الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

تطور عربي وتخلف غربي..! بقلم:د. صلاح عودة الله

تاريخ النشر : 2009-08-26
تطور عربي وتخلف غربي..! بقلم:د. صلاح عودة الله
تطور عربي وتخلف غربي..!
كثيرة هي الحالات والظواهر التي تثبت مدى تخلفنا وتراجعنا بعد أن كنا مهد الحضارة والثقافة والاداب والعلوم, بل قمنا بتعليم غيرنا من الأمم والشعوب العلوم والاختراعات, فانقلبت الاية لنصبح نحن من يتعلم منهم اليوم, وسأتطرق في مقالتي هذه الى ثلاث حالات:
- الأولى,الزعماء العرب من المهد الى القبر:
كثيرة هي الأفكار والتساؤلات التي تراودني وتراود كل مواطن كتب عليه أن ينتمي للعروبة, ولست نادما أو متأسفا أن أكون عربيا ولكنني أشعر بالخجل من القادة الذين أبتلينا بهم ومن تصرفاتهم..فهم يشعرون أنهم أمرمن الله لا يجوزنقاشه ولا الخوض فيه.ان من أهم الأمور المحرمة في الصحافة العربية هو الحديث عن أوضاع الزعماء العرب وصحتهم وخلافتهم, فالقاعدة غير القابلة للنقاش تنص على أن هؤلاء الزعماء لا يخطئون ولا يمرضون ويحق لهم ما لا يحق لغيرهم، بمعنى أنهم مثل الأنبياء..انهم زعماء القمع والعهر والارهاب والتجويع والقتل, وكل هذا من أجل الحفاظ على كراسيهم, وهنا أستذكرما قاله شاعرنا العظيم الراحل نزار قباني:"ذهب الشاعر يوماً إلى الله..ليشكو له ما يعانيه من أجهزة القمع..نظر الله تحت كرسيه السماوي وقال له: يا ولدي هل أقفلت الباب جيداً"؟.
النظام الملكي في الدول العربية لا يختلف كثيرا عنه في الدول الغربية, وأما النظام الجمهوري في بلاد العرب فهو ملكي بكل ما تعنيه الكلمة من معنى, فالرئيس يبقى في منصبه حتى الموت, وقبل أن يأتيه ملاك الموت يكون قد قام بتوريث أحد أبنائه ليخلفه في منصبه وهو على استعداد تام لتغيير الدستور والقانون وتعديلهما ان كان هذا الوريث لا يتمتع بكل الأوصاف التي تؤهله لهذا المنصب والتاريخ يثبت صحة ما أقوله ولا داعي لاعطاء الأمثلة.
والسؤال الذي يطرح نفسه, لماذا تقوم أكبر دولة على وجه الأرض بمنع رئيسها من البقاء في البيت الأبيض وتولي منصبه لأكثر من دورتين مجموعهما ثماني سنوات؟, وأما في دولنا العربية شاء الشعب أم أبى فالرئيس يقبع في منصبه من المهد الى أللحد فهو ملك له ولعائلته..وفي معظم الدول الغربية هناك مدة محددة لرئاسة الوزراء تتبع نتائج الانتخابات الدورية، فيشكل الحزب الفائز الوزارة ويتركها عند خسارة الانتخابات التي لا تزيد عن ستة سنوات في أغلب هذه الدول, ولنا في الكيان الصهيوني غير البعيد عنا خير مثال..سؤال أطرحه, فهل من مجيب؟.
- الثانية, صمت وفساد في السلطة..تفجير قنابل ونظافة خارجها:
كثير من المسئولين السياسيين العرب يلتزمون الصمت وهم في مناصبهم, فما داموا منتفعين ويحصدون الملايين من الدولارات فلا يعنيهم فساد حاكمهم, فيقومون بتبجيل الحاكم ورئيس وزرائه وأكثر من ذلك بكثير, انهم يدافعون عنهم وباستماتة وانهم على استعداد تام لتقبيل أياديهم وأرجلهم أيضا, فالمروءة والكرامة لا وجود لهما طالما أنهم يعيشون في رغد ونعيم وليلعن الله"أبو الشعب"..ولكن اذا قرر الحاكم في يوم من الأيام اجراء تعديلات قد تطالهم فانهم وبقدرة قادر ينقلبون عليه وتبدأ قنابلهم الصوتية بالانطلاق ليصبح فاسدا عميلا متعاونا يجب تغييره..فتعود اليهم المروءة والكرامة والدفاع عن حقوق الشعب المظلوم والذين هم أنفسهم اشتركوا في نكبته وظلمه وتدميره..انها حالة لا نجد لها مثيلا في أي مجتمع حضاري ديموقراطي, انها حالة عربية بامتياز وتجري في شرايينها وللأسف دماء العروبة.
كثيرة هي الأمثلة, ولكن سأتطرق الى ثلاثة منها, مثال واحد من سوريا ومثالين من فلسطين المحتلة..عبد الحليم خدام, فاروق القدومي"أبو اللطف", وأحمد قريع"أبو العلاء".
عبد الحليم خدام:
من منا لا يعرف هذا الرجل, فقد كان بمثابة الظل -الذي لا يفارق صاحبه- للرئيس الراحل حافظ الأسد ومن بعده لابنه بشار..فهو وزير خارجية سوريا لأكثر من عقد من الزمن ونائب الرئيس حافظ الأسد حتى وفاته, وقد ظل يحتفظ بمناصب رفيعة وامتيازات عالية واسعة حتى اواخر عام 2005 ليقوم بالفرار الى باريس بعد أن طالته التعديلات والاصلاحات التي أجراها الرئيس بشار الأسد في دفة الحكم, وقام بتأسيس جبهة الخلاص الوطني..وبدأ باطلاق تصريحاته النارية وقنابله الصوتية متهما نظام الحكم في سوريا بالفساد والقمع وانه نظام ارهاب وتجويع وبطش, نظام تنعدم فيه الحريات وتكثر فيه السجون, وسمحت له نفسه أن يقوم كذلك باتهام الرئيس بشار باغتيال رفيق الحريري رئيس وزراء لبنان السابق..والسؤال, ألم يكن خدام شريكا لهذا النظام في الخير والشر على مدار أكثر من ثلاثة عقود؟, ولماذا صمت كل هذه الفترة؟, وعن أية جبهة خلاص وطني يتحدث؟, فر خدام ولم يتغير أي شيء, فسوريا بقيت كما كانت وأما هو فسيعيش هو وعائلته في نعيم باريس..هل النخوة العربية بعثت من قبرها وأيقظت ضميرك يا خدام؟..الجواب عندكم اذا كان بالامكان الاجابة على هذه التساؤلات.
فاروق القدومي"أبو اللطف":
سياسي ومناضل فلسطيني لقرابة نصف قرن, ومن أبرز مؤسسي حركة فتح وصديق وفي للراحل ياسر عرفات ومن بعده لأبي مازن..وبقيت النار هادئة حتى تم الحديث عن قرب موعد انعقاد مؤتمر فتح السادس بعد عشرين عاما على انعقاد مؤتمرها الخامس..معظم أطر حركة فتح وكوادرها وافقوا على عقد هذا المؤتمر في الداخل"بيت لحم", وقد رفض القدومي ومجموعته هذا الأمر مطالبين بعقده في خارج الوطن المحتل..وقبل أيام من انعقاد المؤتمر قام القدومي بتفجير فنبلة من العيار الثقيل متهما السيد محمود عباس والقيادي في حركة فتح محمد دحلان بتعاونهما مع الاحتلال الصهيوني في مقتل الراحل ياسر عرفات, قائلا انه يملك الوثائق التي تثبت صحة أقواله وقبل اغتيال الراحل عرفات..والسؤال, أين كان السيد القدومي قبل خمسة أعوام, ولماذا لم يحذر عرفات بأنه تحاك ضده خطة لاغتياله وتصفيته؟, ولماذا قام باطلاق تصريحات تكشف الفساد المستشري في حركة فتح واختلاس أموالها من قبل بعض المنتفعين منها؟, ألم يكن على علم بهذه الأمور طيلة تلك السنوات التي كان يتمتع فيها بأعلى المراكز القيادية؟, سؤال محير جدا ومؤلم أيضا, فهل من مغيث يا رعاكم الله؟.
أحمد قريع"أبو العلاء":
قيادي فلسطيني لعقود من الزمن, تمتع بتقلده مناصب رفيعة جدا في حركة فتح والسلطة الفلسطينية التي تسيطر عليها هذه الحركة..ومن المناصب التي تقلدها منصب رئيس دائرة المفاوضات مع"اسرائيل", فقام بلقاء القياديين الصهاينة وعلى اختلاف مشاربهم..اختلف مع دحلان متهما اياه بأنه هو سبب خسارة غزة ووقوعها تحت سيطرة حماس, ودحلان من جهته اتهمه بأنه نسق مع حماس بأن تقوم بمنع الكوادر الفتحاوية المتواجدة في غزة بالخروج من القطاع للمشاركة في المؤتمر الذي عقد في بيت لحم..جرت الانتخابات للجنة المركزية لحركة فتح فخرج منها قريع ودخلها دحلان..حتى هذه اللحظة كانت حركة فتح في نظر قريع شريفة وزعيمة النضال الفلسطيني وكوادرها من أبرز المناضلين الفلسطينيين وأشرفهم ومؤتمرها كان يجب أن يعقد في الداخل..وعندما خسر المعركة قام هو أيضا باطلاق تصريحاته النارية متهما القائمين على المؤتمر بالفساد وأن الانتخابات لم تكن نزيهة على الاطلاق بل تم تزوير نتائجها, ووعد باطلاق قنابل صوتية أخرى تكشف كل ما كان يجري في حركة فتح..والسؤال, لماذا صمت هذا القائد الفتحاوي على ما جرى ولا يزال في حركته؟, فالمتستر على الجريمة يعتبر مشاركا فيها تماما كما هو حال رفيق دربه القدومي..وما مع مصنع الباطون الخاص به, وما مع"أحمد قريع-أبو غنيم", كما يسميه بعض القياديين الفتحاويين؟..سؤال موجه لأبي العلاء, وبامكانه الاستعانة بصديق للاجابة عليه و"الأصدقاء" كثر..!.
- الثالثة, البحوث العلمية الطبية وانفولنزا الخنازير مثالا:
من المعروف بأن مستوى البحوث العلمية عامة والطبية خاصة في العالم العربي متدني جدا ويكاد لا يذكر مقارنة مع الدول الغربية المتطورة, بالرغم من أننا نملك من العقول ما يضاهي العقول الموجودة في هذه الدول..ولا تنقصنا الأموال فدول الخليج بنفطها تعتبرمن أكبر الدول الغنية في العالم, ولكن أموالها تستخدم بمسار غير صحيح..وكلما أكتشف وظهر مرض جديد سارع علماء الغرب بالبحث عن علاج له ومصل مضاد يخفف من انتشاره ومضاعفاته.
وفي نفس الوقت يقوم بعض العلماء في العالم والاسلامي باشغال أنفسهم بتكفير الغرب واتهامه بالفساد ونشر الرذيلة وكذلك يقومون وخلال فترات قصيرة ومتقاربة بالتسابق فيما بينهم باصدار الفتاوي والتي لا أول لها ولا اخر,من فتوى ارضاع زميل العمل, واجازة التدخين في شهر رمضان أثناء الصيام للشباب وأخيرا باجازة الافطار في الشهر الفضيل للاعبي كرة القدم"فتوى مصرية", وجواز افطار المتضررين من انقطاعات التيار الكهربائي اذا شق عليهم الصوم"فتوى سعودية".وأما في العالم العربي فيتسابق العلماء على تطوير مواد وأجهزة لازالة الشعر والمستحضرات التجميلية, بل انهم يدعون أنها من صنع أيديهم..والسؤال, لماذا يتسابق هؤلاء العلماء على شراء الأدوية والعقاقير الغربية التي تعالج انفلونزا الخنازير مثلا وقد اتهموا الغرب بالفجر ونشر الدعارة والكفر؟, ألا يحق للغرب منع بيع هذه العقاقير للعالم العربي والاسلامي عقابا لهما؟, ولماذا لا نقوم نحن بسباق الغرب في بحوثهم العلمية وقد كنا أفضل منهم بكثير في يوم من الأيام, بل انهم تعلموا من علمائنا وحضارتنا؟, ألم يحن الوقت لنقوم بصناعة السيارات في بلداننا؟, وهنا لا أريد الحديث عن الطائرات والسفن التي نشتريها من الغرب ولا نملك لها قطع الغيار فتطير وتبحر وتسقط وتغرق ويموت الالاف, فالصيانة معدومة وحياة البشر أصبحت أرخص بكثير من الفجل بل من قشره, والكوارث المصرية لهي خير دليل على ما أقول..ألم نصل الى وضع محزن ومخجل تحق فيه الصدقة علينا؟.
هذه بعض الظواهرالتي يحتكرها العالم العربي..انها ظواهر عربية وبدون منافس ومنازع, ظواهر تبعث على الاشمئزاز والخجل..فعلا اننا أمة ضحكت من جهلها الأمم, فمتى الصحوة يا أمة العرب ويا معشر المسلمين..؟.
د. صلاح عودة الله-القدس المحتلة
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف