الأخبار
بعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكريا بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيينمسؤولون أميركيون:إسرائيل لم تضع خطة لإجلاء المدنيين من رفح..وحماس ستظلّ قوة بغزة بعد الحربنتنياهو: سنزيد الضغط العسكري والسياسي على حماس خلال الأيام المقبلة
2024/4/23
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الرحله رقم 514 بقلم:محمد ادريس

تاريخ النشر : 2009-03-16
الرحله رقم 514


عندما أعلن عن قيام الرحله رقم 514 المتجهه الى الكويت، حملت حقيبتي وتوجهت الى قاعة المغادرين حيث تجمع المسافرون استعداداً للاقلاع ، كانت القاعه ملئى بالركاب من كافة الجنسيات ومن مختلف الاعمار ، فقد كان الوقت صيفاً ، وموسم الاجازات قد قارب على الرحيل ،
بعد أن أنهينا اجراءات المغادره والتي استنفذت منا الكثير من الوقت والكثير من المعاناة ،ركبنا الحافلات الكبيره والمكتظه واتجهنا الى الطائره الرابضه بعيداً عن مبنى المطار ،
عندما وصلت كانت المقاعد قد شغلت بالكامل ولم يبق منها شاغراً الا العدد القليل ، ناولت تذكرتي الي المضيفه الحسناء التي كانت في استقبالنا ، فقادتني الى منتصف الطائره تقريباً ، حيث أشارت الى أحد الأمكنه وابتسمت ابتسامه ذات مغزى ،
كان هناك مقعدان احدهما شغلته امرأه بدينه في الخمسين من عمرها ، والآخر نصف خال تقريباً حيث فاض جسد المرأه السمينه عليه وحجبه حتى نصفه ،
جلست في الحيز الخالي بشق الأنفس ، وانا العن الحظ العاثر الذي قادني الى مثل هذا المقعد ، والى مثل هذا المكان ، حيث جارتي البدينه جداً ، تكاد تسد علي الفضاء ، وتكاد تكتم أنفاسي ،

تشاءمت من هذه الجلسه غيرالمريحه ، وشعرت بالضيق والغضب من هذا الوضع البائس ، ومن هذه المرأه التي تكاد تفيض علي لحماً وشحما ، خاصة وأن الرحله سوف تستغرق أكثر من ثلاثة ساعات متواصله ،
دعوت الله ان يساعدني ويخلصني من هذا المأزق الصعب ومن هذه الجلسه الخانقه ، وأن يجعل لي مخرجاً ،

قبل الاقلاع بقليل جاء احد المضيفين وسأل المرأه البدينه بعصبيه ونرفزه :

- من الحمار الذي اجلسك هنا ؟ انك تسدين باب الطوارىء !

ارتبكت المرأه وتلعثمت وهي تحاول الرد ، لم ينتظر المضيف ردها ، وامرها بان تنهض و تتبعه ، عندما خلا المكان منها ، تنفست الصعداء ، وحمدت الله كثيراً ، فقد اصبحت حراً طليقاً ، وصار باستطاعتي ان أجلس على راحتي وأمد أطرافي كما أريد ، بدون مضايقه ، وبدون ازعاج ،

أقلعت الطائره وظل مقعد المرأه بجانبي فارغاً ، دون ان يشغله أحد ، كانت فرحتي غامره ، وسعادتي لا توصف ، فقد خلا المكان ، وتغيرت الأحوال ، ولاول مره شعرت بأن الطائره واسعه ، وبالهواء بارداً ، وبالجو منعشا ،

" سبحان مغير الأحوال "

بعد قليل جاءت احدى المضيفات التي تقطر جمالاً ورقه واستاذنت بالجلوس ، قلت لها منشرحاً :

- تفضلي ، على الرحب والسعه

كانت تجلس بجانبي كالريشه أو كالنسمه ( على رأي محمد عبدالوهاب ) في ليالي الصيف ، كانت المضيفه الحسناء قمه في الجمال وغاية في الرشاقه ، كلما راحت أو جاءت أهدتني ابتسامه آسره ، وفاح شذاها فلاً وعطراً وياسمين ،

" شتان ما بين الثرى والثريا "

طيلة ساعات الرحله أخذنا بتجاذب اطراف الحديث الشيق في شتى مناحي الحياة ، حتي اصبحنا صديقين ، كاننا نعرف بعضنا بعضا منذ زمن طويل ، كانت سمراء فاتنه ، تكاد تفيض رقة وعذوبه ، وكأنها جاءت من كوكب آخر ،

خدمتني الظروف فقلبت حظي السىء مائه وثمانين درجه ، وجعلتني اتمتع بسفر مريح وهانىء ، واحظى برفقه جميله ورائعه ، بعد ان خيل الي أنني سأختنق في بداية الرحله ،

عندما ذهبت الى الحمام في آخر الطائره ، كانت المرأه البدينه تفترش المقعد الأخير لا يشاركها فيه أحد ، وتغط في نوم عميق .


محمد ادريس
[email protected]
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف