الرحله رقم 514
عندما أعلن عن قيام الرحله رقم 514 المتجهه الى الكويت، حملت حقيبتي وتوجهت الى قاعة المغادرين حيث تجمع المسافرون استعداداً للاقلاع ، كانت القاعه ملئى بالركاب من كافة الجنسيات ومن مختلف الاعمار ، فقد كان الوقت صيفاً ، وموسم الاجازات قد قارب على الرحيل ،
بعد أن أنهينا اجراءات المغادره والتي استنفذت منا الكثير من الوقت والكثير من المعاناة ،ركبنا الحافلات الكبيره والمكتظه واتجهنا الى الطائره الرابضه بعيداً عن مبنى المطار ،
عندما وصلت كانت المقاعد قد شغلت بالكامل ولم يبق منها شاغراً الا العدد القليل ، ناولت تذكرتي الي المضيفه الحسناء التي كانت في استقبالنا ، فقادتني الى منتصف الطائره تقريباً ، حيث أشارت الى أحد الأمكنه وابتسمت ابتسامه ذات مغزى ،
كان هناك مقعدان احدهما شغلته امرأه بدينه في الخمسين من عمرها ، والآخر نصف خال تقريباً حيث فاض جسد المرأه السمينه عليه وحجبه حتى نصفه ،
جلست في الحيز الخالي بشق الأنفس ، وانا العن الحظ العاثر الذي قادني الى مثل هذا المقعد ، والى مثل هذا المكان ، حيث جارتي البدينه جداً ، تكاد تسد علي الفضاء ، وتكاد تكتم أنفاسي ،
تشاءمت من هذه الجلسه غيرالمريحه ، وشعرت بالضيق والغضب من هذا الوضع البائس ، ومن هذه المرأه التي تكاد تفيض علي لحماً وشحما ، خاصة وأن الرحله سوف تستغرق أكثر من ثلاثة ساعات متواصله ،
دعوت الله ان يساعدني ويخلصني من هذا المأزق الصعب ومن هذه الجلسه الخانقه ، وأن يجعل لي مخرجاً ،
قبل الاقلاع بقليل جاء احد المضيفين وسأل المرأه البدينه بعصبيه ونرفزه :
- من الحمار الذي اجلسك هنا ؟ انك تسدين باب الطوارىء !
ارتبكت المرأه وتلعثمت وهي تحاول الرد ، لم ينتظر المضيف ردها ، وامرها بان تنهض و تتبعه ، عندما خلا المكان منها ، تنفست الصعداء ، وحمدت الله كثيراً ، فقد اصبحت حراً طليقاً ، وصار باستطاعتي ان أجلس على راحتي وأمد أطرافي كما أريد ، بدون مضايقه ، وبدون ازعاج ،
أقلعت الطائره وظل مقعد المرأه بجانبي فارغاً ، دون ان يشغله أحد ، كانت فرحتي غامره ، وسعادتي لا توصف ، فقد خلا المكان ، وتغيرت الأحوال ، ولاول مره شعرت بأن الطائره واسعه ، وبالهواء بارداً ، وبالجو منعشا ،
" سبحان مغير الأحوال "
بعد قليل جاءت احدى المضيفات التي تقطر جمالاً ورقه واستاذنت بالجلوس ، قلت لها منشرحاً :
- تفضلي ، على الرحب والسعه
كانت تجلس بجانبي كالريشه أو كالنسمه ( على رأي محمد عبدالوهاب ) في ليالي الصيف ، كانت المضيفه الحسناء قمه في الجمال وغاية في الرشاقه ، كلما راحت أو جاءت أهدتني ابتسامه آسره ، وفاح شذاها فلاً وعطراً وياسمين ،
" شتان ما بين الثرى والثريا "
طيلة ساعات الرحله أخذنا بتجاذب اطراف الحديث الشيق في شتى مناحي الحياة ، حتي اصبحنا صديقين ، كاننا نعرف بعضنا بعضا منذ زمن طويل ، كانت سمراء فاتنه ، تكاد تفيض رقة وعذوبه ، وكأنها جاءت من كوكب آخر ،
خدمتني الظروف فقلبت حظي السىء مائه وثمانين درجه ، وجعلتني اتمتع بسفر مريح وهانىء ، واحظى برفقه جميله ورائعه ، بعد ان خيل الي أنني سأختنق في بداية الرحله ،
عندما ذهبت الى الحمام في آخر الطائره ، كانت المرأه البدينه تفترش المقعد الأخير لا يشاركها فيه أحد ، وتغط في نوم عميق .
محمد ادريس
[email protected]
عندما أعلن عن قيام الرحله رقم 514 المتجهه الى الكويت، حملت حقيبتي وتوجهت الى قاعة المغادرين حيث تجمع المسافرون استعداداً للاقلاع ، كانت القاعه ملئى بالركاب من كافة الجنسيات ومن مختلف الاعمار ، فقد كان الوقت صيفاً ، وموسم الاجازات قد قارب على الرحيل ،
بعد أن أنهينا اجراءات المغادره والتي استنفذت منا الكثير من الوقت والكثير من المعاناة ،ركبنا الحافلات الكبيره والمكتظه واتجهنا الى الطائره الرابضه بعيداً عن مبنى المطار ،
عندما وصلت كانت المقاعد قد شغلت بالكامل ولم يبق منها شاغراً الا العدد القليل ، ناولت تذكرتي الي المضيفه الحسناء التي كانت في استقبالنا ، فقادتني الى منتصف الطائره تقريباً ، حيث أشارت الى أحد الأمكنه وابتسمت ابتسامه ذات مغزى ،
كان هناك مقعدان احدهما شغلته امرأه بدينه في الخمسين من عمرها ، والآخر نصف خال تقريباً حيث فاض جسد المرأه السمينه عليه وحجبه حتى نصفه ،
جلست في الحيز الخالي بشق الأنفس ، وانا العن الحظ العاثر الذي قادني الى مثل هذا المقعد ، والى مثل هذا المكان ، حيث جارتي البدينه جداً ، تكاد تسد علي الفضاء ، وتكاد تكتم أنفاسي ،
تشاءمت من هذه الجلسه غيرالمريحه ، وشعرت بالضيق والغضب من هذا الوضع البائس ، ومن هذه المرأه التي تكاد تفيض علي لحماً وشحما ، خاصة وأن الرحله سوف تستغرق أكثر من ثلاثة ساعات متواصله ،
دعوت الله ان يساعدني ويخلصني من هذا المأزق الصعب ومن هذه الجلسه الخانقه ، وأن يجعل لي مخرجاً ،
قبل الاقلاع بقليل جاء احد المضيفين وسأل المرأه البدينه بعصبيه ونرفزه :
- من الحمار الذي اجلسك هنا ؟ انك تسدين باب الطوارىء !
ارتبكت المرأه وتلعثمت وهي تحاول الرد ، لم ينتظر المضيف ردها ، وامرها بان تنهض و تتبعه ، عندما خلا المكان منها ، تنفست الصعداء ، وحمدت الله كثيراً ، فقد اصبحت حراً طليقاً ، وصار باستطاعتي ان أجلس على راحتي وأمد أطرافي كما أريد ، بدون مضايقه ، وبدون ازعاج ،
أقلعت الطائره وظل مقعد المرأه بجانبي فارغاً ، دون ان يشغله أحد ، كانت فرحتي غامره ، وسعادتي لا توصف ، فقد خلا المكان ، وتغيرت الأحوال ، ولاول مره شعرت بأن الطائره واسعه ، وبالهواء بارداً ، وبالجو منعشا ،
" سبحان مغير الأحوال "
بعد قليل جاءت احدى المضيفات التي تقطر جمالاً ورقه واستاذنت بالجلوس ، قلت لها منشرحاً :
- تفضلي ، على الرحب والسعه
كانت تجلس بجانبي كالريشه أو كالنسمه ( على رأي محمد عبدالوهاب ) في ليالي الصيف ، كانت المضيفه الحسناء قمه في الجمال وغاية في الرشاقه ، كلما راحت أو جاءت أهدتني ابتسامه آسره ، وفاح شذاها فلاً وعطراً وياسمين ،
" شتان ما بين الثرى والثريا "
طيلة ساعات الرحله أخذنا بتجاذب اطراف الحديث الشيق في شتى مناحي الحياة ، حتي اصبحنا صديقين ، كاننا نعرف بعضنا بعضا منذ زمن طويل ، كانت سمراء فاتنه ، تكاد تفيض رقة وعذوبه ، وكأنها جاءت من كوكب آخر ،
خدمتني الظروف فقلبت حظي السىء مائه وثمانين درجه ، وجعلتني اتمتع بسفر مريح وهانىء ، واحظى برفقه جميله ورائعه ، بعد ان خيل الي أنني سأختنق في بداية الرحله ،
عندما ذهبت الى الحمام في آخر الطائره ، كانت المرأه البدينه تفترش المقعد الأخير لا يشاركها فيه أحد ، وتغط في نوم عميق .
محمد ادريس
[email protected]