الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

مهرجان الأردن ومزرعة الحيوانات بقلم:منير مزيد

تاريخ النشر : 2008-07-04
مهرجان الأردن ومزرعة الحيوانات
منير مزيد

يعتقد البعض أن موقف النقابات الأردنية التي طالبت بمقاطعة مهرجان الأردن بذريعة التطبيع مع الكيان الصهيوني وبأنه يتم تنظيمه من قبل شركة ببلسيز الفرنسية التي "نظمت احتفالات العدو الصهيوني بمناسبة مرور ستين عاما على اغتصاب فلسطين" قرارا وطنيا إلا أن وزارة السياحة نفت بأن اهداف المهرجان " التطبيع مع الكيان الصهيوني" وأن الجهة المنظمة هي هيئة التنشيط السياحي الأردنية دون غيرها، بالتعاون مع شركة " ليه فيزيتور دو سوار " الفرنسية والتي تتولى فقط الاتفاق مع المطربين العرب والأجانب بينما التعاقد مع الفنانين لا يتم إلا مع هيئة تنشيط السياحة.
أنا هنا سأتحدث لست كمراقب أو كصحفي متابع وأنما كتجربة شخصية حصلت معي مع تلك النقابات ودورها في هندسة الخراب .

حين عودتي من غربة دامت أكثر من 20 عاماً أردت وضع خبرتي في أحداث حراك ثقافي فتقدمت بمشروعي لوزارة الثقافة في الأردن إلا انها رفضت منحي تراخيص بانشاء مثل هذا المشروع لهذا غادرت الأردن في البحث عن مكان أستطيع فيه تنفيذ مشروعي ووجدت في قبرص المكان المناسب لهذا المشروع . عدت إلى الأردن لزيارة الأهل واجراء الاستعدادت للهجرة والاستقرار في قبرص.

خلال زيارتي تحدثت عن مشروعي لبعض الأشخاص من الأردن أبدوا رغبتهم في مساعدتي بالحصول على التراخيص اللازمة لانشاء مشروعي في الأردن. وبالفعل هذا ما حصل وحين جهزت الامور كاملة استعداداً للتنفيذ فكرتي وتم إنشاء مهرجان أوديسا للإبداع الشعري والالتقاء الحضاري ليكون هذا المهرجان البذرة الأولى والانطلاقة لحوار عالمي و تعريف الاخرين بغنى حضارتنا بدأت تشن علينا حربا لا اعرف أسبابها ومن هي تلك الجهات .

وكانت بوادر هذا الخراب ما قامت به جريدة "العرب اليوم" حين نشرت خبراً غريبا تقول فيه الصحيفة: مهرجان دافوس الثقافي سيقام في البحر الميت تم إلغاؤه وإن القائمين على هذا المهرجان قد تلقوا مبلغ ثلاثة ملايين وثمانمئة ألف دولار أمريكي من أجل تنظيم هذا المهرجان فلم أكن أدرك أننا نحن المعنيون بهذا الخبر حتى فاجئني الصحفي تيسير نظمي والذي يعمل في جريدة الأنباط في قسم الترجمة ليسألني ما هو ردي على ما ورد في صحيفة " عرب اليوم " فقلت له ما علاقتنا بهذا الخبر؟ فقال: إن من قام بنشر هذا الخبر زميل له وأخبروه بأن المعنيين بهذا الخبر " مهرجان أوديسا " وبعدها بدأت حملات التطرف والتعصب بالهجوم علينا واتهامنا بأننا نتعامل مع أعداء الأمة وبعد ما نشرت صحيفة "عرب اليوم" الخبر تفاجئنا بزيارة (عبد الله حمّودة) ممثل عن رابطة الكتاب الأردنيين ليأتي إلينا هذا الرجل ليمارس دور المحقق الأمني والغريب في الأمر وهنا أتساءل من أعطى هذا الرجل الحق ليحقق معنا؟! فنحن كأردنيين لا يحقق معنا إلا جهات أردنية مختصة من قبل الدولة الأردنية إن كان لا سمح الله عندنا شيء مخالف للتعليمات المتعامل فيها أو اللوائح القانونية المعمول بها في الأردن.

بدء مندوب رابطةالاردنيين باسئلة استفزازيه حيث بدء سؤاله الاول: لماذا اخترتم البحر الميت لإقامة الفعاليات وتحديدا في فندق الموفنبك أولا تعرفون ان هذه المنطقه مشبوهه لانه قد أقيم فيها مؤتمر دافوس الاقتصادي؟؟!! مما أثار غضبي واجبته حينها ومتسائلا: كيف تتجرأ على القول بأن منطقة البحر الميت هي منطقة مشبوهه؟ فالكل يعلم انها منطقة أردنيه تخضع للسياده الأردنية الكامله ويرتفع على فندقها علم الأردن. وبالنسبة لنا كل أراضي الأردن هي عزيزة علينا وغالية فلا نفرق بين العقبة والبحر الميت أو عمان أو أي قرية أو مدينة أردنيه.
.
وحين سألني عن التمويل فقد أخبرته: بأن تمويلنا ذاتي ومن مالنا الحر ولدينا كل المستندات التي تثبت ذلك وان رغبت بالإطلاع عليها فلا يوجد لدي أي مانع من ذلك ورد قائلا لاحاجة لهذا الأمر لأني سأخذ كلامك مصدر ثقة. وقد طلبت منه المساعده من أجل إبراز وجه الأردن الحضاري المشرق بدلا من ان ياتي إلينا كمحقق أو إطلاق الشائعات. ورددت مقولة كنت دوما أرددها وفي كل مناسبة: ان أبواب أوديسا مفتوحة للجميع واننا مستعدون دوما للحوار والإستماع ولإيجاد أرضية مشتركة نتفق عليها وكذلك حل أي أشكاليه خلافيه عبر الحوار والتفاهم .

وبدأت اتعرف على هؤلاء " البلطجية" فردا فردا .. أقولها للتاريخ : هؤلاء لا ذمة لهم ولا اخلاق واشبه بعصابة تمارس العهر السياسي والثقافي والاجتماعي ويتاجرون بكل القيم ببساطة
مجرد " دكاكين" وحقائب والسلعة هو الانسان العربي الغارق في الفقر والجهل ويعيش تحت القمع والاستبداد . فهؤلاء يستخفون في عقول المواطنيين من خلال تشويه الحقائق وترويج الاكاذيب واستخدام اساليب التهييج ومسح العقول ففي عقد السبعينات والثمانيات كانوا مزيجاً من اشتراكيين وشيوعيين ووجوديين وبعثيين وبوهيميين وبعد سقوط الاتحاد السوفيتي تحولوا إلى اسلاميين وقريبا سنراهم مجموعات من رعاة البقر والخنازير تبعا لمتغيرات السوق.

من المحزن حقا ان كل شعوب الارض تناضل لاجل حريتها الا الشعوب العربية تناضل لاجل ترسيخ الاستبداد والقمع وتناضل لاجل حفنة من جياع السلطة من اجل حفنة من المرضى الذين يتوهمون بان الله خلقهم لتخليص البشرية ومن دونهم تموت الشعوب ..

وحتى نتعرف على هؤلاء أكثر ، هؤلاء حركوا الشارع الاردني والجامعات للتظاهر تأييدا لسيدهم
" صدام حسين " إبان إحتلال العراق للكويت في عام 90 وكأنه حرر فلسطين وصارت صور القائد الملهم في شوارع الأردن أكثر من صور جلالة الملك الراحل حسين بن طلال مما تسبب في طرد العائلات الفلسطينية والأردنية التي كانت تعمل وتقيم في الكويت .. وفي الوقت الذي كان يجوع ويموت فيه أهلنا في العراق نتيجة الحصار المفروض على العراق كان هؤلاء يتلقون كابونات نفط من أجل البقاء في تلميع نظام صدام حسين الذي دمر العراق وتاريخ هذا الطاغية معروف ولسنا بحاجة هنا إلى نبش تاريخه الأسود ببساطة هؤلاء عبارة عن مجموعات استطاعت بسط سيطرتها على وسائل الاعلام الأردني وتستخدم كما اشرت سابقا إلى التهييج ونسج الأكاذيب واستغلال قضايانا منها قضية فلسطين والآن العراق ، والأكثر سخافة تتهم الاردن بأنه دولة غير ديموقراطية وفاسدة وانهم يناضلون لأجل الحرية والديموقراطية وهم بنفس الوقت يؤيدون اكثر الأنظمة العربية استبدادا المهم بأن شيكات تلك الانظمة تتدفق اليهم .

لنعود إلى موقف تلك المجموعات من مهرجان الأردن هذه المجموعات لم تجد لها نصيب من كعكة المهرجان كما كانت تنهب من قبل مهرجان جرش لهذا شنت الحرب عليه طبعا التهمة جاهزة " الشبهات التطبيعية " ما هذا السخف 'شبهات" انا متأكد لو قامت هيئة التنشيط السياحي الأردنية بمنح تلك المجموعات نصيب من الكعكة فسوف يشحذون اقلامهم وسنرى الصحف الاردنية والتي تدار من قبل هذه المرتزقة تهلل وتزمر وتطبل وتمجد لهذا المهرجان حتى لو لم يكن مهرجان غنائي فقط حتى لو كان عرض لافلام اباحية فأنا متأكد لو تم دعوة مجلة بلاي بوي الامريكية لاقامة مهرجان في الاردن أو مهرجان الافلام الاباحية وتم تعيين رئيس لجنة ضد التطبيع في نقابة المهندسين فلا يتردد في القبول اذا كانت ستزيد من ارصدة حسابه في البنك المهم ماذا سيحقق له ان ما يحدث في الأردن أشبه بقصة مزرعة الحيوانات للكاتب الانجليزي جورج اورويل ولكن الفرق هو باننا في الأردن نمتلك 100 نابليون و 14 سكوريل 5.3 مليون بوكسر ..
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف