الأخبار
"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّات
2024/4/20
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الاردن والوطن البديل بقلم : د عمر حمد

تاريخ النشر : 2009-09-16
بقلم : د عمر حمد

التاريخ : 15/9/2009م

في ضوء الخطة المقترحة للرئيس الامريكي باراك أوباما لحل الصراع في الشرق الاوسط والتي من المتوقع ان يتم الاعلان عنها خلال افتتاح الدورة السنوية للجمعية العامة للامم المتحدة بنيويورك والتي ستعقد في اواخر شهر سبتمبر الجاري ، أوعلى هامش اجتماعات قمة العشرين في مدينة بترسبرغ ومن غير المستبعد ، بل ومن المتوقع وبدرجة كبيرة أن يتم الترتيب الى لقاء سيحضره كل من اوباما ونتانياهو وعباس سيتمخض عنه هذا الاعلان للخطة وبذلك تكون البداية لمرحلة هامة وحساسة من مراحل القضية الفلسطينية والصراع في منطقة الشرق الاوسط تقود الى طي هذا الملف وإقفاله نهائياً.
ولمحاولة فهم ماهو مطروح أو ما هو متوقع طرحه كانت هذه الرؤية التحليلية والتي لابد من التركيز فيها على ما يلي من معطيات هامة :
1- إن نحو 70 % الى 80% من سكان الاردن هم فلسطينيي الاصل ويعيشون على التراب الاردني ، ويطمحون للعودة الى اراضيهم ومدنهم وقراهم التي هجروا منها ظلماً وعدواناً ، رغم حياتهم الكريمة مع أشقائهم الاردنيين على تراب الاردن الكريم.
2- ان الترحيل الابعاد - الترانسفير - هو حلم من احلام الحركة الصهيونية والتي سعت وتسعى حثيثاً لتحقيقه وبذلك تحقق حل لمشكلة التوازن الديمغرافي والذي يعاني منه كيانه الغاصب.
3- ان الحديث المتكرر - القديم الجديد - من قبل قيادات العدو الصهيوني عن يهودية الدولة لهو الدليل القاطع على عنصرية هذا الكيان وقادته ، وعنصرية التفكير وخطورته ، وخطورة قبوله أو التسليم به أو بنتائجه الكارثية على الارض الفلسطينية المحتلة وعلى دول الطوق والجوار لان ذلك من شأنه أن يحقق يهودية الدولة.
4- ان نسيان أو تناسي ملف نحو ثلاثة ملايين لاجئ فلسطيني بالاردن لهو مؤشر خطير على إمكانية قبول توطينهم أو تعويضهم ولكن من يقبل بذلك ؟ وماهو المقابل إذاً ؟ وبهذا نخسر ورقة هامة من أوراق القضية الفلسطينية العادلة.
5- هنالك نوع من الحذر والترقب في الاردن وعلى المستويين الرسمي والشعبي والخوف بدرجة أكبر اذا ما قامت الادارة الامريكية بالضغط لفرض حل الوطن البديل كما وأن هنالك أمل لدى المستوى الرسمي أن تنهى هذه الخطة الصراع في الشرق الاوسط ولكنه ليس متفائلا من ذلك ، رغم تمسكه بالمطالبة بتحقيق سلام عادل وشامل يكفل اعادة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينية ودون التنازل عنها. أما المستوى الشعبي فهولا يثق في تلك الخطط ولا الوعودات الامريكية كثيراً ، ولكنه في نفس الوقت مع إحقاق الحقوق للشعب الفلسطيني في اقامة دولته على ترابه وعاصمتها القدس الشريف وعودة اللاجئين الى ديارهم التي شردوا منها.
إن التخوف الاردني الرسمي والشعبي من تلك الاطروحات مقبول لأنها ما هي الا فرض حل من طرف واحد وبذلك يكون الرضوخ والتنفيذ الحقيقي لاطروحات الوطن البديل والذي يسعى الكيان الصهيوني اليه ومنذ تاسيسه ، ولكن ما هو غير مقبول ومرفوض تماماً أن يتم الرضوخ للاطروحات الامريكية وللرؤية الصهيونية وهذا بحد ذاته صمام الامان ضد أي فرض لحل الوطن البديل.

ولكن بعد كل هذا الحديث والتحليل دعونا نتكلم فيما هو معروض وما هو الوقائع المتوقع حدوثها:

- ارسال قوات دولية الى منطقة غور الاردن ( قد تضم قوات عربية تشارك فيها الاردن وتكون على الارض الاردنية وليست على الاراضي الضفة المحتلة ). ومن غير المستبعد ان يقبل الاردن بذلك طالما له اطار عربي يسمح بوجود قوات اردنية ضمن هذه القوات وفي هذا انتقاص للسيادة الاردنية على اراضيها !!!
- لا ولن يعود لاجئي 48م نهائياً الى ديارهم ، بل سيتم توطينهم ، أو تعويضهم ، ولكن ممكن أن تكون عودة بعض النازحين للضفة وعلى فترات زمنية متباعدة مقبولة لدى بعض الاطراف ومن المتوقع أن يخسر الكل في قضية اللاجئين ولكن يتمنى ويسعى الاردن لأن يكون أقل الخاسرين.
- هناك مسار هام جداً موجود على الارض وهو مسار بلير فياض دايتون- السلام الاقتصادي الامني- ويتلخص في تكوين أجهزة امنية قوية جدا، انشاء المشروعات الاقتصادية للدولة المنشودة ، إعلان دولة وهمية غير كاملة السيادة لا على الارض ولا على الثروات ومنزوعة السلاح ومسلوبة الارادة والقرار بعد سنتين تتولى التفاوض مع _ اسرائيل _ لتقديم الصك النهائي والاقرار بيهودية الدولة الصهيونية ومشروعيتها وسيادتها على الارض التي احتلتها بالقوة والظلم والاجرام. وان ما يجري على أرض الواقع من ادارة الجنرال - دايتون – للحملات الامنية القمعية لكل أشكال المقاومة الا خير شاهد.
- هنالك حقيقة هامة إن - إسرائيل - لا تتخوف حتى ولو تم الاعلان عن قيام امبراطورية فلسطينية عظمى ، أو مملكة موحدة ، أو جمهورية ، أو .... أو ...، ولكن ما يهمها هو ماهو موجود على الارض والواقع ومن يقودها وما هي طموحاتها وقدراتها.
- إن أخوف ما يتخوف منه الكيان الصهيوني هو إستمرار المقاومة الفلسطينية وبكافة أشكالها واوقاتها وامتدادها وهذا ما يقض مضاجعه ولا يحتمله ويفقده صوابه ويصبح أسيراً لتخبطات عشوائية إجرامية إنتقامية قد تؤدي إلى كثرة انتقاداته ولومه وستؤدي الى تخلي حلفائه وأصدقائه عنه ، ثم ازدياد الحنق والكره له شعبياً ورسمياً وستقود بكل تأكيد الى حتفه وهلاكه.
- ان العديد من المراقبين والمحللين لا يرى في مواقف الادارة الامريكية الجديدة – ادارة اوباما – ما هي الا إعطاء العدو المحتل مزيداً من الوقت لابتلاع الارض الفلسطينية وتهويد القدس واقامة الدولة اليهودية الخالصة وإحداث تغييرات على الارض يصعب تغييرها أو طرحها في جولات المفاوضات وبالتالي الرضى والقبول بها كأمر واقع لايمكن تغييره ، كما يصرح ويطمح ويقوم بذلك عملياً نتانياهو وحكومته العنصرية والمجتمع اليهودي المتطرف برمته.
- ومن غير المستبعد ان تدخل المنطقة العربية في مفاوضات وهمية تتخللها حروب على جبهات هامة وحساسة بالمنطقة مثل جبهة ( سوريا ، لبنان ، ايران وبدرجة اقل غزة ) قد تغير معادلة الشرق الاوسط والصراع المستمر فيه إن كانت نتائجها سلباً او ايجاباً ، والتي قد تكون من نتائجها السلبية هي ترانسفير ثالث جديد للشعب الفلسطيني الى الاردن ليضاف تاريخاً جديداً الى تاريخ التشرد والتهجير الفلسطيني من أعوام 48م ، و 67م ليكون الفصل الاخير من فصول مسرحية القضية الفلسطينية والتي طالت مشاهدها ولكن نهايتها قد اصبحت محتومة وقريبة ، رغم مرارة الالم واستمرار الجرح بالنزف ، فلتطوى صفحاتها نهائياً ، ليفرح من يفرح ويحزن من يحزن ويشرد من يشرد ويهجر من يهجر وبذلك يقفل ملف الصراع بالشرق الاوسط بهذه النهاية الحزينة الدامية.
وهنالك العديد من الاسئلة الهامة والتي تعتبر مؤشراً على صدقية أي طرح أو خطة جديدة ومن هذه الاسئلة الهامة والتي تحتاج الى اجابات شافية وحقيقية وهي تعتبر المحك الحقيقي لاي خطة مقترحة هي:
1- هل هذه الخطة المقترحة ستعيد الحقوق الفلسطينية المشروعة ام انها ستكون كسابق اخواتها من الخطط والاتفاقات والوعودات.؟
2- هل سيتم حل قضية القدس حلا عادلا ؟
3- هل ستحل مشاكل الاجئين حلا عادلا ؟
4- هل سيتم حل مشكلة المستوطنات ويتم تفكيكها نهائيا ؟ أم سيتم تجميد بعضها والابقاء على بعضها بحكم أنها امر واقع لايمكن تغييره؟
5- هل ستكون خطة أوباما بعد لقاءه نتانياهو وعباس المرتقب وما يتبعها من اعلان صهيوني بقبول تجميد بعض المستوطنات الصغيرة والهامشية ضربة البداية للتطبيع العربي والاسلامي مع الكيان الصهيوني ؟.
6- هل ستسمح – اسرائيل – بعودة اللاجئين الى ديارهم وهذا حقهم العادل والمشروع والانساني؟
7- هل سيتم التعامل مع المستوطنات على ان منها ما هو قانوني ومنها ما هو غير قانوني ؟
8- والسؤال الذي يحتاج الى اجابات شافية وحقيقية وصادقة من قبل المفاوض والسياسي الفلسطيني وبدرجة أقل من الادارة الامريكية التي تنادي - بالديمقراطية والعدل والحرية وحقوق الانسان- هو هل احتلال اراضي الغير وتشريد شعب بأكمله وطرد أمة آمنة مطمئنة من بيوتهم وقراهم ومدنهم ومزارعهم وأعمالهم سيكون فيه ما هو شرعي وما هو غير شرعي ؟؟؟ أم ان الموازين والقوانين تتغير إذا كان الامر يمس – اسرائيل – فهي كيان فوق القانون ولا تحكم بقانون أو تلزم بقرار سوى قانون الغاب " البقاء للاقوى " او قانون الكيل بمكيالين في وقت ليس فيه سوى مكيال واحد هو دائما لصالح – اسرائيل- ولمصالحها فقط .
9- ان انعدام موقف فلسطيني موحد على قاعدة التمسك بالحقوق والثوابت لهو المحور الاول الهام من محاور عودة القضية والصراع الى واجهة العمل الرسمي العربي المؤثر والضاغط باتجاه المطالبة والعمل على استعادة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني ، كما وأن استمرار التشرذم والاختلاف العربي والاسلامي حول أدوات وامكانيات وطرق استعادة الحقوق لهو محور هام من محاور الضغط على أي ادارة امريكية أو غربية للقبول والاقرار بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وبالتالي حدوث اي اختراق للتكتل الداعم للكيان الصهيوني.
ان كل من راهن ولا زال يراهن على الادارة الامريكية الحالية ووعوداتها المجانية العذبة باقامة دولة فلسطينية ذات سيادة وعاصمتها القدس الشريف وعودة اللاجئين الى ديارهم هو كمن ينتظر مولوداً غير شرعي ومشوه وحتماً سيكون مصيره الانحسار والضمور والهلاك لانه فاقد لكل مقومات الحياة الحقيقية.
وأخشى ما أخشاه ان نبقى معلقين أو مكتوب علينا أن ننتظر الادارة الامريكية القادمة لعلها تكون احسن من سابقاتها لتعطينا الوعود والسراب ولن تثمر أو نرتوى منها من ماء.
ان الادارة الامريكية لن تغير من مواقفها اتجاه حقوقنا المشروعة الا اذا كان هنالك موقف فلسطيني وعربي واسلامي موحد قائم على التمسك بالثوابت والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، لذلك نأمل أن لانبقى نعيش على الاوهام والوعودات والتخرصات ، ونتمنى أن نرى موقفاً فلسطينياً وعربياً موحداً ضاغطاً يعيد الحقوق والمقدسات لا ان يستسلم للمتغيرات التي تحدثها – اسرائيل – على ارض الواقع من حيث التهويد والتدنيس والطرد والجدار والمستوطنات وغيرها وسيقودنا بكل تأكيد الى قبول التوطين والترانسفير والوطن البديل والتطبيع .
كلي ثقة في الله أولاً بأن يوحد هذه الامة على كلمة سواء كلمة الحق والعدل والخير طالما هم متمسكون بها وما ذلك على الله بعزيز ، ثم ثقتي في قادتها وعلمائها ومخلصيها بأن يوحدوا صفهم وينبذوا خلافاتهم ويتساموا على جراحاتهم ، لاستعادة حقوقهم ومقدساتهم وكرامتهم المسلوبة وأن التغيير قادم لا محالة وهذا وعد من الله عز وجل " وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الارض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم امنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا". صدق الله العظيم.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف