني، ردود فعلي، ملامح قامتي، خطواتي الثابتة، طريق الليمبو Limbo الذي أتيت منه، و الذي سأعود فيه غير عابئ لهذا الخطأ البسيط . الحراس الذين انفقست توقعاتهم ظلوا مشدوهين حائرين. كأنما مجرد وصولي هكذا متأخراً و قلة مبالاتي عن هذا التأخير أتلف معنى وجودهم و أبطله على نحو مهين. فقد توقعوا احتجاجي أو إلحاحي أو ربما اعتذاري أو توسلاتي. لكن شيئاً من هذا لم يحدث. توقعوا أن أستعيذ أو أن أقيم الصلاة. توقعوا أن أستعيد أو أن أقيم الصلاة. توقعوا أن أتذاكى قليلاُ أو أن أمثل دوراُ ما. هناك على الأبواب التي يحرسونها، الأبواب المغلقة ليس لأنني وصلت أنا تحديداً و لا لأنني وصلت متأخراً، بل لأنهم يعلمون تماماً ما يحرسون و من يحرسون و ممن يحرسونها أبواب الجنة! الحراس هلوا عندما أقفلت راجعاً دون أن أترك بالباب عريضة أو حتى استدعاء بل دون أن أترك تظلماً ما أو مجرد استفسار. و كيف لي أن أفعل مثل ذلك و أنا أعلم أنني وصلت متأخراً.هناك.علم أن الناس، كثير من الناس، تسابقوا و غذوا الخطى نحوها صائمين أو ملتحيين، مقصرين أم وصلت عرباتهم و لورياتهم محملة بالحسنات. هناك . على هناك حيث دخلوا لنيل الثواب و البركة و اقتسام الخير المكتوب تحيطهم الحوريات و تناغيهم ظلال القصور و الحدائق و الأنهار و حيث لا ممات و إنما الخلود في جنائن الخلود. هناك هم الآن جميعاً في حور عين و الأحباب يحيطون بهم و الثمرات و فائض رأس المال و ما نجم عن الزكاة و فعل الخير و إطعام الطير و عدم التنكر للغير. أجل.خلوها سالمين مكرمين غانمين حيث لا متسع لي الآن بينهم. أجل . فقد وصلت متأخراً بعض الشيء بعد أن اكتظت بمن ازدحموا على أبوابها و تكاتفوا و تآزروا و تدافعوا في يوم النفير. لا لم أكن ساعتذاك في سابع نومة و لا كان منامي مزعج بالشخير. بل كنت أروض نفسي على عدم التسرع في المشي أو في الأكل أو في حتى في فعل الخير. وكان في طريقي ما يبرر لي أن أتأخر. و كان طريقي بحد ذاته قد أصبح طريقي الذي تصادف أنه فعلاً يفضي للجنة. كنت قد صادفت ما صادفت و فعلت ما اقتنعت أنني فعلت. و سعدت أيما سعادة أنني فيه لست مزاحماً على ما ليس لي و ما ليس لي و ما ليس بي و ما ليس لأحد.فقد صادفت عجوزاً يائساً لم يتدل على القبر فأعنته على احتمال البلاء و قدته على حيث استراح وكنت أيضاً قد تأخرت قليلاً في مواراة الجثث على الطرقات بالتراب وكنت قد تأخرت فعلاً في حراسة النملة و حراسة الفراشات فوق ذات قبر و حراسة السماء السماوية اللون و البحر الغادر و الشعب الثائر. كان لدي ما أفعله في الطريق، نعم الطريق، فهو لم يفض على مجزرة و لا إلى لا شيء، و لا إلى ليل و لا إلى تيه أو صحراء. لكنه حقاً طريق وستدهش أنك فيه انقدت لباب بعد أن تمهل الحريق. و ما كان الباب لا شيء و لا كان سراباً. فالحراس هم أيضاً إن إن هم إلا بشر مثلنا و بالباب ما عادوا غراباً. باب الجنة الوردي. الباب الكبير الكبير اللامع بالضوء و المضاء بالأضواء هاهو اليوم قد امتلأ بالأسماء. وكل من فازوا في نهاية المطاف. لكنني و قد وصلت ما وصلت أدركت أنني وصلت و عن أول الطريق رما صنعت و ربما انحرفت. لكنني بعد أن فازوا بما فازوا أسلمت نفسي للسكينه و الصبر و تريثت كي لا أضل طريق عودتي أو أن أنسى أنني فزت حقاً بالطريق. اليوم فعلاً أصبح لي طريق و علام العجلة و التكالب و الرفيق. و في طريق عودتي على ما لا أعلم أدركت أنني مهما مشيت و مهما طالت الطريق قد فزت بالحياة أولاً لأنني رغم كبر السن لست بغريق. و لا أنا مقتولاً و لا أنا قاتل. و لا هبّ بأمثالي حريق. و هكذا أقفلت راجعاً أحمد الله ألف مرة و مرة أن جهنم بلا أبواب.

2/12/2004

taysee
[email protected]
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف