الأخبار
سرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيل
2024/3/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

موسم العودة إلي الجنوب!!بقلم:أ.د. ناصر أحمد سنه

تاريخ النشر : 2010-01-06
موسم العودة إلي الجنوب!!بقلم:أ.د. ناصر أحمد سنه
موسم العودة إلي الجنوب!!
أ.د. ناصر أحمد سنه / كاتب وأكاديمي من مصر.

في سبتمبر 1966م، صدر للأديب السوداني "الطيب صالح" (أمير الروائيين العرب) روايته الشهيرة الرائعة:"موسم الهجرة إلي الشمال" ، لكن مع استمرار نزيف العقول والكفاءات العربية، وتنامي معاناة "الطيور المهاجرة، والسواعد العاملة، وأجيالهم المتعاقبة" ـ بخاصة بعد أحداث سبتمبر 2001م ـ من التمييز والاضطهاد، وعدم قبول اندماجهم إلا بذوبانهم، وأفول "هوامش الحريات النسبية، الشعارات الإنسانية المرفوعة"، يلح سؤال ـ لكن يبقي التأكيد علي أن لكل طير مهاجر ظروفه، وملابسات رحيله وارتحاله وهجرته ـ هل حان"موسم العودة إلي الجنوب"؟.

افتقد بعض الزملاء من أعضاء الهيئة التدريسية بأقسام مختلفة، فأجدهم قد هاجروا سعياً للعمل، وطلباً لمناخات أفضل في بلدان غربية، أو"هاجروا داخليا" للعمل في مجالات تدر عائدا مادياً اكثر من عائد العمل الأكاديمي، كما يغيب عني بعض طلاب الدراسات العليا "ماجستير ودكتوراه" ـ فابحث عنهم لأجد جواباً مشابهاَ: ناضلوا من أجل الحصول علي بعثات علمية، وأوجدوا مشاريع علمية/ وقنوات بحثية مشتركة، ومن ثم هاجروا للمساهمة والعمل فيها، ثم لم يعودوا، وبقوا هناك. فضلا عن متابعة المشاهد المؤلمة لعشرات من" قوارب الموت"، ومعاناة أسر الضحايا المنتشلين والمفقودين، وحكايات"عصابات التهجير".
كم يا تري نسبة عدد هؤلاء الزملاء وأولئك الطلاب في كلية واحدة ضمن عشرات بالجامعة؟، سؤال مُلح يطلب الإجابة فأجدها (غير مؤكدة): تشير إلي أنها قد تزيد عن 30% من إجمالي عدد الهيئة التدريسية ومعاونيهم، وهي تزداد يوما بعد يوم. كان قد نُقل عن جامعة الدول العربية أن نحو:"54% من الطلاب العرب المبتعثين لا يعودون، في حين أن 31% من إجمالي هجرة الكفاءات في العالم النامي تأتي من العالم العربي، منها 50% أطباء، 23% مهندسون، 15% علماء نابهين، وأن الأطباء العرب يشكلون نحو 34% من أطباء المملكة المتحدة الأكفاء، كذلك توجد 75 %من الكفاءات العربية العلمية في ثلاث دول هي أمريكا وكندا وبريطانيا، وفي هذا المجال تقدم مصر وحدها 60% من العلماء والمهندسين العرب إلي الولايات المتحدة الأمريكية وهو ما يكبدها حوالي200 مليار دولار خسارة سنوية
(للمزيد:"الثقافة العلمية واستشراف المستقبل العربي" لمجموعة من الكتاب، كتاب العربي: 67، يناير 2007م، ونقلاً عن جريدة الدستور المصرية).
تؤلمك هذه الأرقام "الرسمية" وغيرها كالتي ترصد وتقارن بيننا وبين الصين والهند ـ علي ضخامة عدد سكانهما، فخلال العام 1999م هاجر من العرب علي الإجمال مما مجموعه 4.5 مليون عربي، كان منهم مليون جامعي غالبيتهم من الأطباء والمهندسين، ونحو 120 ألف طالب للدراسات العليا"ماجستير ودكتوراه"، 85% منهم للحصول علي الدكتوراه، عاد فقط نحو 15% من إجمالي هؤلاء الدارسين، بينما هاجر من الصين في نفس العام اقل من مليونين من الأشخاص منهم أيضا مليون جامعي، وشّـكل طلاب الدراسات العليا منهم نحو 106 ألفا، ومن الهند هاجر مليون وستمائة وخمسين ألفا منهم نحو 53 ألفا للدراسات العليا (د. انطوان زحلان الخبير في دراسات الوحدة العربية، وعبر لقاءات معه علي القنوات الفضائية).
لاشك أن هذه الأرقام تثير كثيرا من الشجون والتعليقات والكتابات التي تتناول أسبابها وأثرها وظلالها علي المنظومة العلمية والتعليمية والبحثية والتنموية في بلادنا العربية الإسلامية، ولماذا لا يكتمل نمو هذه الكفاءات والسواعد المهاجرة داخل أوطانها؟، وكيفية توطين هذه الطاقات البشرية فلا تلجأ للهجرة والاغتراب، فيعانون، وتعاني بلدانهم النزيف المستمر لمواردها وطاقاتها؟. وتحاول هذه السطور أن تدلي بدلوها وتقارب هذا الأمر من منطلق "الجزء المملوء من الكأس"، وأن تدلف إليه ليس من باب ضيق ولكن آخر أكثر اتساعاً.
من الواضح أن للعرب (وبخاصة أهلنا أهل الشام)، كما لغيرهم، شغف كبير ـ قديم وحديث ـ بالرحلة والترحال، والتعلم والاتجار، والتنقل والسفر والأسفار:"فروح الترحال والاتجار هو روح العالم، تدفع كل شيء للحركة، وتوجد الروابط التي تجمع، وتذلل العوائق التي تفرق، تخلق المدن والدول، الأمم والحضارات والفنون ،إنها روح الحضارة وروح كمال الإنسانية"، من هنا كانت رحلات "الشتاء والصيف"، وهجرات وبعوث ووفود عربية إسلامية إلي شتي أصقاع الأرض، بداية من الهجرة الأولي إلي الحبشة، ثم الهجرة الثانية للمدينة المنورة.. ثم "طريق الحرير" إلي شرق آسيا وأرخبيل المالايو والصين، وهجرات التجار العرب إلي شتي بقاع إفريقيا.. بعوث وسفرات، رسل ورسائل، تعليم وتعلم، تجارة وتحضر، الفتاح وتواصل، رشد وإرشاد، تأثير وتأثر، تنور وتنوير، قدوة وإقتداء.
ليس من شك في أن البعثات العلمية لها فوائد عديدة: خبرات علمية وعملية ومادية تُكتسب، احتكاك إنساني وتأثر بـ(الآخر) وبمهاراته وقدراته ومنهجياته العلمية والبحثية والتقنية، تأثير فيه وإعطائه القدوة والأنموذج السليم لثقافتنا وقيمنا وحضارتنا السمحة، كذلك قد توفر الغربة هوامش اكبر للحرية، وتحقيق أحلام الغني والثروة المادية مما قد يخفف قليلا من "قلق الحنين" إلى الوطن:"فالغني في الغربة وطن".
كان في طليعة البعثات العلمية في عصرنا الحديث رفاعة الطهطاوي (1801- 1873م) حينما بُعث إلي فرنسا، كما هاجر رواد وشعراء مرموقين من بلاد الشام، لكن بدلا من أن تكون هذه البعثات/الهجرات رافدا يضئ جوانب كانت معتمة من حياتنا العملية والحضارية، غدت مصبا في بحر" الآخر" الزاخر. رغب مبتعثون كثر عن العودة إلي بلدانهم، يفيدونها مما نهلوا في إبحارهم هناك، فازدادت بلداننا تصحرا، وشح هطول الأمطار المحملة بجديد العلوم والمعارف.
يرحل المبعوث للانخراط في المنظومة العلمية والمعرفية في دول الغرب، وينمى قدراته البحثية والعلمية والمادية بيد أن معظمهم ينتظم في أبحاث واطروحات وأفكار يريدها الآخر لاستكمال منظومة وتفوقه وهيمنته حتى لو استدعى الأمر مواقف سلبية من إمكانية نهوض أوطانهم الأصلية وتلك خسارة كبيرة ودعامة من دعائم تكريس الفجوة العلمية الحضارية (مجلة العربي: 566، يناير 2006م، ص 19).
الدول القوية تحمي نفسها وعلمائها وقواها البشرية، وثقافتها، ومنتجاتها وأسواقها لتحافظ علي مستويات تقدمها وتفوقها، وأحيانا هيمنتها، لذا فهي تنتقي الكفاءات والخبرات التي تهاجر إليها"هجرة انتقائية" بما يخدم منظومتها ويعالج عللها الاقتصادية والاجتماعية. بينما تضغط علي الدول الضعيفة/ المستضعفة لتستنزفها بمقولات مثل :" ينبغي ـ في ظل العولمةـ أن ينتهي دور الدول في الأشراف علي اقتصادها (غير المتكافئ بالطبع)، وعليها فتح حدودها وأسواقها".
كان قد وصل الأمر إلي "هجرة الأجنة" لتولد حيثما كان الأباء مبتعثين ليحصل الوليد بدوره علي جنسية " تنفعه في قادم عمره". مع ذلك ارتفعت الشكوى من الغربة وانعكاساتها النفسية والثقافية والخوف علي مستقبل الأبناء والأجيال، كذلك تصاعدت ضدهم الأحكام المسبقة والتمييز، وعدم قبول اندماجهم إلا بذوبانهم، ومضايقاتهم، والتصنت عليهم، والاشتباه الدائم بهم، وإدانتهم غير المبررة، وعدم احترام خصوصياتهم، والهجوم علي ثقافتهم ورموزهم، ومقدساتهم. مما زاد من حنين الكفاءات للعودة إلي أوطانهم، فلم يعد الأمر مجرد زيادة في الدخول، بعدما يكاد يتساوي هوامش الحريات المتاحة في المهجر والموطن علي حد سواء، فلم نعد "كلنا في الهم شرق"، بل بالإمكان القول:"كلنا في الهم شرق وغرب"، وهذا ليس من قبيل التشاؤم، بل لعله رصد مجمل التغيرات الطارئة والمؤثرة. يقول "د. حسن حنفي":" إن الغرب عنصري في جوهره، لا يقبل الدخلاء عليه مهما تغربوا"(د.حسن حنفي: "أشباح الوهم" مقال بالعدد السابع، مايو 2008م، من "مجلة الدوحة"، قطر).
إن موسم "عودة الطيور المهاجرة" إلي الجنوب حيث أعشاشها الأولى، وتوطين تلك الكفاءات يستلزم معرفة وعلاج الأسباب المتداخلة:علمية وعملية واقتصادية وسياسية وشخصية. فهو يستلزم محاولات جادة لرأب الفجوة العلمية المتزايدة بين ما كانوا فيه وبين ما يجدونه من دولاب العمل والبحث العلمي في وطنهم. ووضوح الرؤية لألوية البحث العلمي، وتوافر مناخه الصحي، وذلك من خلال ارتفاع"المواطنية الأكاديمية" وتكامل وتناغم شتي الأنظمة العلمية والتقنية.. هيئة سليمة لوجود " حرم" جامعين. فضلا عن وجود مشاريع وخطط تنموية حقيقة وفاعلة، تستوعب الأيدي العاملة.
كما يلزم لبداية ذلك الموسم تقوية الهياكل التنظيمية والإدارية والمؤسسية والرقابية والمالية للجامعات ومراكز البحث العلمي، والمؤسسات الاقتصادية، وأبعداها عن البيروقراطية، وإشعارها " بالاستقلال والتحرر" العلمي والتعليمي والبحثي المسئول، وتكوين مؤسسات ومحاضن ترعي المواهب والكفاءات والمخترعين وشباب العلماء والعاملين. وإيجاد توجه شعبي/ اجتماعي/ إعلامي ينحو: "لمدرسة علم في مجتمع حر، وقرار علمي وبحثي واقتصادي وطني، واستقلال الذات العلمية، والعملية، ونهوض علمي وتنموي حقيقي"( الثقافة العلمية، م.س.، ص235).
عبر تاريخ الحضارة العربية الإسلامية للوقف وأعماله ووقفياته دور مشهود وفاعل وملموس في شتي جنبات الحياة العامة والخاصة، لذا حري بإنشاء المزيد من أعمال الوقف علي البحث العلمي والتنموي المعاصر وتلبية نفقاته ونفقات المشتغلين به، شأن العديد من الجامعات العالمية العريقة. فلزيادة الدعم المادي (الحكومي وغير الحكومي/ الأهلي والمدني) والاجتماعي والمعنوي للعلم وللعلماء وللجامعات ومراكز البحث العلمي، وإنشاء مراكز للتميز عالي الجودة، أثر كبير وحافز أكبر في عودة الطيور المهاجرة إلي أوطانها. كذلك ربط وتفعيل الناتج العلمي ودور الجامعات في مواكبة وحل مشكلات المجتمع وتلبية حاجاته إلي العلم والمعرفة والتقانة مما يثري دعم مؤسساته وقطاعه الخاص والأستثماري، دون انتهاك "براءة الجامعة" ومراكز البحث العلمي للحصول علي دعم خارجي مقابل مطالب يريدها "الممولون".
مناخات ومناهج صالحة ومناسبة ومتناسقة مع تكوين المجتمع السليم تعمل علي توسيع هوامش الإبداع والابتكار والخلق، والبعد عن أسلوب التلقين والاستظهار، و"تقديس الامتحانات والشهادات"، وإشاعة "الديموقراطية الفكرية العلمية"، وزيادة التعبير الحر عن الحقيقة المجردة ونشرها.. تنويرا للواقع استشرافا للمستقبل، مع المرونة العلمية والعملية التي تستوعب "آليات السوق" المنضبط، وعوامل التغيير التي تحيط بالإنسان بعامة والمجتمعات والإنسانية بخاصة.
الارتفاع بهمة الهيئة التدريسية والبحثية والاقتصادية، وتجردها لأوطانها، وعزمها علي متابعة"الفتوة العلمية والتنموية" وتفرغ الأستاذ الجامعي للبحث العلمي.. عزما وصبرا وتصبرا.. وتكوين مدارس علمية وأجيال بحثية ذات كفاءة ودربة، ورقى وتطوير الجامعات لترتفع عن أن يقتصر دورها فقط علي الترقية للوظائف الجامعية والأكاديمية، والارتفاع بقواعد الإنجاز والنشر الأكاديمي الرفيع عن أن تكبله الأعراف البيروقراطية التي قد تساير بعض قطاعات المجتمع المتنافسة.
وينبغي أن تكون البعثات العلمية ضمن منظومة علمية متكاملة للبحث العلمي والحضاري لتسد النقص وتقارب الفجوات، ومضرب المثل في هذا الشأن أحد المبعوثين اليابانيين البارعين الذي ترك أطروحته الأصلية جانبا وقام بفهم عمل وتركيب"الموتور" الذي كانت تفتقد بلاده ومن ثم نقله وتوطينه، فكان هذا "طفرة" علمية وحضارية لليابان.
رغم التهجير القسري بسبب حروب ونزاعات وكوارث طبيعية، لا خلاف علي الحراك البشري وهجرة الكفاءات العلمية والعملية داخل بلدان أمتنا العربية الإسلامية أمر ينبغي تشجيعه..عطاءً وإنتاجاً ونهوضا وتقدما علي طريق الوحدة والعمل العربي المشترك. إن إعطاء الألوية لذلك الأمر سيحقق استفادة ذاتية لأقطارنا، وبخاصة دول الخليج العربي، حيث ستقل وتُحل "المشكلة الديموجرافية"، ويعود التوازن السكاني بين المواطنين العرب والوافدين من شتي دول العالم وبخاصة دول جنوب شرق آسيا.
قيام خطط تنموية وطنية تستوعب ضمن مشاريعها تلك الكفاءات والسواعد المهاجرة وتوطينها افضل توطين وفق مناخ ديمقراطي حر يستوعب تعدد الرؤي، وحرية التفكير والتعبير، ويوفر مناخ الابتكار والإبداع، وما تجارب "النمور الأسيوية" المُبهرة عنا ببعيد.
إن عودة الأموال العربية"المهاجرة"، لتحط استثماراتها في أوطانها، وتحقق طفرة إنمائية ملحوظة تتيح قيام مشاريع إقليمية أكبر وأحدث تستوعب العقول والسواعد العائدة، وتتوقف نهائيا" قوارب الموت" التي تحط علي سواحل الغرب.
خلاصة القول: إن توطين العقول والكفاءات والسواعد المهاجرة، وتتابع مواسم عودة تلك الطيور إلي أوكارها، يخدم صناعة المعرفة، ومجتمع المعلومات، ومشاريع التنمية، ووحدتنا وتوحدنا..أمور من أهم الكنوز التي ترفد مشروع النهضة والتقدم. إنه يحل مشكلات، ويرأب فجوات، ويوازن ديموجرافيات. فالكفاءات البشرية رصيد استراتيجي كبير للطاقات الذهنية والمعارف العلمية، وقوي العمل الاقتصادية. يلوح في الأفق توقف " قوارب الموت" الذاهبة إلي الشمال، بل واستبدالها، بتـدفق بشري متنوع من الغرب ليحط علي سواحلنا، ويعيش بين أكتافنا. نري عودة الآلاف المؤلفة من القامات العلمية ، والكفاءات البشرية المهاجرة، ومن بينها د. "مجدي يعقوب"، د. "محمد النشائي"، د. "محمد البرادعي"(أعانه الله تعالي علي الصمود والتصدي لتلك الحملات المسعورة التي ناوشته، وستناوش غيره ممن يبدي رغبة في تخلص بلداننا العربية من الاحتكار الذي لا ينتهي للسلطة والثروة، وشيوع الاستبداد والفساد) لما فت، د."احمد زويل"، د. "شارل عشي"، د. "فاروق الباز"، السير "مايكل عطية"، وغيرهم وغيرهم. نراها قد حطت رحالها عند أعشاشها الأولي، مستكملة مشوارها الرائع في أوطانها، مُفرّخة أجيال تحمل مشاعل النور، وتواصل المسير... حتى وإن ضحي هؤلاء وغيرهم بعض الشيء، وتركوا امتيازات مُقدرة، فالحياة تضحية، لا نعيشها إلا مرة واحدة فلتكن في سبيل المبدأ الحق. وللحق ثم للأوطان تضحيات يجب تقديمها.

بقلم:. أ.د. ناصر أحمد سنه / كاتب وأكاديمي من مصر.
E.mail:[email protected]
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف