الأخبار
"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّات
2024/4/19
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الحوذي والحصان " قصة قصيرة"بقلم: محمد عبده العباسي

تاريخ النشر : 2009-03-16
الحوذي والحصان

ـــــــــــــ قصة قصيرة ــــــــــــــــــــ

جاب الحوذي شوارع الحي الذي تميز أهله بشئ من الثراء ، منذ الصباح الباكر ، لم يتناول سوي كوب من الشاي في مقهاه المعتاد ودخن سيجارته الأولي علي غير ريق ، هرش أم رأسه ورفع قبعته المصنوعة من القش فكأنما يحيي الحصان الذي ينتظره ..

الحصان بدأ السير قليلاً فقليلاً علي غير العادة لاحظ الحوذي ذلك ، القائم الخلفي الأيمن للحصان به عرج ، ثمة سرب من ذباب يحوم من حول جرح ، حط عليه وعلا كثيراً منذ لحظ ذلك ..

نزل الحوذي من مكانه فوق العربة ، مسح برفق مكان الجرح بقطعة من القماش البالي بللها بالماء ، ثم ربت علي ظهر الحصان بكفه العريضة وعاد لمكان جلوسه وجذب السرج برفق أيضاً وهو يأمر الحصان بالسير..

كان الحوذي في نحو الستين من عمره ، تسير عربته التي يجرها حصانه الأعجف بمحاذاة سور الحديقة الواسعة التي تتوسط الحي ونشرت زهورها عبقاً في الصباح ، وكان يسأل نفسه والحصان في آن واحد عن سبب عزوف الناس عن عدم طلبه لعمل شئ ، أو حمل أثاث لنقله من مكان لمكان ، أو لرفع أتربة حجارة أو مواد بناء ، أو حتي تحميل الرمل الأصفر..

كل هذا والحصان بين أونة وأخري يعتريه بعض وهن ، يقف قليلاً ، يصعد نظراته ناحية السماء المفتوحة أمامه ، ينظر للخلف كأنما يستعطف صاحبه ..

والحوذي هو الآخر يتطلع ناحية البيوت، ويري الصناديق البيضاء التي طالما حملها ملتصقة بالجدران العالية ويتصبب منها بعض الماء ، إنها أجهزة التكييف كما قال له الحارس الذي جلس بجواره ذات مرة وتبادلا معاً تدخين السجائر واتفق معه أن يصبح عيناً له وأذناً تسمع أي نداء حين يحتاج لخدماته أحد، مقابل نسبة من المال حرص الحارس علي تحديدها مسبقاً ثم تبادلا بعض النكات الخارجة ، فضحك الحارس كثيراً وبانت أسنانه البيضاء ، في الوقت الذي كانت امرأته منحنية تمسح درجات السلم الأخيرة فبانت سيقانها من الخلف كعمودين من بلور ..

عرف الحوذي من الحارس أسراراً جمة، لا يمكن أن يبوح بها دون مقابل ، قطعة من الحشيش أهداها له فتحت مكنون صدره المعبأ بالحكايات ، حفظ الحوذي أسماء نساء يرجعن للبناية كالسكاري قرب انبلاج الصباح ، ذكر له الحارس في ساعة تجلي أسماء رجال ممن تنشر صورهم في الصحف المحلية والعامة وقصصهم الخفية ..

استغرق الحوذي وقتاً طويلاً كي يميط اللثام عن الفم الذي لا يكف عن لوك الخبز وقضم قطع الخبز ، اكتشف بئر الأسرار تأتي منه معلومات بلا حصر ، وعاد الحارس يلقم الفم بسيجارة جديدة ولم يكف عن ضخ الدخان غليظاً في الهواء وهو يدس في صديريه الهدية التي تلمع في لفافتها الصفراء اللون ..

الحوذي بطبعه يتباهي علي كل أقرانه في المقهي بقصصه المثيرة التي يحفظها عن ظهر قلب ، فتحلق بمن يسمعها في عوالم بلا نهاية ، وكلهم يشنفون الآذان مسحورين بينما هو يحكي في فخار وكأنه أحرز قصب السبق .

الحوذي لا يمتلك من حطام الدنيا سوي بيتاً من الصفيح الصدئ ، له امرأة تلد كل مدة طفلاً ، لديه الآن سبعة ، كانوا قبلئذ عشرة ، مات ثلاثة منهم علي التوالي نتيجة الإهمال وسوء التغذية وأمراض أخري، لو عاش أكبرهم لأصبح في العشرين من عمره ..

تنهد الحوذي وهو يتذكرهم حتي كادت أن تطفر من عينه دمعة : ـ لو عاش أحدهم حتي الآن لحمل من فوق كاهلي عبئاً ثقيلاً لكنها إرادة السماء ..

نظر إلي جهة الخيمة الزرقاء التي تغطي الكون وتعلق بذكر بعض دعاء وآيات قرآنية حفظها في الصغر ..

تمهل الحصان في سيره قليلاً ، شعر الحوذي أن صاحبه في حاجة لأن يتبول ، سيقف به عند نهاية سور الحديقة، وسيقدم له شيئاً من البرسيم بدلاً من العلف الذي غلا ثمنه عن ذي قبل ، وأيقن تماما بأن أحداً سيطلبه بعد قليل ليحمل له بعض الأشياء ..

بال الحصان فأحدث في الأرض بحيرة ضحلة إلي جوار الرصيف ، بينما انتهي صاحبه من التبول أيضاً تحت ظل شجرة ، وانهمك الحصان في تناول ما تبقي من البرسيم والحوذي يخاطبه بأن المساء سيحمل له مفاجأة كبري ، علف كثير ومن نوع خاص كي يشد من عزمك ، ويقوي من بأسك. قال الحوذي وراح يدندن له بغناء لم يفهمه سواهما ..

عاد الحوذي يحادث نفسه عن سكان هذه البيوت ومدي الترف الذي يعيشون فيه ، ولكنه تذكر قول الحارس بأنه أحسن حالاً منهم وأهدأ بالاً من أكثرهم ، ويجب ألا تهمه المظاهر ، الحارس بالطبع لا يكذب فهو رجل أمين ، وعاد لقهقته بصوت مسموع..

عاد ليحادث نفسه ، ماذا لو أعمل حارساً أنا الآخر مثله ؟ سوف تتهيأ لي أسباب الرزق ، سأجلس طيلة النهار إلي جوار زوجتي أدخن النرجيلة ، سأغسل بعض السيارات ، سأتمتع بعطايا تتوفر دون أي تعب ..

نحي الفكرة عن رأسه سريعاً ، ووجد فيها شيئاً لا يليق به ، فهو منذ شبابه الأول كان بطلاً مغواراً وحياة الأبطال يجب ألا تنتهي بالركون إلي ظل شجرة كسلاناً أو اللوذ بباب بناية كحارس..

الحظ العاثر ملازمه منذ فترة لكنه يمتلك من الدنيا المباهج الكثيرة ، أهمها تلك الذاكرة الحديدية التي يتمتع بها ، القصص المثيرة التي يحفظها ، الخيال الخصب الذي يرسم له بدقة أشياء كثيرة ، حكايات عرفها منذ زمن ، كان يذكر أصحابه في الحرب التي خاضها ضد إسرائيل ، وكانت مسرحاً لبطولاته التي حكت عنها الصحف وقتها ، في الوقت الذي فر فيه كثيرين غيره من الميدان ، مازال يحفظ أسمائهم بكل تأكيد ، ويذكرها دون أدني خوف أو وجل ، بل ويشير علي كثير من الشرفات التي تحمل إعلاناتهم ولافتات أنشطتهم ، وأعلن في ساعة جنون أكثر من مرة استعداده لمواجهتهم إذا لزم الأمر ..

كان بعض أصدقائه يستشيطون منه غضباً ويلوحون له بإبلاغ الأمر لأصحاب الشأن فيؤذونه بفضل ما يملكون من شدة البأس والسلطان والجاه ، لكنه لم يكن يأبه ويردد دائماً بأن الله يمنح لمن لم يمت في الحرب عمراً طويلاً ثم يضحك مقهقهاً..

في بيته لا يملك الحوذي سوي سرير يسعه بالكاد مع زوجته التي ترهلت كثيراً ، وبعض أوان حصل عليها من زبون حن عليه قلبه ورق له بعد أن سمع منه مأساة فقده لثلاثة من أبنائه ماتوا تباعاً ـ كذب للمرة الأولي وهو يؤكد له بأنهم غرقوا في أثناء رحلة صيد بالبحر المالح وهم يسعون وراء رزقهم ـ صدقه الرجل ومنحه الكثير من الأشياء التي تحملها العربة علي ظهرها ذات يوم ، حتي الفراش الذي ينام عليه وهبته له امرأة تنازلت له عنه دون مقابل بعد أن ترملت وصارت وحيدة ولم تعد في حاجة له ، لكنه كان في حاجة لها :

ـ في الحلال ..

قال لنفسه وهو يتمني الزواج بها ..

مازال الحصان الأعجف يمشي الهويني وهو يجر العربة ، وسور الحديقة لم ينته ، دار الحوذي به من حول السور أكثر من مرة عله يلقي الحارس الذي اختفي :

ـ هذه هي المرة الأخيرة .

قالها وودع مدخل البناية التي كان وقف أمامها ينتظر ..

كان النسيم جميلاً ، راح يهفهف ويراقص قمصان نوم نسائية ملونة ، حمراء وزرقاء وصفراء ..

شدت انتباهه شرفة هذه الشقة التي حمل أثاثها علي عاتقه ذات ظهيرة قائظة ، وتذكرالمرأة الجميلة التي أنقدته أجراً جزيلاً بينما كان زوجها البخيل يتردد في الدفع ، لابد أنها تتذكره ، كانت معجبة بلون عينيه اللتين تحملان لون المروج الخضر ـ كانت قد همست لنفسها ، ولم يفهم هو ـ إنه يشعر بحاجة لبعض الماء ليروي ظمأه ، كان عصير التفاح الذي قدمته له لاذعاً ولازال طعمه في فمه ، تذكرجيداً قوامها الممشوق وملابسها المثيرة ، كان يحمل قطع الأثاث بشئ من القوة حتي إذا جاء الدورعلي حمل أخشاب السرير شعر بقواه وقد خارت قليلاً ، ولكنه وبشئ من المتعة والتلذذ أحس بأحلام غريبة حملته إلي غرفة رائعة..

كان الزوج منشغلاً في حديث تليفوني ، ثمة شاب راح يلملم كل قطع من الأثاث ويعيدها إلي سيرتها الأولي ، بينما الحوذي لم يغض الطرف عن المرأة وجسدها يتراقص بداخل كأس العصير ، حتي تجرأ وطلب كوب ماء ..

راح يتلصص علي المرأة وصورتها تنطبع علي المرآة المقابلة تزلزل كيانه بخطواتها ، ورأي نفسه يقف مشدوهاً أمام جمالها الذي جرفه كالتيار و خلب عقله ، وجعله يقف علي رجليه مثل حصان جامح ألجمه علي الفور صوت الزوج وهو يقدم له سيجارة ..

ـ لابد أنها أمضت ليلة رائعة ..

قال وهو يتذكر الرجل الذي يشبه الثور وهو يحتويها بين أحضانه وقضي معها لحظات هانئة ، ليلتها حاول هو مع زوجته لكنها أبت وراحت تغط في نوم عميق وتركت له الفراش واحتضنت أحد أطفالها ..

مازال الحصان يجر العربة ، والعربة خالية تماماً إلا من حبل طويل ، ومقطف فارغ ..

هاهو ظل بناية عند ناصية يهفهف فيه الهواء المنعش ، لابد من اللجوء إليه سعياً للراحة وليكن مايكون ، جاءه صوت زوجته وثرثرتها التي لا تنقطع مؤكداً بأن عليهم جميعاً أن يتناولوا الطوب ويسفوا التراب إذا عنّ لهم العيش في كنفه ، أو يلقوا بأنفسهم في البحر إذا شاءوا رضوا واستكانوا .

تحرك قليلاً في نومته فوق كرسي محطة الباص الذي جعل منه سريراً ، الباص لم يعد يعمل ، بعد أن ألغت الحكومة خط سيره منذ عام مضي ، الخشب الطولي الذي يشكله أقلق مضجعه وأوجع ظهره كثيراً، وصوت زوجته مازال مثل وشيش البحر لا ينقطع ، لا شئ يشغله الآن سوي أن يشعل سيجارة ..

تحسس جيبه الخاوي تماماً من النقود ، وجد فيه سيجارة يتيمة ضامرة ، أشعلها بثقاب بلله عرق من صدره ، قال لنفسه لو كانت معي نقوداً لأشتريت علي الفور علبة سجائر جديدة من " السوبر ماركت " القريب ، أو كنت تناولت زجاجة من " البيبسي" أروي بها عطشي.

هز رأسه موقناً بأن الرزق لن يفوته وبأن الله لن يخذله أبداً ، فالصغار في حاجة دائمة لأبٍ سعيد وأم من حديد ..

عاد لجلسته علي ظهر العربة وأمسك بالسوط وبدأ الحصان يجرها وهو يئن ، تخيل الحوذي وقد تحول لسان زوجته إلي سوط أطول مما في يده ، راح يلهب ظهره ويسوقه بلا هوادة ، بينما هو كالحصان يفر من أمامها إلي حيث فلاة بلا نهاية ..

انتهت السيجارة علي الفور فألهبت طرفي السبابة والوسطي دون أن يحس، رمي بها فوراً علي الرصيف المقابل فأشعلت النار في كومة ملقاة من الورق ..

النهار عبر انتصافه ، فضاق صدره ، وانتابه شعور بالتذمر ، تحسس جرحاً قديماً في رجله ، وجعل يفكر جيداً في أمر شغل رأسه مؤخراً وهو العمل حمالاً في الميناء ..

في الغد القريب سيودع تلك المهنة ، سيبيع العربة والحصان ، سيحول عائدهما لأساور من ذهب يحلي بها رسغي زوجته ، وسوف يثقب لها أذنيها لتضع فيهما قرطين علي شكل مخرطة الملوخية لحين إعلان الحكومة عن وحدات سكنية جديدة تحتاج بالتالي لمقدم حجز وأثاث جديد ..

الشمس ازدادت قسوتها ، وقبعة الحوذي تخللتها حرارة وضوء ممتزج بها ، والحصان يجر العربة في وهن ..

ـ سأعمل حمالاً في الميناء من أول الأسبوع القادم ، لابد أن أعرض الأمر علي زوجتي ، بالطبع لن تمانع ، ستفرح كثيراً وستشتري الأساور الذهبية لتثير بها غيظ جارتها طاغية الجمال التي تسكن في بيت من الخشب ، مدهون بعناية بأصباغ ، في سقفه مروحة بثلاث ريشات تظهر من النافذة الزجاجية ، وعلي السطح طبق للقنوات الفضائية يأتي لها بالأفلام التي تحكي لها عنها، وأغنيات يتناهي إليها صوتها من بعيد ..

مسألة الأساور الذهبية سوف تثير حفيظة المرأة بالطبع ، وامرأة الحوذي لا تهنأ بالاً وهي تري المرأة في كل يوم تلقي بماء استحمامها أمام البيت الحشبي فتجلب نسيماً معطراً يراقص قمصان نومها الملونة ، المرأة طاغية الجمال تحلم كما قالت لامرأة الحوذي في ساعة صفا بأنها تود لو تنجب صبياً ، بعد ثلاث بنات ، سألتها في نفس ساعة الصفا بأن تشرح كخبيرة كيف السبيل لذلك ؟ امرأة الحوذي بفطنتها وغريزة الأنثي فيها تتصنع الدلال تارة ، وتارة أخري تحكي بغنج عن اللحظات المثيرة ، وتمط شفتها السفلي وترفع حاجبها الأيسرعجباً ثم تشير للسماء ..

في الليل حين عاد الحوذي خالي الوفاض لزوجته ، رأها متنمرة له وعلامات الغضب ترتسم علي ملامحها ، سنحت لهما الفرصة للإختلاء ببعضهما البعض لأول مرة منذ زمن ، غازلها بعبارات مديح وضمها لصدره فأزاحت ذراعه وراحت تتدلل ، وعرض عليها الأمر ، فرحت وهي تري الفرصة التي انتظرتها طويلاً سانحة للثأر من المرأة الجميلة ، ثم راحت تسأله هل شاخ وبلغ من العمر عتياً ؟

نفي ذلك وبيّن لها استعداده لإثبات قوته وبأنه لم يزل شاباً ، لم ينم بعدها ، بل ظل القلق يساوره في حين علا صوت غطيط امرأته..

تذكر أول المساء أقرانه وهو يجالسهم في المقهي الذي يرتاده وقد انقسموا من حوله ، البعض سخر منه وردد كلمات حطت من شأنه ، والبعض الآخر نفر منه ووصفه بأنه لم يحفظ ميراث الأهل ، أما النفر الباقي فتساءلوا في فم واحد عما سيفعله مستقبلاً وقد طعن في السن وبلغ الستين ..

قدم صاحبه الأثير فبادره بالتحية ثم لزم الصمت والتقط لي النرجيلة وراح يمج بعد ذلك دخاناً كثيفاً بينما هو اكتفي بسيجارة محشوة بالحشيش إلتقطها من جيب صاحبه ، وقال له وهو يشعلها بقداحته " الرونسون ":

ـ لا شئ يهم ، أشعلها يارجل ، كل نار تصبح رماد ..

وجاء صوت أم كلثوم من المذياع يغني ...

** ** **

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

محمد عبده العباسي

بورسعيد / مصر
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف