الأخبار
انفجارات ضخمة جراء هجوم مجهول على قاعدة للحشد الشعبي جنوب بغدادالإمارات تطلق عملية إغاثة واسعة في ثاني أكبر مدن قطاع غزةوفاة الفنان صلاح السعدني عمدة الدراما المصريةشهداء في عدوان إسرائيلي مستمر على مخيم نور شمس بطولكرمجمهورية بربادوس تعترف رسمياً بدولة فلسطينإسرائيل تبحث عن طوق نجاة لنتنياهو من تهمة ارتكاب جرائم حرب بغزةصحيفة أمريكية: حماس تبحث نقل قيادتها السياسية إلى خارج قطرعشرة شهداء بينهم أطفال في عدة استهدافات بمدينة رفح"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزة
2024/4/20
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

ساخرج من سجني الصغير الى السجن الاكبر و كاني اخرج من بين الوان الرماد بقلم:طه حسين ابو غالي

تاريخ النشر : 2008-05-18
تنفست الصعداء .. الوان بالرماد

--------------------------------------------------------------------------------

دقت الساعة لتعلن عن التانية ظهرا .. انه الحادي عشر من مايو و بعد ساعة من الان سيتم افتتاح معرض الاخ الفنان محمد حرب في غزة - المركز الثقافي الفرنسي .
ساخرج من سجني الصغير الى السجن الاكبر و كاني اخرج من رمادي .. هكذا اسمي غزة و لكن لطالما تعودت منذ ايام الدراسة ان استقل السيارة الاجرة من خانيونس الى غزة في نص ساعة و لكن هذه المرة لا اعرف ماهو التوقيت الذي ساصل به طبعا ان كنت محظوظا ووجدت السيارة التي تقلني الى غزة في ظل الحصار و انقطاع الوقود منذ اكثر من ثلاثة شهور .. لذلك دون ادنى شك ان السائق يضع في خزان الوقود زيت قلي بدلا من السولار هذا ما يجعلك تشعر بانك في وسط مقلى فلافل كبير .. و هكذا خرجت من سجن بيتي الصغير الى مقلي فلافل كبير .. و لكني ما زلت مصمصا للوصل الى المعرض لالمس عن قرب الااولن التي خرجت من الرماد و احذوا حذوها في النهوض من موتي الاكيد
وصلت الى محطة السيارات ووجدت سيارة اجرة منتهية الصلاحية و كانها خارجة من الرماد للتو دون ان تطرق بابا واحدا للقدر مستاذنة له بتحدي الموت .. المفاجئة اننا ركبا السيارة احدى عشر راكبا و السائق و انا في مركبة لا تسع الا لسبع ركاب عجاف ... و بدينا حقا و كاننا نخرج من بين الرماد .
و ليس كالعادة وصلنا بعد ساعتين مما جعلني اصل متاخرا و بعد افتتاح المعرض الفني ....
ها قد وصلنا الى المركز الفرنسي .. ياااااااااااااه لقد وصلت سالما و نزلت من مقلى الفلافل مشبع بالزيت فعلا ما كان ينقصني الهواء الطلق و ها انا اخيرا امام الاعمال الفنية اتنفس الصعداء ..

انها تشكل حالة من التمرد على الفراغ و الملل القاتل اللذين يعتلون النفس الفلسطينية القابعة في سجن غزة الكبير ... انها متعة التمرد يسكن جسد امرأء تتخلص من سلبيتها المحايدة و تطلق العنان لملاممحها الغريبة الجديدة بان تصرخ بالوان طيف محاصرة .. مشبعة بالزيت و يكاد الرماد ان يجعل من ايامها كمون لوني .. هكذا تخرج الكلمات كما تنطلق الخطوط صوب اللامعقول تعبر عن اسرار تكاد ان تنطق من احشاء جسدا هزيل انها غزة .. انها غزة تخرج من بين الرماد .. تعانق اعنان السماء يلتفها الدخان كما لو انها في مخاض عسير ..

لازلت انتفس الصعداء كلما انتقلت من لوحة للوحة و ارى فيها ميلاد جسد جديد يعاند ظلمة الحصار و يلتف حوله يحمي ملامحه التاريخية تارة و يجهز اعضاءه ليكون جسدا واحدا ينطلق نحو الشرق .. الى موطن الاجداد .. ليتسلل من حصار الموت الى الموت انها زفرات قلب مزبوح .. و كانه جسدا ينوح .. بالالم يبوح

هكذا في غزة نخرج من الرماد و هكذا نتنفس الصعداء

( معرض الوان في الرماد )
بقلم /
طه حسين ابو غالي
غزة - فلسطين
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف