العقدة الشاليطية بقلم: ليلى الفلسطينية

لم يخرج العالم من أزمته الإرهابية حتى هوى في مزالق الأزمة الاقتصادية فالولايات المتحدة الأمريكية 46 ولاية منها أصبحت تبيع ممتلكاتها في مزادات علنية لتسديد عجزها في الميزانية و إفلاس البنوك والمؤسسات الاقتصادية التي ألقت بجيوش من موظفيها إلى طوابير الإعانة الحكومية وبطالة وصلت لمعدلات هي الأعلى منذ الحرب الثانية العالمية وليس أهالي غزة فقط من بقى في الخيام بعد إن دمرت آلة الحرب الإسرائيلية ما نسيته 15% من المباني العمرانية فالأمريكان والبريطانيون أيضا نصبوا الخيام بعد إن أخذت منهم منازلهم لعجزهم عن تسديد ديون الرهن العقارية.
وإذا اقتربنا أكثر من منطقتنا العربية لا تقف بنا أزماتنا عند عتبات هبوط مؤشرات الأسهم المالية فهي تهوي بنا في عوالم الانهزامية عبر منابر إعلامنا الفضائية التي تعاملت بسطحية مع المستجدات الدولية واستمرت بالرقص على إيقاع هدم البيوت المقدسية وتتبع التحذيرات الغربية من مخاطر إيران النووية وابتعدت عن قضايانا الجوهرية وتناست إن إسرائيل أيضا في أزمة سياسية إلى جانب مشكلاتها الاقتصادية فهي في شبه عزلة دولية بعد مجازرها الفوسفورية ومع وجود الفاشي ليبرمان في وزارة الخارجية فان إسرائيل تعلن انتحارها سياسيا فأي مسئول غربي سيفكر مليا قبل مصافحته وديا وهنا نتساءل كيف سيستقبل مسئولينا العرب المطبعين وزيرا إسرائيليا يعيش في مستوطنة بالضفة الغربية ! كما أن القمة التي ستعقد في أواخر الشهر بعد المصالحات العربية إن لم يعصف بأجواءها الودية إصرار البشير على حضورها نكاية في المحكمة الدولية هل ستبقى متمسكة بمبادرة السلام العربية التي يعتبرها نتنياهو خطرا على الدولة اليهودية وطالب بتعديلها وطرحه لحلول تبادلية لأراضي من النقب وأحياء عربية بالمستوطنات في الضفة الغربية لنزع فتيل القنبلة الديموغرافية .. وما بال الأقاليم الأردنية التي ستشكل بمراسيم ملكية في غفلة إعلامية وبدعوى القبلية العشائرية بتلك الصفقة التبادلية وقيام كونفدرالية واستيعاب المهجرين من الأحياء المقدسية .. فهل ستعدل القمة القطرية المبادرة العربية كما فعل اوباما بتعديل أجندة حواره الإيرانية بعد زيارة هيلاري الأخيرة لإسرائيل ووصل به الأمر من التناقضية بان أعلن تجديد العقوبات لسنة أخرى علي الدولة الخمينية بعد أن اعتبرها تهديدا لبلاده استثنائيا.
ورغم أداء اولمرت السيئ في المسرحية بدعوى الإفراج عن شاليط من أيدي هنية وثبات المفاوض على الشروط الحمساوية إلا أن عقدة شاليط الاسرائيلية وضعت لمنع فتح المعابر الإنسانية وإدخال مواد البناء الأساسية وطالما بقى أسيرهم في حفظ وأمان وبقاء 50000 من أهلنا في الخيام فلا بأس ولا هوان ..ومن باب تحسين الشروط التفاوضية وأخذا بالابتكارات العلمية انصح الحمساوية باستنساخ أسيرهم لعلنا نجد لديهم الحمية لاسترجاعه اليوم قبل أن نبقى سنين تفاوضية وأهالي غزة حول أكوام بيوتهم الركامية نصبوا خيامهم منذ النكبة الأولية وتذهب مليارات شرم الشيخ السخية أدراج الرياح الموسمية لمصالحات عربية تدفع مصالحة فلسطينية ورغم أهميتها المحورية وان تمكن رئيس المخابرات المصرية من تسويق برنامج حكومتها التوافقية إلا أنها لن توفق لبدء الخطة إعادة الأعمار الدولية ويبقى الحصار أبديا .