الأخبار
بعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكريا بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيينمسؤولون أميركيون:إسرائيل لم تضع خطة لإجلاء المدنيين من رفح..وحماس ستظلّ قوة بغزة بعد الحربنتنياهو: سنزيد الضغط العسكري والسياسي على حماس خلال الأيام المقبلة
2024/4/23
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

صور .. باللون الأحمر بقلم:سليم عوض عيشان ( علاونه )

تاريخ النشر : 2009-03-22
صور .. باللون الأحمر بقلم:سليم عوض عيشان ( علاونه )
( صور .. باللون الأحمر )
" المجموعة الثانية عشرة )
بقلم / سليم عوض عيشان ( علاونه )
غــــــــزة الصمـــود
+++++++++++++++++++

( الصورة الأولى )
كان المقاوم يقوم بـ ( استراحة المحارب ) لعدة دقائق في زيارة خاطفة لمنزله القريب من موقع عمله في صد العدو .. استقبلته الأم والأب والجميع بالترحاب والعناق الطويل.. قاموا بتهنئته بالسلامة بعد غياب أكثر من أسبوع عنهم قضاه في أعمال المقاومة ضد العدوان الغاشم .. على عجلة قامت الأم بإعداد بعض الشطائر المتواضعة لابنها المقاوم مما تبقى من طعام لديهم بعد طول حصار وقتل وتجويع ، ما كادت تتناول بعض الشطائر لتقدم له بعضها ساخنة حتى كان النداء السريع الملح للمقاتل بضرورة التواجد حالاً في موقعه .. خرج مسرعاً من المنزل ملبياً لنداء الواجب دون أن يتناول شيئاً .. هرولت الأم خلفه تحمل بعض الشطائر وهي تنادي عليه وتلح بضرورة تناول شيء منها .. حمل الأب بعض الشطائر .. وأسرع ليلحق بابنه وزوجته ...
قبل أن تلحق به .. قبل أن تصل إليه .. كانت طائرة استطلاع معادية ترصده .. تقصفه بصاروخ .. يسقط على الأرض شهيداً .. تصل الأم إلى المكان .. تصاب بالدهشة لما حدث لابنها .. تقترب من الأشلاء المتناثرة ... تصرخ بصوت مدوٍ :
- ها أنا قد أحضرت لك الشطائر الساخنة التي تحبها .. هيا يا ولدي .. انهض لتتناول شيئاً منها .. أعلم بأنك لم تتناول أي طعام منذ أيام طويلة .. هيا انهض يا ولدي .. هيا .
أتاها الرد سريعاً .. بل سريعاً جداً .. طائرة الاستطلاع تطلق صاروخاً آخر نحوها .. تلقي بأشلائها إلى جانب أشلاء ولدها الشهيد .. تختلط الأشلاء الملتهبة بقطع الشطائر الساخنة ...

+++++++++++++++++++++++++++++++

( الصورة الثانية )
انهالت القذائف من حوله في كل ناحية .. معظم منازل الجيران سجدت على الأرض تشكو لله ظلم العدوان وجبروته .. قرر أن يفر من المكان الذي انتشرت فيه رائحة الموت التي تزكم الأنوف .. طلب من زوجته وأطفاله أن يستعدوا لمغادرة المنزل للفرار من الموت بأسرع ما يمكن .. أسرع الجميع بركوب السيارة .. قاد سيارته بسرعة للابتعاد عن القصف والتدمير .
اصطدم بسيارته في تل رملي صغير وضع على الطريق كحاجز ... فجأة أوقفه أفراد دورية معادية .. أطلقوا عدة صليات من أسلحتهم في الفضاء وباتجاه السيارة .. توقف عن السير .. اقترب منه أحدهم يبدو بأنه الضابط وهو يرغي ويزبد .. صرخ مزمجراً يسأله عن سبب خروجه بالسيارة .. أخبره الرجل بأنه يريد الابتعاد عن الموت .. عن القصف الذي طال كل البيوت من حول منزلهم .. خاصة وأن كل من معه هم من الأطفال والنساء .. ابتسم الضابط بخبث .. كفحيح الأفعى تمتم :
- حسناً .. أنت تريد أن تفر من الموت .. لا تريد أن تموت ؟؟!! .. حسناً .. سأجعلك تستريح أنت وأطفالك طويلاً .. انتظر قليلاً .. لكي أمهد لك الطريق !!.. لكي أزيل تل الرمال الذي يعترض طريقك ويمنع مواصلتك للسير !!..
أصدر الضابط الأوامر بإشارة معينة لـ " جرافة " كبيرة كانت تقف عن بعد .. هدرت محركات " الجرافة " وهي تقترب من المكان بسرعة .. وبسرعة أكبر .. كانت تحمل السيارة .. تلقي بها في حفرة جانبيه عميقة .. وتهيل عليها التل الرملي ؟؟!

+++++++++++++++
( الصورة العاشرة )
صرخ وبصوت تخنقه العبرات بالجندي الذي يحتجزهم منذ ساعات طوال :
- طفلي مريض .. مصاب .. ينزف دماء .. سيموت إذا لم نصل به إلى المستشفى .
قهقه الجندي الثمل بوقاحة وهو يدمدم :
- فليمت .. لتموتوا كلكم .. ليمت كل العرب ..
كان الجنود قد احتجزوا مجموعة من العائلات .. أطفال .. نساء .. عجائز .. أوقفوهم في العراء .. استعملوهم دروعاً بشرية بعد أن استعصى عليهم اقتحام أحد حصون المقاومة المنيعة ..
عاني الجميع شدة البرد.. الجوع .. العطش .. الخوف .. ساعات وساعات طويلة .. بينما القذائف والطلقات الرشاشة تنهمر من حولهم من كل الأنحاء .. الطفل يتلوى من الألم .. الأب يتلوى من الغيظ .. فالجنود لا يسمحون لهم بالتحرك من المكان .. يقتلون كل من يحاول فعل ذلك .. أو يصيبونه بإصابات خطيرة على أحسن تقدير .
عاد الضابط نحوهم بعد وقت طويل .. صرخ الأب بجنون :
- الطفل يموت .. أريد أن أصل به إلى المستشفى ..
صرخ الجندي بحمق :
- إذا أردت الذهاب به إلى المستشفى .. فلا مانع لدي مطلقاً .. ما عليك سوى أن تفعل أمراً واحداً ..
اندفع الأب بلهفة :
- أفعل .. أفعل كل ما تريد .. فقط .. دعني أذهب من هنا ..
- حسنا .. إذن عليك بأن تخلع ملابسك .. كل ملابسك .. قبل أن تذهب !!!
- الجو بارد جداً .. من المستحيل أن استطيع فعل ذلك .
- إذن .. لتبق هنا .. إلى الأبد ... ويموت الطفل ..
- حسناً .. سأفعل ما تطلب ..
- أوه .. لست وحدك ما ينبغي عليه أن يخلع ملابسه .. فكل هؤلاء عليهم أن يخلعوا أيضاً ملابسهم بالكامل !!
- كل هؤلاء؟؟!! .. مستحيل !!.. إن فيهم نساء ..وفتيات ..
- وهذا ما أريده بالضبط ؟!
كتلة لزجة انطلقت من فم الأب .. لترتطم في وجه الجندي ...
في اللحظة التالية مباشرة .. كان الأب وطفله يسقطان على الأرض مضرجين بالدماء ..
+++++++++++++++++++++++++++++++++
( الصورة المائة )
يدعي العدو بأنه يعطي إنذاراً مسبقاً لسكان المنازل التي ينوي قصفها بوقت كافٍ ..
____________________________________
الزوج كان قد اعتقل من قبل القوات المعادية إثر هجومها المباغت بوقت قصير .. الابن الوحيد كان قد استشهد وهو يدافع عن الوطن ويقاوم قوات العدو الغاشم الذي بدا يزحف على المناطق الآهلة السكان رويداً رويداً ..
لم يتبق في المنازل سواها والأطفال .. سرت همهمات بين الجميع عن نية العدو بقصف بيت إثر بيت .. تم قصف الكثير من البيوت على رؤوس أصحابها دون سابق إنذار ..
قذيفة صاروخية من ذات الوزن الثقيل كانت تسقط على البيت فتعصف به وتجعله أثراً من بعد عين .. لم تستطع فرق الإنقاذ الوصول إلى المكان لإخراج جثثت الشهداء من تحت الأنقاض ...
بيان عسكري من جيش الإحتلال النازي أعلنت في بيان رسمي .. أن الطائرات الحربية المقاتلة .. أسقطت قنبلة على منزل الشهيد والأسير بعد أن قامت بإعطاء السكان من النساء والأطفال مهلة لإخلاء المنزل قبل قصفه .. أتبع البيان بأن المهلة كانت عبارة عن عدة قذائف سقطت على البيوت المجاورة .. بدون إنذار ؟؟!!

+++++++++++++++++++++++++++++++++++++
( الصورة الألف )
تلوى الأطفال من الجوع .. العطش .. الخوف .. لم يتبق في المنزل كسرة خبز .. أو أي شيء من الطعام الأم لم تستطع أن تفعل من أجل الأطفال شيئاً .. خاصة وأن الأب ( خرج ولم يعد ) منذ بدء العدوان الغادر على القطاع .
بعد أن تضيق الأمور بالأسرة البائسة ترسل الأم بابنها الصغير لابتياع شيء من اللبن ( الحليب ) من منزل يبعد بعض الشيء عن منزل الأسرة لسد رمق الأطفال .. يحمل الطفل الصغير الإناء بيده .. يأخذ بالتنقل بين الأزقة والمنازل المتراصة .. يسير بحذر شديد ( الحيط الحيط ) كما يقولون .. يصل منزل الجيران الذي يبعد بعض الشيء عن منزلهم .. يسأل أصحاب البيت أن يبيعوه بعض اللبن .. يرحبون به .. يدخلونه المنزل .. يأخذ أحد أبناء أصحاب البيت بيد الطفل .. يتوجهان نحو " زريبة الماشية " الموجودة في " حوش المنزل .. يقوم الأطفال بـ " حلب الماشية " .. ووضع الحليب في الإناء الذي يحمله الطفل .. يمتلئ الإناء بالحليب .. يسعد الطفل .. فها هو قد وجد أخيراً قوت إخوته من الأطفال .. يحلو له أن يرتشف بعض الحليب من الإناء .. يضع الإناء على فمه بسعادة .. قبل أن تصل أي نقطة حليب إلى جوفه .. يحدث الانفجار والقصف الهائل ..
تختلط أشلاء الأطفال بأشلاء الماشية .. وثمة شيء من الحليب .. على فم طفل وجد رأسه بعيداً عن جسده ؟؟!!.

+++++++++++++++++++++++++++++++
( الصورة المليون )
انتشر الخبر في المنطقة انتشار النار في الهشيم .. خرج رجال المقاومة من أماكنهم المحصنة السرية لصد العدو ودحره ..
الخبر ذاع بين الجميع بأن العدو قد قام بإنزال " قوات كوماندوز " على شاطئ البحر .. وهو بصدد اجتياح المنطقة الواقعة على الشاطئ .. وصل جمع من رجال المقاومة نحو الشاطئ وهم يحملون أسلحتهم الرشاشة للتصدي للقوات الغازية .. ثمة جنود للعدو يطلقون النيران باتجاه الشاطئ والمنازل الواقعة بالقرب منه .. من خلف " تبة " صغيرة .. تل رملي صغير كان يشكل ساتراً لحجب جنود العدو عن أعين رجال المقاومة .. اقترب رجال المقاومة أكثر للقضاء على الجنود .. تقدموا بما فيه الكفاية ..
قصف مفاجئ بقذائف السفن والطرادات البحرية كان يعصف برجال المقاومة وبعض السكان الذين تجمهروا لاستطلاع الأمر .. قضى على المجموعة بالكامل والكثير من السكان العزل .. تطايرت الأشلاء في كل ناحية ..
مجموعة أخرى من رجال المقاومة تحاول التصدي لجنود العدو الذين ما زالوا يطلقون النيران نحو سكان الشاطئ .. القصف البحري المفاجئ يلحقهم بمن سبقهم.
أحد رجال المقاومة يتسلل ناحية الشاطئ .. يقوم بإطلاق قذيفة صاروخية ناحية مصدر النيران من وراء التلة الرملية .. يتوقف إطلاق النار بعدها نهائياً .. رجل المقاومة يتسلل للموقع ..
بعد لحظات .. يكتشف الجميع بأن الموقع الذي كان خلف التلة الرملية استعمل كمصيدة من قبل قوات العدو .. بعد أن أحضر المقاوم أحد جثامين الجنود الإسرائيليين الذين كانوا يتحصنون خلف التل .. والذي كان عبارة عن " رجل آلي " الكتروني ؟؟!!
+++++++++++++++++++++++
*** ولن تنتهي الصور .......
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف