الأخبار
"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّات
2024/4/20
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الجزاء - أقاصيص - بقلم:نزار ب. الزين

تاريخ النشر : 2008-06-25
الجزاء - أقاصيص - بقلم:نزار ب. الزين
الجزاء
أقاصيص
نزار ب الزين*

-1-
بدا كل شيء عاديا ذلك اليوم من أيام بدايات الصيف
رمال الشاطئ الذهبية الممتدة على المدى يمنة و يسرة بدت نقية و براقة ، و ماء البحر كان صافياٍ ، و قد شرّع ذراعيه يدعو المستجمين إلى أحضانه ، فلا موج يصفع السابحين ، و لا حجارة تعرقل الخائضين ، و تحالفت الشمس مع صفائه ، فلم ترسل لظاها بعد ليلسع جلودهم ؛ فكنت من أوائل من استجابوا لندائه .
داعبت ماءه و داعبني ، بل كنت أشعر و كأنه يحملني بيديه الحانيتين ، و يهزني برفق و يهدهدني ؛ و إن أنا في نشوة الإنتعاش ببرودة مائه ، إذا بشاب على بعد أمتار مني ، يتخبط و يصيح مستغيثا : " لقد وقعت في حفرة ، أنا لا أجيد السباحة ، أغثني "
لم أتردد لحظة ، تقدمت نحوه أشق الماء بكل ما أوتيت من قوة ، و لكنني تذكرت فجأة تعليمات الإنقاذ ، التي كنت قد قرأتها ذات يوم ، فعدت القهقرى ، ثم التففت نحوه من الخلف ، و إذ اقتربت من ظهره ، بدأت أدفعه دفعا ، حتى بلغت به شاطئ السلامة ..
و لذهولي الشديد ، و أمام حشد من المستجمين نساء و رجالا و أطفالا ، كنت أتلقى منهم عبارات الثناء ،
إذا به ينهض ....
ثم ...
يتقدم نحوي ، و الشرر يقدح من عينيه ...
ثم ....
يوجه لي لكمة أفقدتني رشدي

-2-
فوجئ الأخصائي الإجتماعي تماما عندما استدعاه ناظر المدرسة لمقابلة مدير التعليم المتوسط ، قال له المدير مؤنبا : " نحن نحاول جاهدين التخلص من ظاهرة الدروس الخصوصية ، و أنت تشجعها ؟ "
الشاكية أم يحيى ، يحيى الذي بذل جهده لإلحاقه بدار الضيافة ، إنقاذا له من بطش والده ضابط الشرطة المتقاعد ، و الذي كلل ممارساته المرعبة بإشهار مسدسه في وجهه ، و كاد يفتك به لولا توسلاتها .
"يحيى يا أستاذ ، مقصر في جميع المواد الدراسية الرئيسية " ، قال الأخصائي الإجتماعي مدافعا ، ثم أضاف : " و السبب واضح و هو معاملة والده الشرسة ؛ هذا الوالد الذي لم يحتمل البعد عن السلطة ، فأخذ يتناول المسكرات و يمارس أوامره العسكرية على أفراد أسرته ، و قد رجتني أم يحيى بعد أن استقر ولدها في دار الضيافة ، أن أرشدها إلى مدرس يقويه في مادتي الرياضيات و العلوم ، فأخبرتها أن التقصير شامل ، و اقترحت عليها ، أن تكلف مدرسا واحدا يكون بوسعه تقويته في جميع المواد ، و يكون في الوقت ذاته عاملا مساعدا على رفع معنوياته و استعادة ثقته بنفسه ، ثم عرفتها على الأستاذ جعفر ، فأين خطئي ؟ "

-3-
كلفه أصحاب المدرسة الخاصة بإدارتها لدورة صيفية ، صمم الإعلان ، ابتدأ بالتسجيل ، بحث عن المعلمين المناسبين ، و في يوم الإفتتاح ، امتلأت صفوف المدرسة عن آخرها بالطلاب المحتاجين إلى التقوية ، و ابتدأت الدورة الصيفية .
بعد بضعة أيام جاءه أحد الشركاء ، مطالبا بما جمعه من نقود ، رفض بداية موضحا أن المحاسبة المالية تتم عادة في نهاية الدورة الصيفية .
في اليوم التالي جاءه الشركاء الثلاثة ، و بعد مداولات و مساومات تمكنوا من انتزاع أكثر من نصف المبلغ .
قبيل نهاية الدورة جاؤوه ثانية مطالبين بالمزيد ، فرفض بشدة ، موضحا لهم أن عليه التزاما تجاه المعلمين المكلفين من قبله ، ينقدهم أجورهم أولا ، ثم تجري المحاسبة ..
بعد أن قدم للجميع أجورهم ، لم يبق معه إلا القليل القليل ..ما لا يعادل نصف أجر أحد المعلمين !
توجه إلى مكتب كبيرهم مطالبا بحقه ، فأجابه بكل صفاقة : " ما معنا يبقى معنا ، و ما معك هو أجرك ! "
----------
* نزار بهاء الدين الزين
سوري مغترب
عضو إتحاد كتاب الأنترنيت العرب
عضو الجمعية الدولية للمترجمين و اللغويين العرب ArabWata
الموقع : www.FreeArabi.com
البريد : [email protected]
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف