الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

القذافي يقتحم الكنيست الصهيوني ..!! بقلم: يوسف الدعيكي المحامي

تاريخ النشر : 2009-10-10
(( القذافي يقتحم الكنيست الصهيوني ..!! ))
بقلم: يوسف الدعيكي المحامي
بات مِن المتصور مِن وجهة نظري، ومِن المُحتمل وفق ظني، بل ومِن المتوقع جداً حسب رأي الشخصي أن يقوم العقيد معمر القذافي بزيارة مفاجئة وتاريخية للكنيست الصهيوني، العدو التاريخي والتقليدي للعرب والمسلمين، لاسيما وبعد إنتصاره المُشرف مؤخراً أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، بما أثاره بشجاعة وجرأة وشفافية مُنقطعة النظير مِن نقاط وحقائق ووقائع تاريخية أصابت الجميع بالإرباك والذهول، وقلبت موازين الأمم المتحدة رأساً على عقب، وتطرقه المُتعمد إثناء ذلك لفكرة دولة(( إسراطين )) كحل أمثل لمُعضلة الصِراع العربي الصهيوني أو بالاحَرى الصِراع الفلسطيني اليهودي، وقذفه لكتابه الأبيض المتضمن لهذه الفكرة باتجاه أمين الجمعية العامة ومُساعديه تعبير منه عَن إستغرابه وإحتجاجه الشديد لعدم الإهتمام بهذه الفكرة حتى الآن..(( ربما لأن الفكرة قد جاءت مِن قائد عربي ليبي بدوي ولم تأتِ مِن أحد الساسة أو الزعماء الغربيين، فلو كانت كذلك لكان الإهتمام بها كبيراً خصوصاً مِن قبل الإعلام العربي المُزمر والمُطبل لكل ما هو آت مِن الغرب ولو كان على حساب العرب)).. وكذلك إجتماعه المفاجئ بالوفد الرفيع المُستوى للجالية اليهودية المتواجدة بالولايات المتحدة الأمريكية، كلها أمور مِن شأنها أن ترجح قيام العقيد القذافي، بهذه المُناورة والمُغامرة السياسية الفذة، ليس مِن أجل سلامٍ مُزيف أو نصر مُفبرك، أو بحث عَن شهرة أو مال أو جَاه أو سُلطان، أو عَن أسطورة أكسير الحياة، وإنما مِن أجل التوصل إلى حل فعال وجدري يُنهي مُشكلة الشعبين التعيسين الفلسطيني واليهودي نهائياً وربما لأمد بعيد، إن لم يكن إلى الأبد.. فلو إننا أمعنا وأمعن معنا المعنيين النظر بالفكرة جيداً، لوجدنا إن أول المُستفيدين مِن هذا الحل هما عرب فلسطين وأبناء عمومتهم اليهود اللامتصهيانين،أي الرافضين للصهيونية حركةً وفكراً ونهجاً، فهولاء تاريخياً هم أكثر الناس استحقاقاً للعيش على ارض(( إسراطين))، كما أنهما أكثر البشر تضرراً مِن جراء ما يسمى بالصراع العربي الصهيوني، فهما دائماً وأبداً ودون الآخرين مَن يدفع ثمن فاتورة هذا الصراع المُر المرَير، والحُروب الناتجة عنه، وما ترتب عليها مِن خسائر فادحة جداً بالأرواح والمُمتلكات، خاصة بالجانب الفلسطيني الأكثر عدداً والأقل عُدة وعتاداً واستعداداً ودعم، ناهيك على ما يُعانيه الشعب الفلسطيني مِن مصائب وكوارث بسبب إنقسامات تياراته السياسية ومُنظماته الوطنية إسماً وتطاحنها الغريب فيما بينها على القيادة والسلطة في ظل إنكسار وإنهزام غير مسبوقين، إضافة إلى التردي المزري لحال الأمة العربية وهوانها وضعفها وقلة حيلتها في تقديم يد العون والمساعدة الفعالة للفلسطينيين وعجزها التام عن الدفاع وحماية الأقصى المبارك.. فمِن أجل وبسبب كل هذا وذاك، ولأن القذافي يرى في نفسه قائد أممي، ولأن اليهود هم بنهاية المطاف بشر ومن بين أمم الأرض، ولهم حق العيش بأمن وأمان وسلام تحت الشمس وعلى وجه الأرض ، طرح فكرته هذه والتي كان أول الرافضين والمُستنكرين لها هم الغرب أنفسهم.. ثم سماسرة القضية الفلسطينية، مِن بين بعض الساسة الفلسطينيين والقادة العرب وأصحاب الكروش والعروش.. وتجار السلاح.. ولكل مِن هولاء له عُذره الذي يراه مُقنعاً مِن وجهة نظره، فالغرب لا ولن يروق لهم هذا الحل أبداً، لأنه وكما جاء بهذا
الطرح التاريخي، ولكي تستقيم الأمور فيجب على كل اليهود الصهاينة الغربيين الذين هم بالأساس مِن أصول غربية خاصة مَن كان منهم ينحدر مِن أمهات يهودية وآباء أوروبيين، العودة إلى أوطانهم التي هجّروا منها بعد أن أذاقهم مواطنيهم أصناف الويل والعذاب والإضطهاد وبالنهاية تخلصوا منهم بقذفهم في قلب المحرقة المُستمرة التي أسموها عنوة وقسراً(( دولة إسرائيل))، كما أن هذا الحل سيحرم الغرب لا سيما أمريكا مِن وجود موطأ قدم رائع في الشرق الأوسط، فمِن المعروف للجميع إن إسرائيل بوضعها الحالي تعد أهم قاعدة عسكرية لأمريكا والغرب بالمنطقة، عوضاً على إنها أهم عوامل تفكك وتشرذم الأمة العربية التي لا يريد لها الغرب أن تتوحد مطلقاً، لأنهم يروا في توحدها ضياع أكيد لمصالحهم وأطماعهم ومشاريعهم اللا مشروعة بالمنطقة كلها.. أما عن سماسرة القضية الفلسطينية فعذرهم واضح وبات معروف أيضاً، فهم يؤيدون استمرار الصراع الغير متكافئ أصلاً، ولو أدى ذلك إلى مزيد مِن الدمار وسفك الدماء وقتل الأبرياء مِن الأطفال والشيوخ والنساء وهم ضحايا غير مُدركين أو فاهمين لحقيقة اللعبة، فهذا الأمر بالنسبة لهم يعني مزيداً مِن الدعم المادي الذي يغدق عليهم الأموال التي تغص بها أرصدتهم في بنوك أوروبا الداعمة أساسا لإسرائيل في حروبها مع العرب، ويمنحهم الفرص الرخيصة للظهور كمحللين سياسيين وقادة ووطنيين على شاشات الفضائيات العربية، وهم في عراك كلامي دائم أشبه ما يكون بالضرائر، يتبادلون الشتائم والإتهامات فيما بينهم بالتقصير ونهب أموال الشعب الموهوبة إليه دعماً لنضاله، ويصفون بعضهم البعض بالعمالة والخيانة والتآمر.. أما عَن تجار السلاح والشركات المُصنعة والمنتجة له، فإن إعتراضهم يعد أمر طبيعي جداً، فمن المؤكد بأنهم لن يوافقوا أبداً على إنهاء هذا الصراع المُربح بالنسبة لهم، فمنطقة الشرق الأوسط ومنذ ما يزيد على الستين عاماً ظلت ولازالت مِن أسخن المناطق وأكثرها توتر ونشوباً للحروب والأزمات السياسية في العالم، وكذلك أكثرها إصابة بحمى التسلح والتفوق الحربي، وبالتالي فهي تعد سوق رائجاً جداً لصناع السلاح وتجاره، خاصة وإن معظم دول هذه المنطقة غنية بالنفط والموارد الطبيعية، ومهدده بشكل أو بأخر بالاعتداء أو الإحتلال.. وبهذا أصبحت المسألة أو القضية برمتها عبارة عن لُعبة سياسية إقتصادية قذرة، الخاسر الأوحد فيها هما الشعبيين الفلسطيني واليهودي بما يقدمانه مِن ضحايا جُلهم أناس أبرياء لا ذنب ولا دور لهم بهذه اللعبة سوى أنهم مِن مواطني أحد الشعبين، إلا أن الغريب في الأمر هو أن اليهود وبالرغم ما يُحكى عن ذكائهم وخبثهم ودهائهم بمثل هكذا أمور، خاصة وأنهم كثيراً ما استخدموا هذه اللعبة عبر التاريخ ولعل أشهرها لعبة الحرب الضروس التي دارت رحاها بين الاوس والخزرج واستمرت سنوات عدة والتي كانت تُحاك وتدار بخيوط يهودية لكي تستمر هيمنتهم وتزدهر تجارة سلاحهم بالمنطقة، إلا أنهم حتى الآن لم يفهموا اللعبة الحديثة التي أوقعهم فيها الغرب وأحاكها لهم جيداً، أو ربما لا يريدون استيعابها أو فهمها، لسبب أو لأسباب قد توضح يوما ما لنا ولمن يريد أن يفهم.. وإلى ذلك الحين، وإلى أن يتوحد الفلسطينيين والعرب ويصبحون قادرين على حماية أنفسهم ومقدساتهم، ليس أمام إخواننا الفلسطينيين إلا القبول بفكرة(( إسراطين )).. هذا في حالة ما تم إقناع اليهود بها، فاليهود يبقون أولاً وأخيراً الطرف الأقوى والأقل خسارة باللعبة، وذلك بسبب تفوقهم العسكري ودعم الغرب السياسي والإقتصادي والعسكري اللامحدود لهم، وكذلك احترامهم لأنفسهم وإخلاصهم لأهدافهم وترابطهم وتفانيهم في تحقيق أحلامهم وغاياتهم، ساسة وإعلاميين وقادة ومثقفين وأناس عاديين.
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف