الأخبار
شهداء في عدوان إسرائيلي مستمر على مخيم نور شمس بطولكرمجمهورية بربادوس تعترف رسمياً بدولة فلسطينإسرائيل تبحث عن طوق نجاة لنتنياهو من تهمة ارتكاب جرائم حرب بغزةصحيفة أمريكية: حماس تبحث نقل قيادتها السياسية إلى خارج قطرعشرة شهداء بينهم أطفال في عدة استهدافات بمدينة رفح"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوق
2024/4/20
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

إسرائيل فتوى والقتل عقيدة بقلم:أ. ثابت العمور

تاريخ النشر : 2009-11-14
إسرائيل فتوى والقتل عقيدة
أ. ثابت العمور
مرة تلو الأخرى تتضح الصورة وتصل الرسائل الموثقة والمعبرة والواصفة لحقيقة إسرائيل، ولكننا نصر على عدم تلقيها والتقاطها وكأن شيئا لم يحدث رغم ما لهذه الرسائل والإشارات من دلالات واستنتاجات، قبل عدة أيام وقبل إعلان عدم ترشحه في الانتخابات الرئاسية ذكر السيد الرئيس محمود عباس بأن إذا لم يكتب للسلام النجاح والتقدم والتحقيق فإن الصراع مرشح لأن يكون صراعا وحربا دينية، عندما سمعت هذا الكلام ضربت كفا بكف وقلت في نفسي إن لم يكن ما يحدث بيننا وبين إسرائيل حربا وصراع ديني فماذا يمكن أن يكون وبماذا يمكننا أن نصفه؟.

إن ما يحدث بيننا وبين الكيان الإسرائيلي هو حربا دينية ولا وصف ولا تفسير ولا تبرير آخر لها، لأن وجود هذا الكيان وسلوكه محكوم بضوابط دينية زائفة تدفعه وتملي عليه ليفعل بنا ما يفعله، الدين حاضر بقوة ويوظف على أكثر من محور وأكثر من شاكلة وهو الضمانة الوحيدة لاستمرار وبقاء الصراع إلى ما لانهاية، بل بات الدين هو المحرك الرئيسي لرسم وتفعيل السياسات الداخلية والخارجية لا في إسرائيل فقط بل في العالم كله.

الإشكالية تكمن في أن فعلنا هو رد فعل وبالتالي لا نستدعي ولا نستحضر هذا الإدراك والوعي إلا في الرد على الفعل والقول الإسرائيلي وعليه فإن فعلنا رد فعل، كلما صدرت فتوى تبيح القتل والذبح للاغيار تقوم الدنيا وتطلق الأقلام والأواه من مرابطها لترد وتحلل وتفتش عن كل ما قيل وصدر رغم أن السلوك الإسرائيلي والوجود الإسرائيلي هو في الأساس فتوى دينية محضة، ولا يحتاج هذا إلي استحضار المجازر والحروب والقصف والدمار والتهويد والاستيطان لنقول للعالم لأنفسنا فعلا هذه عقيدة إسرائيلية لأنه يفترض أن ذلك مدرك مسبقا ومعروف ويفترض أن يرقى فعلنا وسلوكنا لهذا التهديد والتحدي ألسنا أصحاب عقيدة ورسالة صحيحة لا زيف فيها ولا دجل فلماذا لا نستحضرها إذن، أحلال على بني صهيون وحرام علينا.

صدرت فتوى دينية يهودية قبل يومين وانتظرت ردود الفعل والأقلام علها تلتفت إلى ما صدر وبعد يومين آخرين وجدت أن البعض أشار للموضوع كخبر عادي جدا لم يتجاوز مأتين كلمة في أفضل الأحوال ومر عليه القارئ كأن شيئا لم يكن ، والبعض كتب وليته لم يكتب كتب الفتوى وعقب عليها واستشهد بما كتبته بعض الصحف العبرية ثم أخذ يشرح ويفسر في بعض نصوص التوراة وكأنه يريد أن يوحي لنا بأن في حوزته نسخة من التوارة وأن الرجل مطلع وعالم لكن في النهاية أن لم أفهم من رسائله التي يود إيصالها وقولها شيئا هو فقط صف الكلمات وعلى القارئ فهم ما يريده كلا على طريقته.

شريعة الملك عنوان كتاب جديد يوزع بين المستوطنين وما أدراك ما المستوطنين كانوا ينغصون علينا حياتنا في غزة ويسلبوننا الحياة والوقت والأرض والتاريخ والماء ينتظروننا على حاجز أبو هولي وفي طريق البحر وموراج وغوش قطيف ونتساريم .. في كل مربع وشارع كانوا هناك وكان وجودهم بفتوى أباحت لهم هذه الأرض وهذا الإنسان، شريعة الملك تتضمن فتاوي دينية تبيح وترخص وتشرع قتل الفلسطينيين أصدره حاخامان يعيشان في الضفة الغربية وتحديدا قرب نابلس جبل النار، هما يتسحاق شبيرا وهو رئيس مدرسة دينية يهودية متزمتة في مغتصبة "يتسهار"والثاني يدعى يوسي اليتسور ومحور الكتاب الذي يقع في 230 صفحة الإجابة على سؤال في أي الحالات يمكن قتل غير اليهود؟ ويجيب على الغالب دائما ... دائما يمكن إيذاء من هم من غير اليهود، الرسالة والقتل هنا لا يستهدف فقط الفلسطينيين بل كل من هو غير يهودي فليسمع العالم المتحضر إذن وليرى ما يقوله اليهود ويفكرون فيه، ويضيف المؤلفان:" «الأغيار الذين يطالبون بأن تكون الأرض لهم وأولئك الذين يُضعفون بكلامهم حقنا في ملكية الأرض، مصيرهم الموت».

الموت إذن وصية وفتوى دينية يوزعها ويوصي بها حاخامات إسرائيل، في الوقت الذي يدعي فيه ساستهم السعي والجري وراء سراب السلام، بالمناسبة ثمن الكتاب ثلاثون شيكل فقط ووزعت منه مئات النسخ ويوزع في المدارس الدينية وعبر شبكة الانترنت ولهذا دلالاته ومحدداته، وللحاخامات حرية الفتوى وإصدار الكتب وتوزيعها، وللساسة ما لهم من كذب وتدليس وتزوير، ولكن نحن ماذا لنا ومن لنا؟، لا أريد الاستطراد في استحضار الفتاوي اليهودية وأقوال الحاخامات، ولا أسعى لاستحضار ما قاله وزير خارجية الكيان الإسرائيلي ليبرمان في الدنمرك هذا الأسبوع عن الإسلام والمسلمين، ولكن كنت أبحث عن الرد الإسلامي والعربي عن الفعل لا رد الفعل.

أين المهرولين للسلام والمطبعين أين الذين يتغنون بحوار الحضارات والأديان أين كل الذين قالوا أن المنطقة مقبلة على السلام والعيش والوئام، لماذا حلال على إسرائيل وحرام على بني الإسلام؟، في غزة ذبح الأطفال والنساء والشيوخ والبيوت والعزل والسجود ودكت المساجد والمعابد والدافع والمحرك للقتلة والمحفز كانت الفتاوى التي انهالت عليهم وأباحت لهم فعل ما فعلوه، واليوم تهدد غزة مرة أخرى وتتصدر الفتاوى اليهودية المسرح والمشهد الإسرائيلي تدعمها التصريحات والتلميحات من العسكر والساسة بأن الحرب القادمة لن تكون نزهة وأن الحرب السابقة ستكون جولة ي الحرب القادمة.

ليست المقصود الرد وإصدار الفتاوى والخطب والمواعظ والكلمات الرنانة والجعجعة حتى أنك تسمع الواحد منهم وقد أوحى لك بأن دق عنق إسرائيل قد بات قرب قوسين أو أدنى، ولكن المطلوب فعل حقيقي يرقى لمستوى هذه الأفعال والتهديدات والفتاوى، أين علماء الدين والسياسة والقانون والاجتماع؟ لا نريد حملهم السلاح وقتل الحاخامات فبينهم وبين هذا مشوار لا يجيدون السير فيه ولكن عليهم توصيف هذا الكيان وفضحه، عليهم إيقاف الوهم بأن السلام والحوار قد يحيا ويعيش وسط ومع هؤلاء قتلة الأنبياء والأبرياء، الموت يتربص بنا وإبادتنا مطلب توراتي يهودي عقائدي وهذا كله رهنا بالوقت والفرصة التي تنتظر إسرائيل اقتناصها، وهذا ليس هذيان نتيجة لعدم الإدراك والدريان بل هو واقع ملموس يتجسد ويتحقق في أوساط اليهود والمستوطنون والسؤال ماذا نحن فاعلون؟.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف