الأخبار
ما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيلإسرائيل ترفض طلباً لتركيا وقطر لتنفيذ إنزالات جوية للمساعدات بغزةشاهد: المقاومة اللبنانية تقصف مستوطنتي (شتولا) و(كريات شمونة)الصحة: حصيلة الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة 32 ألفا و490 شهيداًبن غافير يهاجم بايدن ويتهمه بـ"الاصطفاف مع أعداء إسرائيل"الصحة: خمسة شهداء بمدن الضفة الغربيةخالد مشعل: ندير معركة شرسة في الميدان وفي المفاوضاتمفوض عام (أونروا): أموالنا تكفي لشهرين فقط
2024/3/28
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

دنيا الوطن تنشر بالتزامن مع حركة إبداع ترجمة تيسير نظمي لكلمة أوغسطو بول بيوم المسرح العالمي المقبل

تاريخ النشر : 2009-03-18
كلمة يوم المسرح العالمي
27/3/2009
بقلم : أوغسطو بول
ترجمة: تيسير نظمي

كل المجتمعات البشرية متفرجة في حياتها اليومية وتنتج عروضا في بعض المناسبات الخاصة بها. فهي متفرجة بحكم طريقتها في نظامها الاجتماعي وتنتج عروضا مثل هذه العروض التي جئتم اليوم لمشاهدتها.
فحتى لو لم تكونوا مدركين لذلك فإن العلاقات الانسانية تنتهج نظاما مسرحيا في استخدام الفضاء ولغة الجسد واختيار الكلمات وتنويعات الصوت وصراع الأفكار والمشاعر وفي كل ما نقدمه على خشبة المسرح و نعايشه في حياتنا. فنحن مصنوعون من المسرح. في حفلات الزفاف وفي الجنائز، نحن إنما نقدم عروضا وطقوسا وصلوات يومية على درجة من الألفة بحيث لا نكون مدركين أنها عروض مسرحية. ففي حفلات الختان ورشفات قهوة الصباح وفي تبادل التحيات وفي علاقات الحب وفي المشاعر والعواطف المشبوبة، في جلسات مجلس النواب وفي اجتماعات السياسيين، في كل ذلك نحن في مسرح.
إن أحد أهم وظائف فن المسرح هو أن يجعل لدى الناس حساسية إدراك بعروض الحياة اليومية التي يكون فيها الممثلون كذلك متفرجين والتي تتصادف فيها الخشبة مع أرض الواقع. فنحن جميعا فنانون وبعملنا للمسرح نتعلم كيف نرى ما هو واضح أصلا ولكننا بحكم العادة لا نستطيع أن نراه لأننا لم نتعود على أن نبصره. فما هو عادي بالنسبة لنا يغدو غير مرئي والاشتغال بالمسرح يضيء لنا خشبة الحياة اليومية .
في أيلول الماضي فوجئنا بكشف مسرحي ، نحن من كانوا يعتقدون أنهم يعيشون بأمان في عالم آمن رغم الحروب والتطهير العرقي والمذابح والتعذيب طبعا، وكل ما يحدث في أماكن بعيدة متوحشة ، ولذلك يعتقدون أنهم يعيشون بمنأى عنها ، بطمأنينة، بأمان على نقودهم المودعة في بنوك محترمة أو مستثمرة لدن تاجر شريف في السوق، فوجئنا عندما تناهى إلى علمنا أن تلك النقود أصبحت في خبر كان ولم يعد لها وجود.
كانت تلك الحقيقة المحزنة من صناعة بعض الاقتصاديين الوهميين و غير الفاضلين على الإطلاق. فلا هم كانوا محل ثقة ولا كانوا محترمين. وكل شيء غدا مجرد مسرح رديء بحبكة مظلمة ربحت فيها قلة من الناس والكثيرون منهم خسروا كل شيء.
فقد عقد بعض الساسة في الدول الغنية اجتماعات سرية عثروا فيها على بعض الحلول السحرية أما نحن المتفرجين فقد كنا ضحايا القرارات التي اتخذوها، وبقينا في الصفوف الخلفية من قاعة الفرجة.
قبل عشرين عاما قدمت للمسرح رائعة راسين (فيدرا) على خشبة ،في ريودي جانيرو ، فقيرة التجهيزات والإمكانيات: جلود بقر ومن حولها أعواد خيزران. وقبل كل عرض كنت قد اعتدت أقول لفريق الممثلين :" إن العمل الفني الذي أبدعناه يوما بيوم قد انتهى فعندما تعبرون من فوق هذه المطاريق لا يعود لأحد منكم الحق في أن يكذب، لأن المسرح هو الحقيقة المخبوءة."
وعندما نستجلي المظاهر فإننا نشاهد المستبدين والمضطهدين من الناس وفي جميع المجتمعات والمجموعات العرقية والطبقات الاجتماعية والطواقم نشاهد عالما فظا ظالما وغير عادل. لذلك يتوجب علينا أن نخلق عالما آخر لأننا نعرف أن هذا ممكن. ولكن الأمر راجع لنا إن كنا نود بناء هذا العالم بأيدينا وبأدائنا على الخشبة وفي حياتنا الخاصة.
فلتحضروا العرض الذي سوف يبدأ ، وعندما تعودون إلى بيوتكم مع أصدقائكم عليكم تمثيل عروضكم الخاصة لتنظروا إلى ما لم يكن بمقدوركم أن ترونه ، إلى ما هو واضح. فالمسرح ليس مجرد حدث بقدر ما هو أسلوب حياة. ونحن جميعا ممثلون. وأن تكون مواطنا ليس معناه أن تعيش في المجتمع بل أن تسعى لتغيير هذا المجتمع.
www.nazmi.org
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف