الأخبار
حماس: ذاهبون إلى القاهرة بروح إيجابية للتوصل إلى اتفاقإعلام إسرائيلي: جيشنا انهار في 7 أكتوبر رغم تدريباته لمنع هجوم مماثلكم تبلغ تكلفة إعادة إعمار قطاع غزة؟تركيا تُوقف جميع التعاملات التجارية مع إسرائيلغزة: عطاء فلسطين تنفذ سلسلة مشاريع إغاثية طارئة للمتضررين من العدوانحمدان: إذا أقدم الاحتلال على عملية رفح فسنُوقف التفاوض.. والاتصال مع الضيف والسنوار متواصلأكثر من ألف معتقل في احتجاجات الجامعات الأميركية ضدّ الحرب على غزةرئيس كولومبيا يُعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيلبلينكن: نريد الآن هدنة بغزة.. وعلى حماس أن تقبل العرض الجيد جداًتركيا تقرر الانضمام لدعوى الإبادة الجماعية ضد إسرائيلالكشف عن نص العرض المقدم للتوصل لهدوء مستدام في قطاع غزةنتنياهو: قواتنا ستدخل رفح بصفقة أو بدونهاوفد حماس يغادر القاهرة للعودة برد مكتوب على المقترح الجديد لوقف إطلاق الناربلينكن: أمام حماس مقترح سخي جداً وآمل أن تتخذ القرار الصحيح سريعاًتضامناً مع فلسطين.. احتجاجات الجامعات الأميركية تتسع وسط مخاوف إلغاء مراسم التخرج
2024/5/4
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

أريده لا أريد غيره بقلم : محمد الدرقاوي

تاريخ النشر : 2020-02-03
أريده لا أريد غيره بقلم : محمد الدرقاوي
بالكاد خرجت من محنة عمرها ،محنة حنطتها في حداد على نفسها
أوقفت زمانها عن الفرح ،صيرتها جثة تطل على الحياة ، سجينة من يفك قيدها ؟
وأتاها على حصان أبيض ، أركبها وراءه ثم انطلق ، لها قال :
ـ تمسكي بي ، بعد اليوم لن تسقطي ..
بكت وله اعترفت : السقطة في قلبي والجرح غائر يا سيدي
بدأ الحصان يمشي الهوينى ، وكلما زاد بهما خطوات أحست بحصنها
بقوتها ، بحريتها ، برغبتها في التحدي ...
ماعادت تخشى أحدا ،فالفارس قد غرس في أعماقها ان ما تحسه مجرد هواجس خوف طفولي ، تحكمت فيه تربية وتقاليد ،فهي كما هي ،منها لم يتغير غير قدٍّ كلما نمت زادته السنوات تناسقا ، جمالا وأنوثة ..
كلما خبب الفرس زادت بالفارس التصاقا ،له تفتح السمع والبصر، تفتح الصدر ، صارت تحسه لها ، فهو من أباد تربية الاقاويل البائدة في نفسها ، من علمها كيف تهرب من زمن كم أرقها ، حمامة صيرها تفر من سجنها ، تغني للحياة من جديد وتنصت لنشيد الأماني .. مهما كان في حياته من أنثى غيرها فلن تستطيع نزعه منها حتى ولو ظلت له عاشقة بلا أمل ، المهم أن يبقى لها ، وله تأوي بحديث ، بعقل وجسد وروح ..
صارت وهي في فصلها تستبطن الابتسامات من تلامذتها، تراقب فرحهم وغضبهم ، خوفهم وانشراحهم ، هم أنفسهم لاحظوا تغيرها ، ماعادت وجها مغلقا بصرامة ، ولا أنياب يأس تمضغ الحصرم ، أثر المرآة صار تورد خدود وكحل عين واتقان هندام ..
وطرق الباب رجل بذكورته مغرور .. قال: أنا زوج ولي أبناء ، فهل يكون لي في العانس بنتكم نصيب ،تساعدني براتبها على هم الزمان ؟
وأتت فارسها تهرول من خوف القبول يوقعه أب شاخ ،وعنوسة بها قد مرحلت السنين ..
حبيبي رأسي ينكمش ،وعلى نفسي قد فقدت السيطرة ،افتني في رجل أتاني يستغل عنوستي ، يتطلع لراتبي ، توهمني قطرة كالحة ..
قال: أريد رأيك أولا ..
قالت ، انا بك محاصرة ، مطوقة برأيك ، بما منك قد اكتسبت ..
قال : ايتها المحصنة بي ،من أتت خلفي بلا رهب و عاهدتني أن بعدي تقتفي الأثر : الرجال صاروا عناكب فساد ، فكيف يطولك الرضى ،وانت تصرفين على شبه رجل، لايأتيك الا ليلا لينهب راتبك، ويرمي فيك أزمته، ثم يعود لبنيه ؟
أظن زمن الاماء مات ، وانت حرة ، عانس تحيا بعناية خير ألف مرة من زواج استغلال و ذل ..
قالت : حبيبي لك ابقى ولغيرك لن أكون ..أنت نسمة صيف بددت قحط حياتي
ووجدت نفسها تعيش حياة ماعرفتها من قبل ، استسلمت لفارسها بالروح والعقل والجسد ..ماعاد يربطها بعالمها غير اعمال يومية عادية لا يمكن أن تبعدها عن فارسها ..
ولأول مرة تتذوق الجنس ، يعرفها الفارس بعض خباياه ، تستمتع ، وكلما ارتجفت بين يديه أحست أن الدنيا تكبر بها ، تفتح لها الأذرع ، لم يعد يؤرقها غير رصيد حياتي تتجاوب به ومن خلاله مع فارسها ، هو يبثها لغة تحيط بكل شيء ، حتى الفجور حين يهمس لها به .
ـ حبيبي علمني ، تكلم ودعني أردد بعدك ..
يقبلها ، يلعق جيدها وخديها ثم يعض شحمة أذنها :
لا اريدك أن تكوني ببغاء مرددة ، قولي كل ما تحسين به ، أي لفظ على لسانك رقص ، تفوهي به ..
هكذا صارت تذوب شخصيتها في فارسها ، صارت نسخة منه ، سمكة هو ماؤها ، لايغيب لحظة عنها في عمله الا أحست بالدنيا تنقلب في عينيها ،
بمزاجها يتعكر ، ونفسها تنقبض .. أين ذهب ؟ أين تأخر ؟ من يكون معه ؟
أسئلتها لا تنطلق من غيرة عليه ، وانما من خوف أن يتركها وقد تعودته ،
لا تتصور نفسها الا معه ، ولا تستعذب وجودها الا بين احضانه ، حبها له هو غير حب أنثى لرجل ، حبها له تلتحم فيه كل جزيئاتها ، تريد ان الا يفارق حضنها ولا تغيب عن ذراعيه ،هو فكرها وتفكيرها ، هو أحلامها التي تتلون بخلفياتها القديمة والتي تصارع النفس على ان تبيدها في عقلها وتجويفات نفسها ..
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف