الأخبار
"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّات
2024/4/19
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

من راشيل كوري الي نتالي أبو شقرا العالم مازال يؤمن بعدالة قضيتنا بقلم رائـــد أبـــــو دغيـــم

تاريخ النشر : 2009-07-13
بقلم رائـــد أبـــــو دغيـــم
أبو كـــرمــل

في مكان أنيق كـ هندامي باحدي أحياء غزة .... كان موعد ذو نكهة خاصة لما له من مذاق تحضيري مختلف عن كل الوصفات المتشابهه النكهة واللكنة - الانجليزية – التي مررنا بها اليوم من خلال لقاءات عديدة مع مؤسسات دولية ومحلية بهدف التشبيك والتواصل لدعم وتنمية المجتمع الفلسطيني بمحافظة دير البلح بتنفيذ جمعية شباب من اجل فلسطين .
نحن اليوم علي أعتاب فتاة غزية فلسطينية بحته من ام وأب لبنانيين كل ما يجمعنا بها هو حب هذا الوطن المتفرق دمه بين القبائل المناصرة والمحاصرة بكسر الصاد ....

نتالي ... فتاة لبنانية الجنسية ... فلسطينية الانتماء .... حملت بيدها اليمني هموم الوطن اللبناني في حرب تموز 2006 وصقلت شخصيتها ومواهبها من خلال العمل الطوعي تحت مظلة لجنة حقوق المرأة .... اليوم هي في غزة .
أتعرفون لماذا؟؟؟
لماذا جاءت بنت لبنانية عاشت طفولتها في دبي وأكملتها في لبنان وتخرجت من قسم الاجتماع والانثروبولوجيا من الجامعة الامريكية ببيروت الي غزة؟
أنا مثلكم كنت لا اعرف ... اليوم كان لقائي بها مفاجأ بصراحة كبيرة لم أتوقع ... هي قالت
الايدولوجيه الاممية
بأنها لا تؤمن بالعنصرية وتحارب كل نظم الابادة والتطهير والعزل والاحتلال من انسان الي انسان بناءا علي الدين أو اللون أو الجنس أو العرق بمعني آخر هذا نضال أممي وفكر سامي جدا قلائل جدا من هذا العالم ممن يفنون وقتهم في مثل هؤلاء الأمور ... تذكرت أممية جيفارا وودت لو كان يسمعني لقلت له ارقد بسلام ولا تخف هناك غواريون جدد ببزات جديدة وأفكار وأساليب جديدة أيضا يناضلون من اجل البشرية وانسانية الانسان
الانتماء الروحي
وقالت أيضا من عشقها لهذا الوطن وانتمائها الروحي له جائت مجازفة عبر الكيلومترات البحرية وتحديا للبوارج والزوارق الحربية الاسرائيلية ولم تخف حتي من زخات الرصاص اليومية التي تسمعها من خلال حملات المناصرة البحرية او البرية في بيت حانون هناك بجوار الموت والدم
الوفاء للماضي
وقالت ايضا بأن من علمها أبجديات الحياة والعلم والثقافة كانوا فلسطينين يعملون في مدارس دبي الاماراتيه حيث قضت نتالي أولي سنواتها العمرية السبع ... وأيضا لآن حياتها الاجتماعية ونشاتها في بيت جدها كانت أشبه بحياة اللاجئين الفلسطينين في المنافي البعيدة حول حدود الوطن والمنافي القريبة في حضن الوطن ...
احساسي
أما احساسي أنا هو اجابتي علي سؤالي نتالي أبو شقرا جائت هنا حاملة بيدها اليمني هموم لبنان تموز 2006 لكي تحمل بيدها اليسري هموم هذا الوطن بعد محرقة غزة 2009 وبهكذا تتعادل هيئتها وجسدها الرافض للظلم والاستبداد والتطهير العرقي جائت لتزداد اصرارا علي مقاومة هذا المحتل بوسائل نظيفة وطاهرة ... جائت لتخوض معنا حرب المقاومة المدنية ومعارك المقاطعه التجارية والفكرية والثقافية مع اسرائيل والعالم الداعم لها

لذلك نتالي الآن في غزة


نتالي كانت مجرد انسانه عادية طالبة جامعية تذهب لدراستها تعود تأكل تنام من التعب تصحو تدرس لليوم التالي تذهب للاستجمام ... الخ كثيرة هي النشاطات الحياتية التي كانت تمارسها قبل ان تاتي هنا .
اليوم نتالي هنا .... أتعرفون لماذا ؟؟
لآنها شعرت بالمسئولية الأممية والاجتماعية جائت لإعطاء الواجب الوطني والانساني وتسديد فاتورة الانسانية المستحقة عليها .... لم تنم نتالي بعد وجبه دموع كافيه لغسل أطباق وأواني المطبخ عندما شاهدت مظاهر الموت العلني والمباح علي شاشات التلفاز للأطفال والنساء والمدنيين والعزل ... نتالي شدت أحزمتها وعزمت السفر الي بلاد اللامنتظر كما وصفتها هي بمقالتها ... حيث لا كهرباء لا ماء لا غاز لا أمن لا غذاء لا طاقة لبطارية الهاتف النقال لا... لا..... لا..... بإختصار لا حياة .
اليوم نتالي في غزة منذ 6 اشهر او ما يزيد ... ماذا تفعل ؟
• باكرا في البحر ...تذهب مع الصيادين منذ الساعات المبكرة للصباح وربما احيانا بعتمة الليل .. هي ليست درعا بشريا بوجودها لن يطلق الجيش الاسرائيلي الرصاص عليهم كعادته وانما هي تخرج في مهمه أشبه بالجهادية او الاستشهادية ... هي أولا تعمل وفق ثقافة المناصرة البحرية (ان جاز لي التعبير) للصيادين وايضا توثق وهذا الأهم في حياة القضية الفلسطينية .. اللاتوثيق هذه الجريمة الأكبر من الجريمة المرتكبه لأننا نحن المنفذون لها بإهمالنا ... كثير من الحقوق ضاعت ومن القصص والحكايا التي بررها الجيش بكلمات قليلة وضاع منا الحق .
• متأخرا علي البر ... تساهم وتساعد في تشكيل قطاعات ومجموعات تعمل علي نشر ثقافة المقاومة المدنية بلا عنف والتي يعد أبرز أطروحاتها القائمة حملة مقاطعة المنتجات الاسرائيلية والمقاطعة الثقافية والأكاديمية ... تحاول جاهدة نقل الخبرات المكتسبة لديها من خلال تجاربها في حرب لبنان تموز ورحلة البر والبحر المريرتين .
علي البر أيضا هناك مناصرة برية هناك ببيت حانون مثلا أقصي شمال قطاع غزة حيث تستنشق دخانا ساما وتسمع أزيزا للرصاص وتأكل حسرة وقهر ... تتواجد نتالي بين السكان الغير آمنين لتمنحهم أمنا من نوع خاص ربما بطعم الخوف أو بنكهة القلق ولكن ذلك لا يهم بالدرجة الاولي ما يهم ان يشعر أولئك المنفيين عند حدود الموت يلامسون الشمس بأكفهم كل لحظة بأنهم ليسوا وحدهم ولن يكونوا كذلك .
عبر الفضاء ... هناك تشبيك وتواصل مع الناشطيين الدوليين بجميع أصقاع العالم هم أيضا يستجيبوا لتلك الأفكار اللاعنفية ويتبنون فكرة نتالي حول المقاومة المدنية بل ان اغلبهم اصبحوا – مجاهدين- في هذه المعركة


المفارقة الغريبة والقاتلة بصراحة
بعد ان تعرفت علي نتالي اللبنانية وبدأنا بالحديث كان صوت اليسا اللبنانية ايضا يصدح وجسدها يرقص في فيديو كليب وما ان وصلت نتالي الي المقاومة المدنية ومقاطعة البضائع الاسرائيلية ومنتجات الشركات والبلدان التي تدعم اسرائيل حتي جاءت اليسا وهي تحمل علبة كولا بيبسي .... فاجعة بكل المقاييس ...
من هنا جاءت فكرة كتابة هذا المقال لأن أوضح لكم نحن مغرمون بأناس بعيدون كل البعد عنا وربما يساهمون في قتلنا ونحن وهم لا ندري ولا نعرف ولا نقدر من جاء قاطعا بحورا وفضاءات يحمل روحه علي كفيه لنصرتنا ...
لو قلنا جدلا
كم عدد المستمعين لـ اليسا في غزة ؟ ... النتيجة بلا عدد
كم عدد الذين يعرفون نتالي أبو شقرا أو نيتا غولاني ؟؟ .... النتيجة لا أحد
الحكم .... ســـأتركه لك عزيزي القارئ

الي أهلي في قطاع غزة دعوني باسمكم أتوجه بالشكر ولعرفان الي نتالي ابو شقرا وكل رفاقها الذين جاءوا الي غزة برا وبحرا والي الذين لم يتمكنوا من القدوم ومازالوا علي تواصل معنا عبر الفضاءات الصافية كـ رسالتنا

ورسالتنا هي

الي جميع من عرفت ومن لم اعرف .. عندما تهم بشـراء منتج اسرائيلي أو أمريكي

تـــــذكـــــــــر

واحدا من أولئك الأعزاء الذين فقدتهم نتيجة الاحتلال الاسرائيلي
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف