الأخبار
حماس: ذاهبون إلى القاهرة بروح إيجابية للتوصل إلى اتفاقإعلام إسرائيلي: جيشنا انهار في 7 أكتوبر رغم تدريباته لمنع هجوم مماثلكم تبلغ تكلفة إعادة إعمار قطاع غزة؟تركيا تُوقف جميع التعاملات التجارية مع إسرائيلغزة: عطاء فلسطين تنفذ سلسلة مشاريع إغاثية طارئة للمتضررين من العدوانحمدان: إذا أقدم الاحتلال على عملية رفح فسنُوقف التفاوض.. والاتصال مع الضيف والسنوار متواصلأكثر من ألف معتقل في احتجاجات الجامعات الأميركية ضدّ الحرب على غزةرئيس كولومبيا يُعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيلبلينكن: نريد الآن هدنة بغزة.. وعلى حماس أن تقبل العرض الجيد جداًتركيا تقرر الانضمام لدعوى الإبادة الجماعية ضد إسرائيلالكشف عن نص العرض المقدم للتوصل لهدوء مستدام في قطاع غزةنتنياهو: قواتنا ستدخل رفح بصفقة أو بدونهاوفد حماس يغادر القاهرة للعودة برد مكتوب على المقترح الجديد لوقف إطلاق الناربلينكن: أمام حماس مقترح سخي جداً وآمل أن تتخذ القرار الصحيح سريعاًتضامناً مع فلسطين.. احتجاجات الجامعات الأميركية تتسع وسط مخاوف إلغاء مراسم التخرج
2024/5/4
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

جفاف بقلم : محمد الدرقاوي

تاريخ النشر : 2020-01-28
جفاف بقلم : محمد الدرقاوي
أصحو من نومي .. أجلس على حافة سريري .. لا شيء يتوضح أمامي ..
أسائل نفسي : لماذا صحوت ؟
من دقيقتين كنت أحلم ، استغربت من شبح اسود كان يقرأ رسالة فوق مكتبي ..نسيت لمن كتبتها ..طليقي ..لا.. هو آخر من أفكر فيه .. كلمة واحدة اليه تحرك رغبته في العودة ..شبه رجل و بلاكرامة .. لا أريده ..جلاد بالنهار .. حقير فاشل بليل .... طفل لم يبلغ الرشد ..يحوله السكر صبيا ضاعت منه حلوى ..
وضعت يدي على كتف الشبح ، حين استدار الى ناحيتي وجدته رجلا وسيما ، راقتني عينه الغمازة بسحر ، كأنه كان يراودني عن قبلة ، أنا نفسي اشتهيته ..قربت خدي منه ، لئيم بدل القبلة هبر عضة ، آلمتني ..لكن كانت بألم لذيذ ، سرى دبيبا في كل اطرافي .. ضحكت ..وتمنيت لو يطلب أخرى .. ابتسم بكبر وغادر المكان... ...
صحوت .. فتحت عيني .. حملقت في سقف غرفتي ..كل شيء ضبابي
عاودني النوم، رميت راسي على وسادتي فحلمت ..يلزم ان اعطي لزمن الحلم فرصة أطول حتى استعيد حلمي الأول .. ليته يعود، كم أنا جشعة ،
طماعة ..أو ربما متيمة عاشقة ..لكن بمن ولمن؟ !! ...
بيني وبينكم، أحسست شيئا يسري في ظهري ..لا ..ليس في ظهري .. السريان يمتد،.. لففت ساقا بساق ..وظهر .. الشبح نفسه قد ظهر ..رأيته يضحك ، كانه يشمت بي ..قلت :هيت لك .. قهقه ثم استدار .. فتح الباب وخرج ..
كم يثيرني .. ايقنت هشاشة نفسي ،جفاف وحدتي ،من احساسي العميق بأني في أمس الحاجة الى رجل.. لكن ، ليس أي رجل ، أحببت ذلك الشبح ، هو فقط من أريد ..
بدل ضحكاتي صارت عيوني ترغب دموعا .. تبلل جفافها ، تعيد طهرها الذي افتقدته .. كأن هشيما على اشفارها قد وقع... ...
كطفلة صغيرة فركت عيني بكلتي يدي .. حين توقفت تناهت الي موسيقى صاخبة انطلقت للتو ..لعنت صاحبها أو صاحبتها ..ماعادت الموسيقى غذاء للروح ..جف رواؤها ، فقدت فحولتها كرجال اليوم.. جذب وهدير..
بلا مقومات للرجولة ...جفاف القوة والنبض ..
قفلت النافذة وانا أسائل نفسي : لماذا صار الغير لا يحس لك بوجود ؟
تذكرت عبارة كان طليقي يحاول ان يلبسني وزرها :" انت ِعاقر" ...
ضحكت .."وهل انت رجل حتى تميز بين العاقر والولود ؟
سنة ونصف من زواج ولازلت بكرا ..وما نفع فيك مرهم ولا حبات ..
كم أسخر من نفسي .. الصور تترى..
حين جعلني طليقي تحته يوم زفافنا ، خلت نفسي نعجة تتأهب لذبح.. ..
خائفة ، أترنح وانتظر سكينه ، عصاه ، اصبعه حتى ، اترقب دمائي .. لا ألم ولا دفء ..جفاف .. لم يحاول أن يهدئ نفسي ولو بقبلة ، عاطفة من جفاف ..كتلة لحمية بلا روح ..
همدت ..وصار هو من يخور كثور مذبوح .. يزفر جفاف رجولته المفقودة ، لا شيء لديه يثير خوفا.. ..
انقلب على السرير فأراح صدري من ثقله ، وماعاد يصلني غير شخيره ..
تلمست باناملي موضع الذبح .. جفاف ... النمل وحده يغلي على ضفاف المكان ....وبقيت عفتي.تبكي جفافها ... ..
كنست صورة تبدت لناظري ... الشبح ... لا مقارنة.. ..
لكن ابقيت على لذة ألم باغتتني .. رفعت راسي الى ساعة الحائط .. كانت كلاعب يركض في سباق ، تتحرك كما يتحرك هذا الألم في صدري ..وبين رجلي ، سريعا ، قويا ، دفاقا ..بلل، ماء يخفف من قسوة الجفاف ...
ثلاجة المطبخ ليس فيها غير فاكهة .. ربما مع فنجان قهوة قد تخمد المي وجوعي..
تثاقلت حواسي .. كانها تخدرت .. منذ طلاقي ما تناولت في البيت أكلا .. فلا أحد في البيت يعد أكلا ، أمي سلمتني الى زوجي ثم ماتت بعد شهرين ؛ أما ابي فلا اعرفه ..مات قبل مولدي ... الاكلات السريعة في مطعم الحي كانت تسد رمقي ..
أسرعت لدولاب ملابسي ، غيرت ، ثم الى الشارع هرولت لأرتمي على أول مقعد في المطعم ، أطلب فطورا .. لا ليس فطورا واحدا .. فقد عاد الشبح بلا إذن جالسني ... بادلته الابتسام ، ونسيت ألمي ،جوعي .. نسيت يتمي .. نسيت شبه رجل من فشله ، من عناده ، من وهمه ذقت حرماني ..ارتديت جفافي ..حرقت سنة ونصف من عمري .. ..
هو كما هو يبتسم .. احسست يده من تحت الطاولة تمتد لركبتي ..
انفرجت شفاهي لتقول له :توقف ... كما انفرجت ركبتي من نغلات الجفاف.. لم أجده .. رحل وبقي اثر الحضور.. جفاف ،جفاف ، جفاف .. ....
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف