الأخبار
بعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكريا بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيينمسؤولون أميركيون:إسرائيل لم تضع خطة لإجلاء المدنيين من رفح..وحماس ستظلّ قوة بغزة بعد الحربنتنياهو: سنزيد الضغط العسكري والسياسي على حماس خلال الأيام المقبلة
2024/4/23
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

قراءة في قصة " اسم على غير مسمى " للاديب " عدنان زغموت " بقلم:السيدة ليلى

تاريخ النشر : 2009-03-19
قرات العديد من قصص الاديب "عدنان زغموت" . وكان انطباعي منذ اول لقاء مع حرفه , البناء الفني المحكم للموقف الذي تناله الدراسة , يحاكـيه بكل موضوعية وحرفية تقول بذائقته الادبية الجميلة.

وقصة " أسم على غير مسمى " , هي قصة " موقف" وصورة حزن لفـتـنـي . فاردت ان اقف لحظة اخرى لا يسعها التعـلـيـق..عـل القراءة تخفف من وطأة ألـم " الشخصية / البطـل ".

"إن الكتـابة , هي , في ذكـر الإنسان شافية . إذا كانت تـتـأمـل ذاتها , وتكـشـف عن سوءتـها وأيضا , عن تخومها وصبوتها " نجيب العوفي " ..
ولذلك استوقفتني هذه الكتابة من خلال نص " اسم على غير مسمى" " , للاديب " زغموت " عند جملة من قضايا , سجلت نسبة رهيبة . من تدني العلائق الانسانية. وأيضا لانها اسقطت القناع عن اهم روافد هذا التدني وصادرت من" بهجة المتلقي " فرحته بلقاء الانسان بصورة اليمة ولكنها الحقيقة..

لقدأكـدت الدراسات النفسية والاجتماعية والمهتمة اساسا بالنفس البشرية على ان { الاشخاص المحبطين , بفعل القوة أو بفعل تردي طبيعي لفشل ما...لفشل المقاومة والاستمرارية...يخلقون شخصيات متعددة ومعادية في مجملها للواقع وللاخر...مما يؤدي في اغلب الاحيان الى انتكاسات تهدم الشخصية نفسها ومن حولها }

نقـرأ مع الاديب " زغموت" :
{ كان الحرمان نصيبه من نظرات الجنس اللطيف , فتضاعـف حقده عليهن وعلى من يقترب منهن }

لان { الجنسية غير الحية , تعبر عن نفسها من ثقـب الباب } " الفريدا شاعرة نوبل 2004
فكلمة " حرمان " ستهيكل حركة " النص" الداخلية في اتجاه عمودي / افقي .. / يؤسس لسيكولوجية معقدة, وتشخيص المشاهد نتيجة { حركة العين صوب الخارج أفقـيا } ونظرا أيضا لتوتر إيقاع الداخل للشخصية { تصبح الذاكرة , هنا , دالة على العين و ويطغى المشهد النفسي / المعقد / على المشهد الحسي } " نجيب العوفي "
اذن في أية خانة من الخانات يمكن تصنيف هؤلاء ؟؟وهل نسبر الاغوار لنتعرف على النفس ؟؟ هل نسقط القناع لنتعرف على ملامحهم ؟؟ ام نحيطهم بجملة من دراسات , حبراعلى ورق ونحتمي ببقاء " القـناع" ؟؟
نقرأ :

{ قال احد الجيران إ ن " رغيد " كان واعدا في طفولته , طموحا في دراسته . ونجح في الحصول على شهادة عليا في الاقتصاد }

ولأن الاكتئاب , كأب التردي النفسي { لا يعود , لميكانيزمات بيولوجية , يمكن بالتالي الشفاء منها , بتناول عقاقير طبية } "كريستيفا نصار " ..فان شخصية " رغيد" في القصة هنا, صنع , المعادلة الصعبة ب / طفولة ناجحة مستقرة تخلق تضادها بشخصية غير متوازنة على اعتبار ان الطفولة دائما – كمكان –زمني – يؤسس في أغلب الحالات , اذا كانت , مشتتة , يؤسس , لتردي الشخص وتخلخل نفسيته...ولكنها لم تكن مشتتة..
إذن ..

ماذا حدث للبطل" رغيد" ؟ وكيف انقلبت الصورة المشعة الى ظلمة حالكة ؟؟؟الى قهر اودي به الى تخوم لا قرار لها؟؟؟

اذا كان " فرويد " مؤسس الامكنة النفسية, ومفهوم " اللاوعي" المنظور اليه على انه { نظام , فإنه لا بد من التاكيد على أن " اللاوعي " لا مكان له, غير حاضر في اي مكان .} " حسن المؤدن "

اذن , في غياب زمنكة الالم , أين حدث ومتى ثقب الذاكرة ...؟؟؟؟

نقرأ مع الاديب "زغموت "
{ رياح التغيير الاجتماعي , لم تنل منه فظل اسير عذاباته التي رواها طويلا بماء شقائه}

كم هي صعبة , هذه الصورة , كم هي ثقيلة ..عند المتلقي...تقول بالاستمرارية في الانحدار..لدى " رغيد " بطل القصة..
لاحظ , هنا , هيمنة الزمان , في كلمة " طويل " تجعلنا نقف لنسأل : أين هو التكفل الاجتماعي ؟ دور الجمعيات ؟ المؤسسات المختصة؟ المجتمع المدني بكل تفريعاته وفئاته؟ أين هو بالمجمل , دور " الدولة" كركيزة تاسيسية لكل هذه الفئات؟...
إن اختراق الجمجمة { مستحيل إلا بالشاكوس او بطلقات الرصاص , العنف يستعمل هذه الطريقة , ويبقى..مشدوها لمشهد الجثث}

والعنف هنا, قد لا يكون ماديا.. كما عند صاحبنا " رغيد" إنه معنوي ب / غياب تام وكامل للاهتمام به , من طرف الاخر..

تُـفْـتـَحُ للمتلقي , نافذة امل بفرحة زواج "شخصية القصة " ونعيش معه حقوق الحياة العادية الطبيعية كحق شرعي يؤسس نظام الحياة وتفاعله مع كل مواطنها...
لكن...

سرعان ما تنغلق من جديد , هذه النافذة , بفعل "حتمية الطلاق " الذي , كان حاضرا ايضا في لاوعي "المتلقي" , ...نقرأ :
{ إن " رغيد" حاول الفرار من قسوته بالزواج..}
لاحظ , رجوع الذات الى طبيعتها وتقرير الانتماء والتفاعل مع الاخر ...ب"شرعية الزواج" كخلية منتجة ايضا للمجتمع.. لكنه يفشل في المرة الاولى والثانية والثالثة :
{ مرة اتبعتها ثانية وثالثة وهو الان بلا رفيقة ولا ولد}
والمرة الرابعة انفصام وخواء من جديد.
ربما لان الشخصية العدائية التي صنعها احتماء ترفض الاستقرار ..ترفض المشاركة ..نقرا مع الاديب "زغموت " :
{ الغريب في الامر ان الزوجات الثلاث هن من طلبن الطلاق او الخلع }

فالمباردة من " رغيد " هي انكسار لنجاحه , في الحصول على " الجنس اللطيف " , والابقاء تعذيب له ايضا / الطرف الاخر / الزوجة / ..


نلاحظ , بشفافية تكاد تنطق , توتر هذه الشخصية { مسكين رغيد هذا الساكن في الهذيان ومسكون فيه }

ماذا يمكن ان ننتظر من شخصية بهذا التوتر؟ ما هي الرؤية المستقبلية لرجل ينحدر في اتجاه الاسفل...؟؟

استدعى في خاطري هذاالموقف, بيت للشنفرى وهو يتنصل من قومه يقول:

اقيموا , بني أمي , صدوركـم
فإني , الى قوم, سواكم لأمـْيـَلُ.

ولنغير مع " رغيد " قوم ب" نفسي " والى نفسه سيرتد مقهورا بغياب الاخر وعدم تفهمة والاستماع اليه والاخذ بيده..
نقرا:
{ ظل رغيد يثرثر ويمضغ نتاج ظلال ظلاله حتى سقط يوما مغشيا عليه ويقبع الان في احد المصحات النفسية}

ولاننا مجتمع فطري ...نتوسد الهم ونتنهد لنزيل كل مسؤولية { عندما تاتي ذكراه يرثي اهل الحي لحاله ويقولون مسكين ذاك الرجل عاش وحديا , وسيموت كذلكـ ....}

كم هي قاسية هذه الصورة ؟, بذكاء ونظرة ثاقبة جدا نقلها لنا الاستاذ " زغموت" مصورا بدقة ما وصلنا اليه من انحدارات رهيبة كما جاء في السابق خصوصا ما تعلق بالعلاقة الانسانية...
عاش وحيدا ...مات وسيموت وحيدا ...

فالخيال { لم يعد ذلك الملاذ الذي يحضننا من قسوة النهار الطويل } ايفاني الروسي العجوز...

انها هذه القصة " القناع " هي قصة " موقف " تناولها الاستاذ " زغموت " ليكشف النقاب عن آثام كثيرة ..نستلذ بوجودها . ونحتمي بها كي لا تكشف تسوسنا وانهيار قيمنا وتعطيل حوارتنا ...نحتمي بشعارات واهية تصرخ باطلا...وهل يحجب فتاة الصراخ عين الشمس؟

استاذ زغموت اعتذر...كنت اود قول هذا كله في التعليق فلم تسعني الصفحة ...فكانت هذه القراءة المتواضعة التي اشهد لك فيها بحرفية الكتابة واناقة التعامل التي , تتوج به كتابتك صدقا وايضا قراءاتك لما نكتب

هي فقط اطلالة اخرى وجلسة ربما اطول .

لك مني سيدي بالغ التقدير والاحترام ..واذا خرجت عن مضمون القصة , فلتجد لي من فضلك عذرا ..انها اربكتني وتيقنت كم نحن بعيدون عن بعضنا البعض كمجتمع عربي مسلم ...عليه باعادة اوراقه ليسير خطوات الى الامام.

ولنا لقاءات اخرى بعون الرحمن

ليلى * عفوا احبتي على الاطالة او اذا كان هناك تقصير ما **
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف