الأخبار
"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّات
2024/4/20
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

النفق - رواية الأديب سليم عوض عيشان العلاونة - عرض - نزار بهاء الدين الزين

تاريخ النشر : 2009-08-16
النفق - رواية الأديب سليم عوض عيشان العلاونة - عرض - نزار بهاء الدين الزين
النفق
رواية الأديب : سليم عوض عيشان العلاونة
عرض : نزار ب الزين*

قبل أن أبدأ عرضي لرواية الأديب سليم عوض عيشان علاونة ، لا بد من تقديم بطاقته التي استعرتها من مقابلة أجراها معه مشرفا لقاء الثلاثاء في دنيا الرأي السيدة ليلى و الأستاذ عزام أبو الحمام ، فهو :
- من مواليد 13/11/1945م
- في مدينة حيفا بفلسطين .. من أب من ( جبع – جنين ) وأم من ( لبنان/النبطية ) .
- نزح مع أسرته سنة النكبة ( 1948 ) من مدينة حيفا إلى غزة هاشم .
- الحالة الاجتماعية : متزوج ، و لديه من الذكور ستة ومن الإناث خمسا ، ومن الأحفاد ( وحتى تاريخه )33 حفيداً .
- التعليم : دبلوم تجارة متوسط سنة 1964م .. ثم بكالوريوس تجارة – شعبة محاسبة سنة 1985م ..
- مجال العمل : عمل موظفاً في البنك العربي – فرع غزة في الفترة من سنة 1964 وحتى سنة 1994م..
عمل في عدة مجالات محاسبية أخرى .
- عضو اتحاد الكتاب الفلسطينيين / فرع غزة
- عضو جمعية المحاسبين الفلسطينيين – غزة .
*****
تسير رواية النفق للأديب سليم عوض عيشان و التي أعتَبِرُها ملحمة فلسطينية وطنية ، على عدة محاور متوازية :
- محور الحصار المفروض على غزة برا و بحرا و جوا ، و الذي تشارك فيه – للأسف - حكومة عربية و على مرأى من حكومات عربية شلها العجز ، و انعكاساته الإنسانية السلبية على مواطني غزة و خاصة حدودها الفاصلة بين مع مصر .
- محور البحث عن البدائل لتجاوز الحصار ، على الأخص عن طريق حفر الأنفاق لتأمين الإحتياجات الأساسية لأهل غزة المحاصرين ، و دخول عصابات التهريب طرفا في هذه العمليات .
- محور معاناة عروسين حالت بينهما الإجراءات الروتيتية في جانبي الحدود حينا ، و التعسفية حينا آخر .
- محور شراسة الإحتلال الإسرائيلي في تعامله مع الشعب الفلسطيني ، في سبيل تثبيت دعائم دولته ، و توكيدا لاغتصاب الأرض و دفاعا عن مغتصبيها .
*****
و لنبدأ من الأخير ، فالرواية تتحدث عن أخوين فلسطينيين يعيش أحدهما في غزة و الآخر في مصر منذ هزيمة حزيران ، يتوجه الأول إلى القاهرة مع زوجته و ابنه الشاب لزيارة أخيه و خطبة ابنته ، حيث تمت الخطوبة و حفل الزفاف .
و بعد أيام العسل ، قررت الأسرة الزائرة العودة إلى غزة برفقة العروس ، لتبدأ سلسلة من العذابات فرقت بين الزوجين و أفسدت سعادتهما ، مع سلسلة من الصراعات في سبيل لم الشمل من جديد.
//فبعد الوقوف في الساحة المكتظة والطابور الطويل في الانتظار وذلك منذ الصباح الباكر بل منذ ساعات الليل المتأخرة في الجانب الغربي من المعبر الحدودي ، أبرز الشاب ووالداه الوثائق وجوازات السفر الخاصة بهم ، قام الموظف المختص بمراجعة البيانات وتدقيقها ، ثم قام بوضع الخاتم الخاص الذي يسمح لهم بمغادرة الأراضي المصرية ، عندما قدمت الفتاة وثائقها وجواز سفرها ، والتي كانت عبارة عن وثيقة السفر الفلسطينية الصادرة من القاهرة ، توقف الموظف المختص قليلاً وهو ينظر ناحية الفتاة وناحية الوثيقة .
- أين تأشيرة المغادرة ؟! ..
بهت الشاب ووالداه والفتاة للمفاجأة غير المتوقعة..//
كانت تلك العقبة الأولى تبعتها عشرات العقبات صُبِغت جميعا بألوان الألم و القلق و الإرهاق و التجارب المريرة ، كان أولها في اروقة وزارة الخارجية المصرية :
// انقضى اليوم واليوم التالي .. الأسبوع والأسبوع الذي يليه .. الشهر والشهر اللاحق .. دون جدوى .. وكان الجواب دائماً :- الأوراق ناقصة .. البيانات غير مستوفاة .. عليكم أن تحضروا غداً ... //
ثم :
// - آسف .. لا يوجد تأشيرات بالمغادرة حالياً . !!!؟ //
هذا ما كان من جانب الزوجة العروس و أهلها ، أما الزوج العريس فقد :
// تاه في دهاليز الأسئلة والاستفسارات ، وضاع في دنيا أهل المعرفة ومدعي المعرفة ، فكان كل منهم يدلي بدلوه ، يقترح الحلول ، يتفلسف في الرأي ويتحذلق في وجهات النظر ، فيخرج الشاب في النهاية بلا فائدة أو جدوى ، فيضيع مرة أخرى في دهاليز التيه المظلمة.......إلى أن أرشده أحدهم إلى الحل الأنموذج والرأي الأصوب ، فراح ينفذه بسرعة ودقة .. واتصل بزوجته في القاهرة لكي يطلعها على الأمر .//
لتبدأ معاناة من نوع آخر ، فقد وقع في فخ أسوأ عصابة تهريب و أسوأ مهرب و أكثرهم جشعا :
//- ثلاثة آلاف .. ثلاثة آلاف دولار يا سيدي ..
- لقد قلت منذ البداية بأنك سوف تقتلني .. ولقد قتلتني فعلاً .. وها أنت تقتلني مرة أخرى .. وأخرى .. لقد قلت خمسة آلاف دولار .. هل تسمع ؟‍ .. خمسة آلاف دولار لا تنقص سنتاً واحداً .. هل تسمع ؟‍! .
أشاح بوجهه عن الشاب وهو ما زال ينقر بأصابعه الغليظة على سلاحه الأتوماتيكي بشكل عصبي ، بينما أشار باليد الأخرى التي تحمل جهاز الاتصال ناحية بعض الرجال الذين كانوا يقفون قريباً من المكان .. اندفع نحو الشاب رجلان كالعمالقة .. أمسكا به من يديه وقدميه .. سارا به كأنه طفل صغير بين أيديهما ، ولما ابتعدا عن المكان بعض الشيء .. ألقياه في الطريق .//
و كان لا بد للشاب من تدبير المبلغ مضافا إلى ذلك الكثير من الاستعطاف و التذلل و زرف الدموع :
// صمت الشاب .. تحشرج صوته .. خنقته العبرات ، فهو في عجلة من أمره ، بل إن الأمر ضروري وملح ، فزوجته حامل في نهاية الشهر التاسع ، وهي ستضع مولودها خلال أيام قلائل .. الرغبة الأكيدة عنده وعند زوجته وعند والديه أن تكون زوجته بينهم عند الوضع ، فهذا أول مولود لهما ، وأول طفل للعائلة منذ سنوات طويلة // ...
ليقبل ذلك الفظ في نهاية الأمر بالتعجيل بإحضار زوجته شريطة أن يجهز له ألف دولار أخر غرامة التعجيل الذي أسماه البريد المستعجل!!! :
// ويبدو أن قلبه قد رق للشاب أخيراً .. هتف بصوته الأجش من بين الدخان الأزرق المتصاعد من لفافته الغريبة :
- حسناً .. حسناً أيها الشاب ، لقد رق قلبي لك يا ولدي ، سوف أفعل المستحيل على أن تكون زوجتك هنا في الغد .. عليك أن تتصل بها في مكان إقامتها هناك ، وعليك أن تطلب منها أن تعد نفسها من الآن ، وعليها أن تكون جاهزة في الجانب الآخر غداً صباحاً .//
و في الطرف الآخر من الحدود بدأت رحلة لم الشمل محاطة بسرية كاملة بما في ذلك تعصيب عيني الزوجة ، و ما رافق الرحلة من خوف و وحشة و رهبة و قلق و إرهاق فوق طاقة البشر :
// كانت تضع وشاحاً على رأسها يتدلى على صدرها .. تلبس " جلباباً " يغطي جسدها حتى أخمص قدميها ، ومما كان يحد من سيرها ويعيقه ذلك الجنين المكور داخل أحشائها ، والذي يدق جدار البطن متمرداً على سجنه محاولاً التحرر من قيوده//
و لتسهيل مهمة عصابة ذوي السوابق كان لا بد من تخديره المرأة أولا ثم ربطها إلى لوح خشبي :
// شعرت المرأة بغشاوة تغطي عينيها ، لم تكن عصبة من قماش أسود كتلك التي كانت ، ولكنها بدأت ترى الرجال كأشباح والأشياء تتراقص من حولها . أجلسها أحد الرجال على مقعد متهالك بينما راح الآخران يعدان لوحاً خشبياً وضع على الأرض ، فلما تم لهما إعداد ما أرادا ، أصدر أحدهما الأمر إلى الرجل الذي وقف إلى جانب المرأة يأمره بالتحرك :- هيا .. هيا بسرعة .. اقترب الرجل من المرأة أكثر .. مد يده نحوها يحاول مساعدتها على النهوض عن المقعد المتهالك ، ساعدها على الوقوف والسير قليلاً ثم الرقود فوق اللوح الخشبي .
استلقت المرأة على ظهرها و وجهها إلى الأعلى ، راح الرجال يقيدون اليدين والقدمين إلى اللوح الخشبي ، شدوا وثاق يديها بحزام جلدي كبير عريض ، وحزام آخر شدوا به وثاق القدمين ، وثالث في الوسط ، كل هذا وذاك كان يحدث أمام عيني المرأة كأنه حلم .. كابوس ...//
كشفوا غطاء حفرة بدت كبئر مهجور و أنزلوها بلوحها الخشبي و كأنهم كانوا يتعاملون مع بضاعة اعتادوا على تهريبها :
// قام بوضع اللوح الخشبي الذي كانت المرأة مثبتة إليه بقوة ، قام بوضعه على قضبان حديدية تشبه قضبان السكك الحديدية ، ولكنها كانت بشكل مبسط وبدائي ، ثم قام بدفع اللوح الخشبي فأخذ يسير على عجلات بدائية كانت معدة مسبقاً لهذا الغرض ، والتي كانت تشبه إلى حد ما عجلات القطار ولكن بشكل مصغر بدائي وسيئ."
و بدأت الرحلة الشاقة داخل النفق .... :
// ، أحست أن دقات قلبها تزداد ضجيجاً فأصبحت كقرع الطبول في مجاهل غابات أفريقيا ، أحست بقشعريرة غريبة تغزو أوصالها ، وشعرت بضيق في الصدر وصعوبة في التنفس ، فانهمر العرق غزيراً من شتى أنحاء جسدها .
ازداد المكان كآبة ووحشة بعد أن تحول النفق إلى ظلام دامس مخيف وبعد أن ارتفع صرير العجلات الحديدية وهي تصطدم بالقضبان الحديدية الصدئة ، فتصطك بها بقوة وتحدث صريراً مخيفاً .//
.
*****
و ينهار أحد الأنفاق فوق الشبان الذين يقومون بحفره ، و يظن الزوج أن زوجته ضحية ذلك الإنهيار ، فيزداد رعبا و تغلي مراجل قلقه و توجسه التي كادت تذهب بعقله :
// الشاب ازداد جنوناً وهياجاً .. صخباً وضجيجاً .. اندفع ناحية الرجل الفظ هادراً :
- زوجتي .. أين زوجتي ؟! .. لماذا لم يتم إنقاذها ؟! .. هل دفنت تحت الرمال في النفق ؟! ..
أشاح الرجل الفظ بوجهه عنه .. ثم ركز عيونه التي تقدح شرراً في عينيه هادراً :
- لقد قلت منذ البداية أنها صفقة خاسرة .. بل خاسرة جداً .
- زوجتي .. أين زوجتي ؟! لماذا لم يتم إنقاذها ؟!
- زوجتك ؟! .. زوجتك لم يتم إخراجها من النفق .
- هل معنى هذا بأنها ماتت فيه ؟! .. هل كان من الصعب الوصول إلى مكانها ؟! ؟
- لا .. لا أيها الأبله .. أيها الأحمق ..
- لماذا ؟!
- ببساطة .. لأنها كانت في نفق آخر .. وكل ما في الأمر أن وصولها سوف يتأخر لبعض الوقت لأن العمل في جميع الأنفاق قد توقف عندما انهار هذا النفق فوق رؤوس العاملين ؟! //
و أخيرا يتم اللقاء ، لقاء اختلطت فيه المشاعر بين فرح و أسى فقد كانت الزوجة المسكينة في حالة يرثى لها :
// نظر الشاب ناحية المرأة المثبتة إلى اللوح الخشبي ، أنكر معرفتها ، هيئ له أنه لا يعرف هذا الوجه مطلقاً ، لم يلتق بصاحبته في يوم من الأيام .. ولكنه تدارك الأمر ، فإذا كان الأمر كذلك ، والمرأة ليست زوجته .. فلماذا طلبوا منه الحضور إلى هنا ؟! .. بينما المرأة كانت شبه نائمة .. فهي لا تبدي حراكاً .
تقدم الشاب متطوحاً ناحية المرأة التي جلست على اللوح الخشبي بعد أن فك الرجال وثاقها ، جلست مرهقة متعبة ، يسندها الرجال من الجانبين .. يساعدونها على النهوض عن اللوح الخشبي .
أحس الشاب بالدوار .. بالغثيان .. بالارتعاش . اقترب من المرأة ، دقق النظر إليها على الضوء الباهت الذي يصدر عن ذبالة الشمعة السيئة ، مال إلى الاعتقاد أنها زوجته .. دقق النظر أكثر .. تأكد فعلاً أنها زوجته .. تساءل في سره بمرارة بصوت هامس : ولكن .. ما الذي فعل بها كل ذلك ؟‍ //
و يختتم المبدع سليم روايته بمشهد حزين يرمز إلى كل الحزن الذي يعانيه مواطنو غزة هاشم ، مشهد الزوجة و قد فاجأها المخاض :
//أرجوك يا سيدتي .. أرجوك .. حاولي أن تساعديني .. أن تساعديها ..توجهت المرأة نحو بقية النسوة اللواتي ما زلن يثرثرن .. هتفت بهن .. استنجدت بهن لمساعدتها .. سارعت بعض النسوة بالاندفاع إلى المكان بعدما تلكأن قليلاً .. هالهن حال المرأة زوجة الشاب وما وصلت إليه الأمور ، ساعدنها على السير .. دخلن منزل جانبي .. اختفين بالداخل . وقف الشاب بباب المنزل جزعاً .. مضطرباً .. باكياً .. يروح ويجيء بعصبية .. ينتظر وضع زوجته لمولودها ، مولودهما الأول// .
و للخيبة الشديدة ككل الخيبات الفلسطينية الأخرى ، تلده ميتا :
// ناولت المرأة للشاب ما كانت تحمل بين يديها وهي مطرقة إلى الأرض .. هتفت بصوت هامس متهدج :- إنه طفلك يا سيدي .. إنه المولود . سيدي .. لقد ولد طفلك ميتاً !!! ..//
.
*****
من خلال سير السرد نتعرف على أسلوب حفر الأنفاق و تكاليفها و المخاطر التي يتعرض لها العاملون في حفرها ، و دخول عصابات تهريب المخدرات و الممنوعات طرفا فيها :
//فإن عملية حفر النفق قد تستغرق عدة أشهر ، وقد تكلف أكثر من خمسين ألف دولار ، أو مئة ألف ، وقد تكون أكثر من ذلك بكثير في بعض الأحيان ، وذلك حسب طول النفق وعمقه ، والنفق يحتاج في البداية إلى حفرة عمودية لتوصله إلى فوهة النفق قد يصل طولها إلى خمسة أو عشرة أمتار ، وفي أحيان كثيرة أكثر من ذلك ، باتساع قطره يزيد على المتر في بعض الأحيان ، وقد يصل طول النفق في بعض الأحيان أكثر من ألفي متر ، لكن الربح سيكون في النهاية مجزياً بشكل رهيب ..
- كم يبلغ تعداد الأنفاق تقريباً ؟! .
- حسب معلوماتي المتواضعة فهي قد تتجاوز الألف ، منها البسيط المتواضع ، ومنها العظيم الفخم .. منها ما يستعمل لمرة واحدة ، ومنها ما يستعمل لمرات عديدة .. بعضها للإيجار .. والبعض للبيع ، والبعض للتأجير لصفقة واحدة أو عدة صفقات...//
كما نتعرف على الآثار المدمرة التي يخلفها العدو الصهيوني بحجة القضاء على تهريب الأسلحة :
" كل ذلك التدمير التعسفي جاء تحت ادعاء العدو بوجود أنفاق لتهريب أسلحة من الجانب الغربي إلى المقاومة داخل رفح وباقي أرض الوطن .. وبناء على هذه الحجة ، تم هدم آلاف المنازل تمهيداً لتوسيع ممر " فيلادلفيا " إلى ما يقرب من خمسين متراً ؛. وفي بعض المناطق إلى مئة متر ؟! ."
*****
اعتمد المبدع علاونة في روايته على أسلوب سلس خالٍ من التعقيد و التورية و الترميز ، مستخدما الوصف التصويري البانورامي باتقان الفنان المتمرس ، سواء في تصوير الأشياء أو الأشخاص أو دواخل النفوس ، فيجعلنا نتخيل أننا أمام شاشة عملاقة تعرض فيلما سينمائيا ثلاثي الأبعاد ، و و قد أفاض الكاتب في إبراز قيمة الإنسان العربي التي بلغت الحضيض و على الأخص في أروقة الدوائر الحكومية و في مراكز الحدود ؛ كما فصِّل طويلا في وصف أعضاء عصابات التهريب و ملامحهم الإجرامية و على الأخص رئيس إحدى العصابات التي وقع في فخها الشاب و زوجته ..
و صفوة القول ، أنني وجدت نفسي أمام روائي متميز ، أنصح من لم يقرأ روايته "النفق" أن يبادر إلى قراءتها ، و من قرأها أن يعيد الكرة ليكتشف أبعادها و أهدافها الإنسانية..
أحيي الأديب سليم عوض عيشان علاونه ، و أهنئه لهذا العمل الفذ ، راجيا أنني تمكنت من عرض روايته بما تستحقه .
===============
* نزار بهاء الدين الزين
سوري مغترب
عضو إتحاد كتاب الأنترنيت العرب
عضو الجمعية الدولية للمترجمين و اللغويين العرب ArabWata
الموقع : www.FreeArabi.com
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف