الأخبار
سرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيل
2024/3/28
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

ألف قبلة ياقدر بقلم :ناريمان شقورة

تاريخ النشر : 2009-03-16
في أحد الليالي القارصة في برودتها ، وأشد أيام الشتاء مطراُ ، كان يمشي في شارع خالي من البشر والسيارات التي تتجنب الخروج مساءً أثناء المطر تجنباً لحوادث الطرقات ، مرتدياً معطفاً طويلاً محتمياً بمظلة ، حاملاً حقيبة دفاتر وأوراق كتب فيها أجمل قصائد الحب بمختلفه ( عشق المرأة – حب الوطن – حب الأم –حب السلام) كونه أديباً مغترباً عن وطنه الذي يعيش حرباً ، وإذ به يسمع صوت خطوات تلاحقه ، فالتفت ليرى جميلة أثارت انتباهه ، فتوقف حتى أصبحت على مقربة منه ، وقد ظهر جلياً تلون خديها بالوردي مابين حرارة اكتسبتها من الهرولة في تجاهه وبين خجل واضح ، فقالت بمنتهى الأدب :
" أ استطيع الاحتماء تحت مظلتك "
واحتمت معه تحت مظلته ، تلك الفتاة بنت العشرين عاماً ببراءةٍ لا يمتلكها إلا الأطفال ، ومن هنا بدأت أروع قصص العشق
توجهت ملك لوالدها تسأله عن الفقرة السابقة والتي قرأتها في مكتبته القيمة المكتظة بالكتب المختلفة ، والتي اعتادت في نهاية الأسبوع أن تقضي ثلاث ساعات تطلع فيها على ما يلفت انتباهها ، وقد وجدتها بين الكتب السياسة تحت عنوان ألف قبلة يا قدر ، مما أدهشها.
ابتسم محمد الملقب أبو بكر الوالد العراقي لملك وقال لها ، تلك المرأة هي عشيقتي وحبية قلبي نضال ، أم لأجمل طيبة عراقية في لبنان ، حيث تعرفت على نضال في بداية الثمانينات وكانت العراق تشتعل حرباً مع إيران ، والتقيتها في أجمل يوم ماطر في حياتي ، وأبدا لا يغيب عن ذهني ذلك اللون الوردي الظاهر على وجهها رغم الظلام وهي تحتمي بجانبي تحت المظلة التي لازلت احتفظ بها فقط من اجل نضال تلك الفتاة البريئة ، التي أصرت دعوتي إلى بيت أهلها في مخيم صبرا وشاتيلا ، بعد الحديث الرائع تحت المظلة ، وذلك هو اليوم الوحيد الذي تمنيت أن يستمر هطول المطر فيه ، وان تطيل المسافة ، وذهبت معها واستقبلتني تلك الأسرة الفلسطينية البسيطة أروع استقبال خاصةً ، وان شعورنا بالغربة والشتات وقسوة الحرب كانت مشاعر مشتركة ساهمت باقترابنا من بعض .
" الله ، إذن هذه هي قصة معرفتك بأمي يا أبا بكر" قالت ملك ، رد أبو بكر نعم يا صغيرتي يا طبيبة المستقبل أنت ثمرة تلك القصة الجميلة
ملك : إذن لماذا تمنعني أبي من الاقتراب من الشبان ، رغم أننا في لبنان والاختلاط أمر اقل من عادي ، وأنت مدرك أني في السنة الأخيرة من الطب مهنتي في المستقبل ستحتم علي الالتقاء بالرجال؟؟؟ ما دمت قد أحببت لماذا تمنعني عن الحب؟؟؟؟؟؟
أبو بكر : الحب شعور ينبع من داخلنا يحمل مجموعة من المشاعر المختلطة بين الخوف على المحبوب و الاشتياق و الغيرة ومحاولة منع الأذى عنه والمحافظة عليه كما الرغبة أيضا، ويختلف البشر في التعبير عنه باختلاف ثقافاتهم وتربيتهم وعقولهم.
أبو بكر: " وهنا يا بنتي ، مهما كبرت ونضجتي ، فأنت صغيرتي ، وحرصي عليك لا يرتبط أبدا بثقتي فيكٍ ، فهي كبيرة .
تبتسم ملك وتهز برأسها، يستطرد الأب كلامه :
" ثم إني يا ابنتي ، لم انتظر أن أواعد أمك ، واخرج معها، تقدمت لخطبتها بعد زيارتين لأسرتها، ولأنهم يشترون رجلاً لا جاهاً ولا مالاً ، اختاروني زوجاً لابنتهم التي يتسابق عليها أبناء المخيم ، كما جيرانهم من اللبنانيين لما اتصفت به من جمال وحسن خلق رغم سوء ظروفي وغربتي في وقتها .
أبو بكر: " لست بحاجة يا ملك أن الفت انتباهك لمبتغى الشباب من البنات هذه الأيام ،وأساليبهم المختلفة من كلام جميل وادعاء النخوة وتقديم الهدايا وطلب المواعيد بحجة التعارف عن قرب وغيرها......... ، وثقٍ تماما أن من كانت نواياه صادقة مهما اختلف الزمن وتطور ، لن يسلك إلا الطريق المؤدي إلى باب منزلك منزل اهلك
ملك : يا اااااااه يا أبي ، كم تملك من الحكمة.
أبو بكر : بل هي التجارب والسن كما أن الغربة مدرسة بحد ذاتها
ملك : " حسناً والدي الرائع ، لم تخبرني هل كنت ستكتب قصة ، أم ماذا يا أديبنا؟
أبو بكر : شعر ، ونثر وقصة لأجل فلسطين وبنات فلسطين وعيون نضال ، ولن يكون عنوان هذه المجموعة إلا ( ألف قبلة يا قدر)
فشكرا لذلك القدر ، وألف شكر للمطر ، وتحية لتلك المظلة
ملك : " الله يا والدي كم تحب أمي !!!!"
أبو بكر: " وكيف لا ، وهي الجميلة البريئة رفيقة الدرب ، شريكة العمر على السراء والضراء ، كيف لا وقد جمعنا قدر واحد ومصير مشترك، كيف لا وقد جمعتنا قضية واحدة حروب واحتلال وغزو وظلم وقصف ودمار ، على ارض تحمل كلينا وشاركتنا من ذلك المصير .
يواصل حديثه: " لم يوقفني عن الاستطراد في الكتابة إلا الحرب الأخيرة على غزة ، والظروف الصعبة التي يعيشها العراق الحبيب "
ملك : ومن يعرف ، ربما تكملها في عراقنا الذي أتوق إلى التعرف عليه .
بقلم :
ناريمان شقورة
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف