الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

أبحت حياتي جحيما - قصة واقعية -بقلم: نزار ب. الزين

تاريخ النشر : 2009-03-25
أبحت حياتي جحيما - قصة واقعية -بقلم: نزار ب. الزين
أصبحت حياتي جحيما
قصة واقعية
نزار ب. الزين*

حدثني صديقي جمال فقال :
هل تتصور أن إنسانا ما يمكن أن تتحول عقائده من أقصى التطرف الديني إلى اقصى التطرف العلماني ؟

أي من النقيض إلى النقيض ...

أو كما يقول العامة من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب ؟

هذا ما حصل بالضبط بيني و بين صديقي السابق رضوان .

زاملته منذ بداية حياتنا الدراسية ثم ما لبثت زمالتنا أن تحولت الى صداقة حميمة ، فعلى الرغم من اختلاف مستوياتنا الاقتصادية و الاجتماعية فقد استمرت صداقتنا و بتشجيع من أهلينا ، كنت أزوره في المناسبات و الأعياد فتستقبلني أمه الأرملة و جدته العجوز بآيات الترحيب و التكريم و اذا ما زارنا فان والديّ ما كانا أقل ترحيبا به و تكريما له .

و كبرنا معا ، حصلنا على الشهادة الابتدائية معا و انتقلنا الى المرحلة الثانوية معا ، كان يمتاز عني في المجال الدراسي و كنت أمتاز عنه في المجال الاقتصادي ، الا أن ذلك لم يؤثر على علاقتنا ، كنا نلعب معاً و يشاركنا اخوتي أو اخوته أحيانا ، كنا ندرس و نذاكر معا ، و حين يحين وقت اللهو كنا نلهو معا ، الى السينما تارة أو ملاهي الأعياد تارة أو نشارك في الرحلات المدرسية تارة أخرى ، و التقطت لنا معا عشرات الصور في أعمارنا المختلفة ، و عند قيام المظاهرات – و ما أكثرها في أواخر عهد الانتداب الفرنسي – كنا نسير جنبا الى جنب و نهتف بسقوط الاستعمار بصوت واحد ، ثم حالما تنتهي المظاهرة نعود أدراجنا الى بيت أحدنا فنتحدث أو ندرس أو نلعب الورق .

و في الصفوف الأخيرة للمرحلة الثانوية أصبحنا متقاربين سياسيا أيضا و عملنا مع آخرين على تشكيل ندوة تهدف الى خدمة القضايا العربية .

و لكن في السنة الأخيرة و بدون ادراك مني للمقدمات تغيرت اتجهاته القومية إلى دينية حتى التطرف ، أما تفوقه الدراسي فقد أهله للالتحاق باحدى بعثات الحكومة الدراسية إلى فرنسا ؛ و ليلة وداعه تناقشنا كثيرا مع أصدقائنا المشتركين حول التيارين القومي و الديني فأكد لنا أنه يخطط لأن يكون داعية دينيا.

كتب لي الكثير في السنتين الأولتين من بعثته مؤكدا كل مرة خطه الديني و واصفا بفرح غامر ما يحققه من نجاحات و فجأة انقطعت أخباره .

و ذات يوم قٌرع باب منزلنا و لدهشتي الشديدة كان هو ، رحبت به كما رحب به جميع من في الدار و هنأناه جميعا لحصوله على درجة علمية متقدمة .

و بعد عدة زيارات فاتحني برغبته بمصاهرتي ، و أنه ينوي أن يطلب يد كبرى شقيقاتي ، و بدون نقاش قبل به والديّ صهرا و لم تعارضهما شقيقتي و تمت الخطوبة .

و لكن ما لبثت شقيقتي أن بدأت تتذمر من بعض تصرفاته و ذات يوم جاءتني غاضبة:

- (( صاحبك لديه صديقة فرنسية سوف يستقبلها غدا ، دعاني لمرافقته الى المطار فرفضت ! ))

صديقة فرنسية لداعية ديني ؟! تساءلت ، ثم عزمت على أمر .

منذ الصباح الباكر و بعد يومين اثنين قرعت بابه ، رحب بي و لم يملك الا أن يدعوني للدخول . و تحت ظلال ( الليمونة ) التي طالما تفأينا بظلها ، و على جانب البحرة الدافق ماؤها ، جلست فتاة في ريعان الصبا و في غاية الجمال مرتدية منامة بيضاء تشف عن صدرها العاري و ساقيها البضتين ثم قدمني اليها و قدمها اليّ فهي صديقته ( مونيك ) جاءت كسائحة و هو سيكون مرشدها السياحي !!!!!.

- أين الأهل ؟

سألته بعد أن لاحظت هدوءا غير عادي ...

- هم في مصيف( مضايا) لبضعة أيام . .

و بعد عبارات المجاملة انصرفت ، و قد اتضحت الصورة أمامي !

ثم بادر أهلي على الفور إلى ارسال هداياه القليلة التي قدمها لشقيقتي و إبلاغه و أهله أن الخطوبة قد فُسخت .

كان ذلك اليوم هو اليوم الأخير من علاقتي به التي استمرت خمسة عشر عاما أو تزيد ،

ثم علمت فيما بعد أنه تزوج ( مونيك ) و التي ما لبثت أن جرّته معها الى فرنسا !!

-----------------------------

* نزار بهاء الدين الزين

سوري مغترب

عضو اتحاد كتاب الأنتنرنيت العرب

عضو الجمعية الدولية للمترجمين و اللغويين العرب ArabWata

الموقع : www.FreeArabi.com

البريد : [email protected]
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف