الأخبار
نتنياهو: قواتنا ستدخل رفح بصفقة أو بدونهاوفد حماس يغادر القاهرة للعودة برد مكتوب على المقترح الجديد لوقف إطلاق الناربلينكن: أمام حماس مقترح سخي جداً وآمل أن تتخذ القرار الصحيح سريعاًتضامناً مع فلسطين.. احتجاجات الجامعات الأميركية تتسع وسط مخاوف إلغاء مراسم التخرجتل أبيب تستعد لإصدار الجنائية الدولية أوامر اعتقال ضد مسؤولين إسرائيليين كبارإعلام إسرائيلي: 30 جندياً في الاحتياط يرفضون الاستعداد لاجتياح رفحقناة كان: القيادة الإسرائيلية منقسمة بشأن مستقبل الحرب في غزةارتفاع درجات الحرارة يفاقم معاناة النازحين في غزة ويزيد من البؤس اليوميالأمم المتحدة: إزالة الركام من قطاع غزة قد تستغرق 14 عاماًتصاعد الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأميركية ضد الحرب الإسرائيلية على غزةتفاصيل المقترح المصري الجديد بشأن صفقة التبادل ووقف إطلاق النار بغزةإعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسية
2024/5/1
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الخوف من المجهول في ظل وباء كورنا بين البقاء أو الفناء بقلم:د.عذاب العزيز الهاشمي

تاريخ النشر : 2020-04-13
الخوف من المجهول في ظل وباء كورنا بين البقاء أو الفناء بقلم:د.عذاب العزيز الهاشمي
الخوف من المجهول في ظل وباء كورنا بين البقاء او الفناء

بقلم الدكتور عذاب العزيز الهاشمي

 وباء الكورونا ليس كـ"خدعة" بطل غارسيا غابرييل ماركيز لحبيبته في رواية "الحب في زمن الكوليرا" ولا كقصة تلك البطلة العائدة من الصين ناقلة لعدوى فيروس قاتل في فيلم "كونتيجن" ولا هي كرواية "عيون الظلام" التي تنبأت بالفيروس منذ 1981.

بل هم أبطال "العمى" للروائي البرتغالي جوزيه ساراماغو، تعيدهم إلى ذاكرتنا الأحداث بذات التفاصيل حين يتحول الاحتمال إلى واقع... وحين ينجح الروائي في إنتاج واقع في القرن العشرين قابل للاستنساخ في القرن الحادي والعشرين وربما القرون القادمة بضمانة وحيدة ومؤكدة وهي المحافظة على نفس مستوى الشلل الفكري في مقاومة الأزمات.

في رواية "العمى" يصف ساراماغو حالة الهلع التي كشفت عن مستوى تدن أخلاقي وثقافي واجتماعي واقتصادي لامسه الكاتب في مشاهد مسرحية كتابيا ومؤثرة جدا. ويقص علينا الراوي في أجزاء الرواية حالات التحجير اللاإنسانية التي تكشف أن غاية الحياة عند البعض تبرر حيوانية السلوك البشري أحيانا وهذا نتاج الخوف المرضي من الموت ومن الفناء.

 في كتابه "تهذيب الأخلاق" يقول مسكويه :" الجهل هو سبب الخوف وهذا الجهل هو الذي حمل الحكماء على طلب العلم وتركوا لأجله اللذات الجسمانية وراحات البدن، واختاروا عليه التعب والسهر وبرأيهم أن الراحة التي تكون من الجهل هي الراحة الحقيقية وأن التعب الحقيقي هو تعب الجهل لأنه مرض مزمن للنفس والشقاء منه خلاص لها وراحة سرمدية ولذة أبدية" .

 أما جاك ديريدا فقد دعا الى ضرورة تعلم فكرة الوجود العرضي حتى نتحمل فكرة الفناء.

 حين توفرت لسقراط فرصة الهروب من زنزانته لم يهرب توقيا من أن يكمل حياته في حالة هرب وبالتالي خوف ومن ثمة عجز عن التفكير وهنا نختم بدرسه الأخير حين قال: " أنصتوا يرحمكم الله: يجب على العقل النقدي أن يتسم بشجاعة التفكير أولا، قبل شجاعة القول ثانيا، بل قبلها بدرجات ودرجات الخوف من المجهول.

 هذا الخوف الذي دفع الإنسان إلى تقديس الشمس والقمر وعبادتهما، هو ذاته الذي دفعه إلى تقديس العقل، ليس العقل العاطفي الإنساني الطبيعي، بل الأداتي الذي يسخّر البشر والحجر لإعلاء شأنه (شأن العقل). هدف بلا قيمة.
هو الرعب إياه الذي يزلزل كينونة الإنسان عند هايدغر، ويزجّه إلى العدم. رعب من ماذا؟ رعب ناتج عن إدراك النهاية، العدم، الموت.  وعلى الرغم من الظروف التاريخية المختلفة لكل وباء، إلا أن هناك سمات مشتركة بينها، أو على الأقل في طريقة تعامل السلطات الحاكمة والمجتمعات معها. هذه الأوبئة كانت كوارث إنسانية كبيرة، والآلام التي تسببت بها غيرت الثقافة الغربية بشكل عميق.

خلال "الموت الأسود" في القرن الرابع عشر، كما خلال وباء 1918، ووباء كورونا اليوم، تعطلت الحياة الاجتماعية، وعزل الناس أنفسهم، حتى قبل أن تطلب السلطات منهم عدم الاختلاط. وخلال كل وباء كان كثيرون يلجؤون إلى التفسيرات الغيبية لأسباب الوباء أو النظر إليه كعقاب إلهي، أو كمؤامرة.

والخوف ليس فزعا فحسب، وإنّما هو أيضا “صناعة”، بل هو مفردة من مفردات العولمة التي تزحمنا في كلّ مسالك العيش دونما بشير أو نذير؛ وتتسرّب من شقوق أبوابنا وثقوبها، وما أكثر الشقوق والثقوب، بل قد لا تكون هناك أبواب أصلا. يقول المثل الأجنبي، وأنا أنقله نقلا قد يعاني من قلق العبارة، “سواء أذهب النبيّ إلى الجبل أم لم يذهب، فإنّ الجبل آتيه لاريب”، وسواء ذهبنا أو لزمنا بيوتنا، فالجبل آت كالعهن المنفوش أو الصوف المصبوغ. ما يعنيني في السياق الذي أنا به هذه العولمة التي تتحدّر إلينا من كلّ حدب وصوب؛ وهي تجرفنا نحن الذين لم نتهيّأ لها في من تجرف من شعوب العالم.

امامنا خياران الاول ان يصنع الخوف المناعة من المجهول القادم للوباء و يصبح محفزا للادارة والتخطيط للسياسات القادرة علي احتواء هذا الوباء واما ان نستسلم له تحت البقاء بالركود وانتظار مصير مجهول وبالتالي ينتصر الوباء علينا.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف